مدونة نظام اون لاين

صفحة 8 من 8 الأولىالأولى ... 678
النتائج 36 إلى 38 من 38

الموضوع: رواية قناع البراءة يسقط كاملة 2014

  1. #36

    ][ فريق تطوير الزين ][


    تاريخ التسجيل
    Aug 2013
    المشاركات
    11,800
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: رواية قناع البراءة يسقط كاملة 2014


    الجزء الحادي والثلاثون

    استيقظت بذلك الصباح بعد نومه بالفراش الوثير بالغطاء الدافئ
    غسلت وجهها وسرحت شعرها كما يجب ثم ذهبت لغرفة الملابس واختارت الملابس بعناية فائقة

    نزلت من درجات السلم للدور السفلي واستقبلتها جوان بابتسامة
    ـ صباح الخير سيدة ورد
    ـ صباح الخير جوان
    ـ طعام الإفطار جاهز بحجرة الطعام
    ـ أخبريهم أن ينقلونه للحديقة
    ـ أمرك
    تنفست الصعداء وابتسمت لقد اشتاقت لهذه السلطة والتأمر
    اشتاقت لحياتها السابقة كثيرا
    خرجت للحديقة الواسعة المترامية الأطراف
    لقد جدد البستاني تصميمها وهذب أشجارها وزرع ألوان مختلفة من الزهور
    ونصبت طاولة الطعام أمام النافورة المائية

    سكبت جوان القهوة لها ووضعت علبة السجائر إلى جانبها
    ابتسمت ورد وقالت : أنت تتعلمين بسرعة يا جوان
    ـ لشرف لي أن أخدمك سيدتي
    ـ ماذا سيعد الشيف لنا على العشاء
    ـ أمرته أن يعد لك حساء ثمار البحر وكرات البطاطس إلى جانبه الماكسكان ستيك وبالإضافة للتيراميسو
    ـ جيد يستحسن أن تكون مائدة جميلة لأن أمير سيتناول طعام العشاء معي الليلة
    ـ أمرك سيدتي

    تركتها جوان لتتناول طعام الإفطار
    حدقت بحديقتها الجميلة والورود الزاهية
    ما أجمل المال ..
    المال يصنع السعادة ويصنع النفس الكريمة
    ضحكت بسخرية
    لا أصدق أني عشت تلك الكوابيس لا أصدق أني ذهبت لتلك الحانة وعملت بها
    من هو جواد ليذلني بهذه الطريقة
    قبضت على الكوب بغضب . . من هو ليرسم لي كيف أعيش حياتي
    أنا قاهرة الرجال ومن تحديتهم في السوق وفي التجارة وفي الحياة كيف أسمح لحثالة أن يستولي على عقلي
    أن يجعلني أذل بتلك الطريقة القذرة
    رباه ما خطبي أفكر به كثيرا . . علي أن أنساه

    وقفت وذهبت إلى السيارة حيث فتح لها السائق الباب
    دخلت لشركتها بخطواتها الواثقة المتعالية
    نزعت عنها معطفها الثمين ووضعته بالشماعة
    ثم جلست على كرسيها الجلدي وباشرت العمل الذي لا ينتهي

    طرق باب مكتبها سامي ثم دخل فورا
    حدقت به وقالت : سامي ؟! كيف تدخل بدون إذن هكذا ما هذه الهمجية
    وقف أمامها وقال مبتسما : مبارك لك سيدة ورد
    ـ أشكرك
    ـ ها قد عدت لسابق عهدك .. رباه كم تبدين جميلة وأنت على الكرسي وتباشرين بعملك
    ـ أنصرف إذا سمحت لا أطيق رؤية وجهك
    ـ أتيت لأبارك لك أيضا بالطلاق لقد أنتشر الخبر
    ـ أشكرك
    ـ هذا يعني أن المكان فارغ لي
    ـ كلا أنا محجوزة لرجل يفوقك ذكاء وجمال ومال رجل بحق وحقيقة وليس مثلك
    ـ أوه .. (قال بسخرية ) السيدة ورد عادت وبقوة
    ـ أخرج من مكتبي إن كنت انتهيت من كلامك السخيف
    ـ أتيت مرحبا فقط
    ـ لا تظن بأني لا أعلم عن حقارتك..أنا على علم بكل ما فعلته لي يا سامي ولكنني لن أنتقم منك احتراما لكونك زوجي السابق
    ـ بل لأنك ... تحبينني
    ـ أخرج من المكتب فورا
    ـ عموما أنا سأسافر للخارج حتى أبني تجارتي هناك من شركة طليقك المصون جواد
    ـ شركة جواد ؟!
    قال بسخرية : ألم يخبرك أنني طلبت منه الشركة كثمن سكوتي عن الجريمة البشعة التي ارتكبها بحق صوفيا
    ـ لا يعنيني هذا الأمر أخرج من مكتبي فورا
    ـ عمت صباحا سيدة ورد

    تجاهلته وأكملت العمل
    ما الذي يهذي به هذا المجنون هل أخذ شركة جواد حقا
    رباه
    لقد عانى جواد الكثير لأجلي (قطبت حاجبيها ) حتى أنا عانيت لأجله لقد أخذ كل منا جزاءه

    هو أخذ جزاء إخفاء الحقائق عني وأنا أخذت جزاء خيانتي
    حاولت أن تكمل عملها دون التفكير بجواد وبأمور جواد

    يقولون أن الشخص الذي تبذل مجهودا لتنساه هو الشخص الذي تعشقه وبجنون


    دخلت لقصرها الكبير بعد انتهاء الدوام واستقبلتها جوان
    قالت : هل وصل أمير؟
    ـ كلا سيدتي لم يصل بعد
    ـ سأذهب لأرتدي ملابسي ريثما يصل

    صعدت لغرفة نومها واختارت فستان قصير بسيطا وتركت شعرها منسدلا
    ثم نزلت للأسفل وكان أمير بانتظارها

    ابتسمت وقالت : متى وصلت
    قبل يدها وقال : للتو
    ـ كيف حالك
    ـ بخير ما دمت أراك يا جميلتي
    قربها إليه وقال : اشتقت لعينيك ولرمشها ولشفتيك ولنعومتها وليديك ولرقتها
    ضحكت وقالت : كم أنت بارع في الغزل
    ـ أنا أؤلف قصائد ولكنها تكتب وتألف خصيصا لك
    ـ أحقا
    ـ بالطبع
    ـ هيا لنذهب ونتناول الطعام

    حوط خصرها وذهب معها لحجرة الطعام
    سحب الخادم كرسيهما وسكب لهم من شتى الأطباق ثم أمرت ورد جميع الخدم بالانصراف

