البارت التاسع والعشرين
*** ترى لو طــول غـيـابـك أحـس بــساعـتـه اعوام…أحس البعد ما يرحم واقوم احسب ثوانيها ***
( كانت قاعده تتأمل خالد , وعمر بحمام السباحه الخاص ببيتهم اهي وخالد , قاعديــن يسولفون , خالد قاعد يشرب عصيـر برتقال , واهو متسـند على الحافــه , وعمر قاعد يكلمه ..
اثنيــنهم مسترخيــن بعد سباق شرس بينهم .
كان الفايز فيه خالد , دايما اللعبه سجال بينهم , مره خالد يفوز ومره عمر .
اما اهي فكانت مسترخيـه على احد الكراســي ..قاعده تقرى كتاب , وهذي عادتها متى ما خالد كان يسبح .
ألتقــت عينها بعيــنه ..
وابتســـم لها ..
وردت له نفـس الأبتسامه بحــب .
قال عمر بعد ما شاف النظرات " انا ألحيــن استأذن , مابي اصيـر العذول بين الأثنيــن "
مها ويهها صار احمــر اما خالد فضحــك بصوت عالي .
وبعدين قال " لا يا رجال , ابقى تعشى معانا "
عمر طلع من المسبــح " لا مرتي تنطرني ألحيــن , تأخرت عليها "
تابعــته مها بنظراتها , واهي حاسه بويهها احمـر , لكن قالت له " عمر سلم على ريم "
رفع ايده بسلام واهو معطيها ظهـره .." ان شاء الله يــوصل "
فجأه سمعت صـوت خالد " مها "
لفــت عليــه بتساؤل , اما اهو فمازالت على شفايفه أثار الإبتسامه ..
وقالت بتلقائيه " آمــر "
اشر على الباب براسـه والعصير بيده ..
" ما يامر عليك عدو يا امـيره , ألبسي ملابس السباحه , وتعالي "
ما تحب تتسبـح , تحــب تشـوفهم يتسبحـون , لكن اهي ما تحب هالشي .
"احم احم"
اثنينهم انتقلت انظارهم للباب , وخالد قال بأبتسامه على شفايفه "حياك .."
دخـل عمر مره ثانيه وقال " اســف على المقاطعـه , بس نسـيت موبايلي "
لما خذاه من الطاوله ..
سمع خالد يقول حق مها " يلا مها بلا دلع روحي ألبسي وتعالي للمسبح "
ضحـك عمر ...
اثنينهم انقلوا نظرهم له , بإستغراب ..
وقال لخالد " انت من صجــك تبيها تسبـح ..انا جم مره قلت لك انا وخوالها كلنا حاولنا معاها ..اهي مقفله ما تبي تتعلم "
مها شافت عمر بنرفــزه وغيظ لأنه تناقش بهالموضوع مع خالد , ولأنه ضحك عليها بكل بساطه !!
ابتسـم خالد , وقال " لأ هي راح تتعلم و تكون احســن منك بالسباحـه ,صح مها "
ضحــك عمر وقال " هههههههههه , يا اخي احلم , هذي مثل القطوه ان حطوها بالماي , اصــرخــت "
مها احــقدت على عمر ...وعشان تكســر راســه , ردت على خالد , وتجاهلته و قالت " ايــــــــه حداااااا راح اكون احسن منه " وعطت عمر نظره وقالت " ونشـوف منو القطوه !! "
قامت من مكانها وراحــت لغرفتها بعــزم..واهي لاحقتها صوت ضحكات عمر وخالد..اول ما وصـلت تندمــت على قرارها لكن ما في مجال للتراجع ألحيــن ..إلبســت لها مايوه اســود ..وفوقه روب ..وارفعــت شعرها الطويل .
لما وصلت للمسبح كان خالد تارك القلاص اللي فيه العصير على الطاوله .
وكان يسبح بالطول رايح ..راد .
افصخت روبها لما تأكدت انه عمر طلع من البيت .
راحت للجهــه الغيرعميــقه ..بـتردد ..
بس ما تبي تبيــن لخالد صدق كلام عمر
واهي واقفه , مدت ريلها وغطت اصبعها الكبير بالماي تقيس حرارتة ولما تأكدت من انه مو بارد وايد .
اقعدت على الأرض , وغمرت ريولها بالماي .
وانزلت شوي شوي للماي ..
وتعلقت بطرف المسبــح بخوف..مع انه كتفها وراسها طالعين برى الماي براحه ..!!
واللي نبهها ان خالد كان يشوفها اهو صوت ضحكته العاليــه ..
حــست بإحراج بسيــط ..وبعدين شافته بنظرات غاضبه .
بط جبدها ..اهو يدري انها مو وايد مع السباحه , وانها خوافه من هالناحيــه , يمكن لأنها اسمعت سوالف اتخرع عن الموضوع واهي ياهل ...
رفع ايده بأستسلام بعد ما شافها تناظره بغضب واهو يحاول يكتم ضحكته .
لما شافته امطــول بالضحك , حاولت تطلع برى المسبح .
لكن اهو مســك ايدها ..
وقال " خلاص ما عاد اضحك , لا تصيرين دلوعه "
وقال ببسمه " ما راح اقول ان شكلك كان مثل الجـرو الصغيـــر "
عينها اوسعـــت ..وقــالت بأستنكــار " خالد ...انا جروووووو !! "
وكمــلت بتغلي عليه " هدني بس خلاص بروح "
حــب خدها ..وقال " عن الدلـع " وبعد عنها .. حاول يطلع ملامحــه جديه " خلاص ..خلاص ألحين جا وقت الجد "
شد من مسكته على ايدها ..
وبهدوء واهو ماسك ايدها سحبها عن المكان الآمن من المسبــح ..خافـــت
بس حاولت ما تبيــن , لكن الخـوف كان واضح من تنفسها السريع المخترع .
لما حســت ان الماي غمر جتفها ..
اخترعت لدرجة انها اسحبـت ايدها منه وتعلقت فيه ..و حاوطت رقبــته بإيدها ..
" لأ خالد ...خلاص ..خلاص ..ما ابي "
حاول يفك ايدها من رقبتــه بهدوء , بس اهي شدت من قوة الضمه ..
ضم خصـرها له ..لما حس بمقدار خوفها
وقال بهمس لأذونها " اهدي يا اميـره ..ما في شي ..بتكونيــن بأمان وانا معاك "
واهو ضامها واهي ضامته وبين ذراعيــه تحرك ..
اشوي اشوي ..
للماي العميــق .
قالت له بخوف واهي تتعلق فيه اكثـر " وايد ناس ماتوا غرقانيــن "
قال لها بهمـس " وانا لأجل كذا ابغى اعلمك السباحه "
خففت من ضمها له , ولفت ويهها قباله وقالت بهمس " بس انا ما احب السباحه , احسها خطره , واحتمالات الضرر فيها كبيره "
قال بجديه " تكونيــن بذلتي الأسباب ..وبكذا تقلليــن من الإحتمالات "
ضمــته بقــوه ووحطت راسها على كتفه قالت " امممم , بــس ما راح ادخل المســبح إلا وانت موجود "
قال برقـه " وانا ما راح اسمح لك تسبحيــن لحالك إلا وانا متأكد انك متمكنـه من السباحه "
مشى فيها بكل المســبح واهي متعلقه فيــه مو راضيـه تهده ..
على الرغم من منطقيـة كلامه .
إلا انها سمـعت وايد سوالف عن الموت بالغرق ردّدوها على مسامعها اهلها لما كانت صغيره عشان يمنعونها من الدخـول لحمام السباحه العميق اللي في بيت يدها ..فتحتاج وقت عشان تتعود على الماي وفكـرة السباحـه
لما رجعها للجهه الأمنــه بالنســبه لها ..
رد حط ايده على ذراعها يبعدها عن رقبته وكتفــه .
هــدته بتردد ..
و وقفت على ريولها لكن قريب منه .
ابتسم لها وقال " تثقيــن فيني ؟ "
جاوبت بسرعه وتلقائيــه " اكيـــد "
جاوبها وابتسامه تلعب على شفايفه " متأكده "
" ايـــه "
" يلا اثبتي لي هالشي "
حط ايد على بطنها وايد على ظهرها وكمـل بكل هدوء " ادفشي الأرض برجلك "
شافته ..
وبعديــن ادفشــت بريلها الأرض ..
قال لها " أقوى "
لما ادفشــت , صارت فجأه طافيه على بطنها على الماي بمساعدة ايدين خالد الثنتين..
خالد ماسكها من بطنها من تحــت الماي ..
كانت ترفع راسها بقــوه عن الماي وبخــوف ..
واهي تتنفــس بسرعه ..
" لا تخافيــن , انا ماسكك "
بس هالكلمه ما طمنتها تمت رافعـه راسـه لفوق وتمت تتنفــس بقوه .
