البارت السادس ..
-زينب-
كان بآخر المزرعة غرفة صغيرة للحارس ، مسكني عمي انا وسلطان وودونا فيها .
جدي : اللحين انا خايف على البنت انها تروح للغريب ويصير فيها شيء ، تجي انت وتسوي فيها كذا ! ، وتقول انك تحبها وتبيها !!
سلطان : اولاً انتوا مالكم دخل اسويها فيها اللي ابي ، ثانياً هي الغلطانية ، وضربتني قبل ً وثالثاً مالكم حق انكم تمسكونا كذا وتحسبونا على كل شيء كأننا بزران ، احنا نقدر نتفاهم مع بعضنا
جدي بعصبية : اللي شفته هذا مو تفاهم ، البنت يتيمة ، والمفروض انك ما تقهرها او تسوي لها اي شي غلط ، والمفروض تحطها فوق راسك !
سلطان بتملل : طيب خلصتوا !
عمي : ي ولد أسمع كلام جدك
سلطان بصوت عالي : خلاص سمعت ، اللحين هي فهموها وعلموها كيف يعني تضرب رجال
جدي : صح اللي سوته غلط ، لكن الضرب م ينرد عليه بالضرب " والتفت لزينب " اعتذري منه
زينب : بس ...
قاطعها : هو غلطان بعد لكن انتي اللي بديتي بالغلط ، فأعتذري
زينب : لا مو انا اللي بديت بالغلط
والتفت لسلطان ولقيته يناظرني بنظرة خلتني ابلع الكلام اللي كان بيطلع من حلقي !
جدي : اجل مين ؟
نزلت راسي : اسفة
سلطان : خلاص اعتذرت ، خلصتوا الموضوع !
جدي : ماراح نتدخل بينكم مرة ثانية ، واتمنى تحلون مشاكلكم بهدوء وبدون ضرب وغيره
طلع سلطان ، وجيت بطلع لكن جدي مسكني .
جدي : ي زينب ، انا م زوجتك لولد عمك اله علشان م تضيعين ، فلا تضيعين نفسك بنفسك
هزيت راسي وابتسمت بغصة وطلعت لبرى بعد جدي وعمي .
كان محمد واقف عن باب الغرفة ، واول ماطلعنا مسك عمي .
محمد : يبا ابغاك بموضوع
عمي اخذ نفس : وش تبغي انت الثاني
محمد : بروحنا يكون احسن
جيت بمشي لكن عمي وقفني .
عمي : م في احد غريب قول اللي عندك
محمد بعد ثواني : طيب ، يبا ، اكيد امي قالت لك عن البنت اللي ابغيها
عمي : اي قالت لي ، وقلت لها انهم ناس م ينفعون ، وماراح ازوجك بنتهم
جدي كان يصغي بأهتمام .
محمد : يبا ، هي زينة ، لكن ابوها هو اللي مو زين ، ومالها ذنب في كونها بنته
عمي : قت لك ماراح ازوجك اياها ، مو من مستوانا اصلاً !!
محمد : يبا ، طول عمري م قلت لك لا على اي شيء تطلبه مني او تآمرني فيه ، لذلك ، هالمرة بس ، هالمرة أبغاك تسوي اللي ابغاه انا
عمي : قلت لك لا يعني لا ، واذا مصر ، روح بروحك انا ماني رايح معك ، ولا امك
جدي تقدم : خله يتزوجها !
عمي باستغراب : يبااا ، هذيلا ناس م ينفعون ، زبالة
محمد : لا تقول عنهم كذا
عمي :انت اسكت ، يبا ما يصير
جدي : دام الولد باغيها خله ياخذها ، لاتحرمه
عمي بدون اقتناع : لكن ...
قاطعه جدي : وش قلت انا ؟
عمي : تآمر أمر يبا
محمد طب على يد جدي ومن شدة السعادة حسيته بيبكي ، الله يوفقه .
مشيت انا ورحت لجهة الحريم ، دخلت المطبخ بسوي لي كوب شاي ، لقيت نور جالسة تشرب حليب بالقرفة ، كان المطبخ كله ريحته قرفة ، اكره القرفة ، رائحتها القوية تسوي لي صداع .
أخذت لي أبريق الماء وركبته على النار أنتظره يغلي .
نور : زينب
ألتفت وببتسامة : هلا
نور : سويت لك مشكلة بينك وبين سلطان ، انا اسفة
زينب : لا حبيبتي ماصار شيء
نور : خدك
رفعت يدي وحطيتها على خدي : وش فيه ؟!
