رواية شاب يبحث عن عمل كاملة بدون ردود 2015

[موكاتشينو]

الحلقة العاشرة

- اذا انا شاري رجال ..
- لا هنت .. وانا موافق الله يطول عمرك ..
- على بركة الله .. ( وقال وهو يبتسم ) انا راح ابلغ بنتي / الهام بقرارك .. ترى على فكرة هي تنتظر على أحر من الجمر
- الله يرفع قدرك وقدر بنتك
- طيب اليوم ابيك تزورني في البيت .. اقعد مع البنت .. شفها زييين وهي تشوفك زين وتكلموا مع بعض واتفقوا .. زيييين
- خلها يا طويل العمر بكره
- بكره .. بكره على بركة الله
انتهى اللقاء
طلعت من عند الشيخ .. وانا غير مصدق كل الاحداث .. كييييف ؟!
انا اتزوج بنت الشيخ / فهد بن سعد .. كيييف ؟! وليييش انا ؟! وبعدين ليش الشيخ هو من يبحث عني كي اتزوج بنته ؟!!!!.. انا اشوف نفسي لا احمل ميزات تميزني عن الاخرين حتى يصير كل ما صار .. وبهده الطريقة ؟؟!!
الاسئلة والاستفسارات اجتمعت في رأسي .. !! حتى اني تعبت ذيك الليلة .. لم استطع النوم
بكره انا رايح اشوف بنت الشيخ على الطبيعه .. راح اقابلها .. اكلمها .. يا ناااااس واحد يصحيني من النوم .. اكييييد انا احلم ..
جلست في فراشي افكر بالاحداث من بداية اعلاني عن البحث عن وظيفة حتى عرض الشيخ / فهد عليّ زواج بنته .. وقعدت افكر في تسلسل الاحداث والمواقف ومرت عليّ الهام ومزحها بالسيارة وطريقة اسلوبها ..!!!!
قلت في نفسي : شكلك استعجلت يا راكان في الموافقة ..البنت ما تصلح لك .. البنت شكلها منفتحه ومتربية في الخارج وانت انسان مختلف عنها في التفكير .. وبعدين البنت غنية ولها متطلباتها .. وانت انسان على قد حالك .. يا والله البلشه .. كيف انا وافقت على مثل هذا زوااااج ؟!!!
سبحت مع التفكير والخواطر .. وفي الاخير اقنعت نفسي ان بكره لا يمثل سوء وضع النقاط على الحروف مع الهام وأبوها .. وقررت بانه يجب ان اقول ( وبكل شفافية ) ما يدور في خاطري عن كل شيء .. ولكن بأسلوب وطريقة لا تحرجهم ولا تحرجني .. وذلك بإظهار عدم التوافق في الحالة الاجتماعية والحسب والنسب فيما بيننا وكذلك في مستوى المعيشة .. ولازم أقول ان هذا راح يترتب عليه اختلاف بعد الزواج .. لازم تكون الصورة واضحه للشيخ / فهد ولبنته الهام ..
نمت ذيك الليلة .. ولا ادري كيف نمت ومتى نمت !! استيقظت الصباح مع آذان الفجر .. أخذت دش .. ورحت للمسجد .. صليت ركعتين السنة وكنت أجاهد نفسي حتى استطيع الخشوع في الصلاة .. كانت الأفكار والخواطر تلح عليّ إلحاحا للمرور في ذهني .. بعدما فرغت من الصلاة رفعت يداي بالدعاء .. بعدما أديت صلاة الفجر .. جلست في مكاني افكر بالموضوع بعقلانية .. وانتهيت الى قرار واحد فقط

[موكاتشينو]