وهذا خلاه يقــول بجديه " مها ..ويـــن الثــقه ..استرخـــي "
بعد كلمتـه هذي..تنفســت بقــوه اكبــر و حاولت تسترخي وفعلا انجحـــت ..
سمعتــه يقــول " ممتاز "
نطــر عليها تتعــود على مكانها ..
وكمـــل يقــول " ألحيــن طبشي برجلــك "
عضــت على شفايفها بخـوف ..
لكن حركــت رجليها فوق وتحـــت ..
" احســنتي .....بعد .....ايـــوه كــذا ..أقـــوي شــــوي "
كانت قاعده تطبــش بريلها بصــوره اقــوي ألحيـــن خاصه انها واثــقه انه ماسكها .
قالها " ألحيــن حركي ايديك مع التطبيــش "
ونفـذت هالمره امره من غيــر تردد .
حركــت ريلها وايدها بنفــس الوقت , بعد ما اكسبــت شوي ثقــه بنفــسها , كانت مغمضــه عيـنها عن رذاذ الماي ..
وأفتحــت عيـنها بعد ما اسمعت صـوته " ممتاز "
و حسـت ان ايده ما عادت على بطنها ..
اختل توزنها واختــرعت ..
لكن اهو اقتـرب منها بسرعه ومسكها قبل لا تبلع ماي .
وضمها له .
وهدى خـوفها بأن قال "برافـو عليك , ممتاز شفتي كيـف سبحتي لحالك "
كانت ضامته حيــل ..
وفجأه ابتســمت لما استوعبــت انها فعلا طفـت من غيـر وجود ايده ..وصدرت منها ضحكه رضا
واسمعته يقـول " لا تخافيــن وانا موجود "......)
تنهـدت ..هذي وظيفتها من اول ما غادرها بس تسترجع ذكرياتها معاه ..
ما تصدق ان الشهــور مرت بهالبطئ , بس ثلاث شهــور اللي مروا , واهو بعيــد عني , واهي بمصـر !
اما اهو فبالسعــوديه .
القاسي , العنيــد .
اهي متأكده 100% انه ما عنده شعــور .
نفذ وعـده .
ما نقض الوعــــد , ما اتصل عليها ابدا , ولا كلمها , وحتى ما زارها قبل لا يسافر , القاســي ..
كانت كل يوم تبجي من شوقها له ..
بس ريم تقــول انها لما تكون مع عمر يدق مليـون مره يتطمن على البيبي ....هه على البيبي مو عليها .
اهي الغبيــه اللي سـوت هالشي بنفسـها , هذا اللي قالته لها ريم ..
بس ريم مو حاسه باللي اهي حاسته .
ما احد حاس شنو شعورها لما تشوف امه وفاطمه يتكلمون مع بعض عن جمال وكمال سمـر , و ألحيــن اكيـد راح تنظم لهم ساره .
لأ ساره مو مثلهم , ساره زارتها قبل السفـر , صج كان الحوار متوتر شوي لكن زارتها
ولازالت تتواصل معاها بالتليــفون .
حتى خالتها , دقــت عليها قبل السفر , وقالت لها بتردد ( " مها انتي متأكده من قرارك ؟ "
لما ردت بأنها واثقــه , جاوبتها خالتها " على راحتك يا بنتي " ..هالكلمه أثرت فيها , كانت
كانت راح تبكي من التأثـر , هالكلمه لها قيمه كبيره عندها , وخالتها موضي قالتها براحــه )
فكرت بخالدها ..
تحبــــــه وتغار عليــــه ..
مشتاقه لصوته , لإبتسامته , لعصبيته , لعناده , لكل شي فيــــه
ما يعدي اليــوم إلا وهي مشغله فيديو هي مصـورته له بموبايلها من غير لا يدري , بأحد روحاتهم للمستشفى عند عمر , وتنام على صورته , وصوته واهو يتكلم مع سواق التاكسي .
أه ه ه ه ه ه ه ه ه ه اللي مصبرها ان اللي قاعده تسـويه لمصلحتها ولمصلحة الجنين .
حســــــت بالبيبي يتحرك ببطنها جنين عمره سبع اشـهر ..حطــت ايدها بحــب على بطنها ..وغمضــت عينها بتركيــز على كافة حركات البيبي .
لما افتحــت عيــونها ..
شافت ريم تشــوفها بغرابه , وبعديــن ترد لعمل كيكتها ..
ومها كملت اللي في ايدها من غمس للبسكوت بالحليب لكيكة ريم.
ريم صايـره غريبـه ..
ريم اصلا عندها مشاكلها الخاصه , عمر باجر يطلع من المستشفى ...
ألحيــن بعد مرور ثلاث اشهـر ريل عمر اليسار تعالجت من الكسـر ! , و ويهه رد مثل قبـل , إلا انه رجله اليميـن مازالت تحتاج لوقــت
المشكله بين ريم وعمر , ان ريم موضحه لعمر عشقها له بتصرفاتها من غير كلام و اللي اهو يقابلها بطريقه عاديه واحيانا قاسيه..هذا اللي اهي مها شايفته والله اعلم اللي يصير في غيـر وجودها
جم مره تشوف على ريم نظرة حزن
ولما تقـولها وتسألها تقـول ببساطه (" بالعكـس انا سعيده اني معاه , عمر متقبل وجودي أكثـر من بداية زواجنا ")
ريم بالجهه الثانيــه من المطبخ , كان قاعده تحضر كيكه لعمر , كيكه من اللي هو يحبها ..
ناويه تاخذها له بالمستشفى ...
كانت تشتغل بأليه وافكارها مو معاها .
بالأيام الأخيره , ولأنها طول اليوم مع مها , لاحظت سعادة مها بالحمل , والجنين , على الرغم من خلافها مع خالد , إلا انه فرحتها بالجنين واضحه للكل .
كانت تلاحظ الحركات الرقيقه , ولمساتها لبطنها بحمايه ..
وهذا خلاها تندم اكثـر واكثـر على الفرصه اللي ضيعتها .
وألحين اهي تتمنى يكون عندها طفـل من الرجل اللي تحبه .
تصرفها دفـع حبيبها لأحضان غيرها .
ودها تحط ايدها على قلبها , وتنزعــه , من الحريق و الألم اللي قاعد يسببه لها هالشي .
تذكـرت اللي حصـل من ثلاث شهـور ..
(قالت له بتردد "عمر ..وش هي نــوره بالنســبه لك "
اسمعــت صـوت القلم اللي بيده ينكســـر .
شافت قسم القلم المكسـور كيف طاح على الأرض .
ما تدري ليش خافت , يمكن لأنه اكسره من أول ما انطقـت اسم نـوره , ولا لأنه اكسـره من غيـر وعي ..
أو يمكن لأنها متأكده أنه لو كان اللي بيده رقبتها ..جان كسرها مكان القلم
شافت القلم للحظه , وبعدين ارفعــت عينها لوجهه بوجل .
ابتسم ..لكن عيــنه كانت قاسيـه , وبارده وهذا الشي كان مفـزع زياده ..
قال ببرود " لو سمحتي غيري الموضوع , وياليت ما تفتحينه مره ثانيه"
خذا تليـفونه واتصل على واحد , لأجل الأوراق اللي بيده .
وبعد التليـفون عن فمه , وسكـر السماعه بيده وقال ببرود " ريم روحي حق الشقه , انا اليوم راح اظل مشـغول طول الليله "
كانت راح تجـــن من الغيــره وقتها ..
لكن هو فجأه تكلم للتليـفون وقال " هلا , اي الأوراق اللي يبتها , ييب اللي تساندها , ما نقدر نتصرف بناءا عليها ...صعب "
قامت من مكانها .
خذت لفتها , وغطــت راسها , واطلعت لأول مره من غرفته من غير لا تطبع قبله على خده .
....
وتسكـــر الموضوع اللي ذابحها )
بدت تخلط الصلصه بعنـــــف ..وبغضب ..
ما راح تبكي , خلاص , ما راح تبكي ..
هي بكت على الموضوع بما فيه الكفايه , واعترفت انه كل اللي حصل نتيجه لغلطتها ..
لازم تتخطى المسأله ألحيــــن .
وتكــسب زوجها , وتخليــه يحبها ويثق فيها.
المشكله ان زوجها ..الحبيب ..لازال يتصرف بسخريه خفيفه منها واحيانا بقسـوه , وببرود يذبح , ويغيظ ..كلما عاملته بحــب وشــوق !!
لكن هي حاسه بفرق المعامله ..بدى يضحك, يبتسم , يفتح مواضيع !! بس بشكل اكثر
بس مع وجود هالفرق لازالت مهي راضيه عن درجة تقبله لها .
ساره :
كانت عند الدريشــه تناظر الحديـقه .
ودها لو خالد يجي ..
سندت راسها على الدريشـــه !
