البارت السادس عشر -
- ديما -
وصلنا للبيت بعد م رحنا المستشفى ، كان ابوي وجدي ينتظرونا بخوف .
ابوي : ليه طولتوا ؟
سامي : قلت لك بروح للمستشفى ، خالد جرح يده
جدي : م علينا ، المفروض انكم اللحين بشهر عسلكم ، لكن حالياً بس ، راح تضلون هنا ، م راح تطلعون ، ابداً لأي مكان ومهما كان السبب ، بالاخص انت ي خالد
خالد : ل ليـ ه ؟
جدي : علشان في ناس يحاولون يأذونك ، ومانبي يصير لك اي شيء ، لا انت ولا ديما
خالد : أقـ در أتكـ فل بنفـ سي
جدي بصوت عالي : قلت لك ماراح تطلوعن من البيت
عض خالد على شفايفه وحط يده على اذنه .
جدي اخذ نفس : هالوضع موؤقت ، اذا اضطريتوا تطلعون ، اطلعوا مع محمد بس
دخل محمد : وليه بس محمد ، ليه مو سامي او سلطان او امير
جدي : لانك الكبير
محمد : لكني مشغول
جدي : راح تتفرغ
محمد : سامي م عنده شغل
جدي بصوت عالي : قلت انت يعني نت
عم الصمت بخوف .
جدي : خلاص روحوا ، راح تنامون بغرفة ديما ، علشانها اكبر ، طيب ؟
ديما : طيب
طلعت ، اخذت شنطتي بصعدها ، سحبها خالد من يدي وصعد ، ابتسمت ولحقته ، طلعت امي بوجهي .
امي : بسبب اختك الغبية ، مضطرة اشوف وجهك كل يوم !!
خالد عقد حواجبه : و و ش. فيـ ها اخـ تي ؟
امي : اوه ، شكلهم م قالوا لك
خالد : و ش ، يقـ ولو ن ؟
امي : راحت عند خوالك ، تقول انها م تبيك ، وم تبي سلطان ، وتبي تضل عندهم ، وخوالك يبغون ياخذونك ، علشان كذا ، جدك ابلشني فيك !!!
طاحت الشنطة من يد خالد : ز ز ز ز ، زيـ نب
نزل يركض ، لحقته بسرعة وانا اناديه ، لكنه سبقني وطلع لبرى البيت ، طلع جدي : وش صاير ؟
ديما : خالد ، خاللد ، طلع وما ادري وين بيروح
طلع سامي ومحمد بسرعة وراه ، التفت لأمي وبعصبيه : يمااااااا
امي : وشو؟
ابوي : قلتي له !
امي : اي ، ووش فيها ؟!
جدي : علمني ياابو محمد ، كيف متحمل الغباء اللي براس زوجتك !!
امي رفعت راسها وبسخريه : انا اللي متحملة الغباء اللي براس ولدك
شوي ودخل محمد وسامي وهم ماسكين بخالد اللي كان يصرخ بأسم اخته .
محمد : وش نسوي ؟
جدي : أربطوه !!!
ديما : نعمممممم ، م هو كلب ترى !!
تجاهلوا كلامي وصعدوه لفوق ، جابو له حبل وربطوا يدينه بالسرير !!
سامي : اسف يا خالد ، لكن كل اللي نسويه لمصلحتك لا اكثر
طلعوا من الغرفة ، قربت منه ، رفعت يدي وحطيتها على راسه ، لف راسه بعصبية .
ديما : طيب ، م لي ذنب انا
خالد : اتر كيـ ني بحا لي ، اتر كيـ ني بحا لي ، اتر كيـ ني بحا لي
تصرف معه وكأنه حيوان ، يجرح ، مهما كان عمق المرض اللي فيه ، فهو يحس ، معاملتهم له بهالطريقة ، تقلل من قيمته ، كإنسان ، وكرجل ، اللي انا سويته ، يجي هين جنب اللي هم يسوونه ، بالنهاية ، خالد هو الضحية ، ضحية زينب وسلطان ، جدي وابوي وامي ، وخواله ، ماراح انكر ، وانا بعد .
- سلطان -
انا احب زينب ، وكل اللي كنت خايف منه انها تتركني ، وللأسف حصل ، مو للأسف على نفسي ، للاسف عليها هي ، ماتدري هي وش راح تواجه ، راح اعلمها طعم المر .
كلمنا عمتي ، وماانت موافقه ابداً ، لكن مثل م توقعت ، نور اصرت عليها وخلتها توافق .
