رواية شاب يبحث عن عمل كاملة بدون ردود 2015

[موكاتشينو]

الحلقة 25

مرت الايام .. وحالت عمي / فهد طبيعيه ولكن ضحكته – اسلوبه – صحته تغيرت واشعر انه يتألم بسبب قطع أرحامه .. قلت في نفسي لازم تعالج هذا الموضوع بنفسك ..
قررت
والقرار كان صعب
قررت
نعم لازم اترك الهام
لازم اتركها
بس لازم اشوف لي طريقة تخفف عليها الصدمة
انا والله احبها .. ومن حبي لها ولابوها .. قررت الانسحاب .. وقد استشرت بعض من اثق فيهم في هذا القرار ونصحوني بالتعجل فيه خاصة بانه لم يرزقني الله من الهام بذرية
في احدى الليالي .. قلت لالهام
- جاءني عرض للعمل خارج المملكة
-ممتاز .. وين
-في جنوب افريقيا
-كييييف ؟!!!!!
-في جنوب افريقيا .. والعرض مغري
-ليييش انت ناقصك فلوووس
-لا .. بس حبيت اغير من الروتين .. هاه وش رايك
-انت تمزح والا جاد ؟!!
-ليييش امزح .. الموضوع جد
-انا معك حتى لو فوق القمر ..
( اااااااه يا قلبي يا الهام .. لييييش تقولين هذا الكلام .. انا قاعد امهد لك انني ناوي افارقك واتركك .. حرااام .. انت تقطعين قلبي )
-بس العمل محتاج اني اسافر انا لوحدي لمدة 6 شهور اشوف المنطقة واتعرف على طبيعة الحياة ومدى امكانية اني اخذك معي او لا ..؟!!!
-لا يمكن خطوة وحدة ما تروح الا ورجلي على رجلك .. انت تعرف كم احبك ... راكان مستحيل افرط فيك ولو دقايق ..
-بس يا قلبي
-راكان ارجوك من غير بس .. انا اروح معك وين تبي .. بس ارجوك لا تتركني
-قلبي الحياة فيها موت وحياة
-وش قصدك
-اقصد ان الانسان يجب معرفة ان لكل بداية نهاية
-نهايتي انا وانت مع بعض .. وياليت يومي قبل يومك
-الهااام ارجووووك افهميني
-رااااكان وش فيك
-الهام .. انت كل حبي .. انت قلبي .. انت حياتي .. بس كل هذا لازم يتوقف عند هذا الحد
( انفعلت .. وبدأت نبرة صوتها تعلى )
-راااكان لا تخوفني ... راكان ترى اموت .. والله العظيم اموت
( دموعها نزلت من عيونها ) راااكان انا احبك .. لو تطلب مني اهاجر معك راح اهاجر .. بس راكان ( سكتت .. وانهمرت دموعها على خدها .. منظر لا استطيع تحمّله .. جذبتها نحوي وضميتها لصدري )
( بعد ما ضميتها لصدري انفجرت باكية بصوت عالي .. وكنت أحاول اخفف عليها ببعض الكلمات .. ولكنها انهارت واصبحت تبكي بمرارة )
الظاهر عمي فهد سمع البكاء
عمي فهد يدق باب الغرفة
-الهام .. راكان .. افتحوا الباب
-حاضر يا عم
-سلامات وش فيها الهام
-الله يسلمك .. ما فيه شيء .. بس ( قاطعتني الهام وهي تبكي)
-ابوي يقول ان عنده عمل في جنوب افريقيا ولازم يروح لوحده .. ويقول ان حياتنا لازم توقف عند هذا الحد
-وش هـ الكلام .. راكان وش فيك
-ياعم الوضع ما عاد ينطاق .. انا تعبت واشعر بتأنيب الضمير .. ارجووك يا عم ( قاطعني )
-الموضوع هذا راح نؤجل النقاش فيه
-لا .. اسمح لي يا عم انت تعبت .. تعبت وانا اشوف وضعكم .. يا عمي حبي لك ولـ بنتك يجبرني اني ما اصير اناني ..