    قال أمير : تبدو الأطباق شهية جدا
    تناولت ورد من كرات البطاطس ثم قالت : الشيف الخاص بي يعدها
    ـ هل تحبين الطبخ
    ـ أكرهه جدا
    ضحك وقال : أنا أيضا
    حدق بها برهة ثم قال : هل فكرت بأمر خطوبتنا ؟
    رشفت من الحساء وقالت بهدوء : أنا موافقة
    ابتسم ابتسامة واسعة ثم قال : هذا أجمل خبر سمعته اليوم
    ـ إذا متى سنحدد موعد خطوبتنا
    ـ ما رأيك أن تكون بالشهر المقبل
    ـ موافقة
    ـ سأحجز أفضل فندق لأقيم فيه حفل خطوبتنا ستكون حفلة يتحدث عنها الجميع أعدك بذلك
    ابتسمت ولازمت الصمت
    وضع يده على يدها وقال : هل أنت سعيدة ؟
    ـ نعم
    ـ أنا طائر من السعادة يا ورد الأرض كلها لا تكفيني لأصور حجم سعادتي
    تنفست الصعداء ولازمت الصمت لمدة طويلة
    لازمت الصمت طيلة تحضيرات الحفل

    وقدم والديها من لندن التي قررا أن يستقران فيها أخيرا
    عكفت ماجدة على تحضير الحفلة لتصبح حفلة يتكلم عنها الجميع







    ورغم كل تجهيزات الحفل التي بذلت ماجدة جهودا فيها
    إلا أن ورد لم تكن سعيدة كانت تشعر أن ثمة أمر ينقصها ولا تعلم ما هو

    دخلت برفقة أمير للحفلة من مدخل الفندق وأنشغل الصحفيون بتصويرهما

    بدا أمير بغاية الوسامة في الحفل وكذلك ورد





    حوطها أمير بذراعه ووقف الاثنين أمام الكاميرات لتلتقط لهم صورة
    ثم دخلا للحفل ليسلموا على الضيوف

    وقفت مع أمير تسلم على الضيوف فيما همست بنفسها

    " أشعر أني سأختنق .. لما لست سعيدة رغم كل هذا الجمال الذي حولي وذراعي ممسكة برجل يفوق كل الرجال في الجمال وحسن المظهر
    رجل أنيق يعرف كيف يختار كلماته
    لما لست سعيدة ؟ لماذا كم أريد أن أعرف سبب هذا الضيقة والاختناق الذي أشعر به
    تكاد دموعي تنزل من شدة الضيقة
    لا أعلم ولكنني أحتاج لرؤية جواد
    كلا . .كلا لن أتصل عليه ولن أراه يجب أن أبتعد عنه تماما



    قطعت مع أمير الكعكة وتناولتها
    قبل أمير جبينها وقال مبتسما : أنا سعيد جدا
    ابتسمت وقالت : أنا أيضا
    أمسك أمير يدها بكل رقة وقبلها ثم وضع الخاتم بأصبعها وكذلك هي وضعت الخاتم بأصبعه

    ضحكت بسخرية
    رباه يا ورد كم خاتم لبست ولكم رجل خطبت ؟
    ما هذه الحياة

    رقصت مع أمير على أنغام الموسيقى بينما تحاشت النظر إليه
    ودت لو تنتهي أجواء هذا الحفل بأسرع وقت تشعر بالاختناق
    تشعر أن روحها ستصعد للسماء
    حصلت بتلك الليلة على هدايا كثيرة من الأقارب والأصدقاء
    وما إن انتهت الحفلة هربت بسرعة لمنزلها رغم أن أمير حاول الذهاب معها ليسهران سوية ولكنها أرادت الابتعاد عنه
    دخلت لمنزلها ثم لجناح غرفة نومها و عزلت نفسها عن الجميع
    لا تريد أن ترى أحدا من أصحاب الطبقة المخملية
    لا تريد أن تسمع أحاديثهم ولا تريد أن تعيش جوهم الفاخر المليء بالترف والبذخ
    لمعت الدموع بعينيها
    ما الذي تريدينه يا ورد ؟!
    ما الذي تشتهيه نفسك حتى ترتاحي
    أ تشتهي حضن جواد
    كلا البتة أنت لست ضعيفة
    أنت ورد المرأة الحديدية

    أ صحيح أني لا أستطيع العيش بدونك ؟
    وأن قلبي ولد بحضنك
    وأن روحي سترجع لجسدي
    إن ارتميت بين ذراعيك
    واستمعت لسيمفونية دقات قلبك
    أ صحيح ذلك ؟
    أم هو مجرد وهم لا أعلم

    .

    .

    .

    دخلت لباب شركتها بذاك الصباح
    لم يتسنى لها تناول الطعام بالمنزل لأنها تأخرت
    باشرت العمل فور جلوسها على الكرسي
    لكنها لمحت خبر على الجريدة شدها لقراءته
    أمسكت بالجريدة لتقرأ الخبر