نور : محمر !!
كانت وراء باب المطبخ مراية ، رحت أناظر نفسي فيها ، لقيت خدي أحمر من صفعة سلطان !
ابتسمت والتفت لنور : حساسية !
نور بدون اقتناع : ايوا
صبيت الماء بكاستي وجيت بطلع .
نور : زينب
التفت : هلا
نور بإبتسامة : ودي أصير صاحبتك
باستغراب : اء ، ايه اتشرف فيك
تمددت ابتسامة نور : اوووكي ، دام ان احنا بنرجع اليوم ، وش رايك تجين معي ، نمر السوق ناخذ لنا كم شغلة كذا ونغير جو ؟
زينب : اي مافي مشكلة ، راح اعطي مرت عمي خبر
نور بحماس عجيب : ياااايي ، خلاص بنمشي الساعة 4 صيري جاهزه
زينب : اووك
-أمل -
كنت واقفة رايحة وجاية بتوتر ، ومها جالسة على الارض جنبي .
مها : اموولة جلسي فريتي لي راسي
أمل : مايرد ، كل مادقيت عليه مايرد ، وأمه مادقت على أمي
مها : شوفي وش شاغله
وانا أعض أظافري : اي ، اي شوفي وش شاغله ...
دق الجوال ، رحت له بسرعة ولقيت محمد داق !
رديت وكأني مجنونة : حبيبي صار لك شيييء !
محمد وهو فرحان : لا لا. ماصار لي شيء ، بس كان راح يصير شيء
أمل : وشو !
محمد : ابوي مارضا نجي نخطبك ، لكن جدي تدخل وقال لا راح نخطبها ، واللحين امي جالسة تكلم امك !!
ابتسمت بخجل : طيب
محمد : أحبببببببككگ
مها من جنبي : بسسسرعة وش صار
أمل : حبيبي ، اختي تناديني اكلمك بعدين
محمد : طيب يا قلبي ، انتبهي على نفسك
قفلت الخط ورحت لمها وقلت لها اللي صار ، وانا جالسة احكي لها وبحماس ، ووش راح اسوي لا جاو يخطبون ، دق الباب ودخلت امي !
وهي تناظرني : امل ابغاك بموضوع
ابتسكت وقمت ، رحت لغرفتها وجلست وجلست جنبها : امري يا يما
أمي : في واحد بيجي يخطبك ، ومن كلام امه فهمت انك تعرفينه من قبل !!
بلعت ريقي : اي يمه ، يعني ما اعرفه اعرفه ، بس معرفة بسيطة
أمي : بسيطة لأي درجة ؟
أمل : يعني ، اممم ، شفته قدام المدرسة كم مرة ، و اءء بس يعني
أمي : طيب ، لكن اللي أعرفه ، أن أهله بخيرهم يعني وناس مستواهم أعلى من مستوانا
أمل : اييه ؟
أمي : يعني ، ما ادري ماذا لو عاملك بطريقة سيئة بالمستقبل ، ماذا لو حزنك ؟ ، يعني وضعه أحسن مننا وانتي تدرين !
أمل : ماما حبيبتي ، محمد أنسان مو من هالنوع ، ولمن يصير زوج بنتك راح تتعرفين عليه وبتعرفين ايش هو
أمي ببتسامة : شوي كأنك تجرأتي بكلامك !
بخجل : يعني ، اقصد ...
قاطعتني بعد ماضمتني : حبيبتي انتي ، انا ما ابي غير اللي انتي تبينه ، وابيك تعيشين سعيدة وهذا اهم شيء
أمل : وابوي ؟
أمي : ماراح يقول شيء ، بالتأكيد راح يزوجك علشان ينفك عنه حمل
غمضت عيوني : الله يخليك لي يا امي
-سلطان-
طلعت من المجلس ، وكانوا كل عيال عمي وخوالي يركبون سياراتهم علشان يمشون ،
دخلت المجلس ثاني: خالد ، مابتقوم ؟
خالد : لا ، بقـ وم ، مع جج دي
سلطان : جدي برى
خالد : قـ ال ، لي بيـ رجع
سلطان : برتحتك طيب
طلعت لبرى وركبت سيارتي وجلست على جوالي ، كانوا اغلب الموجودين مشوا ، باقي بس ثلاث سيارات ، سيا تي وسيارة محمد ، وسيارة نايف ولد عمتي ام نايف ، شوي واشوف عمتي وبنتها وزينب بيركبون السيارة !!!