-لو سمحت راكان خل الموضوع في وقت ثاني ( وغمز لي بعينه )
-الموضوع ما يتأجل ..
-راكان وش فيك اليوم ؟!!!!
-يا عمي .. تعبت .. تعبت .. كل يوم يا عم وهذا الموضوع معي في كل دقيقة في كل ثانية افكر فيه .. صارت حياتي متعبه
( الهام كانت تتابع الحديث .. وكنت انظر اليها بين فترة واخرى وارى تعابير وجهها وحزنها )
-يا راكان يعني عندك حل للموضوع ؟!!!!!!!!!!!!!!
-الحل الوحيد يا عم اهو ....( لحظات صمت .. كانت الهام تترقب كلماتي وكذلك العم فهد ) اني أطلق الهام
( الهام في هذه اللحظة بكت بصوت عالي .. وقامت بسرعة واندفعت نحوي وضمتني وهي تقول )
-لا .. لا .. راكان .. حراااام عليك
( لم استطع مقاومة هذا السيل من المشاعر .. فكانت دموعي تنهار من عيناي )
الهام تستنطقني وتقول :
-رااكان .. انت .. انت كنت ضد ( ما قدرت تكمل كلماتها ) انهارت بين يدي واغمى عليها
( شلتها بين يدي .. وانا اشعر بقلبي يتقطع .. عمي وقف يتابع المشهد .. بدء مصدوم من قراري .. اخذت الهام ووضعتها على السرير .. الخادمة ومدبرة المطبخ تقفان امام باب الغرفة لم اشعر بهن الا حينما التفت الى باب الغرفة .. وجهت كلامي للخادمة )
-بسررررعة عطيني مويه .. بسرعة
( عمي فهد .. جلس على الكنب وهو يتحامل على نفسه )
الخادمة وصلت بالماء .. رشيت على وجه الهام شويت مويه .. افاقت .. شربتها .. وخليتها تأخذ نفس ..
قلت
-قلبي .. لازم اوديك للمستشفى
-(قالت بصوت ضعيف ومجروح ) توديني للمستشفى ، ودني للمستشفى اذا كانت المستشفى بتغير قناعتك وقرارك
-الهام .. ( لحظة صمت ) ............ احبك
( دموعها تنهار وسحبتني يمها وضمتني بكل قوتها .. لم استطع المقاومة كانت دموعي تجاوب دموعها )
التفت على عمي .. شعرت انه تعبان .. رحت يمه وقلت :
-ياعم عساك طيب
( نظر لي وما جاوب ) لحظات صمت .. وقال :
-راكان تعوذ من ابليس وخلنا بكره نتكلم في الموضوع
-حاضر يا عم
جلست مع الهام وكانت مواقف كلها مشاعر وأحاسيس .. في النهاية نامت الهام على صدري ..
قمت اليوم التالي مع أذان الفجر ..
بعد الصلاة .. دعوة الله كثيرا ان يلهمني الصواب في القرار
رجعت من المسجد .. وانا قد اتخذت قرار بالانسحاب من حياة الهام وأبوها
قابلني عمي فهد بعد الصلاة وقال :
-صباح الخير ولدي / راكان
-الله يصبحك بالرضا والعافية
-كيييف الهام اليوم ؟
-ابشرك طيبه .. وما نامت الا وهي راضيه
-قومتها تصلي الفجر
-لا والله وانا ابيها نايمه الييين اطلع من البيت
-ليييييييييييش ؟!!
-انا يا عم قررت اني اطلع من البيت اليوم ولا ارجع ثاني مره
-كيييييييف ؟!
-ارجوك يا عم قصّر صوتك .. وخلنا نتفاهم في العمل
-طيب .. طيب
( طلعت لشقتي واخذت شنطة السفر ووضعت فيها اهم أغراضي .. كانت الهام نايمه .. رحت اشوفها اخر مرة في حياتي .. كانت لحظة الم وقهر وحسرة .. تأملت وجهها وبراءته .. وسالت دموعي من عيوني .. وقبل ما امشى وضعت قبله على جبينها وقلت في نفسي آسف الهام .. والله احبك )

