رواية غموض رجل كاملة بدون ردود 2015

[موكاتشينو]

الحلقة السادسة
نعم ...
انها مفاجأة لي ..
شعرت انه كشفني أمام نفسي .. وأمام الآخرين
نعم ...
لقد أشعرني بالخجل والإحراج ...
وتمنيت في تلك اللحظة ان الأرض انشقت وابتلعتني ...!!
كيف يقول ذلك ..
كيف يكتب هذا الكلام ..
وكيف حلل الموقف ..
؟؟؟؟!!!
يااااا الهي .. ما هذا ..؟؟؟!

لقد كتب لي في مداخلته هذه العبارة :
[ اقطفي حرفي واعصريه ..
وان بغيتي حلليه ..
وان بغيتي اشربيه ..]
تحياتي واحترامي ... مشرفتنا
-------------------------
انا فهمت ما يرمي له ..
وتوقعت ان كل الأعضاء فهموا ما فهمت .. !!!
في تلك اللحظة لا ادري كيف أرد ..!!؟
وجاءتني فكرة إلغاء الموضوع وشطبه .. وكانت عندي الصلاحية - كمشرفة ..
انشل تفكيري ....
بدأت احلل الموقف ...
كيف عرف ..!!؟
كيف عرف ان هذا حرفه وأنني جلست كما يقول أعصره – واحلله بل وشربته ثم نطقته مرة أخرى ..!!
يا الهي – هل يملك هذا الرجل معه جن يخبرونه بما فعلت ..
كيف عرف ..!!؟
نعم ...
لقد قررت شطب الخاطرة والاعتذار منه ..
ذهبت للخاطرة فوجدت ان هناك أعضاء آخرين يثنون على الخاطرة وعلى جمالها وعلى روعتها
فبدأ التوتر يقل ....
وبدأت دقات قلبي تخف ... وتعود لطبيعتها
شعرت بأن كلماته كانت غامضة كما هي شخصيته ولقبه ..
فلم يشعر بها الأعضاء الآخرين
وان ما تصورته - مجرد – إحساس نبع بسبب الفهم المشترك بيني وبينه في الخاطرة ..
رحت أرد عليه ...
وكان هناك شيء يدفعني كي أرد علي مداخلته بسرعة
وكان الهدف بحث في فكره وتوضيح مقصده
فكتبت رد قلت فيه :
الإنسان حينما يولد يتعلم - ممن حوله – أي شيء يفعلونه ولكن حينما يكبر ينتقي ماذا يتعلم ..
توقعت انه يرد على هذا الكلام ويقول لي الشرف
توقعت يتفاعل مع إجابتي الدبلوماسية
ولكن مرّ الوقت ولم يجب ..
مما زاد من احتقاني , وأحسست انه يشعرني بعدم رغبته بمحاكاة كلماته ..
نعم ,,,,
لقد كرهت المنتدى بوجود هذا الشخص ...
أحسست بشعور إحباط .. وشعور بحب الانتقام ...
لا ادري ماذا أصابني ..!!؟
ولماذا هذا الشخص له قوة تأثير على شخصي ..!!؟
ولماذا وضعت نفسي في هذه المعادلة الصعبة ..!!؟
ما هذا التفكير الذي يراودني ..!!؟
وما هذا الإحساس الذي يقتلني ..!!؟
لقد أعطيت الموضوع اكبر من حجمه ..