خالد ما عادوا يشـوفونه من أول ما ارجعوا من مصـر ..
ما كان يكلم احد , يغيـــب بالأيام عن البيت , يسافر لأيام طويله .
ولما يرجع للسعوديه يروح للشركــه .
تمنت بهاللحظات لو ان مها معاهم , على الأقل لما كانت موجوده , كانوا يشوفون خالد !
كل شي تخربـط , حياتهم انقلبــت فــوق تحـــت .
الخاله بدريه اعملت العمليه , لكن ..
تنهدت بقــوه , واطلعت منها عال العال , لكن صار عندها مشكله إلوشو ما تدري , وادخـلت بالعنايه المركـزه .
عمليه كانت من ابسط ما يمكن , صارت نتائجها معقده مع دخـول خالتهم بدريه للعنايه المركـزه .
وألحيــن مر شهـرين وهي بحاله غير مستقره , صحيح بدت تتعافى , لكن كلهم خايفين عليها تنتكس !
أول ما ادخـلت خالتها بدريه العنايه , تقبلوا الخبـر بصدمه , بعدها , ببكي , وانهيار .
تذكــرت الأتصال اللي جا للبيــت لخالد ..
( ذاك اليوم كان من الأيام النادره اللي تواجد فيها خالد بالبيــت , كانوا كلهم بالصاله .
جات الشغاله بيدها التليفـون لخالد ..
بعد السلام ..
سمعـــت صـوت خالد يقــول بضيق " لا حـول ولا قـوة إلا بالله ! "
كلهم ركـزوا مع خالد ..لأنه كلمته وطريقته كانوا ملفتيــن للنظر .
كمل خالد " وشلون عمي يا قتيبــه ؟ "
قتيبه اللي هي ارفضت تتكلم عنه مع اي حد .
حتى مع اختها ..
خالد لما حاول يتكلم معاها عن الموضوع , اطلبت منه بحراره وبكا , عدم الكلام .
لكن بوقــت الشده , وألحيــن ..
ما تقدر تنكر انها قلقه عليــه
ساره ما اقدرت تستحمل الغمــوض بإجابات خالد..خاصه انها تدري ان قتيبه مرتبط بأمه كثـير ..
اعصابها اتلفت من عدم معرفتها الموضوع , خاصه ان قتيبه موجود بالموضوع ! , و وجه خالد ما يبشـر بالخيـر
كان ودها تنزع التليــفون من خالد وتسمع ..
اقتضاب خالد بالكلام ..وضيقه بالإجابه .
افزعها , لفت وجهها اتشــوف ان كان فيه احد غيرها , ملاحظ كيف توتر وجه خالد !
ولاحظت ان امها بعد مركـزه كثيـر مثلها .
يعني فعلا في شي .
سمعت خالد يقـول بحرص " طيــب ما قالوا ليه هالشي حصـل ؟ "
خالد تنهد وقال بهدوء " طيــب , يلا سلام "
رفع راسه وعيــنه على امه ..
كانت نظراته فيها تعـب وضيـق ..وبلغهم الخبـر )
بضيق تحركت ساره من الدريشه المطله على الحديقه .
الظاهر ما في امل لقـدوم خالد اليـوم .
كانت فعلا مشتاقة له .
خالد :
كان بالسياره , يمشي من غيــر هدف .
ما يقدر يقعد بمكان واحد لمده طويله ..
يحس بنيران وده يطفيها .
تركتــــه للمره الثانيـــه .
ثلاث اشهــر ..
ثلاث اشهــر ..
بكل ثانيـه قراره بعدم الأتصال فيها , أو رؤيتها يصعب عليه .
الكذابيــــن
الكذابيــن
يقولون البعيــد عن العيـن بعيــد عن القلب ..
هو اكتشــف ألحيــن ان البعيــد عن العيـن , مو بعيد عن القلب ابدا .
يحبها ومتعلق فيها لكن كرامته تمنعه.
المراهقه اللي كبرت معاه !
هو خالد ولد جاسم , اللي الكل يهنيه على قـوته , هي ..
مخليته مثل المجنـون , اللي مو عارف يدل طريقه .
رجال طول وعرض , مو عارف يروح لبيته , وينسدح على فراشه وينام من غيــر ما يتعذب بخيالها اللي يـزوره كل ليله .
كلما اشتاق لها ..يعاند اكثـر ويقسي قلبه اكثـــر .
ما تستاهل .
هي اللي دايما تسعى للفرقي , وحصـلت عليها ..
رد للبيـــت ..
اليوم اتصل على عمر وسأل عن الجنين , وهل راحت (اهي) لمواعيــد الطبيب او لأ ..
وما سأل عنها , كرامته ابت عليه انه يتكلم عنها أو حتى ينطق بأسمها .
وعمر ما قال شي له عنها .
حتى هو ما يدري ان كانت بعدها بمصر ولا رجعت الكويت مع خالها اللعيــن .
يا هو يكرهه هالغانم .
يحس بغيظ كلما تذكر هالشخص .
كلمته اللي قالها باللوبي قبل السفـره , لازالت تتردد بعقله بصوره قـويه .
( قبل لا يرد السعوديه ..بعد خلافه مع مها , بعد ما قطع الوعــد على نفســه قبل لا يكون لها .. بعدم الإقتراب منها ..
رد للفندق , راح لأمه وساره وابلغهم الخـبر ببرود ..
ورد لغرفته قبل لا يسمح لهم بالكلام , أو بالتفاعل ..
والغيظ يحرقه حراق .
يتذكر شلون كانت تقوله ما راح اجي معاك , ويجـن اكثـر واكــثر ..
هو اللي فتح لها المجال انها تهرب منه مثل أول .
هو اللي تركها تروح .
كان بقمة غضبه ..عاجـز عن النوم ..
يفكـر بأنها ســـوت فيه اللي ما احد قبلها سـواه .
اخذ له شاور بارد جدا بذيك الليله عل وعسى الغضب يهدى , ويخف ..
مشى الليل .
لما جا له اتـصال من الإستقبال , بصوت الموظف المتوتر يقول له " استاز خالد ؟"
اهو يذكر انه بلغ الموظفين ان كان في اي شي يطلبه فهو غير غرفته لرقم هالغرفه !!
لكن الأتصال بهالوقت غير مقـبول ..
وقال " نعـــم "
رد الموظف المتوتر " في راجل هنا , عازوك زروري !! "
راجل !!
قال " رجال ؟ "
جاوب الموظف " ايــوه , بيئول اسمو غانم !!! "
غانم , غانم ..
جاي يشهد على اذلاله للمره الثانيــه
وش يبي هذا ؟
لكن قال بهدوء واهو يخفي غضبه " نازل ألحيــن "
لبس اي شي موجود حوله .
ونزل ..
لما دخل اللوبي , مرر عيـونه على الحضـور.
فجأه طلع قدامه , الشخص اللي يبحث عنه ..
كان قريب منه بطريقه استفزازيه ..
خالد مسـك اعصـابه , لا يدفشه عنه , أو يطلع اعصابه على هالشخص الإستفزازي .
قال ببرود ظاهري " نعـــم !! "
غانم بقسوه " يعني ما تدري !! " حط ايده على خالد , يبي يدفشــه , بس خالد مسك ايده , وبعده عنه بقســـوه ..وقال لغانم بعصبيـه " وش مشكلتك انت ؟! "
هذا كان راح يؤدي إلى فتح باب العنــف , لأن اثنيــنهم مو قادرين يسيطرون على اعصابهم .
هالشي ماغاب على واحد من السيكيورتي , اللي قرب وقال " في مشكله يا حضرات ؟؟"
اثنيــنهم شافـوه ..
خالد اهو اللي تمالك نفســه , وابتسم للسيكيورتي .
وقال " لأ ابدا , ما في مشكله "
السكيـورتي نقل نظره بينهم , وقال " متأكديــن ؟! "
خالد اللي ما تعود على هالأسلوب , قال بصرامه " متأكديــن يا استاذ , شكــرا "
السيكورتي عرف من هالأسلوب ان الأعصاب , صارت تحت التحكم.
بعد ما راح , لف خالد على غانم , واهو متمالك نفســه بالعافيـه , بس ما كان يبي يسوي مشـهد قدام الناس .
غانم كان واضح عليه عدم الرضا والغضــب , خالد لأول مره يشـوفه جذي .
مو هذا اهو غانم , ومو هذي تصرفاته .
خالد قال له بغضب مكبـوت " ممكن افهـم سبب هالزياره ؟ "
اوقفـوا مواجهيــن بعض واخيــرا نطـق غانم وقال بغضــب " تدري اشصار اليـوم " وما نطـر خالد يرد وكمـل بعنــف " دخلت على بنت حنان وشفتها تبجي , وطلعــت من عندها من غير لا تحس فيني , من البجي...كانت تبجي واهي مو حاسه بأحد "
خالد كان قاعد يتمالك نفســه ..مو قادر يرد , لأنه عارف انه راح يذبــح احد .