    " نقلة كبيرة لرجل الأعمال جواد "
    رجل الأعمال طليق السيدة ورد خالد ينتقل نقلة عظيمة "
    ضحكت بسخرية " هو مشغول بتطوير نفسه بينما أنا أفكر فيه هنئ لك يا جواد "
    حاولت أن تكمل عملها وتتناساه
    ارتكزت على الكرسي ورشفت من دخانها
    فوجئت بطرقة على باب مكتبها وفوجئت أكثر عندما رأت جواد أمامها
    وقفت وقالت بلهفة : جواد
    أقترب بضع خطوات وقال : صباح الخير
    ـ صباح الخير أهلا بك تفضل
    ـ أتمنى ألا أكون قد عطلتك عن عملك
    جلست مقابل له وقالت : كلا البتة تفضل
    جلس وقال : جئت لأهنئك بمناسبة خطوبتك لقد خطبت لرجل جميل حسن المظهر ولديه أموال وثروة تفوق ثروتك
    ارتكزت على الكرسي وقالت : أنا أيضا أهنئك لقد قرأت الخبر بالجريدة يبدو أن تجارتك توسعت وهذا ما يبدو على مظهرك
    كان مرتديا بذلة فخمة جدا وبدا على مظهره الثراء
    ابتسم وقال : نعم تحسن وضعي كثيرا
    ـ يبدو أن الانفصال كان بصالحنا
    حدق بعينيها وقال : لكنه لم يأتي لصالح قلوبنا
    لازمت الصمت وتجنبت النظر إلى عينيه
    وضع علبة على الطاولة وقال : هذه هدية مني بمناسبة خطوبتك
    أمسكت بالعلبة المخملية وفتحتها كان خاتم زواجها من جواد
    حدقت به وقالت : ما هذا؟ هل تمزح معي
    ابتسم وقال : هذا خاتم زواجك.. احتفظي به إلى أن يحين وقت زواجنا لتضعيه بأصبعك مرة أخرى
    وضعت العلبة على الطاولة وقالت : لما أنت واثق بأني سأعود لك
    وقف من أريكته وجلس إلى جانبها وهو يحدق بعينيها
    وضع يده على قلبها وابتسم ابتسامة واسعة
    قال هامسا : ما زلت تحبيني ونبضات قلبك تشهد على ذلك
    أبعدت يده وقالت : أبتعد عني رجاءً
    ـ قلبك لي أنا أقسم بذلك
    ـ لم يعد لك يا جواد
    ـ ربما جسدك محرم علي أما قلبك فلا وألف لا
    زاد اقترابه منها فيما قال وهو ينظر لعينيها
    ـ أنت تحبيني ولا تستطيعين نسياني .. أرى ذلك بعينيك .. أرى فيهما رغبة شديدة في الاقتراب مني والارتماء بحضني .. دائما ترمين بهمومك بحضني وتشكين لي . . تبكي على صدري وأمسح على رأسك بكل حنان
    وقفت وقالت : رجاء أنصرف
    ـ لماذا ؟ لأني أخبرتك بحقيقة مشاعرك
    نظرت إليه وقالت : أنا لا أريد حبا .. أريد حياة كريمة فحسب
    وقف وقال : ها قد أصبحت غنيا وسأسعدك
    ـ لا أريد حبك لأنه مذلة يا جواد
    ابتسم وقال : ستعودين لي يا ورد أقسم بالرب أنك ستعودين أنا أرى ذلك بعينيك

  2. #37

    ][ فريق تطوير الزين ][


    تاريخ التسجيل
    Aug 2013
    المشاركات
    11,800
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: رواية قناع البراءة يسقط كاملة 2014

    الجزء الثاني والثلاثون ( ما قبل الأخير )

    عادت من شركتها ذات مساء
    هاتفها المحمول لم يتوقف من اتصالات أمير
    لكنها لم تشتهي الرد عليه
    رمت بثقل جسدها على الأريكة وأشعلت تلك السيجارة
    اقتربت جوان منها وقالت : مساء الخير سيدة ورد هل أعد لك قدح من القهوة
    ـ كلا يا جوان دعيني وحدي
    رشفت من تلك السيجارة وتنفست الصعداء

    تذكرت كلمات جواد التي علقت بذهنها
    ستعودين لي .. أقسم أنك ستعودين لي
    ابتسمت بدون شعور عندما تذكرت المواقف التي حصلت مع جواد
    تذكرت كيف كان متطفلا بأول لقاء بينهما

    ( أراقبك من بعيد .. زوجك يلهو مع الحسناوات بينما لا أرى بعينيك نظرات الغيرة لماذا يا ترى
    ـ عفوا
    ـ وردة جميلة مثلك لا يليق لها أن تبقى بدون مرافق بالحفل
    ـ من أنت يا سيد ؟
    ـ أدعى جواد
    ـ هل أنت صديق لسامي أم ماذا ؟
    ـ صديق لصوفيا )


    ( ـ إذا أخبرني عن نفسك .. لأنني أشعر أنك تعلم كل شيء عني
    ـ ما الذي تودين معرفته ؟
    ـ أي شيء
    ـ حسنا ... أدعى جواد وعمري هو 33 سنة وأحب ورد التي تبلغ من العمر 26 سنة
    ـ ماذا أيضا
    ـ أحبك وأحبك و أحبك ولا شيء بعد ذلك
    أنت شمسي وقمري وأنت ليلي ونهاري أنت سعادتي وبهجتي ثم أنت روحي وتسكنين بروحي وفي تجاويف قلبي )


    ( ـ سيدة ورد
    ـ نعم
    ـ هل تقبلين بي زوج لك ؟
    ـ ما الذي تهذي به ؟ ما الذي تقوله
    ـ هل تتزوجينني ؟
    ـ لكن .. لكن ماذا عن بثينة خطيبتك والزواج و...
    ـ بثينة كانت خدعة مني لأثير غيرتك
    ـ لماذا تفعل ذلك بي
    ـ حبيبة جواد ... هل تقبلين جواد زوج لك ؟!
    ـ نعم أقبل .. أقبل )