[موكاتشينو]

الحلقة السابعة


في الأيام التالية ...
أصبحت لا اهتم بدخول المنتدى ..
وليس عندي رغبة بمتابعة ومشاركة الآخرين ...
وبعض صديقاتي شعرن بذلك – وكنت أتحجج بمشاغل عندي ..
وكان لذلك مردود على نفسيتي في البيت مع طفلي الوحيد ..
اما زوجي فكان ولا يزال همه في نفسه – فقط ...
حتى اني أقول في نفسي
– وش فيني – ليش انا كذا - ؟!! وليش تفكيري كذا
– قفّلت الدنيا بوجهي علشان مشاركات في منتدى [ والله اني سخيفة ]
بعد مدة .. تغيرت نفسيتي وعدت كما انا [ وردة الحياة ] العضوة المتفاعلة النشيطة المشرفة ..
وكنت بين فترة وأخرى أتابع هذا الشخص المسمى – غموض رجل –
وأتابع مواضيعه التي في كل مرة تزداد قوتها وتأثيرها على الأعضاء بالمنتدى
نعم ....
لقد خسرت المعركة مع هذا الرجل ...
ولكنني اشعر بعدم الاستسلام .. كانت فترة لالتقاط الأنفاس والتفكير بشكل هادئ ..
بعد ذلك ....
قررت كتابة خاطرة عما عانيته خلال الفترة السابقة ..
عنونتها بــــــ [ نفسي وانا ]
وضمنتها ان الإنسان دائما في صراع مع نفسه لأجل تحقيق ذاته
وكانت الخاطرة حسب وجهة نظري رائعة بما تحمله هذه الكلمة من معنى ..
وكذلك كان التفاعل معها من قبل الأعضاء عندما أنزلتها ..
والغريبة .. ان هذا الرجل لم يعلق على خاطرتي .. مع العلم بأن له تعليقات في خواطر اخرى كانت متزامنة مع نزول خاطرتي ..
قلت في نفسي .. ان شاء الله عمر أبوه ما علق – وليش انا انتظر مداخلته ..!!؟
مع دخولي في اليوم الثاني للمنتدى
وجدت رسالة خاصة واردة ..
ممن ...!!؟
ما اصدق ...!!!؟

[موكاتشينو]

الحلقة الثامنة

رسالة خاصة واردة من [ غموض رجل ]
كتب فيها :
[ وردة الحياة ..
اسعد الله حياتك بالورود ..
عزيزتي – لقد قرأت خاطرتك " نفسي وانا "
فوجدت فيها - ~ النفس حينما تحتار [ والانا ] حينما بقسوة تختار ...!!
فظهر لي عدم توافق بين النفس والانا – وكأن نزاع نشب بينهما ..
مما قد يسبب القلق والمعاناة ...!؟
وهذا واقع النفس والعقل دائم في صراع ...
خاصة عند أهل العقول الكبيرة أمثالك ...
عزيزتي ...
الصراع بين القلب والعقل – صراع ابدي – ولكننا نستطيع من خلال الهدوء والتركيز على كيفية المعالجة ان يكون هذا الصراع توافقي طبيعي كما أراده الله عز وجل ..!! دون الدخول في دائرة القلق والتردد ..!!
لا تكتبي عزيزتي وانتِ في حالة نفسية غير مستقرة ..!!
تحياتي واحترامي لك – مشرفتنا
انتهت رسالته – وبدأت عندي الصدمة ...!!!
ما هذا التحليل ...!!!؟؟؟
وما هذه الكلمات الصاعقة ...!!!؟؟
تأكد لي الآن بأن هذا الرجل يتلبسه جان ...
ولماذا ختم رسالتي بهذه العبارة :
[ لا تكتبي عزيزتي وانتِ في حالة نفسية غير مستقرة ] ..!!!
هل هذا يعني ان خاطرتي لم ترق لذوقه ...!؟
هل هذا يعني انني أخطأت ..!؟
ماذا يقصد ..!!؟
لقد صدمني بهذه الرسالة ومحتواها
فجميع عباراته يختتمها بعلامات التعجب والاستفهام ... [ !؟ ]
نعم ...
انا الآن في صدمة ولا ادري ماذا افعل ....