تبكي , طبعا هي المظلومه المسكينه !!
ما كنها هي اللي ارفضـته , وقالت له انها ما تبغى تجي معاه .
صحيح , ضربني وبكا وسبقني واشتكى
قال " المطلوب مني ؟ "
ابتسم غانم بعنف وقرب من خالد ..
" انت خذيت فرصتين مع بنت حنان ودايما تبجيها وتنزل من كرامتها , وضيعتها من ايدك , وانا واثق انك ما تستحقها , وادامي موجود وراسي يشم الهوا , راح احرص ان فرصتك الثالثــه , تكون بعيده عنك , بعد السمـــا عن الأرض "
وطلع من الفندق ..قبل لا خالد يرد عليه ..
خالد كان حاس بغضبـه وصل لدرجه انه ما يقدر يتكلم ..
كان يدعي الله ان غانم يطلع قبل لا يمردغه على الأرض .
هذا اللي ناقصــه يهدده ..
كان وده لو يتهاوش مع احد , يكســر شي من الغضــب .
بس يطلع الغضـب اللي حســــه ..
وبلحـظه لما تردد التهديد بعقله , كان راح يلحق غانم ويتضارب معاه , لكن ضغط على نفســـه ..
وبغرابه جا في باله ..انه ان تهاوش وكبرت السالفه راح يدري بدر و بكذا ما راح يكون مثال حســن لبدر !!
غريب كيف انك بأشد اوقاتك عصبيـه , يجي في بالك شخـص ..ويخليك تمتنع عن عمل فعل مجنون ..
يراهن خالد ان بدر ما راح يطري على باله انه بيوم من الأيام منع اخوه الكبير العاقل من الدخول بمضاربه , كنه مراهق ..)
رجع للحاضر ..
قعد بسيارته , لفتــره لما ألحيــن عنده نفــس الإحساس , وده يتهاوش مع احد , و وده يكســر شي من الغضـب .
وش تبي يا غانم ..
انا اللي فيني كافيني , وش حاشرك بيني وبينها .
غانم :
بقى طول الأشهر اللي فاتت بمصـر !
ما احد يقدر يعتني ببنت حنان مثلي , لا عمر , ولا ابوي سعـود .
ما احد يدري انها تعاني , وتقاسي مع ذاك البليـد إلا انا .
الحمدلله ان بنت حنان قررت انها تبقى بمصـر .
لكن ابـوه ما كان موافق بالأول لكنه انجبر بالنهايه..
( قبل ثلاث شهور ..كانوا موجوديــن بالصاله , اهو كان متعمد التواجد الدائم حولهم , بعد يومين من مواجهته مع زوجها !!
اهو فعلا ارتاح لما عرف ان خالد سافـر , لكن ما يقدر يضمن انه راح يرجـع ..
ابوه قال لمها , واهو متجاهله كليا , وهالشي مو غريب عليه " مها انا راجع للكويت عقـب اسبوع , حضري جنطتج باخذج معاي ؟ "
غانم لاحظ ردة فعلها , شلون ارفعت راسها بعجله ..
وقالت " لأ يبا ..لأ انا ناويه ابقى بمصـر "
نقـل نظره لأبوه ..واهو مرتاح انه ابوه مو مهتم لوجوده ,لأنه يحـب يتأمل الوجوه والتعابيـر , ويفهم اللي جدامه خلال هالفتـره .
كان ابوه عاقد حواجبـه " تبقيــن بمصـر ؟!!..منو وياه , يا مها , ؟!!ما كو احد يقعد معاج ألحيـــن , كلنا بنرجع الكويت "
طبعا (كلنا ) لا تتضمن غانم !
نقل غانم نظره لبنت حنان .
اللي ابتسمت برجفــه , وقالت " يبا بس انا ابي ابقى ..وخالي عمر موجود و ..."
قاطعها ابوه سعود (واهو نقل نظره لأبوه سعود ) " مها اهو توه متزوج , اتهقيـن راح يكون فاضي لج ؟؟ , بيجابل مرته ولا يجابل علاجه ولا يجابلج؟؟ "
نقل غانم نظره لمها , اللي غزا الإحمرار وجهها , وانتقلت الرجفه من شفايفها لصوتها " يبا العماره كلهم نعرفهــم .." وقطعت كلامها بتوتر
نقل نظره لأبوه اللي قال بصبر غيـر معهود " مها ردي معاي الكويت !! , بلا كلام ما له معنى , ليش تبين تبقيــن بمصـر "
رد غانم نظره لمها ..
وشاف النظره اللي عذبـته , بنت حنان خايفه من مواجهة الناس !
استغرب من نفسـه كيف فهم معنى هالنظره !!
هذي النظره يعرفها , يتذكرها !!
بس من ويــــن ؟ , وين شاف نظره مثل هذي ؟
ومثل طعنه بالقلب عرف وين !!
شافها بالمنظره , لما يشوف روحه كل يوم ..
" يبا افهمني ما ابي اروح ...." وبعدين فجأه شع نور بعيــونها وقالت بدلع " يبا الله يخليك , انا دلوعتك , يبا طلبتك .. "
هالمره ما اقدرت عيـنه تنتقل لأبوه , قعد يتأمل عيـونها .., وتعابيرها ..
حس جنها فجأه تذكرت شي وارتاحــت لما تذكرته !!
ولما سمع كلمتها عرف انها معتمده على مكانتها عند يدها , وانها قاعده تستغل هالشي .
ابوه قال بصوت صارم " مها لا تجربيـن صبري ؟؟ انا قلت بترديــن معاي بترديـــن "
هـزت راسها بموافقــه , وكنه انطفى النور ..
لكن بعديـن قالت " خلاص يبا , نروح حق الطبيب , واخذ اذنه للسفر وبعدين اسافـر معاك ."
قام ابوه من غيـر اي كلمه ثانيــه ..
بعد مرور يوميــن نفس المشهد رد تكرر !!
ثلاثتهم قاعدين , واهو كنه شبح بالنسبـه لأبوه , يحس ان أبوه اصلا مو منتبه لوجوده !
وينقل اعيونه بينهم ..
ابوه كان ألحيـــن يقول بصرامه " ليش ما سمح لج بالسفـر يا مها ؟؟"
بعدت شعرها وقالت بتعـب " لأن ..لأني نزفــت دم , وهذي المره الثانيـه , خلال اسبـوع !! "
عيــــنه اوسـعــت ..
ولف على ابوه ..اللي ضغط على اسنانه ..
هذي فرصته انه يحرسها !!
كله من زوجها اهو اللي خلاها تنزف !!
ابوه قال " شلون نزيــف يعني ؟"
مها قامت بتعـــب من مكانها " يبا عادي اهو عطاني حبـوب وغزني ابره , بس ما يصير اتعــب عمري , والسفر من الممنوعات "
اهو اهني نطـق " انا راح ابقى معاج ..انا عندي شغل بمصـر واقدر ابقى معاج الوقـت اللي تبيــنه "
شاف نظرة ابوه الغاضبه الموجهه له ( ابوه ما يثق فيــه )
بس مها وحماسها وشلون رمت حالها بين ذراعه واهي تقــول " صج خالي ...صج ؟؟ "
ولفت على يدها " خلاص , يدي ما تقدر اتقــول شي , كاهو خالي راح يبقى معاي "
ابوه سعــود ابتسم لها بموافقــه متردده ..
وقال " على راحتج !!! "
لكن بعد ما راحت لغرفتها عشان ترتاح ..
لف عليــه ابوه وقال " انا وافقت لأنه ما عندي خيار ثاني , خاصه ان الشركه بالكويــت تحتاجني , لكن انا راح اراقــب الوضع , راح اراقبــه عدل ..اي اهمال منك , وراح تتحاســب مني انا "
كلمة ابوه القاسيــــه عورته
ما احد يقدر يشكك بوفائه لحنان ..اخــته العـزيزه ..
رد على ابوه بطريقه صارمه " بنت حنان ما راح اهملها , مثل ما انتوا اهملتوها "
وطلع بعد ماشاف نظرة الصدمه بعيـون ابوه
لكن ما اهتم .. )
وحتى الأن اهو مهتم فيها عدل , ياخذها لمواعيدها ..
ياخذها لعشى , غدى , واحيان كثيــره الريـوق .
كان يلاحظ نظرات الأستغراب منها .
من اخوه عمر لما يقـوله انه خذا بنت حنان .
وقال في قلبـــه بقــوه (حنان اتمنى بإهتمامي ببنتج اني اقدر اوفي ولو جزء من أفضالج علي ..)
عمر :
كان واقف على رجله , اشتاق للوقـوف , رجله اليسار ردت لقـوتها جزيئا , بقى رجله اليمين على كلام الدكـتور تحتاج لوقـت اطول بكثيــر .