    لمعت عينيها بالدموع وهي تتذكر كل تلك المواقف
    ووجدت نفسها تقف من الأريكة وتقود بالسيارة لمنزله
    " أنا أحبه فلما أكابر .. سأذهب إليه وأرتمي بحضنه وأتجاهل الدنيا بما فيها سأذهب إليه وأهمس بأذنه كم أحبه "
    أوقفت السيارة أمام منزله ودقت الجرس
    وبعد برهة فتح لها
    كانت مبتسمة وهمت بأن ترمي بنفسها بحضنه
    إلا أنها فوجئت بمنظره وهو بدون قميص ويرتدي بنطال أسود
    قطبت حاجبيها ودخلت للمنزل ورأت تلك الشقراء جالسة على الأريكة بملابس خادشة للحياء
    التفتت إليه وبعينيها الدموع
    وكتمت تلك الغصة التي منعتها عن الكلام
    اقترب منها وقال بتوتر : ورد .. حبيبتي .. ما هذه المفاجأة لم أتوقع قدومك
    أمسك بالقميص ولبسه بيدين مرتجفتين
    بينما حدقت به والصدمة بادية على وجهها ولم تنطق بكلمة واحدة
    أقترب منها وحاول أن يقربها لحضنه لكنها دفعته بكل قوتها
    قال باستعطاف : حبيبتي أسمعيني
    قالت بصوت مخنوق : لا أريد أن أسمع شيء ... لا أريد أن أسمع
    ودخلت بنوبة بكاء حاد
    أخرج جواد تلك الشقراء من منزله وأقترب من ورد ليحاول أن يهدأ من روعها
    لكنها أجهشت بالبكاء بشكل مؤلم
    نطقت من بين دموعها : إن كنت تحب غيري فلماذا توهمني بأنك تحبني ؟
    ـ ورد حبيبتي أنا لا أحب غيرك .. هذه .. هذه مجرد فتاة عابرة
    ـ إذن أنت هكذا ؟ تصبر نفسك بالنساء
    ـ صدقيني هذه الفتاة لا تعني لي شيء
    ـ إذا هي مجرد امرأة للهو
    ـ نعم هذا كل ما في الأمر
    صفعته بكل قوتها وشهقت شهقة من الأعماق
    ـ أنت رجل وضيع أنت أرخص مما تخيلت
    تحسس الصفعة وقال : أرجوك أسمعيني أنا رجل ولدي احتياجاتي
    صاحت من بين دموعها : وهل تلبي احتياجاتك بهذه الطريقة القذرة
    وضع يديه على خديها وقال هامسا : أرجوك أفهميني تفهمي موقفي أنا رجل يا ورد ولا أستطيع أن أعيش بدون امرأة
    حدقت بعينيه وقالت من بين دموعها : إذا كنت تشغل نفسك بامرأة غيري عندما أصدك عني أليس كذلك ؟
    ـ كلا يا ورد لم أكن أفعل ذلك أقسم أني لم أخونك طيلة فترة زواجنا
    دفعته بعيدا عنها وصاحت به : لكنك خنتني الآن .. أنت أخبرتني أن قلبي لك وقلبك لي .. لقد خنتني بالجسد وبالمشاعر
    ـ ورد أنت ابتعدت عني انشغلت بأمير وتركتني وكنت ستتزوجينه
    أجهشت بالبكاء وقالت : لكنني أتيت إليك .. أتيت لأرتمي بحضنك .. لأنني أعلم أني سأجد الحنان لديك لكنني لم أكن أعلم أني سأراك بهذا المنظر
    غطت وجهها بيديها وقالت : ليتني لم أراك بهذا المنظر .. ليتني لم أراك تخونني .. لما تفعل ذلك بي لماذا
    ضمها إليه وقال : أرجوك سامحيني أنا أعتذر اقسم أني سأكون وفيا لك ما دمت زوجتي
    أجهشت بالبكاء في حضنه وقالت : لقد تعبت منك يا جواد .. عذبتني بشكل قاس ومؤلم .. ما الذي ستفعله بي أكثر
    ـ صدقيني سأسعدك ولن أجعل دموعك تنزل إلا للفرح
    ابتعدت عنه وقالت : لماذا تنتقم مني بهذه الطريقة
    ـ ورد .. صدقيني لم أكن لأعلم أنك ستعودين لي ظننت أن الأمر انتهى وستتزوجين بأمير
    ـ إذا تخليت عني بسهولة ؟ تركتني وحدي .. رميتني وتناسيت حبي وانشغلت بامرأة أخرى
    ـ ورد حبيبتي أنا .. أنا لا أعلم ما الذي علي قوله
    ـ لقد قلت بأنك واثق أني سأعود لك لكن هذا مجرد كلام
    ـ أرجوك سامحيني أستطيع أن أصلح خطأي
    صفعته بقوة وقالت : لا أريد أن أراك مرة أخرى بحياتي وأقسم إني إن رأيتك سأهدم حياتك على رأسك أتفهم
    جذبها من ذراعها وقال : أسمعيني دعيني أتكلم
    ـ أترك يدي حالا
    ـ أنت أيضا مخطئه لقد تمت خطوبتك على أمير والآن تأتين إلي وتلومينني ؟ على ماذا
    ـ على أنك خنتني
    ـ ورد أنا أستطيع إصلاح الأمر صدقيني أعطيني فرصة
    ـ هل أعطيتني فرصة عندما خنتك ؟
    ـ ورد
    ـ أجبني
    ـ رجوتك دعينا نصلح الأمر
    دفعته بقسوة وركبت سيارتها وقادت بسرعة جنونية





    قلبي محترق
    يشعر وكأن نار اشتعلت فيه
    نار لا يمكن أن تخمد !
    نار الألم
    نار الوجع. .
    كلما حاولت أن أسكن وجعه يزيد ألما
    جفت دموعي من البكاء
    شعرت أن روحي بمكان وجسدي بمكان آخر
    شعرت أني بين الناس ولست بينهم
    يحدثونني ولا أسمعهم
    يلمسونني ولا أشعر بلمستهم
    أشعر أني وحيدة بهذا الكون العظيم
    شعرت أن هذه هي النهاية
    نهاية كل شيء ابتدأ
    منذ أول لقاء بيننا لآخر لقاء
    هذه هي النهاية !
    لن يكون هناك رجوع ولا عودة
    أنا عزمت القرار بأن أنتزع عرشك الذي نصبته بقلبي
    وأهدمه لأحوله إلى سراب



    اتصلت على أمير بصباح اليوم التالي وقررت ألا تذهب للشركة
    أقترب منها وقال مبتسما : صباح الخير حبيبتي
    ـ كيف حالك يا أمير
    ـ بخير ولكنك لا تبدين كذلك
    ـ أريد أن أخبرك بأمر
    ـ تفضلي أنا أسمعك
    ـ ما رأيك أن نذهب لفينيس ثم نعود ونقيم حفلة الزواج
    ـ تبدو فكرة جيدة ولكن ما سبب السفرة
    ـ لدي عمل هناك
    ـ وكم سيستغرق
    ـ لا أدري .. مدة طويلة
    ـ كم بالتحديد
    ـ ربما أربع أشهر أو أكثر
    ـ هذه مدة طويلة جدا يا ورد لن أستطيع أن أأخذ إجازة من عملي لأربع أشهر
    ـ أنت لن تبقى معي طيلة الأربع أشهر ستضل فقط أول شهر ومن ثم تعود
    ـ ولماذا أربع أشهر يا ورد
    ـ لأنني أريد أن أعمل وأريد أيضا أن أقضي فترة استجمام بفينيس
    ـ حسنا يا ورد كما تشائين
    حدقت به برهة ثم قالت : هل بإمكاننا الاستقرار بفينيس ؟
    ـ لماذا ؟
    ـ مجرد اقتراح
    ـ لا أدري يا حبيبتي ربما لن نستطع فعل ذلك
    ـ فكر بالأمر
    ابتسم وقال : أعدك أني سأفكر
    ـ حسنا سأجهز حقائب السفر وأحجز التذكرة
    قبلها على جبينها وقال : سأذهب لأهتم بأمور الشركة وأتفق مع موكلي ليحل محلي أثناء السفر

    ملئت قاعة الاستقبال بحقائب السفر
    كانت ورد بقراره نفسها تفكر بالاستقرار في فينيس
    لقد حصلت على شريك جيد هناك قررت أن تعمل معه
    قررت أن تلتفت لعملها وتوسع تجارتها أكثر يكفيها لعب ولهو بالأيام السابقة