الحلقة 11

قلت في نفسي : لازم اشعر الشيخ بانني استخرت الله ولا داعي الى مقابلة بنته الهام ..
عند الساعة 7 صباحا انطلقت للدوام ..
قابلت الشيخ عند الساعة 7:45 تقريبا وطرى في بالي اني اتكلم في الموضوع .. ولكن مرت في بالي احداث امس وتذكرت اني وافقت واني راح اقابل بنته الليلة .. وانا في صراع مع نفسي .. بادرني الشيخ / فهد وقال :
- جاهز الليلة يا عريس
- ( وبدون تفكير .. وانا ابتسم ) اييييه طال عمرك جاااهز
( كل الهواجس والقرارات تبدلت ذيك اللحظة ولا ادري لماذا ؟)
مر اليوم سريع في أحداثه .. حتى وصل وقت الموعد
الساعة 8:30 مساء طلبت الاذن من الشيخ كي ارتب نفسي قبل الموعد
الساعة 9:30 يجب ان أكون في بيت الشيخ لمقابلة الهام
ذهبت من الدوام الى الشقة بسررررعة حتى استطيع تبديل ملابسي والتجهيز للقاء
كنت في سباق مع الوقت
استعجلت وانا في داخلي ارى بان الموضوع لايزال فيه ضبابية والصورة غير واضحة
وتسألت في نفسي ليش الاستعجال ؟؟!!!!!
ركبت سيارتي الساعة 9:30 تقريبا ذاهبا لبيت الشيخ
تأخرت في الخروج وأحسست ان الوقت يزاحمنى .. والأفكار تزاحمنى .. والطريق يزاحمنى .. والناس تزاحمنى
دقات قلبي تزداد .. تعرقي يزداد .. تنفسي يزداد .. ضغطي يزداد
ذهني مشوش .. لا ادري كيف افكر
في الاخير .. قررت الانسحاب .. كيييييف ؟!
قلت في نفسي اتصل على الشيخ واطلب على الأقل تأجيل الاجتماع الى بكره
اخذت الجوال للاتصال
قبل الاتصال ..... هاتفي يرن
رقم الشيخ / فهد
- الوه مرحبا يا عم
- هلا وليدى .. سلامات شفتك تأخرت قلت عسى المانع خير
- خير انشاء الله .. انا في الطريق .. الله يطول عمرك
- لا تتأخر اخوي / محمد مواعدني .. راح يوصل على الساعة 10 وهو عنده خبر بالموضوع .. بس ودي انك تقعد مع الهام قبل ما يوصل ..
- انا قريييب الله يطول عمرك .. عطني بس 10 دقائق
- توصل بالسلامة .. انا في انتظارك
انتهت المكالمة .. شعرت اني متردد في كل قراراتي .. وزعلت من نفسي كثييييير
لييييش هذا التردد .. انا ما اني عارف أقرر ولا اعرف ايش ابي !!!
وصلت عند بيت الشيخ .. وكنت متردد ادخل او لا ..

[موكاتشينو]

الحلقة 12

وقلت في نفسي معقووووله يا راكان تفكر انك تدخل او لا .. معقوووووله هذا التفكير
خلك رجّال وواجه المشكلة بنفسك .. لابد انك تواجه المشكلة وتنهيها
طرقت الباب .. فتحت الخادمة .. وسمعت صوت الشيخ / فهد يرحب
-مرحبا فيك يا عم
-تفضل يا وليدى .. انت الحين راعي بيت
-الله يرفع قدرك
دخلنا للمجلس .. كانت لدي إمكانياتي الخاصة بإظهار ما لا أبطن .. بمعنى اني كنت قادر على التماسك والظهور بالثقة خارجيا ولكن داخليا علومي كلها صعبة وتفكيري مشوش ..
جلسنا انا والشيخ / فهد في أحاديث العمل .. وكنت أتمنى اني اقدر اقطع عليه الحديث وادخل بأفكاري .. ولكنه كان مسترسل
فجاة وبلا مقدمات
الهام تدخل علينا بكامل زينتها
من هول الصدمة
كنت بــ أقف .. ثم تداركت .. وجلست .. وكانت حركة لا إرادية وتدل على صدمة .. التفت على الشيخ / فهد لاحظت انه يبتسم من حركتي وقال :
-هذي يا راكان بنتي الوحيدة .. واغلى بنت في الكون
-الله يخليها لك ويخليك لها
الهام دخلت وهي تنظر اليّ وقالت :
-السلام عليكم
-عليكم السلام
-اهليييين راكان .. كيف حالك
-الحمد لله بخير ( كاد الحياء يكتم صوتي .. اشعر ان صوتي مبحوح وغير قادر على الكلام )
وجّهت كلامها الى ابوها وهي تبتسم وقالت :
-تصدق يا ابوي اني قلت له – يومه يوديني للجامعة – اني راح اقول لـ بوي انه يخليك سواقي الخاص
-اذا كتب الله وانا أبوك راح يكون زوجك الخاص ( قالها وهي يبتسم )
ابتسمت الهام بخجل ..
بعد فترة من الحديث استأذن الشيخ / فهد وخرج .. بقيت انا والهام لوحدنا .. انا في هذه اللحظة في قمة الإحراج .. الهام بطريقتها وأسلوبها البسيط الغير متكلف استطاعة تخفيف التوتر .. وحولت الجلسة الى جلسة مريحه .. وكانت بين فترة وفترة ترمي نكته وتضحك على النكته .. والحقيقة اني رحت فيها .. لم استطع مقاومة الجمال والروح المرحه .. نسيت كل الاتفاقيات الخاصة التي كانت بيني وبين نفسي وشعرت انني محظوظ جدا في الوصول الى قلب هذه الانسانه الرااااائعة .. والحقيقة ان العاطفة الآن هي من تتحكم بي وليس العقل .. بعد ما فكيت حبتين وصرت استطيع الحديث معها بأريحية قلت :
-لو معي أدواتي الخاصة بالرسم .. كان رسمتك
-كيييف ؟! انت رسام
-لا .. لا .. مو رسام .. رسام .. يعني اعبث وأحب الرسم .. والموضوع هوايه
-طيب اروح اجيب لك قلم وورقه ..
-لا .. خليها وقت ثاني
-تكفى راااكان ارسمني
( أسلوبها .. وكلمة تكفى .. قسم بالله رحت فيها )
-الهام قلبي .. خليها وقت ثاني
-طيب .. طيب .. بس وعد انك ترسمني حتى لو ما تزوجنا ..!!
( صدمت من عبارة حتى لو ما تزوجنا ) كنت أتمنى اني ما سمعتها بأسلوبها العفوي .. وكأن الأمر لديها سيان تزوجنا ام لم نتزوج ..