العكازات مساعده على الوقوف ..
كان حاس بالضجـر , ثلاث اشهـر بالمستشفـى لشخص يكره المستشفى كانت معاناة بحد ذاتها ..
لو بيــده كان طلع من المستشفى بأول اسبــوع , لو ما حلـف ابوه عليــه جان طلع ..
ابوه كســر خاطره , كان يقدر يعاند ابوه بكل بساطه , ويطلع ..
لكن طريقة ابوه بالكلام معاه , و رجاءه وطلبه الحار منعـــوه من العناد .
اللي هــون عليه ان الريحــه بالغرفه صايره خفيـفه خاصه مع البخـور اليـومي !!
لكن مشكلته الأكبـر بالوقت الحالي اهي ريم !
بدعـــت فيه , طول اليوم رسايل شـوق بالموبايل !! جنهم مثل اي زوجيــن مغرمين ببعضهم !!
تعامله بطريقة حــب كلما شافـته , لازال يصد هالتصرفات بقــسوه ..
وبقـــوه .
لكن بدى يحس بنفســه يضعف , بالأيام الأخيــره , وهذا خلاه يقسـو عليها بشده .
عشان ما يبين ضعفــه .
دخلت عليــه وحده من الممرضات .
وقالت له بأبتسامه " لسه على رجلك ؟ مش حترتاح ؟ "
لف عليها بتمكـن غريـب من العكاز اللي كان جديد عليه
رد لها الإبتسامه بتعـب " اممممم"
يابت له العشـا ..
وحطته على الطاوله ..
وقالت " المدام حتيجي النهارده ولا لأه "
عند طاريها حس بالجفاف .
رد بهدوء " اي اعتقد "
" مراتك جميله , ولطيـفه جدا "
رد بسخريه " اي نعــم " وقال بصوت غير مسموع " ما دام الموضوع غير متعلق بأطفال "
الممرضه اللي ما اسمعت قالت " عفــوا "
رد وقال " لا ابد ولا شي "
بهاللحظه ادخــلت مــرته وعلى ويهها ابتسامه مشرقه , صارت هالأبتسامه مكرره كلما شافته , ونزل راسه على الأكل , وبدى ياكل ....
كان بيدها كيـكه .
اول ما ادخلت وشافت الممرضه , صارت ابتسامتها بارده ..
حســت بالغيـــره !!
من اول ما سكـر موضوع مرته الأوليــه ..
ومن اول مواقفها مع (سم) اللي كانت تبيـن اعجابها بعمـر ..
من اول ما شافت نظرة اعجاب من وحده من الممرضات ..
تحس كل وحده تبي تاخذه منها .
ادخلت اهي واطلعت الممرضه , واهي تستأذن .
رفع راسه وشافها , واكتسى ويهه بالسخريه , بعد ما عرف انها غيرانه .
بدى يميـز هالتعبيـر اللي يطلع كل ما لقته يتكلم مع مره .
اقعدت قربه , بعد ما سلمت عليه ..
وقالت " وش تسـوي عندك ؟ "
افصخــت لفتها , وحطتها على كتفها !
شافها ببرود وقال بسخريه بسيطه " يابت لي العشـا بس مو مثـل عشا سام اللي من جم شهر"
شافته بغرور , لأنه هو المسؤول عن اللي حصـل ..
ضحــك بسخـريه من تعبيــر ويهها , هالأنسانه صايره متملكه بصوره خياليه , بالأول ما كانت جذي أو ما كانت بهالدرجه , وتذكر اللي صار .
( كان قاعد بعد خروج الرجـال ..
وهالوقــت اهو الوقت الوحيــد اللي يرتاح فيه ..
حاول يسترخي , وينام ..
لما تفاجـئ بدخــول سام , اللي كانت لابسه ملابس اقل ما يقال عنها فاضحـه ..
وعرف بمجـرد انه شافها انها ناويه على شي ..
قالت له " hello ,our patient !! " (مرحبا , يا مريضنا )
ابتسم بهدوء مو وقتها حداااااا " hi , how are u ? " (هلا , شلونج ؟ )
ردت الأبتسامه " I'm fine "
بدت تروح وتجـــي , وتدخــل اكيـاس معاها .
قال ببرود "sam !! hummm what's going on ?" (سام !! شنـو قاعد يصيـر )
ابتســمت بهدوء " nothing , i just thought about bringing my dinner and eat it with you "
( ولا شي , انا بس فكرت اني اييب عشاي واكله معاك )
الله ...الله ..
هذي يـــنت واقعدت ..
سكــــت لكن ما قدر يردها , خاصه انه باجـر سفـرتها .
يــــت في باله فكــره ..
ابتـــسم بذهـــن غايـــب .
راحت تحضــر الطاوله قباله .
خذا موبايله ..لما شافها تطلع برا الغرفه بتحضر شي من الأشياء اللي قاعده تنقلها .
ريم زعلانه عليـــه !!!!
صار لها جم يــوم , عقــب ما صدها عن سالفة نوره الله يرحمها ..
واهي ما تيي له !!
واهو ما راضاها , ولا اتـصل عليها .
إذا بتزعـل على سالفة نــوره .. كيفها تزعـــل .
لأن نــوره موضوع غيـر قابل للنقاش ..ابدا ..ابدا ..ابدا .
نوره شي خاص فيه , ومرحله غير قابله للنقاش .
وبما انها تغار من سام , فهذا عذر انه يشوفها.. حاس انه فاقد شوفتها ..تعود على شوفتها بشكل يومي متكرر.. وتغليها عليــه الحين بعدم ييتها له بالمستشفى كان مضايقه , ومخليه على اعصابه طول الأيام اللي فاتوا .
واهو ما راح يطوف شوفتها واهي غيرانه بالدنيــا ..
انك تشـوف انسانه آيــــــه بالجمال , أقل ما يقال عنها انها حلـوه , تغار عليـك , وتستعمل العنف الكلامي , والجسدي لأحساسها بالتملك ..يبسط
إضافه إلى انه يبي احد ايي يبعد سام عنه من غيـر لا يجرحها .
على وجهه ابتسامة تسليــه ..
كتمها اول ما اتصل عليها , ولما سمع صوتها البارد واهي تقـول " ألو .."
قال بصرامه " ألو , ويــن كنتي حضرتج ؟؟ "
سكــوت من الطرف الثاني .
وبعديــن قالت بصــوت يحمل شئ من الدلع المغلف بالعتاب " كنك مهتم "
ما كان يبي يسمع عتــب ..ما له خلق
قال بسخــريه " شنو تبين تحسسيني بتأنيــب الضميــر ؟؟"
سمع شهقتها ..
وقالت بغضـب " ليه انت قاسي ؟؟؟؟ ليــــه "
سمعها بعدم اهتمام .. اهي اقل ..وحده تتكلم عن القسوه .
قال " راح تيـين اليــوم ؟"
ردت عليــه وقالت بغضــب " لأ ,.. لأ ..ما راح اجي "
تنـرفز من عدم رغبتها بزيارته .
وقال ببرود " خلاص على راحتج , راح يطوفج العشا اللي يايبته سام ؟ "
قالت بعصبيــه اثارت تسليته "عشــــــــــا ....ليه ان شااء الله جايبتلك عشااا , اصلا وش تبــي هالسم تجيـــب لك عشــا ؟ "
ما ابتســم وقال " ليــش اشفيها ؟ "
بعصبيه قالت " اطردها ألحيــن اطردها "
قال ببرود مصطنع واهو وده يضحك " اطردها واهي يايبه لي عشا ؟؟!!"
ردت بنفس العصبيــه قالت " يعني ما راح تطردها "
عرف انه انتصر وانها راح تيي ..
"لا ما راح اطردها ..يلا مع السلامه , اخاف العشا يبرد "
سكــر التليــفون بإنتصار .
وبدى يتكلم مع سام بأمور عاديــه , وكان مرتاح انه سام ما حاولت اي شي قليل الأدب , بالعكس ارجعت سام اللي يعرفها بأمريكا .
اللي تعامله بصداقه فقط , مع عدم وجود اي نيه اخرى .
ادخــلت ريم بعنــف , خلاهم اثنيــنهم يلفون بإنزعاج ..
عمر لما شاف الداخــل .
حس بغرابه بإحساسه , شعــور بالفرح لشوفتها غمره ,وهذا خلاه يبعد عيـونه عنها عشان ما تشـوف احساسه .
ورد عيونه لها بعد ما تمالك نفســه .
اما اهي فما كانت تشـوفه ولا كانت ملقيـته ويه ..
كانت تشــوف سام بنظرات غاضبه لكن بعدين تمالكت نفسها ولفت على عمر .
وادخــلت , وقربت من عمر وباست خده , لأنها ما تتجرأ على اكثـر من جذي قدام احد .