    فتح باب المنزل على مصراعيه كان جواد يتنفس بصعوبة وكأنه ركض ألف ميل
    أقترب منها وقال : أحقا ستسافرين بلا عودة ؟
    قطبت حاجبيها وقالت : كيف دخلت للمنزل ؟ وكيف علمت بسفري
    ـ أخبرتني ساندي بذلك
    ـ أخرج من المنزل فورا
    أمسك بذراعيها بقوة وقال بنبرة حزن : لن أسمح لك بأن ترحلي إما الموت وإما رحيلك عني
    ـ انتهى كل شيء يا جواد لا تحاول معي
    صاح بها : كاذبة لم ينتهي .. أنت تحبيني أنت لا تستطيعين العيش بدوني
    دفعته عنها وقالت بحدة : لقد مللت من كل ما يحصل أريد أن أصفي ذهني بعيدا عنك
    قال هامسا : ورد .. أنا روحك هل تستطيعي العيش بدون روحك ؟
    ـ نعم أستطيع . . مثلما أنت تستطيع العيش بين أحضان النساء
    ـ أرجوك لا تذهبي أترجاك يا ورد دعيني أقبل قدميك دعيني اطلب السماح وأعتذر منك أرجوك
    ـ أبتعد عني يا جواد لقد انتهى كل شيء
    ـ ماذا عن حبنا ؟ ماذا عن الأيام التي عشناها سوية هل انتهت ؟ هل محوتها من ذاكرتك
    لمعت الدموع بعينيها
    وقالت بصوت مخنوق : انتهى كل شيء يا جواد لا تحاول معي لقد عزمت قراري بالرحيل
    سحبت الخادمة حقائبها وخرجت من المنزل بينما جواد خلفها يتعذر ويترجاها أن تستمع له
    ركبت السيارة وركب هو سيارته ليلحق بها إلى المطار
    ركض خلفها وقال : إذا أخبريني إلى أين ستسافرين ؟
    التفتت إليه وقالت : لا تسبب الإحراج لنفسك
    ـ ورد أنا أحبك أنا متيم بك أنا سأموت بدونك صدقيني
    ـ أبتعد عني رجاءً وإلا أرغمت حارس الأمن أن يبعدك بالقسوة
    لمعت عينيه بالدموع وقال : أرجوك يا ورد أرحمي قلبي أليس بقلبك ذرة رحمة ؟
    ـ لقد نزعت الرحمة من قلبي بأفعالك .. حبك لم يعد موجودا فلا تحاول ولا تذل نفسك أكثر
    ـ أعطني فرصة أخيرة
    قالت بصوت مخنوق : لا أريد أن أرى وجهك بعد اليوم
    ـ إذا أخبريني بمكان سفرك أترجاك
    انهمرت الدموع على خديها وقالت : إلى اللقاء يا جواد أتمنى ألا تلاحقني أبدا
    ذهبت لمكان انتظار كبار الشخصيات فيما ذهب جواد خلفها
    ـ أسمعيني رجوتك .. أتوسل إليك لا تحرقي قلبي هكذا يا ورد .. ورد انظري إلي .. أنظري لعيني لحظة لا تتركيني أرجوك .. أرجوك يا ورد
    هم بأن يمسك بذراعها إلا أنها أخبرت حارس الأمن أنه يزعجها
    سحبه حارس الأمن من ذراعه وأبعده عنها
    فيما صاح بأعلى صوته : ورد لا تتركيني يا ورد لا تهدمي كل شيء بنيته معك
    التفتت إليه وبعينيها الدموع وكتمت الشهقة التي كادت أن تنطلق
    ـ ورد لا تفعلي ذلك بي أرجوك أنا أقسم أني سأموت إن ابتعدت عني أقسم لك بذلك
    واختفى صوت ندائه ورجائه لها عندما رماه حارس الأمن خارج المطار
    مسحت دموعها وجرت حقائبها خلفها وصعدت للطيارة مع أمير
    وكانت تلك بداية النهاية

    انتظروني بالجزء الأخير من روايتي

    همس الخواطر . .

  3. #38

    ][ فريق تطوير الزين ][


    تاريخ التسجيل
    Aug 2013
    المشاركات
    11,800
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: رواية قناع البراءة يسقط كاملة 2014


    الجزء الثالث والثلاثين ( الأخير )

    هبطت الطائرة مساء بمدينة العشاق فينيس(جزر البندقية)
    كان أمير ممسكا بيدها وأخذ بها لأحد القوارب المائية لتنقلهم إلى الفندق



    فينيس عشق ورد الأبدي
    تعشقها أكثر من أي شيء آخر تعشق جوها وأماكنها وأزقتها المائية الضيقة
    تعشق كل شيء بها
    ولا شيء يروح عن نفسها سوى فينيس
    جلست على الأريكة بجناحهم الملكي
    وضعت رأسها على الوسادة كانت متعبة من الرحلة وغطت بنوم عميق
    حملها أمير على فراشها ونام هو بالأريكة خارج الغرفة حتى تأخذ راحتها بالنوم
    وبعد نوم عميق استيقظت وخرجت من الغرفة ورأت أمير مستلقيا على الأريكة
    ابتسمت وهي تحدق به كم هو رجل نبيل حقا
    أيقظته بهدوء وهي تربت على كتفه

    فتح عينيه وقال بصوت ناعس : ورد هل استيقظت من النوم
    ـ أدخل للغرفة وأكمل نومك هناك
    أعتدل بجلسته وقال : كلا أنا مستيقظ
    ـ اذهب وارتاح لا تجهد نفسك
    ابتسم وقال : ما رأيك أن ننزل للمطعم الذي بالفندق ونتناول طعام العشاء
    ـ لا أشتهي تناول الطعام
    ـ حبيبتي هل أنت بخير لا تبدين بصحة جيدة
    ـ أنا بخير لكنني متعبة من السفر
    ـ هيا دعينا نتناول الطعام . . أذهبي وارتدي معطفك الجو بارد

    وقفت وارتدت معطفها ونزلت للأسفل معه
    كان أمير قد حجز طاولة لهما
    قدم النادل ليأخذ طلباتهم وتحدث معه أمير كان يجيد الإيطالية و يتحدث بطلاقة
    لازمت ورد الصمت ورشفت من قهوتها وعلى وجهها الجمود والكئابة

    وضع يده على يدها وقال : أخبريني ما هي قصتك
    حدقت به وقالت : أي قصة ؟
    ـ قصتك مع طليقك الذي يدعى جواد
    قطبت حاجبيها وقالت : لا يوجد أي قصة بيننا بالأصل
    ـ لقد رأيت الوداع الذي حصل بينكما في المطار يا ورد ورأيت كم أنت مستاءة وحزينة
    ـ أمير رجاء لا تتحدث عنه لقد انتهى بالنسبة لي وأنت أتيت بمحله
    ـ ولكن ربما لم آتي محله بقلبك بعد
    ـ لما تحاول أن توجد علاقة بيننا ؟ لقد أخبرتك أن الأمر انتهى
    ابتسم وقال : لست مجبرة على الزواج بي إن كنت لا تحبيني
    ـ أنا لست مجبرة يا أمير
    ـ ورد أفهمي ما أريد قوله لك
    وقفت وقالت : عن إذنك سأذهب لأرتاح
    ـ أ غضبت لأني فاتحتك بموضوع جواد
    ـ نعم غضبت وإذا سمحت لا تتطرق للموضوع أبدا
    صعدت لجناحها وتركته وحاولت أن تخلد للنوم