[موكاتشينو]

الحلقة الاخيرة

عمي فهد .. الظاهر انه في غرفته يجهز نفسه للدوام
طلعت من البيت لم يشعر بي احد
ذهبت للدوام واول شيء فعلته اقفلت جوالي وأظهرت الشريحة وكسرتها ..
كان جوالي مليء برسائل الهام العاطفية
دخلت الدوام الساعة 7:10 دقائق تقريبا
حضّرت جميع عمليات اليوم .. ثم كتبت استقالتي من العمل
وصل عمي فهد الى الدوام الساعة 7:45
وبعد ما سلّم قال :
-راكان تعال ابيك
-دخلت عليه وقبل ما يتكلم قدمت له استقالتي ( بعد ما قرائها )
-تعرف شيء يا راكان .. انت انا قبل 25 سنة تقريبا .. والفرق اللي بيني وبينك اني حبيت زوجتي ولا قدرت اطلقها من اجل عادات وتقاليد .. وانا لست انت في هذه اللحظة ، ضعيف لا يستطيع مقاومة ظروف الحياة ..
-قلت يا عم .. حبي لك ولـ بنتك الهام اهو اللي اجبرني على كل هذا ..
-على العموم ( لحظة صمت ) هذا قرارك وانا لا يمكن ان أترجّاك او انتخيك .. بس احنا حبيناك وراح اظل اعزك واقدرك .. والله يسهل امرك .. وفي النهاية القرار .. قرارك
-عمي ( لحظة صمت ) حاول انك .......... تشوف طريقه تقنع فيها الهام ... عمي انا خايف على الهام .. عمي ( قاطعني )
-الوقت يا راكان كفيل بعلاج كل المصائب
-عمي ... استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
-على فكرة ... راكان .. هذا خطاب من الشركة بمنحك السيارة اللي معك .. وهذا شيك بخمسمائة الف ريال هدية مني لك .. وحاول تبدأ في مشروعك اللي سبق ان كلمتني فيه ..
( استغربت كيف جهّز الخطاب والشيك .. قلت في نفسي هل كان ينتظر هذا الوقت ؟؟!!!)
-بكره يا عم اتخذ اجراءات طلاق الهام .. وشكرا يا عم على كل شيء قدمته لي ..
-تعرف شيء يا راكان انا كنت مجهّز خطاب تسليمك للسيارة والشيك وكنت اقول هذا ولدي وزوج بنتي ويستاهل .. والان اسلمك السيارة والشيك واقول هذا ولدي ويستاهل ..
قمت وقبلت راس عمي / فهد وقلت :
-سامحوني .. انا في النهاية ما اني مقتنع من قراري .. بس العادات و الواقع والظروف اجبرتني على اتخاذ قرار يخالف قناعتي ويخالف قلبي وعقلي ومشاعري .. والسيارة والشيك لا يمكن اقبلهم لانني تعودت في حياتي اني اعيش عصامي ..
-هذا قرارك .. بس اتمنى اني اسمع صوتك واطمئن عليك
-لازم ياعم .. وعشرتكم ما تنسي
كنت بين فترة وفترة اتابع اخبار العم / فهد وتطورات الاحداث معه ومع الهام .. بعد ستة اشهر شعرت بتحسن الهام وخروجها من الصدمة .. عمي / فهد رجعت علاقتها مع جماعته ..
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ( وعسى ان تكرهوا شيء وهو خيرا لكم )
بعد ستة اشهر وبحثي عن عمل مناسب .. اضطررت الى كتابة إعلان اخر

( شاب يبحث عن عمل )

انتهت القصة