[موكاتشينو]

الحلقة 13

- كييييف !! انت تتوقعين اننا ما نتزوج
- مدري عنك ؟! انت اللي تقرر .. انا وابوي شارينك ( قالتها وهي تبتسم )
( الظاهر اني نسيت عمري بعد هذه الكلمات وهذا الاسلوب )
- وانا بايعك نفسي بلا مقابل .. انا شكلي حبيتك من اول نظره .. الآن بس اقتنعت بان فيه حب من أول نظره
- اقول خل عنك البكش .. ترى أعرفكم يا الشباب .. بس كلماتكم حلووووه .. وبعد الزواج الله يعين
( استمر الحديث .. ونسيت نفسي اني في بيت الشيخ / فهد .. ونسيت اني اكلم بنت غريبه عني .. فعلا هي استطاعة ان تشعرني بأنني اعرفها من زمان من خلال التوافق في الأفكار والقدرة على الحوار )
بعد لحظات دخل الشيخ / فهد وقال
- الهام ..
- سم .. الله يطول عمرك
- عمك / محمد عند الباب
-ابوووي وش جابه الحين
-انا قلت له كل التفاصيل .. وقلت له ان فيه واحد متقدم لك وبغيته يقابل ولدي / رااااكان
- اوووووف يا ابوي .. مهوب وقته
- اقول .. عيب يا بنت .. ادخلي داخل .. خليني اقلط عمك
- حااااضر سعادة الريس ( قالت هذه الجملة بأسلوب رااائع مع حركة عسكرية كتحية سلااام عسكري)
ابتسم الشيخ ..
الهام تودعني
- يا الله راااكان أشوفك على خير .. على فكرة ما قلت لي وش رأيك فيني
( انحرجت من السؤال قدام أبوها )
- الله يحفظك من كل عين
- يعني حلوووه
( لم استطيع التعليق .. ولكن في نفسي قلت اذا انت مو حلووووه اجل مين الحلوووه )
ابتسمت .. والهام تهم بالخروج .. وعند الباب التفت وقالت
- مع السلامه رااااكان
- مع السلامه
بعد لحظات محمد اخو الشيخ / فهد يدخل ويسلم
سبق اني قابلته في بعض المناسبات واعرف انه الأخ الأكبر للشيخ / فهد ولكن معرفتي فيه بسيطه
جلسنا نسولف .. والشيخ / فهد كان يتكلم عني وعن صفاتي وأخلاقي وعملي .. وكان يمدحني بطريقة أحرجتني ..
بعد لحظات رن هاتف الشيخ / فهد
الشيخ / فهد يرد ومن خلال الحديث كأن الموضوع فيه حساسية .. استأذن الشيخ لإكمال مكالمته خارج المجلس ..
جلست انا والأخ الأكبر للشيخ لوحدنا .. محمد يقول :
- هلا بـ راكان .. كيف حالك
- الله يسلمك ويطول عمرك
- راااكان انت من وين
- انا يا طويل العمر من ..........
- يعني انت ترجع لاي قبيلة
( صدمني السؤال وتوقعت ان الشيخ / فهد قايل لـ خوه اني خضيري )
- يا طويل العمر .. انا خضيري ما اني قبيلي !!
- كيييييف ؟! انت خضيري !!
- اييييه يا طويل العمر