    وبصباح اليوم التالي كان لديها موعد مع شريكها الجديد
    دخلت لشركته وصافحته كان رجل بالعقد الثلاثين من عمره بدا جاد أثناء العمل ولم يكن لديه وقت للهزل واللعب
    وكذلك هي لم تكن تريد أن تلعب لقد قدمت إلى هنا حتى تكون تجارتها وتوسعها أكثر
    وبينما هي مشغولة بالتجارة كان أمير مشغولا بالذهاب للسينما والمهرجانات والاحتفالات


    كان يتجادل معها كل يوم بخصوص رغبته في العودة
    ـ ها قد اتفقت مع الشريك وستكون البضاعة جاهزة بغضون أسبوع فلماذا نضل أربع أشهر هنا أخبريني
    ـ لقد أخبرتك أن تعود إن أردت
    ـ ولما تظلي أنت هنا ؟ أريد سبب مقنعا
    ـ أخبرتك أني أريد أن أقضي فترة استجمام
    ـ ورد لقد قضيت شهر كاملا هنا وانتهيت من عملك قبيل الشهر فما الذي تنتظرينه
    ـ ألا تفهم ما أقول ؟؟
    ـ هذا ليس عذر مقنعا يا ورد
    ـ وما المقنع بنظرك
    ـ حسنا يكفينا جدالا عن هذا الأمر ما رأيك أن نعود بعد حفلة إتمام الصفقة ؟
    ـ لا أريد ذلك
    ـ بل سنعود يا ورد على الأقل دعينا نقيم حفل زواجنا ومن ثم نسافر إلى المكان الذي تريدينه
    لمعت عينيها بالدموع وقالت : أنت لا تفهم .. لا تفهم أي شيء
    هربت منه إلى غرفة النوم وأقفلت الباب خلفها
    وأجهشت بالبكاء فيما وقف خلف الباب يستمع لأنينها وبكائها

    ما هي قصتك يا ورد لما تبكي لما لست سعيدة معي
    أجزم أن طليقك جواد له ذراع بالقصة
    متأكد أنك تشتاقين له أو أنك ما زلت تحبينه
    ولكن هذا الأمر لا يعنيني
    أنت لي واخترت أن تكوني زوجتي

    .

    .

    .

    .

    دخلت لحفلة إتمام الصفقة برفقة أمير وصافحت المدعوين بينما أختلط أمير معهم وتجاذبوا أطراف الحديث
    وهي كانت شبه حية بينهم
    تشعر أن الموت يقترب يوما بعد يوم
    لا تعلم لما تحتاج للبكاء والصراخ بأعلى صوتها
    عينيها ذابلة من أثر السهر وحمراء من أثر البكاء

    قربها أمير إليه وقال : ما خطبك هل أنت مريضة ؟
    حدقت به ونطقت بتثاقل : كلا
    ـ تعالي معي لنسلم على أحد رجال الأعمال المشهورين

    رافقته ولازمت الصمت وتحركت يديها لتصافح ذلك الرجل بينما على وجهها الجمود
    كانت خالية من المشاعر
    قلبها فارغ
    روحها كأنما صعدت للسماء وبقي شبح جسدها

    فوجئت بلمسة على كتفها التفتت وحدقت بذلك الرجل
    تبسمت وقالت : قصي الصغير أنت هنا
    ضحك وقال : كيف حالك سيدة ورد
    ـ بخير .. فوجئت برؤيتك
    ـ لقد تعمدت المجيء أول ما علمت بأن حفلتك ستقام بفينيس
    ـ هذه الجرائد اللعينة لا تكتم خبرا
    ـ بل لحسن الحظ أني وجدتك بعد أن غيرت رقم هاتفك وقطعت التواصل بينك وبين جواد
    حدقت به بنظرة حزينة وكئيبة
    أشاحت بوجهها عنه وحاولت أن تتصنع القوة
    ـ رجاء لا تتحدث عنه
    ـ جواد مريض جدا
    حدقت به وقالت بذعر : ما خطبه ؟
    ابتسم وقال : أرأيت أنك تحبينه
    ـ أخبرني ما خطبه
    ـ مريض بالحب يا سيدة ورد أصيب جسده بلعنة الحب لا يستطيع أن يقوم من فراشه أصبح متكاسلا متقاعسا عن العمل ووجهه ذابل وذقنه لم تحلق ومنزله متسخ كل شيء به تحول للأسوأ
    ابتسمت ساخرة وقالت : ماذا عني أنا ؟ هل أكترث بي عندما خان ثقتي مع تلك الشقراء
    ـ أنت خنته أيضا
    ـ وهل سامحني ؟
    ـ سامحك في النهاية
    ـ بعد أن داس على كرامتي بكل وحشية
    ـ لقد سامحك بنهاية المطاف على عكسك أنت لقد قررت أن تعاقبيه مدى العمر وما أقساه من عقاب يا سيدة ورد
    ـ هل أتيت إلى هنا بناء على طلبه
    ـ لقد ترجاني أن أذهب وأتكلم معك لعل قلبك يرق له وتسامحيه
    رشفت من سيجارتها ثم قالت بهدوء : يكفيني ما حصلت عليه من جواد أريد أن أرتاح لقد تعذبت معه كثيرا ولا أريد أن أعود له بعد أن كونت نفسي
    ـ أنظري لي يا سيدة ورد .. هل أنت سعيدة حقا ؟ رغم كل هذا المال والجاه إلا أنك حزينة والكل يعلم بذلك وإن لم تقولي بأنك حزينة عينيك ستفضحك
    قالت بغضب : نعم حزينة لأنني تألمت بسبب جواد عانيت وبكيت وذللت بسببه ولم يسأل عني لقد بكيت على وفاة طفلتي ولم يكترث بي أتيت إليه ترجيته أن يوظفني لديه ولم يقبل (أشاحت بوجهها وزفرت زفرة غاضبة ) انفصلت عن سامي بسببه ثم هدمت شركتي فوق رأسي وعندما وجدت وظيفة مناسبة شوه سمعتي بالصحافة وعندما أردت أن أتوظف لديه رمى بي بكل قسوة في النادي الليلي وليسكت ضميره أرسلك إلي حتى تعتني بي وعندما أردت أن أعود إليه رأيته بأم عيني يخونني فلماذا أعود إليه أخبرني ؟
    ـ لأنكما روحين بجسد واحدة ولا يمكن أن تنفصلا عن بعضكما
    حدق بها برهة ثم قال : هذه خلاصة الكلام يا سيدة ورد
    قالت بحدة : أخبره ألا يلاحقني وأخبره بأني سأعود قريبا وسأتزوج من أمير وهو سيكون مدعوا للحفلة
    ابتسم وقال : قسوتك لا تكيل بميزان يا سيدة ورد