وقالت لعمر بالأنجليـزي " hello baby ….. how are you honey ?" (هلا حبيبي , اشلونك عزيزي ؟)
هالجمله الأنجليـزيه اللي انطقتها.... قالتها عشان سام تسمعها
رد بهدوء " I'm fine thank you " (انا بخيـر , مشكوره )
وبعديــن لفت على سام وقالت ببرود " oh you are here " (اوه انتي اهني )
وخرت ويهها عنها بتجاهل ..
كان واضح على سام الضيق من قدوم ريم ..
وبعد ما اقعدت , واجهــت سام وقالت " when you will be back to u.s " (متى راح تردين لأمريكا ؟"
سام ما عجبها السؤال وقالت " soon enough " ( بوقت قريب )
قالت ريم " I hope you go soon " (انا اتأمل انك تروحين قريبا )
عمر , و سام شافوها بصدمه ..
بس عمر صارت فيه الضحكــه ..
بس تمالك نفسـه وقال بإعتراض " ريم ..."
سام لفت على عمر وقالت " no that's ok , she is acting like babies " (لا عادي , اهي قاعده تتصرف مثل الأطفال )
ريم كانت بترد لكن عمر عطاها نظرة غضب لأنها اهي اللي بدت السالفه .
واللي انطقــت بكلام غير مؤدب , وأدى إلى كلام غير مؤدب ..
لكن اهو لف على سام وقال" please sam " ( ارجوج سام )
قامت سام من مكانها وحطت العشا له ..
لكن ريم اللي كانت معصبــه , شافت العشا وقالت بطريقه استفزازيه
" omar doesn't like chiken , but you can give it to the poor people , it's not a waste "
( عمر ما يحب الدجاج , لكن تقدرين تعطينه الفقرا , ما راح يضيع جذي )
وكملت " I can help you remove it " ( انا اقدر اساعدك تشـيلينه )
سام صار ويهها احمر ..
انحرجـــت .
و واضح عليها انها كانت راح تبجي .
عمر قال بسرعه " no sam it's ok , I can eat chiken " ( لا سام عادي , انا اقدر اكل الدياي )
شافته ريم وقالت " no you don't " (لأ انته ما تاكله ) ولفت على سام قالت " ahaa you want to eat it for her sake "
(اهاااا انت تبي تاكله عشانها )
سام واضح عليها انها راح تبجي إلا شعـره ..
فحط ايده على الرغم من انه فعلا ما يحب الدجاج , لكنه بدا ياكل ..
مر الوقت وريم بكل ثانيه تفشل سام , وسام بعد ما قصرت معاها
واول ما لقت سام الفرصة المناسبه , استأذنت ..و ودعته , السهره الرومانسيـه اللي كانت ناويه عليها قبل سفرها , أو السهره اللي تشكر فيها عمر اهدمتها لها هالريم !!
بعد ما اطلعــت , و ودعــت عمر لأنها راح تسافر باجر نهائيا لأمريكا , ولوظيفتها ..
وطبعا غادرت الغرفه من غير اي اعتراف بوجود ريم , ولا اعتراف من ريم بوجودها ..
لف عمر على ريم وقال بسخريه " استانستي بتصرفاتج الطفوليه ؟؟ "
شافته بأستغراب " ما ســويت شي "
ضحك بسخريه " ما سويتي شي ..كل اللي سويتيه وما سويتي شي "
قالت بغضــب " ما شفت كيـف لابسه , واضح وش كانت تبي تســوي , لو انا ما كنت موجوده "
رفع حاجب " وانا ما عندي اراده علشان أرفض اللي اهي ناويه تســويه ؟!, وبالضبط شنو اهي ناويه تســوي من وجهة نظرج ؟ "
قالت بقوه " كانت تبيــك تشــوف انها حـلوه "
ضحـك ..
صعب يعصب عليها واهو مناديها عشان تتصرف هالتصرفات بالذات !
عدت الليله واهي راحــت امبجــر , لكن كان واضح عليها انها ارتاحــت ان سام راح تسافر باجـر ..
نام ذيك الليله ..لكن صحا لسبب مجهـول عنده ..
ولما فتــح عيــنه , انصدم ..
ريم كانت حاطه راسها على الفراش ونايمـــه ..
متى ردت ؟؟؟ ما يدري ..
وليش نايمه عنده ما يدري ..
لكن اللي يعرفه انه قلبه غمره احساس لطيــف ..
تذكر لما نام نفــس هالنومه عند نوره من جم سنــه !
كان يبي يصحيها , لكن عجــز عن هالشي , خاصه انها نايمه , وماسكه كفه بإيدها .
قلبه كان ينبض بقــوه من تصرف ريم .
لكن رجع ينام )
رجع من افكاره هذي !!
إلى الأن ما يدري ليش نامت عنده , لكن بالصباح ما كانت موجوده !
ريم بعد ما سمعت طاري ذاك اليــوم (يوم عشا سام ) تذكرت شلون لما اطلعت من غرفتـه , حســت بالخــوف يغمرها من انها تفقده للمره الثانيه .
خوف غمر قلبها , وخلاها تروح للكافتيــريا بالمستشفى ..
لكن خوفها ما غادرها , وخلاها ترجع لغرفته , تطمنــت لما شافته نايم ..
وما حســت بروحها إلا واهي نايمه عنده .
لكن اهم شي ان (سم ) اظهرت من حياتهم من غير رجعه ..
لفت على زوجها اللي كان ياكل الكيكه اللي هي عاملتها له , بإبتسامه , اخيــرا , هم لبعض ..
بس بكره الله يعيــن على بكره ..
بكره اهي راح تخطـو خطوه للأمام , راح تعترف بحبها , وتحضر عشى ممتاز لهم ..على امل انه يتقبل الموضوع .
بس خايفه , لأن عمر لما ألحيــن ما تخلى عن سخريتــه كليا , ويقـول فجأه كلمه تجرح وتدمي لأيام كنـه يعـوض عن الوقت اللي يعاملها فيه بهدوء .
خايفه منه .
بالأول كانت تحتمي من قسـوته بشقتهم اللي تحتوي ذكرياتهم الحـلوه .
لكن ألحيــن هو كله بكبره بيجي , بكل قـوته , بكل طوله , بكل عنفـه , بكل قسـوته بيفرض حاله على ملجأها .
كانت تبقى معاه لدقايق ويجرحها ببروده وبمعاملته الساخره , ألحيـن كيف بيكون وضعها واهي مقابلته 24/24 .
ساره :
امها ما تجلس معاهم كثــير ..دايما بغرفتها تسبح وتدعي الله
خايفه على صاحبتها .
اما هي ألحيـــن مع فاطمه ..
اللي قالت لها " ساره , متى بتتحضري لعرسـك ؟ "
ردت ساره اللي على اعصابها بتوتر " اي عرس ألحيــن وخالتي تعبانه ؟ "
هزت فاطمه راسها بعدم اهتمام وقالت " بتكون بخيـر ان شاء الله ....وانا سمعت ان قتيبه وده يعجل بالموضوع "
ساره كانت متوتره ..
وقالت " ما اعتقد ان قتيبــه مستعجـل وامه بهالحاله "
فاطمه قالت بصبر " ساره ..جد غريبه , انا ما قلت تزوجي ألحيــن , انا بس قلت تحضري ان تعجل الزواج ..."
ساره قالت بغضب من الإصرار " يمكن ما يكون فيه زواج "
فاطمه انصدمت .
وبطلت حلجها ..
وساره اندمت على تسرعها بالكلام !!
غيــرت الموضوع بسرعه وقالت " وشلون زوجـك واعيالك؟ "
فاطمه بعصبيـــه قالت " وش فيـكي انتي وخالد , الكل يسأل عن زوجـي اللي يبغاه يكلمه ...انتي ألحيــن جاوبي على سؤالي , ليه ما تبغيـن تتزوجيـن قتيبـه ؟ "
طبعا كان ردها الغريب وعصبيتها من السؤال الخاص بزوجها صدم ساره ..
لكن سؤالها عن قتيبه وترها اكثـر وقالت بتصريف " ما اقصد المعنى اللي انتي تقـوليـنه , انا اقول يمكن ما في زواج وخالتي ما ينعرف وش هو مصيرها "
اوسعـــت عيـن فاطمه اللي قالت " فالك ما قبلناه "
حســت ساره انها جابت العيـد بكلامها
وقالت بتعــب " أوووووه يا فاطمــه, خلاص اتركيــني , ماني عارفه اتكلم ألحيــن ....بروح انام "
فاطمه شافتها بصدمه وقالت " انا جايتكم وما احد يبغى يقعد معاي !! "
ساره ما اهتمت بالموضوع ..
وكملت طريقها لغرفتها
اليـــوم الثاني بالليل :
سمــر :
كانت تنتظــر.. ابوها واخــوها قتيـــبه عند الدكــتور ألحيــن ..