جبت الشيخ ، رحنا لبيت عمتي ، ماراح انسى هذي الليلة ابداً ، ليلة من دون قمر ، كانت السماء مغيمة تماماً ، وماراح انسى وش كنت احس فيه ، جزء من روحي كان يحاول يوقفني ، نظرات اخواني اللي كانت تبغى تحسيني بالغباء اللي اسويه ، تجاهلت كل هذا ، تجاهلت كل احساس بداخلي ، حاولت اني م اكون انسان ، حاولت اني اطلع كل قسوة بداخلي ، ابغى بس اجرح زينب .
ريحة البخور المختلطة مع ريحة القهوة العربية ، كانت روعة ، لكني من بعد هذا اليوم راح اكرهها ، زي ماراح اكره نفسي ، اقهرني احياناً ، احس تصرفاتي انانية بعض الشيء ، لكن ، هذا انا .
راح اكره صوت الفرح ، ريحة الفرح ، ممكن حتى الحس بالفرح ، العيلة كلها متجمعة ، رغم انها خطة بيوم واحد ، لكن الكل حاظر ، تمنيت لو تدخل زينب من الباب وتقول لي انها غلطانة ، او تبرر لي بأي طريقة عن التصرفات اللي تصرفتها .
قدرت اسمع صوت نور والشيخ يسألها عن موافقتها ، كان صوتها يرجف بفرح ، نبرة ماعمري سمعتها من زينب ، هل هي من البداية ماكانت تبيني وكانت تدور اي شيء يبعدها عني ، هل هي كذبت علي ، ابغى اسالها.
حاول يقنعني سامي ان اللي سوته ممكن يكون وراه ضغط او سبب ، لكن اللي بداخلي كان يمنعني اني اصدق اي كلمة مو من زينب .
طلع الكل من المجلس ، دخلت نور ، لمحتها بس ونزلت راسي ، احس انها مو لي ، احس انها بنت عمتي بس وما اقدر اخذها على محمل الجد كزوجة ، جلست بعيد عني شوي ، سألتني عن حالي بحيا ، وجاوبتها برسمية ، رفعت راسي اناظرها .
سلطان : مكياجك كثير ، لبسك دفش ، عطرك يخنق ، اسنانك يبغى لها تقويم ، لا تلبسين عدسات البنت حلوة طبيعية ، كعبك عالي ، طقمك اكبر من انه تلبسيه بمناسبة صغيرة زي هذي ، احب المناكير ليه م حطيتي مناكير ، ليه تتكلمين بحياء وكأنك اول مرة تكلميني ، شعرك ارفعيه ، مو حلو ، انحفي ، انتي دبة !!!
نور بخنقة : اختصرها وقول لبه انتي مو زينب
ببرود : ايه ، ليه انتي مو زينب ؟
سكتت لوهلة : تحبني ؟
فوراً جاوبتها وكأني متوقع هالسوؤال : لا ، م احبك ، ولاتفكرين بيوم راح احبك
نور : اجل ليه جيتني ؟
سلطان : انتي تبغيني ، وانا احتاجك
نور : تحتاجني بأيش ؟
سلطان : م لك دخل
وقفت وجيت بطلع : لا تزعجيني
مقرفة .
- زينب -
جوالي ماكان معي ، اخذت جوال خالي ودقيت على خالد ، ماكان يرد ، دقيت اكثر من عشرين مرة ، وبالأخير رد .
زينب : الوووو ، خالد ، خالد
: خالد م يقدر يكلمك
زينب : مين ؟
: تدرين ان اخوك مربوط اللحين ، تتوقعين ليه ؟
تجمعت دموعي بعيوني : خ خ خ الد ، لييييه من انت !
: نسيتي صوتي يعني
دموعي صارت تنزل : سلطاان
سلطان : ايوة ي عيني سلطان
زينب : اخوي م له ذنب ، اتركه ، حرام عليييك
سلطان : الا له ذنب ، ليه هو اخوك ، ليه فيه شبه منك ، ليه فيه تصرفات وكانه انتي ، يستاهل كل شيء راح يجيه طالما تصرفاتك كذا ي ******
وقفل الخط ، طحت ع الارض وانا ابكي ، ابغى خالد ، اخاف يصير له شيء وانا مو جنبه ، شوي ودق ججوال خالي ، رفعت الخط ع طول .
زينب : عطني خالد الله يعافيك ابغى اسمع صوته
سامي : ما اقدر ، ابوي مو راضي
زينب : سامي ؟
سامي : ايه
زينب : عفيييية بس خلني اسمع صوته
سامي : م اقدر قلت لك ، بس بقول لك حاجة
بعد شهقة : وشو وشوووو ؟
سامي : وش قال لك خالك ؟
زينب : م لك دخل
سامي : طيب م لي دخل ، م فكرتي ليه خالك طلع فجأة ومصر كل هالأصرار انك تضلين عنده انتي بنفسك شايفة وين عايش ، وانتي وارثة من ابوك شيء ممكن يخلي النفس تأمر بالسوء .