    أقترب أمير منهما وقطع نقاشهما الحاد
    قالت ورد : أهلا أمير أعرفك على قصي
    صافحه أمير وقال : أهلا بك هل أنت من أصدقاء شريك ورد أم ماذا
    ابتسم قصي وقال : أنا ابن عم جواد
    حدقت ورد في قصي بعصبية لم تكن تريد لأمير أن يعلم بذلك
    قال أمير : تشرفنا
    ابتعدت ورد عنهما مستأذنه بالذهاب للحمام بينما تعرف أمير على قصي وتجاذبا أطراف الحديث

    .

    .

    .

    .


    وبنهاية الأسبوع عزم الاثنين على العودة ليقيما حفل الزواج
    وفي الأيام المقبلة كان الجو مزدحما لدى ورد
    كان أمير يأخذ بيدها كل يوم للسوق حتى ينتقيا الأثاث لمنزلهما
    أشترى أمير قصرا بالقرب من البحيرة ليسكنا فيه سوية وقررت ورد أن تبيع قصرها الذي تقطن فيه
    قدمت ماجدة برفقة خالد من لندن وأكتظ المنزل بالعاملات
    إحداهن تهتم بشعر ورد والأخرى ببشرتها وأظافرها
    والأخرى بصحتها وغذائها وتراقب وزنها
    ثم تأتي المصممة لتأخذ مقاساتها حتى تصمم أحسن فستان لها
    تسحبها أمها من يدها للفندق حيث يقام الاحتفال
    وتسألها عن رأيها بالزينة والورود والموسيقى وطعام الاحتفال وقائمة المدعوين و بطاقات الدعوة
    لقد شعرت وكأنها بدوامة لن تنتهي
    تنتظر متى يحل المساء لتخلد لنوم عميق
    ولكن لا تلبث أن تضع رأسها على الوسادة لترتاح
    إلا والفجر يخط خيوطه حتى تبدأ دوامة اليوم الجديد
    كانت ماجدة منشغلة بورد وبالحفلة وكأن ورد ستتزوج لأول مرة
    ربما لأنها ولأول مرة ستتزوج بناء على رغبة والديها
    اليوم كانت الليلة التي تسبق ليلة الفرح
    قدمت العائلة وحضر الأصدقاء لقصر ورد
    أصطف ثلاث خدم عند الباب يأخذون بمعاطف الضيوف ويرشدونهم إلى الحديقة حيث أقيم الاحتفال
    وبعضهم يضيفون الضيوف بالمقبلات الشهية وكؤوس العصير
    بينما البعض مشغولون بالحديث عن السياسة وما إلى ذلك
    علقت إحدى قريباتها بأنها قد أصبحت هزيلة جدا وأما الأخرى مازحتها بأنها ستخطف منها خطيبها أمير لشدة وسامته
    بينما لم تعيرهن أي اهتمام كانت تشعر أن الأمر برمته يسبب الاكتئاب
    أرادات أن ينتهي هذا الحفل ثم يقيمان حفل الزواج وتختلي بنفسها بعيدا عن أمير وعن كل العالم
    لم يتوقف جرس بابها عن الرنين من قبل جواد ولكنها حرصت على الحارس أشد الحرص بأن يمنعه من الدخول
    ولذلك لم ترى وجهه رغم أنها تسمع صراخه على الحراس ورغبته بالدخول
    لكنها تسد أذنيها وتغمض عينيها وتحاول النوم
    لقد انتهى جواد من حياتها والآن هي تخطط لزواج بأمير وإنجاب أجمل طفل منه










    بعد انتهاء تلك الحفلة الصاخبة توجه أمير لمنزل جواد كان قد أخذ عنوانه من قصي
    طرق جرس الباب وفتح له جواد
    كان بحال يرثى لها تماما
    مد أمير يده وقال : كيف حالك أنا أمير خطيب ورد
    صافحه جواد وقال ببرود : ما الذي تريده
    دخل أمير للمنزل وقال : أنا أعلم أنك تحب ورد ولكنني جئت لأخبرك بأني حاولت لأعيدها لك لكنها رفضت ذلك
    ضحك ساخرا وقال : أشكرك لقد قدمت لي خدمات جليلة
    ـ تبدو بحال يرثى لها
    ـ على كل حال انتهى الأمر سأسافر غدا إلى لندن ولن أعود وسأقطع علاقتي بها تماما
    تنفس الصعداء وقال بصوت مخنوق : رغم أنني أتمنى لو أنها ترتمي بحضني وتنسى كل ما حصل
    ضحك بسخرية بينما لمعت الدموع بعينيه
    قال بصوت أقرب للهمس : عموما مبارك لكما
    ـ هل ستتواجد بالحفل غدا ؟
    ـ لا تكن قاسيا مثلها
    ـ أتمنى أن تكون بخير في لندن
    ودعه جواد عند الباب وهو يحدق به
    ضحك وهمس لنفسه " ها قد وجدت الرجل الغني الوسيم والذي سيسعدك بدلا مني "

    .

    .

    .