نزلت باستغراب ومسكت كتف زينب: على وين ؟!
وقفت عمتي و نور ، التفت زينب : بجي انتوا روحوا
كملوا عمتي ونور طريقهم ، التفت علي : رايحة السوق معهم !
سلطان : وتروحين بدون م تقولين لي !
زينب اخذت نفس : قلت لمرت عمي
سلطان : م فيه روحه
زينب بعصبية وصوت منخفض : سلطاااان ، البنت تنتظرني !
سلطان : قلت لك م تروحين يعني م تروحين
زينب : مو على كيفك ، بروح
نزلت نور من السيارة : زووز يالله بسرعة
سلطان بصوت عالي : ماراح تروح معكم ، ان شاء الله وقت ثاني
نور : طيب !
زينب : عندي لك فكرة راح تعجبك ، حطني بصندوقه وقفل علي اوك ، علشان م اسوي اي حاجة بدون ماتدري
سلطان : خاطري اسويها
زينب : اتركني طيب
سلطان : لا
سحبتها على السيارة وركبتها بالكرسي اللي جنبي ، قفلت الباب وركبت وحركت السيارة !
زينب: الباقين ؟؟؟
سلطان : يدبرون نفسهم
كانت اناظر قدامي واحوك السيارة ، وكان جسمي يتحرك بدون م اقدر اسوي له شيء
زينب ونبرة الخوف باينة بصوتها: سلطان تراك تمشي بسرعة
انتبهت على نفسي وخففت السرعة ، وقفت بمكان منعزل شوي والتفت لها : ليه ماغطيتي وجهك؟
زينب : كيفي
بصوت عالي : لا مو بكيفك ، غطيه
زينب بدون م تطالعني : في مرة واحد تزوج بنت ، وكان معروف عنها انها ملتزمة ، لكنه ماكان يثق فيها ، وكان يغار عليها ، او م يغار ، يحتسبها من احد ممتلكاته الخاصة وم يبي اي احد يقرب منها ، حبسها بغرفة ، وحرم عليها احد يدخل او يطلع ، ومرة دقت على اهلها قالت لهم يجيبوا لها اغراض ، وجابوا لها صندوق كبير ، ولما فتحه لقاه اقمشة و اغراض عادية ، دخلوه لها ، وفتحت الصندوق قدامه وشالت الاقمشة والملابس المصفوفة ، وقالت له تعال شوف ، ولما جاء يشوف لقا رجال بالصندوق ، قالت له ، انا لو أدور الشر راح القاه حتى لو اني كنت بين هالاربع جدران .
سلطان : ووش تقصدين ؟
رفعت راسها وهي تناظرني : اللي اقصده ، ان الصايعة لو انحطت بين اربع جدران لقت لها مخرج ، والسنعة لو انحطيت بين عشر رجال راح تصون نفسها ، كل اللي ابيه منك انك تثق فيني شوي وتعطيني مجال اتنفس وما اختنق ، كثرة الضغط تولد الأنفجار
سلطان : مو مسألة ثقة !
زينب : غيره ؟
فار دمي ، ليه راح اغار وانا ما احبها اصلاً !
بصوت عالي : لا مو غيره ، لكني ما تحب اشوف بنات كاشفات قدامي هذا وطول عمري كنت انتقد هذا الشيء ، وبعدين اتزوج لي وحدة انتقدها ، مايصير ، هذا اولاً ، ثانياً انا زوجك ، وحق من حقوقي انك تعلميني وين رايحة ووين جاية
زينب : تونا نتناقش بهدوء ً، ليه عصبت !
سلطان : اسلوبك مو اسلوب نقاش ، هذا اسلوب تحدي !
زينب : انت تبي تثبت انك رجال ، و ان كلامك هو اللي لازم يمشي ، لكن هذا غلط ...
بعصبية وبصوت عالي : لا قلت كلمه تنفذينها وانتي مغمضة
زينب : لا ، ما ابي
مسكت كتفها : تبين غصبٍ عنك
زينب : عارف ان اللي تسويه غلط ، ليه مستمر عليه !
سلطان : ماباقي غير انتي تعلميني الصح من الغلط
زينب : اذا ماتعرف ، ايه بعلمك
وانا ارص على كتفها : اصغر عيالك انا ؟
زينب : انت تتعامل كانك طفل يبغى يثبت انه كبر !!
رفعت يدي بصفعها لكنها رفعت يدها الثانية و مسكت يدي : ماراح اسمح لك كل دقيقتين انك ترفع يدك وتصفعني ، راح تتعدا حدك !