[موكاتشينو]

الحلقة 14

( شعر الاخ / محمد بنبرة التلعثم والحياء اللي بدأت على صوتي وشكلي ) وقال :
- انا اسف على طريقة السؤال .. بس يا ولدي / راكان انت عارف احنا مين ؟!!!!
- اييييه عارف الله يطول عمرك .. بس ...
في هذه اللحظات دخل الشيخ / فهد للمجلس وقال وهو يبتسم
- اخوي محمد شفت عريس بنت أخوك
( سكت الاخ / محمد ولم يعلق على كلام أخوه ) وقال :
- بعد أذنك انا مضطر اني امشي .. عندي موعد ضروري .. بعدين أتكلم معك في الموضوع
قطع الحديث بسرررعة وخرج الأخ / محمد من المجلس وتبعه الشيخ / فهد
كنت في هذه اللحظات في قمة الإحراج والتوتر وشعرت بلحظات انهيار وهبوط مفاجيء في نبضات القلب .. شعرت بمدى الفرق في التفكير بيني وبينهم حول الحسب والنسب .. وتأكد لي كلامي السابق حول الحاجة الى معرفة هذه الفروقات ووضعها في الاعتبار .. لم يكن لدي خيارات كثيره في هذا الموقف .. ما عدا انني انسحب بكرامة من هذا الموقف .. طال انتظاري لعودة الشيخ / فهد ويتضح ان هناك نقاش بينه وبين أخيه حول الزوااج ..
انتظرت .. انتظرت ومع كل ثانية ودقيقة اشعر بالإحباط واشعر بنظرة الدونيه في عيون الاخ / محمد .. واشعر بان حبي الجديد سوف يقتل قبل ان تكتمل ولادته .. يا ااااالله ما هذا الشعور .. وما هذا الاحراج ..
طال انتظاري .. وطال همي .. شعرت بالألم من الموقف .. شعرت بالاهانة ولا ادري لماذا ؟! ولكن كانت لدي قناعة بان هذه الفوارق لا تمثل شيء من ناحية الدين ولكن لها تأثيرها الاجتماعي ..
بعد انتظار دام أكثر من 13 دقيقة قررت الاستئذان .. ولكن كييييف ؟!
كيف اطلع من مجلس الشيخ / فهد .. ؟
احترت .. بعد دقيقتين إضافية .. جاء الشيخ / فهد وعلامات عدم الرضى تبدو على وجهه .. وقال :
- هلا والله بولدي / راكان .. ترى عشاك جاهز وانا ابوك
- الله يكرمك يا عم .. بس لو سمحت لي .. لواعفيتني من موضوع العشا ..
- لا يمكن .. لازم تتعشى .. الهام قاعده تجهز العشا من العصر .. راح تزعل عليك لو ما تعشيت ..
- اسمح لي طال عمرك ..
( شعر الشيخ / فهد بوضعي ) وقال :
- بسلامتك .. وإكرام النفس هواها .. وهذا بيتك .. بس راح أقول لبنتي الهام انك رفضت عشاها .. وعلى فكرة انا انتظر منك قرارك حول الزواج من الهام ..
( كدت اصدر قراري في وقته .. ولكنني قلت لنفسي خذ وقتك من التفكير .. فصورة الهام لم تغب من بالي )
- قلت ابشر الله يطول عمرك
ودعني وطلعت .. ركبت سيارتي .. وهمت بالطريق حتى انني لا اشعر اين اتجاهي .. لقد فقدت جزء من التركيز .. الافكار تتضارب وهناك خواطر .. تقول اجزم بالزواج من البنت واقهر عمها ونظرته الدونية .. وهناك افكار اخرى تقول كلامه صحيح وهو انسان ناصح وعارف الواقع ..
الحقيقة ان تأثير صورة الهام على قراري كبييييير .. واصبحت اشعر بانه صعب ان اخسر انسانه بهذا الجمال وهذه الروح مهما يكن فيها من سلبيات .. فايجابياتها واضحة ويمكن في المستقبل تعديل سلبياتها ..
فجأة لقيت نفسي على خط القصيم السريع .. ايش اللي جابني هنا .. لا ادري .. كيف وصلت .. لا ادري !!!
رجعت لشقتي .. واحترت في امري .. وكنت اشعر بالانكسار ..