[موكاتشينو]

الحلقة التاسعة

فكرت كثيرا – كيف أرد على رسالته ...
بحثت في قاموس المفردات داخلي
بحثت في التعابير والعبارات ..
لقد تاهت اللغة في شراييني - وغاب التركيز عن عقلي ...
قلت في نفسي :
هوووووب – هذي فرصة ...!!!؟
الآن .. سأنتقم
لن أرد على رسالته ... سأجعله يشعر بعدم اكتراثي بما قال ..
سأجعله يندم على فلسفته ..
سأجعله يسقط من عرش الكبرياء والغرور ..
فرصتك يا العنود وجت لك ...
كنت فرحة بهذه الفكرة – وهذا القرار
شعرت بأنني أمسكت الحياة بيدي في تلك اللحظة ...
وتخيلت بأنني عندما لا أرد عليه – سيعقّب على رسالته ويبحث عني ..
ويبحث عن أسباب عدم ردي ..
وقد يرسل رسالة أخرى ..
هكذا تخيلت – وهكذا توقعت ..
مرّ اليوم , وسجلت خروج ولم أرد عليه
في اليوم التالي .. توقعت ان أجد منه رسالة ...
للآسف لا توجد رسالة ...
بل وجدت مداخلة له في خاطرتي ... ولكن كتابته مختلفة ..!!
لقد كتب :
[ الشعور يبقى كما هو حينما نبقى كما نحن , وقد يختلف حينما نختلف ]
ولم يكتب شيء آخر
لا تحيات ولا إعجاب ولا أي تعليق آخر ...!!
قلت في نفسي :
اوووووووووف وش يبي هذا ...؟؟؟
في كل مرة يختبر ذكائي وتحليلي ...!!
ليش ما يكتب بوضوح .. ليش كل كلماته تلميح وإشارات ..!!
أسلوبه دفعني الى قرار [ أرد عليه رسالته الخاصة ...
وسوف أرد عليه بعنف .. وأعطيه درس لن ينساه طول حياته ..
فكتبت ما يلي ...

[موكاتشينو]

الحلقة العاشرة
[ غموض رجل ...
اولا انا شاكره وممتنة لك مداخلاتك معي في خواطري
وسوف أشكرك أكثر حينما لا أجد لك مداخلات ..

وأرسلت الرسالة ....
بعد ما أرسلت الرسالة شعرت بأنني تسرعت واستعجلت ..!!
وانتابتني أسئلة كثيرة ..
ليش سويتي كذا ..؟
ليش هالقسوة في الكلام ..؟
الرجال ما قال شيء .. مسكين ...!!؟
وسرحت بي الخيالات والتأويلات والتراجعات ...
ورحت انتظر رده .. وتوقعت الرد القاسي ..
بعد لحظات جاءني الرد ...
فقط كلمتين ..
[ وصلت الرسالة .. آسف ] ...

؟؟؟؟!!!!! ؟؟؟؟!!!!
وصلت الرسالة ...
آسف ...
------------- انتهت إجابته ..!!؟
بس ...
بسسسسس ..
ليش ما سألني عن أسباب كلامي له ..؟!!!!!
ليش .. ما قال سلامات وش اللي حاصل ..؟!!!!
ليش .. ما فهّمني على ايش يتأسف ..؟!!!
على تفاهتي ام على أسلوبه في الرد ..!!
احترت ..
تعبت ..
زهقت ..
وش هذا ..!!؟
حتى اني في تلك اللحظة كنت مثل الطفلة ..
وكأنني اردد
مابي .. مابي .. ليش كذا ..!!
وبكيت ..!!؟ ولماذا بكيت .. لا ادري ..
لحظة .. لحظة ..
طرأت فكرة في بالي .. ليش ما اسأل صديقاتي في المنتدى عنه وعن أسلوبه معهن .. واسأل هل احد منهن تواصل معه على الخاص ..؟
بعد فترة سألت وسألت وأكثرت من الأسئلة
وكأنني محقق في المخابرات ...!
فوجدت انه لم يتواصل مع احد من صديقاتي ...
استغربت ..!!
ولم تتواصل معه احد منهن ..
معقووووولة ..!!