كانت قريبة مني ، قدت أشتم ريحة عطرها ، كانت ريحته تشبه الحاجات السعيدة ، الحاجات الجميلة ، ما اعرف كيف اوصفه ، لكنه دخل بداخلي ، حسيته يضم قلبي بهدوء ، حسسني بالطمأنينة ، مافي شيء بهذا العالم يستحق اني ارفع ضغطي علشانه ، يدها كانت دافية ، على عكس جو السيارة البارد ، عيونها كانت تلمع بأصرار ورجاء .
نزلت يدي بهدوء ، فكيت كتفها وعدلت جلستي .
تحنحنت : لازم نروح للبيت ، نتأخر اللحين ، وبعدين يسوون لنا قلق
قالت بهدوء وصوتها يرجف : ايه ، اخاف خالد استوحش بدوني
رجعت أناظر فيها وهي منزلة راسها ، ظليت ثواني ، وبعدين حسيت على نفسي وحركت للبيت .
طول الطريق كان الجو هادي ، ومانطقنا لا أنا ولا هي بأي كلمة ، لكن في شيء بداخلي كان فوضوي بشكل عجيب ، حسيت فيه اول مرة شفتها لما كنت على الدرج .
وصلنا ع البيت ، وكان فيه سيارة شرطة عند الباب !!
نزلت باستغراب ونزلت معي زينب : ان شاء الله خير
جينا بندخل لكن لقينا الشرطة طالعة وماسكين خالد !!!
خالد كان يصارخ بصوت عالي : مو .. انا .. و و و اللـ ـله ، مو أنـ ا!
زينب رحت ورى الشرطة بخوف : شالسالفة ، وش فيه اخوي وش سوى !!
طلع ابوي من البيت : اخوك ، يشتغل مع مهربين مخدرات !!
زينب : نعععععععم !
- أمل -
كنت جاهزة ، ولابسة الملابس اللي شريتهم البارح ، على حسب ماقالت امي انهم راح يجون الليلة يخطبون .
دخلت مها : يااااه يا أمولة ، طالعة زي القمر ، اول مابتشوفك ام محمد بتطيح من طولها ، وبتوقل ليتنا جينا البارح
ابتسمت بخجل ...
شوي وينفك الباب بقوة ، دخل ابوي بجثته العريضة وهو يصارخ : ماراح تطلعين من هالبيت اله على جثتي ، يا انتي تضلين اليمن تموتين ، يا انا ، وبعدين تتحررين مني
وهو يقرب مني ويمسكني من شعري : لكن طالما انا حي ، راح تضلين هنا وتتعفنين معي ، زيك زي اختك وامك !
كنت أتألم بسبب يده الكبيرة ، اللي كان من الممكن لو مسك فيها راسي وضغط بقوة انه يتحطم ! ، مرة وانا صغيرة ، هربت من المدرسة مع وحدة من صديقاتي ، وودتني على بيتها ، اتذكر انها ورتني مسلسل كرتوني اسمه ريمي ، وكان فيه رجل شرير اسمه كاسبر ! ، اول ماشفته تذكرت ابوي ، سكير لأيم بس يضرب ويهين ، ومايهمه اي شيء بهالحياة غير نفسه ، مير ابوي كان حتى نفسها م تهمه !
كانت انفاسه عفنه ، يعاملني كأني زبالة ، لا ، الزبالة ممكن تكون أحسن مني ، رماني على الأرض وبكل قوته رفسني برجله ، كان وراي الجدار ، كان بأسفل الجدار مسمار صغير ، حسيت فيه ، حسيت فيه وهو يدخل بظهري .
صرخت من قوة الألم ، وكأن روحي طلعت ، تراجع ابوي بخوف ، ماراح انسى نظرته ، قذر !
شفت مها وهي حاطة ايدها على فمها وتبكي بهدوء ومسندة نفسها على الجدار وتناظرني ، التفت لفوق ولقيت امي جاية تركض وتمسكني وترفع راسي وتصرخ بأبوي واختي ، ما استوعبت وش كانت تقول ، كلامها كان مبهم !
سحبتني امي ، وياليتها ما سحبتني حسيت بروحي تطلع ثاني !!
اخر شيء غمضت عيوني عليه ، كان ابوي وهو يناظر فيني بخوف وجامد بدون اي حركة !
وبعدها ... سواااد .
انتهى البارت السادس
مواقع النشر (المفضلة)