    كانت بغرفة العروس تنظر لنفسها بالمرأة
    لقد اهتمت بها مصففة الشعر وسرحت شعرها بأفضل تسريحة
    ووضعت لها مساحيق التجميل التي تلاءم بشرتها
    بدت جميلة بذلك اليوم وبدا أمير جميلا أيضا حيث ارتدى بذلة سوداء أنيقة وسرح شعره بطريقة جميلة
    أقترب أمير منها بضع خطوات والتفتت إليه وهي مبتسمة
    قبل جبينها ثم قال : يا عروسي الجميلة لا أصدق أنك أخيرا ستصبحين ملكي ولأخر العمر
    ابتسمت وقالت : تبدو بغاية الوسامة سيخطفونك مني
    ـ لا أحد يقدر على أن يختطفني منك يا وردتي
    قبل يدها برقة ثم قال : أنت أسم على مسمى وردة جميلة رائحتك زكية وملمس يديك ناعم ومنظرك رقيق
    ضحكت وقالت : يكفيك تغزل بي
    حوط خصرها بذراعيه وقال هامسا : أقسم أني أحبك وأني على استعداد لأن أسعدك مدى العمر (صمت ثم أردف قوله ) لكنني مهما فعلت ومهما سعيت لأسعدك فلن تكوني سعيدة معي
    حدقت به وقالت : لماذا تقول هذا الكلام ؟
    وضع يده على قلبها وقال : لأن قلبك ليس ملك لي يا ورد
    ـ هل هذا كلام توجهه لي بيوم زواجنا
    وضع إصبعه على شفتيها وقال مبتسما : أعلم انك تحبين جواد وأعلم أنه يحبك لذلك لا جدوى من بقائك هنا لتزفين إلي وتعيشين حياتك متحسرة لأنك لم ترتبطي بجواد
    قربها لحضنه وقال : لن أسمح لحبكما أن ينتهي بهذه الطريقة
    ابتعدت عن حضنه وقالت : ما الذي تهذي به
    ـ أنا أعلم بكل شيء . . أعلم عن القصة بتفاصيلها يكفيك مكابرة يا ورد أنت تحبينه
    انهمرت الدموع على عينيها وقالت : هل رأيته ؟
    ـ كان بحال يرثى لها
    تنفست الصعداء وقالت : لقد انتهى الأمر بيننا يا أمير
    ـ القرار بيديك إما أن تنهيه وتحكمي على قلبك بالتعاسة وإما أن تعودي إليه
    قالت من بين دموعها : أخبرتك أن الأمر انتهى
    ـ لما تحكمين على قلبك المتعب بالشقاء
    أمسك بذراعيها وقال : أنت لجواد يا ورد ولست لأحد غيره
    قبل جبينها وقال هامسا : أذهبي إليه امنعيه عن السفر إلى لندن .. طائرته ستحلق بالعاشرة مساء أمامك ساعة لتلحقي به
    انهمرت الدموع على خديها وتبسمت وهي تنظر إليه
    ارتمت بحضنه وقالت هامسة : أنت حقا أمير حتى بأخلاقك
    ضمها بقوة ثم قال : اذهبي من الباب الخلفي ستنتظرك السيارة لتوصلك إلى المطار
    ودعها وعلى شفتيه ابتسامة
    ركضت هيا إلى السيارة وانطلقت بها إلى المطار
    كانت تبحث عنه في صالة الرحلات المغادرة وهي مرتديا فستان الزواج لم تكن تبالي بمنظرها ولم تبالي بكاميرات الصحافة ولم تبالي بأي شيء
    نعم ستتخلى عن الشركة عن المنزل عن المال عن الطبقة المخملية بأسرها
    ستركض خلف جواد أينما ذهب
    كانت تسأل الموظفين هنا وهناك علهم يرشدونها لبوابة الطائرة المسافرة إلى لندن
    ركضت وهي تمسك بطرف فستانها بينما باقة الورد بيدها الأخرى
    كانت تدعو الله أن تلحق به وألا يسافر
    وصلت لبوابة الرحلة ولكنهم منعوها عن الدخول أخبروها أن الطائرة أقلعت ..حدقت بهم في صدمة
    صاحت بهم : أخبروهم أن يحضروا جواد دعوهم يحضروه لي هو على متن هذه الطائرة .. أرجوكم أخبروه بذلك أخبروه أني أنتظره هنا الأمر ضروري
    ـ آسف سيدتي لقد أقلعت الطائرة
    جثت على ركبتيها بينما انهمرت الدموع على خديها غطت وجهها بيديها وأجهشت بالبكاء
    لقد ذهب بلا عودة !! كما ذهبت هي وتركته
    وقفت بمساعدة حارس الأمن وأرادت العودة إلى أدراجها بخيبة أمل
    مسحت دموعها واستعادت رباطة جأشها
    ربما علي العودة للحفلة حتى لا أسبب الإحراج لوالدي
    ربما ليس لك نصيب في الحب يا ورد

    شدها أحدهم من ذراعها
    التفتت ورأته أمامها
    ضحكت من بين دموعها وقالت هامسة : جواد
    قربها لحضنه وقال : أيتها المجنونة لحسن الحظ أني تأخرت عن الرحلة حتى أراك تنتظريني بفستان الزفاف أمام البوابة
    ضمته وبكت حتى تبلل قميصه من دموعها






    كنت أعلم أنك ستعودين لحضني
    باكية متألمة يدق قلبك وينزف ألما !
    كما أخبرتك مسبقا
    سترمي بثقل همومك على صدري
    تنسي الدنيا وأنت بين ذراعي
    تستمعين لدقات قلبي
    وتدعين الله أن يبقيك لي
    كنت أعلم أنك راجعة بعد أن تتخبط الدنيا بك
    وتقلبك وتدفعك يمنة وشمالا
    رباه ما أجمله من إحساس
    دقت قلوبنا بعنف عندما اقتربنا من بعضنا
    اجتمعنا سوية مرة أخرى
    عدنا كما كنا
    جسدين بروح واحدة
    أنت يا صاحبة الكبرياء يا عاشقة المال
    كنت تكابرين وتمتنعين عن حبي
    لكن قلبك يدق كل يوم متألما
    يوقظك من نومك
    يخبرك أن تعودي إلي
    فقلبك ولد بين ذراعي
    فلما تكابرين يا من ملكت جبروت نساء الأرض

    إياك ثم إياك أن تبتعدي عني بعد هذا اليوم
    ستنسي الحزن ستنسي الألم ستنسي الهجر والحرمان
    سأنصب لك عرشا بقلبي
    وأجعلك
    ملكته الأولى






    النهاية . . (:


    أتمنى أن تكون روايتي قد نالت إعجابكم شاركوني رأيكم وانتقاداتكم

    همس الخواطر . .

المواضيع المتشابهه

  1. رواية عرفتها بنت و ودعتها ولد كاملة ٢٠١٤ , رواية واقعيه
    بواسطة موكاتشينو في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 26-07-2014, 04:12 AM
  2. رواية همس الموت ٢٠١٤ كاملة , روايه كاملة 2014
    بواسطة موكاتشينو في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 64
    آخر مشاركة: 26-07-2014, 04:07 AM
  3. رواية بكاء بلا دموع 2014 كاملة
    بواسطة موكاتشينو في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 39
    آخر مشاركة: 19-07-2014, 10:05 PM
  4. رواية لن اتخلى عنك كاملة 2014
    بواسطة موكاتشينو في المنتدى قصائد وخواطر
    مشاركات: 30
    آخر مشاركة: 19-07-2014, 09:44 PM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27-11-2013, 11:25 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •