بسم الله الرحمن الرحيم
رواية قناع البراءة يسقط كاملة 2014
السلام عليكم
روايتي الاولى
أتمنى أن تنال إعجابكم أتقبل نقدكم وافكاركم
الرواية من تأليفي (همس الخواطر )
.................................................. .............
الجزء الأول
رواية (قناع البراءة يسقط )
يا طفلي الصغير
دعني أقص لك حكاية البراءة
كلنا ولدنا والبراءة تنطق من أعيننا
وغشائها قد حجب عنا الرؤية
كان بائع الحلوى صديقنا
وكان معلم المدرسة عدونا
وكل ما يشغل تفكيرنا أمور لا تتجاوز المتعة
كلما يكبر الإنسان يفقد شيء من براءته
يصبح قذرا شيء فشيء
ربما لا يريد الشخص منا أن يصبح قذرا
لكن مغناطيس القذارة يجذبنا نحوه
دائما ما يكون الطريق القذر أسهل وأجمل من الطريق القويم
كلما كبرنا زادت رغبتنا في المتعة
نصبح شياطين بأجساد البشر
ننغمس في اللذة
حتى نصبح أجساد بلا روح
أجساد عارية من النقاء
أجساد لا تبحث إلا عن المتعة
بأي شكل كانت
لذلك يا طفلي تأكد
إن الكبار كلما زادوا عمرا كلما زادوا قذارة
كلما اشتعل رأسهم شيبا كلما زادت قذارتهم
لا يغرنك نظرة عطف بأعينهم
ولا حكمة تقولها ألسنتهم
ولا لمسة حانية توهمك بعطفهم
كلهم قد مروا في كهف القذارة
كلهم بحثوا عن المتعة
وإن يدعون المثالية فهم كاذبون
وأنا وأنت مثلهم
فهذه طبيعة البشر جميعهم خطاءون
يميلون للانحطاط أسرع من الانجذاب للاستقامة
يا طفلي الصغير روايتي ستحكي لك قصة البراءة
وتحكي لك كيف يسقط قناعها خطوة تلو خطوة
تأليف :همس الخواطر
.................................................. ............
تسللت أشعة الشمس من نوافذ المنزل
كانت الخادمة قد فتحت الستائر وهي تنادي على سيدتها واستيقظت السيدة ورد بعد جهد جهيد
مسحت وجهها بقطرات الماء
السيدة ورد ذات ال26 ربيعا تملك طولا ملحوظا يزيدها أنوثة وبشرة بيضاء كبياض الثلج
وعينين واسعتين باللون البني يسدل على كتفيها شعرها البني اللون
لم تكن السيدة ورد ذات جمال أخاذ ولكنها تملك جمال يكفي لجذب أنظار الرجال
جلست على الأريكة بغرفتها وفتحت علبة السجائر
قالت لنزي : سيدتي طعام الإفطار جاهز بالحديقة والسيد سامي وصل من السفر
حدقت بها وقالت بلا مبالاة : هل أخبرتك أني أود تناول طعام الإفطار الآن يا لينزي ؟
ـ أعتذر سيدتي
أشاحت بوجهها عنها وأكملت نفث الدخان
رن هاتفها المحمول رمقت لينزي بنظرة فهمتها وانصرفت على الفور
أجابت على الهاتف وهي تقول : ما هو الأمر المهم الذي تريد محادثتي فيه بهذه الساعة يا سيد أسامة لتتصل بي في الصباح الباكر وأنا لم أكمل سيجارتي بعد
ـ سيدتي كنت أريد إخبارك أن هناك ضيوف قادمون من لندن إلى الحفلة
ـ وما الذي يتوجب علي فعله ؟ هل أستقبلهم
ـ المقصد أن.. أعني هل أحجز لهم غرفة في الفندق
ضحكت ساخرة ثم قالت :للمرة الألف أشعر أني أخطئت باختيارك مدير لأعمالي
ـ فهمت سيدتي حسنا ..سأستأجر لهم غرفة
ـ هل من شيء أخر
ـ ستكون السيارة جاهزة بالتاسعة مساء وأتمنى أن يكون السيد سامي برفقتك لأجل الصحافة
ـ حسنا أراك بالمساء
أقفلت السماعة وتنفست الصعداء
اليوم يوم مميز حيث ستعقد صفقة العمر وتعتبر هذه الصفقة قفزة في شركتها المرموقة السمعة
ولقد اهتمت بأمر تجهيزات الاحتفال بنفسها
نزلت إلى الحديقة حيث كان سامي منهمكا بتناول طعام الإفطار وقراءة الجريدة
جلست بالكرسي الذي أمامه بعد أن ألقت التحية
وضع سامي الجريدة وقال : حبيبتي
وقف وأقترب منها .. أمسك بيدها وقبلها ثم قال : اشتقت إليك
سحبت يدها من يده وقالت : أهلن بك
جلس سامي على كرسيه وقال : ألم تشتاقي إلي ؟
ـ تسافر للندن بدون سابق إنذار ثم تعود فجأة غريب أمرك
ـ اليوم يوم مميز لك كيف لي أن لا أحضر
قطبت حاجبيها وهي تنظر لطاولة الطعام
أشارت بأصبعها للخادمة التي اقتربت منها
قالت ورد : أين قهوتي يا ترى ؟
ـ سيدتي أخبرتني لنزي أنك لن تتناولي طعام الإفطار لذا لم...
ـ أنت مطرودة
قال سامي : ورد ما خطبك
تجاهلته وقالت : هيا أذهبي وأجمعي أغراضك
تركتها الخادمة وهمت بجمع أغراضها
هذه ليست أول مرة تطرد ورد خادماتها لسبب تافه
قال سامي ممتعضا : لما طردتها ؟
نظرت إليه وقالت ببرود : على ما أظن أن المنزل ملكي بكل من فيه وأنا أتصرف كيفما شئت
ـ هل أنت متوترة بسبب الحفلة ؟
ـ تعلم أني لا أتوتر ولا شيء يقلقني
ـ أخبريني إذا ما الذي يزعجك ولما تتكلمين معي بالنبرة القاسية
ضحكة ساخرة وهي ترمقه بنظرات احتقار
تنفس الصعداء ثم قال : إذا ما زلت غاضبة مما حدث بالسابق
وقفت وقالت : كن جاهزا بالتاسعة مساء لا أحب التأخير
وبالتاسعة مساء كانت ورد مستعدة تمام الاستعداد
فستان أسود اللون بذيل متوسط الطول عليه عقد ألماس مبهر
وسامي كان قد ارتدى إحدى بدلاته الرسمية الفخمة
دخل الاثنان من مدخل الفندق حيث تقبع قاعة الاحتفال
وأضواء الكاميرات تلمع بكل زاوية
كان والد ووالدة ورد أول الحاضرين
سلمت ورد عليهما وهي تقول : اشتقت إليكما
قالت ماجدة (والدتها ) : تنسيق الحفل جميل يا ورد ولكنك لم تحسني اختيار الحلويات
قبلها خالد ( والدها ) وقال : تبدين جميلة اليوم
ـ اشتقت إليك يا أبي
والديها لا يستقرون ببلد معينة يكثرون من السفر والتنقل
أخر مرة رأتهم كانت قبل ثلاث أشهر لأن والدها قد كسر ساقه واضطرت ورد للسفر إليهما بلندن حتى تطمئن عليه
قالت ماجدة : أصبحت هزيلة ونحيلة عن أخر مرة رأيتك بها هل أنت مريضة ؟
ـ أنا بخير يا ماما
ـ أم أن سامي لا يعتني بك يا ترى
وضع سامي يده على كتف ورد وقال : بل أنا أضعها بوسط عيناي وأقفل عليها
قال خالد ساخرا : هذا واضح لذلك سافرت إلى لندن وتركتها
ابتسم سامي مجاملة ثم قال : سافرت للعمل
والدها لا يطيقان سامي البتة حيث أنها تزوجته رغم عنهما ولم يكونا موافقين عليه
فهو لا يمثل بعالمهم المخملي أي شيء مجرد رجل فقير لا يملك شهادة
منذ أن تزوجته ورد أسست له شركة سيارات ليكون هو مديرها
بنظرهم سامي رجل حثالة ولا يتشرفون به كزوج لأبنتهم
أبتعد سامي عن والديها قدر الإمكان حتى يتهرب من نقدهم اللاذع والمستمر
ووقفت ماجدة وورد بأحد زوايا القاعة يتجاذبان أطراف الحديث
قالت ماجدة : لا أعلم ما الذي أعجبك بهذا الرجل ولما مازلت زوجته
ـ نحن أجمل ثنائي يتحدث عنه الصحافة وعامة الناس وأنت تسألين لما مازلت متمسكة به
حدقت بها ماجدة وهيا تقول : هل ما زلت تحبينه
ابتسمت ورد ساخرة ورشفت من الكأس التي بحوزتها
نظرت لأمها وقالت : بالطبع يا أمي .. أنا وهو لم نتغير مازلنا مثل السابق نحب بعضنا
قاطع حديثهم قدوم صوفيا صديقتها وهي تقترب من ورد وتحضنها
قالت صوفيا : ورد عزيزتي اشتقت إليك كثيرا
سحبتها من يدها بعد أن سلمت على والدتها وانصرفت على عجل
قالت صوفيا ضاحكة : أعلم أنك تريدين أي شخص أن يبعدك عن والديك قدر الإمكان
ـ آه ليتك سمعت ما قالته ظلت تنتقد كل شيء ملابسي وكم أصبحت هزيلة حتى تنسيق الحفل لم يعجبها
ـ تنسيق الحفل مبهر جدا كل شيء جميل لقد أبدعت يا ورد
ـ أشكرك
ـ إذا أخبريني لما تتركين سامي يركض خلف الحسناوات ويتركك
ـ مؤكد أنه يختار فتاة ليسهر معها الليلة
ـ إذا اختاري رفيقا لك
ضحكت ورد وقالت : مجنونة
مواقع النشر (المفضلة)