اما هي فعند الباب ..
قتيبــه رفـض انها تدخــل معهم , خاصه انها منهاره نفسيتها بالأيام الأخيــره مع حالة امهم المفاجئــه واللي مهي راضيــه تتطـــور ..
وسمعــت كلامه لأنه متى ما قال كلمه , فما يحــب يثنيها ..
على حنانه , وقلبه الكبيــر إلا انه كلمته لازم تطاع .
امها متى تكـون بخيــر ؟ متى تكون بصحتــها ؟
غانم ومها :
اهي وخالها غانم بالطريج لغــرفة عمر ..
ريم اطلــبت منها مرافقة عمر من المستشفى , لأنه عندها اشيــاء وايد تعملها وما مداها الوقت انها تقضيها ..
كانت مها تعطي غانم نظرات جانبيــه , صادمها اعتناءه واهتمامه فيها ..
ما كان يرضى انها تطلع إلا ورجله على رجلها ..
ما تدري ليش اهم عندهم ايحاء انه غيـر مسؤول ,و لامبالي .
بس دايما كانت تستغرب من وضعه , اشلون شخص بهالوسامه , وعلى حسب كلام الكل (ذكاء) , مومتزوج , ولا عنده وظيفه معروفه لهم ..
كان شخص غامض , وغريب ..
لكن تحســه دايما معاها بمشاكلها ..
صرفت نظرها عن خالها .
وشافت الطريق اللي جدامها بممرات المستشفى .
شافتــــها .
سمــــــــر
ما كانت سمر منتبهه لها .
حســـت بكل مشاعرها العصبيـــه تحرقها ..
وفجأه جنه سمــر حســت بالنظرات عليها , وجهت انظارها لعيــون مها ..
اثنيــنهم اوقفــوا .
للحظات ..
مها لو ما العيـــب جان اتفلت بويهها , أو صرخــت عليها , أو قالت لها اكرهــج هدمتي حياتي ..
اما سمــر فعلى الجهه الثانيـــه , كانت حاسه بألم ..
ما تصــدق مها لما ألحيـــن بمصــر ..معقـــول ...اش معنى هالكلام !!!
كانت تتصور انها باقيـه شوي عند جدها وراح ترجع للسعوديه ..
على الرغم من اللي قالته فاطمه لها لكن هي تعرف مبالغة فاطمه بالأمور !
يعني فاطمه صادقه ..احتمال خالد يطلق حرمته هذا إذا ما طلقها اصلا !
لأ لأ يا ربي , هي كافي عليها حالة امها !!
ألحيـــن تفكــر انها احتمال السبب في مشاكل خالد ومها ..
يا الله !!
غانم قال لمها واهو مو مركــز " يلا يا مها .."
بصعــوبه بعــدت مها عيـونها عن سمـر اللي كانت بأخــر الممر تقريبا !!
وقاومت البكي بصعــوبه ..
لكن بالنهايه تحركـــت ..
غانم قال لها فجأه " فيــج شي مها ؟ "
ابتســـمت مها بصعــوبه وقالت " لأ ابدا ما كو شي "
ادخــلوا على عمر , اللي كانت اغراضــه محضره , وأول ما شافهــم , نقـل عيـونه بينهم , وقال ببرود " وين المدام ؟؟؟ "
مها شافتــه , سبحان الله , وين كانوا , وين صاروا .
الحمدلله اللي رده لهم , الحمدلله .
كل ما شافته تذكر فضل الله عليهم .
ردت مها " ما قدرت تيي , بس هي بالشقــه "
هــز راســه بالموافقــــه ...
مها مررت له مفتاح الشقـه .
اللي اهو خذاه ببسمه وقال " شكـرا "
سمر :
تشتت انتباهها بخـــــروج اخــوها وابـــوها ..
والإبتسامه على شفايفــهم ..
جا لها اخــوها ..
وقال بفرحه " سمــر الحمدلله , الحمدلله , امي استقرت حالتها اخيرا.... يا سمر ....امي بخيــــــــر "
شافت اخــوها بصدمــــه ..
وبعديــن لفت ويهها على ابــوها ..
وتأكدت من ملامح ابــوها صحـــة هالكلام ..
اضحكـت بصوت عالي من الراحه ..
خالد :
جا له اتــصال من مصـــر ..
من قتيـــبه , قام من المجلــس ومن وســط الرجاجيـــل لأجل يركـــز ..
خاصه انه قتيــبه سكـر منه التليــفون , واهو يقــول انه دخــل المستشفى , والدكـتور طالبهم ألحيــن , قبل لا يروحـون لأمهم .
أول ما ظهــر قال " هلا يا قتيــبه , بشـــــر "
" اي يا خالد البشــاره , امي الحمدلله تحسنت حالتها , الدكتور يقول كم اسبوع وتظهر ان شاء الله "
حــس بالنــفس يطلع براحه من صدره , على الأقل في خبــر حلــو اليــوم لأمه ..
لأن امه مضيقه صدره بحالتها , وخوفها على صاحبتها ..
ولأنها كانت تبي تروح لمصر من اول ما ساءت حالتها لكن كان يتعذر بشغله , ألحين ما يقدر يمنعها ..
وقال ببساطه " وانا وامي جايينكم لمصر "
غانم :
بعد ما وصــلوا للعماره ..
وصعــد مع مها للشقــه ..
كان حاس بنفســه بدى يتعــب من الكوابيــس ..
زادت من اول ما امتنع عن أعماله المجنــونه ..
لازلت صــور البحــر ..
الغيــوم ..
المطــر ..
الصراخ ..
صـوت احد يتكلم من مكيـرفـون ..
شعـور اليأس .
شعـور الذنب .
شعـور الألم .
يتكرر بكوابيسه
تنهـــد , وينج يا حنان عشان اشكي لج !!
ريم :
كانت على اعصــابها ..
كل خمـس دقايق تتأكد ان كل شي بخيــر ..
الأكل تمام..
الورقه بمكانها ..
البخــور موجود ..
مكياجها ممتاز ..
ملابسها مغريــه , اللي اهي اختارتها بحــرص شديد ..
سمعـــت صـوت القفــل يدخل الباب ..
ابتسمت بتـوتر ..
وخــذت نفــس عميــق .
عمر على الطرف الثاني ..
غانم ساعده على وضع حقيبته عند الباب وراح ..
حط المفتاح بالباب , وافتحــه ..استقبلته ريحة البخـور .
لما دخــل ..سند عكازته على الطـوفه وسحــب الجنــطه ..
وبعدين استقام ..
سكـر الباب ..
وخذا العكازه ..
ولف ويهه ..
انصدم .
كانت جدامه , بلع ريقــه ..
رووووووووووووعه .
الجمــــــــــــال كله .
اوقفـوا لفتــره قبال بعـض ..
وبعدين ابتسم ابتسامه جانبيــه وقال بهمــس ومن غير شعور" أروع من الخــيال "
عيــنه اللي التقــت بعيـونها , دلتها على انه ما يسخــر ..
فجـــــأه انطــلقت ريم لصدره ..
لما شاف اندفعها فكـر بسرعه , رفع رجله المصابه , شـويه اعلى عشان ما يتألم , وركـز ثقله على رجله اليسار , وترك العكازتين .
وضمــــته بقــــوه .
واهو رجع على الباب اللي وراه ..
ريم مشاعرها فجأه اندفـعت فيها بقـــوه لدرجه ما اقدرت خلالها تمنــع نفســها من رمي حالها عليـــه .
قــوتها بالضمــه ..وترته , ما كان متصـور مشاعرها بتكــون جذي ..
قالت بهمــس وصـوتها يرجــف " الحمدلله على سلامتك ..الحمدلله على سلامتك "
اشتاق لها ..
اشتاق لضمتها ..
غمــض عيــنه ..
وبعديــن فتحهم واهو يقـول " ريم ..ريلــي "
اسمعـــت كلمته ..
واستــوعبــت اللي ســوته ..
وابتعــدت بسرعــــه ..
شافته متسند على الباب ..
عضت شفايفها ..
اما اهو فخذا العكازات من عند الباب واهو يتجنب النظر لها ..
قالت له " محضــره العـشا اللي تحبه "
هــز راســه بهدوء وقال " ممتاز "
كان متوتر من شكلها , من ضمتها , من مشاعره الغبيــه اللي قاعده تجري لها , كنها كانت بقفص وألحيــن قاعده تنطلق ..
قعــد يتعشى معاها ..
مو قادر يدخــل شي لفمـه ..
كان يحــس بنظراتها عليـــه ..
كان يرفـع عيــنه ويلتقي بعيــنها , بحس بقــوه مشاعرها تنطلق له ..
لكن استغـــرب اي مشاعر يحملها شخــص ما عنده قلــب ..
بعــد وجهه عنها ,و كمل ياكــل ..
كانت تتكلم معاه بصــوتها الرقيــق ..
واهو يسمع الصـوت والنبــره لكن مو قادر يركـز على الكلمات ..
بعد ما خلص العشــا ..
قامت من مكانها وقالت بهمـس " انتظــر ...امممم القــهوه بالطريــق "
ريم كانت متــوتره , ألحيــن لازم تعطيــه الورقــه ..
بس ما تقــدر ..خـايفــــه ..خايفــه من ردة فعــله .
بس داســت على اعصـابها ..
ريم هو لازم يعرف بمشاعرك ..
لازم ..
وخذت ورقـه من مكان بعيـد على الطاوله .
وردت قربت منه
ولاحظت نظرة الأستغراب على وجهه .
بس نزلت عينها , مدت ايدها بالورقه من غيـر لا تشـوف ويهه وقالت بهمــس " هذي لك .."
عمر شاف الورقه , وبعديــن شافهها .
كان واضح على ويهها الخجل ..
والتـوتر من هالورقـــه .
حتى عينها مو قاعده تلتقي بعيـونه ..
اشفيــــها !!
كان راح يقــول كلمه ساخــره ..لكن ما طلع شي بعقله ..
خذا الورقـه منها ..
وقبل لا يتكلم ..اهي راحــت ركـض لخارج الغرفـه ..
شاف الورقـه اللي بيده ..بإستغراب !!
قلبها بإيده , وبعديــن فتحها .
ومشاعر التــوتر اللي فيها انتقــلت له .
لما قرى العنــوان ..بدى قلبـــه ينبــض ..
هذي شناويه عليـــــــــــــه !!
شاف باب المطبــخ بتوتر ..
ورد للورقه ..
..أفتقــــــدك حبيـــــبي..
غريب
إن أكــتشف بعد فراقـــك تلك المشــاعــر
التي أنتابتــني..بعد رحــيلك بــلحظات..
وكأنها كــــفوف من يد حاقــد يضربنــي لغايـــة في نفســـه
المدمرهـ...
ليقتلــع قلبـــي الطــاهر النــدي ويصبغــه بلون قلـــبه،
بالســواد.
وهكذا اصبح قلـــــبي منذ أفتـقدتـك
في سواد ومن سواد..
ولكن ؛؛
لماذا ؟؟ياحبيبي..
..نعم حبيبي
بأمكانك عدم تصديقي .. لانها المرهـ الاولى منذ فراقنا!!,,
ولكن اعدك ..
ستسمعها مني دائما".
في بعدكـ توضحت امور كــنت اتغاضى عنها
او غافله بحكم هيامي الصامت القابع في ظلمات
||قلبـــــــــــي||
ولم يتهادا إلى فكــري ان اكون انا ظالمهـ
بينما أنا بالفعل جانيهـ مدمرهـ ظالمهـ
لأحاسيسي الساكــنهـ في الظلام
ولم اخرجها لمن يستــحقها
لمن اهـــداها الى قلـــبي من فيــض مشاعرهـ الشفافه الرقيقهـ
كــرقة الندى على اورق الورد...
؛؛؛
هل تكون صفات الظــلم والاختباء في الظــلام..
حقــــــــا" !!!!!
منصوبــــه إلـــــــي
مازلت في مرحلة عــدم التصديـــق..
ام
يكون بعدك عني قد اصابني بهلوســه
؛؛؛
آ آ آ آ هـ هـ
يجتاحني شعور ممزق
احس بهـ يضرب قلبي بعنف مدمــر!!
كل هذه المشاعر لمجرد فراقـــك !!
لماذ لم اكتشف هذه المعلومه الــجديده...
؛؛؛
كنت دايم اجد فيك العــيوب وبســهوله
ولكن انا هــي التي تمــلؤها العــيوب
}}..يااللــــــه..{{
انني فعلا" حمقــاء وغبيــه عندمــا كــنت استــفزك بكل الطـــرق ..
انك ... لاتعلم مهيت الأحاسيـــس
الفياضــه التي تعــصف بي من كل الجوانــب انها.. انها..
تنتشلني من على مقعــدي المفضــل المجــــاور لمقعـــدك ..
وتطــيربي من ذكرياتي الجميـــله في حديقتـــنا الخــــلابه وترميــــني في وسـط
||| ~~ أعصـــــار~~||||
من الرياح المؤلمه تمزق قلــــــبي وروحـــي إلى أشلاء لا يستطــاع تجميعها ،،،
وتصــبح قلــــــبي وروحـــي
هائمه على وجهــــها
في انتظـــــــــــارك ,,
لتقوم بلملمتها اليك لانها فعلا" تنتمي منـــك وإلـــيك،،ياحبيـــــــبي،،
""عنـدمـــــا""
تذهب تلك النظــره الجديه من عينيك الساحـــرتان ..
وتفيض نظرة مغلفه بحــنان تحمل في داخلها حـــب هـــادر عنـــيف ينتشــلني
من براثن الوحـــده والفـــقد..
أو
عندما انظر الى ذلك الأنف الشامـــخ وكأنه حـــــارس
على تلك الشفتين الأسفنجيتـــين
يمـــنع المتطفلــين من سحب رحيــقها
..
اتــحرق شوقــــــــــــا" لملاقاتــك..
وبأمكانـــك في هذه المــــــره
اختــــيار المكان..
امــ على شاطىء حبــنــــا الذى ضـــــم أجمــل مقاطع جريـك خلفــي او جريي للهرب من حضنـــك الدافـــىء..
؛؛؛
أوعلى شرفة مـــنزلي لأسرق النظر الــيك وانت تضحك على الخليــوي لطرفة قالها الطرف الآخــــر لك ..
وعندها يصيبـــني الجــــنون لأن شخصا" غيري استمـــتع بسماع ضحكـتك الرنانهـ..
وليس لانه ينتابنــــي الشك فأنت بنسبهـ إلي
طاهــر وبــريء..
؛؛؛
أمــ تريــد رؤيـــتي على كرســي الاتهـــــام
وتمارس علي اساليبك لاعترف بذنبي الكبـــــير اتجاهك
في المدة الاخــــــيرهـ..
ولكن ينطبق علـــي قول
{{لايعرف قيمة الشى الا فاقده……}}
زوجتك ريم
الورقــه كانت مثــل السحــر
اللي جذبــته لأخــر سطــر فيها ..
لما خلصها ..
ظل يــشوفها لفــتره , يحاول يستــوعــب المعاني ..
لأ هذا فــوق طاقته على الإحتمال , ما يقـــدر ..
جذي وايد عليــــه , وايــــد .
مو كافي انها تقــول له انها ما كانت تبي فيـصـل ..
مو كافي ..
ألحيــن قاعده تقــوله انها تحبــه وانها غلطانه وندمانه
مرر ايده على شعــره بتعـــب ..
حس بالحـــر , حـــــــــر بالغــرفه .
قام من مكانه بســرعه بمساعده العكازه , مو قادر يقــعد اهني , ما كــو هوا اصلاااا ..
راح فتــح البــلكــونه , وطلع ..
ترك العكازه و وسند روحــه على الحاجــز الخاص بالبلكــونه , وتنفــس بقــوه , اهم اعلى شــقه بالعماره ..
يشــوفون البشــر اللي تحــت مثل النمل ..
لكن اهو مو قاعد يشــوف شي .
اهو مو قاعد يشــوف إلا نفســه , واللي اهو فيـــه ..
ريم مو هذا اللي كان في بالي لما تزوجتج , انتي شقاعده تســوين فيني ..
حرام عليـــج ..
لما تـزوجــتج مره ثانيه ما كان في بالي انه واحـد فينا يعتـرف بالحــب , أو حتى يقـول هالكلمه .
شيســوي ألحين..؟
يصدقــها ولا يجذبها ..؟
يعاملها زيــن ..او يصدها ..؟
عفــس الورقــه اللي بيده لما صارت كــوره .
شنــو يعني ؟؟
شنــو الوضع ألحيــن ..
ريم كانت تلتف حــول نفــسها بالمطبــخ ..
مو عارفــه وش تســوي , بس تبي تمنحـه فرصه لقراءة الورقــه ..
لما اعجــزت تنتظر اكثـر اطلعــت وبيدها القهـوه له ولها ..
ما شافـته قاعد على الطاوله , لكن شافت باب البلكونه مفـتوح ..
اطلعت له
كانت متسند على الحاجــز ..
شافت ورقتها معفـوسه بإيده , يعني قرأها ..
حطــت القهـوه على الطاوله ..
عرفت انه حس بوجودها من حركة جسمه , لكن ما لف عليها ..
قربت منه , وحاوطت جسمــه من الخـلف بهدوء وصارت ايدها على بطنه .
حســت فيه يتصلـــب ..
سندت جبهتها على ظهره ..
" وربي احــبك ..وربي ندمانه ..."
مواقع النشر (المفضلة)