زينب : وش تقصد ؟
سامي : اقصد انه خالك ممكن يكون طمعان بورثك .
زينب : وليه م يكون اخوك طمعان بورثي بعد
سامي : احنا عندنا اللي يملي عيننا ومالنا حاجة نناظر اللي بيد الناس
زينب : لا ، خالي م بيسوي كذا
سامي : قدرتي توثقين بشخص م صار لك يومين شايفته ؟
تلعثمت وم عرفت وش اقول .
سامي : او انتي تبغين تتخلصين من سلطان ، و لقيتي لك سبب !!
زينب : لا ، مو كذا
سامي : اجل ؟
زينب : م ادري م ادري
سامي : فكري فيها ، فكري بأن خالك ممكن له نوايا خفية ، ومثل م قلت لك النفس أمارة بالسوء .
قفل الخط ، علقني سامي ، وحسسني بحيرة .
- أمل -
كان يوم متعل بشكل ، شهرزاد كانت كل دقيتين طالعة لي تطلب مني اسوي لها حاجة ، يعني ليه مثلاً م تحب الخدم يسوون لها شيء ، حالياً حالي نفس حال اي خدامة ، حتى ان الدكتور جاء وجلس ينتظرني ساعة كاملة على حساب الست شهرزاد ، وكل م جيت برد عليها او ارفض لها طلب جابت لي طاري ابوها وما اقدر أتكلم ، خلصت من جلست العلاج لليوم ، وكنت متجهة لغرفتي ، كانت شهرزاد تنتظرني عند باب الغرفة .
أمل : شهرزاد حبيبتي ، بس ابغى انام ، م لي نفس تطلبين مني اي حاجة
كانت منزلة راسها وجالسة عند الباب ومتكومة على نفسها ، شعرها كان مغطي نصفها تقريباً ، ولما كلمتها م ردت ولاتحركت ، حسيت بخوف ، مديت يدي وحركتها بهدوء .
أمل : شهرزاد ؟؟
همهمت بشيء وماقدرت أسمعه .
أمل : م سمعتك ؟
رفعت راسها وكانت عيونها حمراء وكأنها كانت تبكي : بنام عندك الليلة
تفاجأت من منظرها ، م توقعت وحدة مثلها ممكن انها تبكي او تتحرك مشاعرها ، البرود اللي فيها تخيلت ان النار م يقدر يذوبه ، وش اللي يخلي بنت قوية بهالشكل تبكي ؟!!
ابتسمت لها : ام ، ادخلي معي
دخلنا الغرفة ، اتجهت للسرير ع طول ودخلت فيه ولفت نفسها بالبطانية ، منظرها يوحي انها م تقدر تتنفس .
أمل : حبيبتي ، تنخنقين كذا
شهرزاد : كيفي ، انا انام كذا
أمل : زي م تحبين ، وانا وين انام ؟
شهرزاد : ع الارض !!!
أمل : طيب !
طلعت راسها من البطانية : صدقتي ، جيبي لك ملحف ثاني ونامي هنا
إبتسمت لها رحت وطلعت لي ملحف ورجعت ثاني ، مسكت بالسرير بوقف ، فكت نفسها من البطانية ، ومسكتني وصارت تحاول تساعدني ، يمكن تبغى تصلح الامور بيني وبينها ، جلست ع السرير ورجعت هي زي ماكانت .
ظلينا ع هالحال نص ساعة ، توقعتها نامت، لكني م كنت مرتاحة ، وم قدرت انام .
شهرزاد : نمتي ؟
أمل : لا
شهرزاد : عندك ام ؟
أمل : ايه
شهرزاد : تحبينها !
أمل : امووووت فييييها
شهرزاد : وش هو الشعور اللي تحسينه وأمك جنبك ؟
أمل : احس بحنانها يحوطني ويضمني ، صوتها يريحني ، نظرتها تحسسني بأمان
شهرزاد : همممه ، بس انا م احس كذا وانا جنبك
أمل : لأني أمك بالأسم
شهرزاد : طيب
سكت لوهلة : وين أمك ؟
شهرزاد : م أدري
أمل : عندك لها صورة ؟
شهرزاد : لا ، كانت عندي وحدة من زمان ، حتى م اتذكرها اللحين
أمل : ووينها اللحين ؟
شهرزاد : أبوي حرقها !!!
وش اللي يخلي الانسان يحرم البنت من أمها ؟ او وش اللي يخلي الانسان يحرم الطفلة من امها ، وهي تسألني وتكلمني ، اختفت نبرة البرود ، حسيت ان الفراغ اللي اشوفه فيها هو حزن ، ومو عارفة كيف تطلعه ، صعب الإنسان يعيش من غير أمه ، بالاخص اذا كان طفل ، وانا شفت وضع ابوها ، م يجيها الا بالنادر او الصدفة ، البيت كبير بشكل يجلب الوحشة بداخلك ، الخدم يتحركون فيه زي الدما لا أكثر ، نادر م تسمع صوت فيه ، دائماً الهدوء معمم المكان ، م ألومها اذا كانت تصرفاتها كذا ابداً ، ألوم أبوها اللي م قدر صغر سنها وتركها بحالها بمثل هالمكان ، بدأت أجرب شعور الوحدة من جيت لهنا ، وهو شعور مؤلم ، تحس أنك جالس بقبر ، تحس بكتمة وودك لو احد جنبك ، وهي كانت تعيشه كل يوم بهالمكان .
- ديما -
اخذت الدبدوب وصلحته ، لأول مرة أجرب أمسك إبرة وخيط ، حاولت أصلح ، الشكل صار معاق ، لكني سويت اللي أقدر عليه ، صعدت لعند خالد ، كان الاكل بجنبه وم اكل منه اي حاجة ، قربت منه ومديت له الدبدوب ، صار يناظر فيه وهو ساكت .
ديما : خذه
خالد : ...
ديما : خالد عاااد خذه
خالد : م أبـ ي أبـ ي زيـ نب
ديما : شوف صلحته لك ، كلمه
خالد : م أبـ ي
جلست جنبه ، رفعت يدي وصرت امسح على راسه : خالد ، انا اسفة على تصرفاتي معك و ...
قاطعني : لا تلـ مسـ يني !!
أبعدت يدي عن راسه بقهر .
خالد : اتـ ركيـ ني ، روحـ ي زي م را ح غيـ رك ، م بيتـ غيـ ر شـ يء ، محـ د يبـ غى يضـ ل مع وا حد مثـ لي ، كأ نه طفـ ل ، حتـ ى إنـ هم رابـ طينه علـ شان م يهرب !! ، طـ لمـ ا حتـ ى زيـ نب. تركـ تني م يهـ مني ، اللـ ي أتـ مناه اللـ حين ، انـ ي أمـ وت !!!!
كان يتكلم بقهر ، وكأنه مو طايق نفسه ، حسيت بحاجة تحركت بداخلي ، ودي أضمه ، قربت منه وحوطته بيدي .
ديما : انت مو طفل ، انت قلبك طفل ، ليتنا كلنا قلبنا مثل قلبك ، ملائكي ونقي
حسيت بدموعه وهي تنزل على كتفي : بـ س ، أبغـ ى أحـ د م يتـ ركني ، يضـ ل جـ نبي علـ ى طو ل ، لكـ ن كلـ هم را حوا ، وانتـ ي بعـ د ، انجـ برتـ ي. علـ ي فـ روحـ ي
ديما : ماراح اروح لمكان ، انا ابغيك ، وراح أضل جنبك
وبنبرة عتاب نزلت دموعي غصب : أجـ ل ليـ ه تصـ رخـ ين بوجـ هي ، ليـ ه صرخـ تي علـ ي قد ام سا مي ، ليـ ه خربـ تي دبد وبي ، ليـ ه م تقـ دريـ ن وضعـ ي ؟
صرت أشاهق : آسـ فة ، آسفة ، آسفة ، آسفة
ضليت اكرر هالكلمة ، واحس اني مهما قلتها ماراح تطلع شعور الاسف اللي بداخلي ، اسفة ي خالد .
- زينب -
دخل علي خالي ، وقفت ع طول بخوف .
ابو صالح : وش فيك !
زينب : هاه ، لا م فيني شيء ، امم خالي
ابو صالح : آمريني ؟
زينب : ابغى اروح لخالد ، برجع لسلطان !!!
ابو صالح : لا لا لا ، ليييه
زينب : خايفة على اخوي
ابو صالح : طيب ، م شفتي وش سوى فيك ، مستعدة تعيشين مع انسان مثله ، يهينك كذا بكل سهولة ، وانتي انسانة ضعية ، وماقدرتي تردين على اللي سواه ، وخالد لا تخافين عليه ، راح القى طريقة وارجعه لك ، بس انتي ، خليك هنا ، وراح يجيك كل شيء لعندك
زينب : بس ...
قاطعني : لا بس ولا شيء ، بكرى ان شاء الله تنفصلين عن سلطان ، وتتخلصين منه هو وأهله ، وأجيب لك اخوك خالد، وأزوجك لولدي صالح !!!!!!!!!!
زينب : نعم ؟
ابو صالح : اقول لك ازوجك لولدي صالح !!
سامي ، كلامه صحيح ؟ ، او ان خالي بس يبغى يحميني من سلطان وعمامي ؟.
انتهى اللبارت السادس عشر
مواقع النشر (المفضلة)