مصر لحد إمبارح
مجموعة قصصية
من مذكرات فتاه جامعية
الزحمة والكراكيب
الهبوط إلى القاع
الضحك والبكاء
عفريت الغرام
facebook تأليف
Islam_lgha@yahoo.com إسلام لغا
مصر لحد إمبارح :-
بطلة هذه القصة عاشت في مصر المحروسة في بداية تسعينيات القرن العشرين ..
من مذكرات فتاه جامعية
اليوم الأول من الشهر العاشر :-
تلك هي مرتي الأولى التي أمسك فيها القلم لأكتب مذكراتي . وهي مناسبة جديرة بالكتابة ...
فهذا هو أسبوعي الأول في الجامعة. تخطيت المرحلة الثانوية بنجاح وأخترت التجارة ....
صادقت زملاء كثيرين ولكن كلهن فتيات .
ولم يكن ذلك عن عمد مني ولكني سئمت الشباب رغم جوعي وعطشي إليهم .
ولقد حاول أغلبهم التقرب إلي ... ولكني صمدت للهجوم ... وهذا ليس عن تزمت مني ولكنهم
يتقربون ألي بطريقة > هبلة وساذجة <
ولو حاول أحدهم أن يحدثني بطريقة طبيعية تليق بزملاء دراسة لحاورته وحدثته .. ولا شئ
يهم والحق فإني لست جميلة جمال فائق .. ولا قبيحة تثير إشمئزاز .. فجمالي متوسط ويكون
فوق المتوسط عندما أبتسم .. فعندما أبتسم تنغمس غمزتين تعطيه طابع الحسن والروح
والإستنارة .. أما قوامي فهو لطيف متناسق .. ولكن يوجد شئ من إلتواء بسيط في الساق لا
يشعر به غيري وإني أتعمد السير بطريقة هادئة منتظمة حتى لا يتجلى للعين الفاحصة .
اليوم العاشر من الشهر العاشر
عن غير إرادة تعرفت على زملائي الشباب . فأصدقائي الفتيات سبقوني في التعرف عليهم ..
فعرفوني هم بدورهم .. ولقد تصديت مرة أخرى للهجوم الشرس حاول الجميع أن يطرقوا باب
الحب ولكني أغلقته في الوجوه حتى سأموا من المحاولة وأقتنعوا بالزمالة .
اليوم الثلاثون من الشهر العاشر
جأني شاب ليتقدم لخطبتي وأقنعتني أمي بإستعمال الماكياج, فإستعملته وأنا سعيدة بالتجربة .
نظرت في المرأة .. إرتفعت درجات جمالي إرتفاعأ ملحوظا وصلت الثمانين بل التسعين في
المائة .... لم يعجبني العريس فقلت لأمي :-
أنه سمين
قالت :- نظمي له رجيم
قلت :- هو قبيح
قالت :- الرجل لا يعيبه شئ
قلت :- لن أرتبط إلا بعد إنتهاء الدراسة
وإستسلمت أمي وإستسلم أبي لسحر الدراسة العجيب.
اليوم العشرون من الشهر الحادي عشر
خضت معارك شرسة في البيت من أجل إستعمال الماكياج .. فبعد رحيل العريس > الحلوف<
أقبلت على المكياج وحاولت الذهاب به الى الجامعة .. وأحتارت أمي وعارض أبي ولكن بكثير
من الزن في أذن أمي جعلتها تقنع أبي وأصبحت أسير في الطرقات بكامل زينتى وذهبت إلى
الجامعة وقد إرتفعت نسبة جمالى إلى التسعون في المائة ..
اليوم السادس عشر من الشهر الثاني عشر
ما تلك الأحاسيس التي تراودني ؟
ما تلك الرغبات المتناقضة التي تجتاحني ؟ .. أريد أن أضحك .. أريد أن أصرخ .. أهذا هو
الحب .. لا لا لن أستسلم .. أحقا أحببت .. هكذا بغير ميعاد يطرق الحب أبواب قلبي الهادئة
فيجعله يثور عليه ويعلن رغبته في الحب .. فهو يغير ويشتاق .. يفكر ويسرح .
نعم أحببت .. قابلته اليوم هو شقيق صديقتي عبير .. حدثني بهدوء .. نظر في عيني .. في
عينيه غموض ..
قال :- أني أحبك
عدوت من أمامه وقد كان قلبي يرقص فرحا .
اليوم الثاني والعشرون من الشهر الثاني عشر
فجعت في زملائي الشباب .. أنهم هايفين دخلاء على الزرافة .. كل منهم يظن نفسه في أناقة
عمرو دياب وخفة دم عادل امام ..
مع العلم بأنهم هايفين يحيط الخلاء بداخلهم أما البنات .. فكانت فجعتي الكبرى فيهم لاحظت
أنهن يختفن في أغلب المحاضرات !!!
سألت أحداهن عن السبب فقالت :-
نتجمع في حديقة الجامعة وأحيانا في حديقة الأورمان
قلت بتعجب :-
مع من ؟
ضحكت ثم إنصرفت وعرفت فيما بعد أنهم يخرجن مع الشباب في رحلات حب جماعي .
اليوم التاسع والعشرون من الشهر الثاني عشر
كثرت المعاكسات والمضايقات من الشباب في الطرقات والجامعة بعد أن إرتفعت نسبة جمالي
بفعل سحر الماكياج الرهيب والحق إني لم أتضايق .. بل على العكس فأني فرحت بشدة ولكن
بالطبع لا أظهر ذلك الفرح للعين بل أجعله باطني مكبوت ..
والحق أن كل فتاه لتقيس جمالها بكم المعاكسات المنهطلة عليها .
اليوم الخامس من الشهر الأول
البنطلون الجينز
ذهبت شارع فؤاد لأشتري جيب .. ولكني تراجعت فقد أعجبني البنطلون الجينز فأشتريته بشئ
من التردد عدت إلى المنزل فوجدت المصائب في الإنتظار ...
قال أبي بغضب : بنطلون جينز
قلت : الموضة يا بابا
قال : بو في عينيك .
وكاد أن يصفعني ولكني هربت منه وذهبت لحجرتي ..... فشلت محاولاتي في إقناع أمي حتى
تؤثر عليه .... وها هو البنطلون أمامي مرمى على السرير وأنا أتحسر عليه وعلى ثمنه ..
ولعنت في نفسي أبي وكل الأباء ..
اليوم الثلاثون من الشهر الأول
كان اليوم لقائي بشقيق صديقتي .. أنه اللقاء الثاني
قلت له متهربة :-
إن أختك إنصرفت
قال :- لم أت إليها صمدت خجلا وقد أحمر وجهي
قال :- أني أحبك همهمت بالإنصراف فأمسك يدي .. لم أستطيع الإنسحاب .. أحسست بدفئ
يديه ..
قلت :- أتركني
قال :- لن أتركك .
وبدأت قصتي معه .
مصر لحد إمبارح :-
شخصيات هذه القصة عاشت في مصر المحروسة في الفترة ما بين ألف وتسعمائة وثمانين
وألف وتسعمائة وتسعين, أكثر ما يميز شخصيات هذه القصة الزحمة والكراكيب .. زحمة في
الخارج وكراكيب في الداخل ........
الزحمة والكراكيب
حفل إفتتاح
جأتني دعوة من صديق لحضور حفل إفتتاح فيلم لأميرة الصاوي فوجدتها
فرصة للقاء بها وتذكرت لقائي الأخير معها .. لم تكن أميرة التي أعرفها أصبحت
أميرة الصاوي نجمة الموسم وكل موسم فقررت أن أذهب .. فذهبت .
ظهرت أميرة كالشمس تسطع الوجه بضوئها الأخاذ الكل ينجذب في حماها
ليستمد الطاقة والحياه ..
ذهب الجميع إليها .. وقعت عيناها على جاءت إلى
قالت :- تغيرت ولكن عرفتك
قلت :- وأنتي تغيرتي أكثر
قالت :- الأرض كروية
قلت :- أقرأ أخبارك في الصحف .. تشقين طريق المجد بتفوق
قالت :- طلقت من بائع الفول وتزوجت منتج سينمائي
قلت :- القسمة والنصيب
قالت :- ألا زلت تكتب قصص
قلت :- لا زلت
قالت :- أريد سيناريو مسلسل تليفزيوني
وأضافت مبتسمة
-- تكتبه لي ..
قلت :- أتركيها للأيام
وتركتها وأنا لم أعرف سبب لرفضي ..
حسن
هو الحلم والحقيقة .... الحزن والسعادة....القريب والبعيد
زاملني في الحجرة الصغيرة التي أقتنيها .. تعرفت عليه من القهوة .. كان يبحث
عن سكن فوجدتها فكرة .. أتمتع بصحبة رفيق وأخفض من ثمن الحجرة ..
فشاركني السكن ..
وكانت حجرتي في أسفل البيت ) البدروم ( سقطت الحوائط بفعل الرطوبة .. تضاء
بشمعة أكلتها الشيخوخة .. فإقتربت من الإنتهاء . لا توجد في الغرفة إلا نافذة
واحدة زجاجها مكسور ورافقني حسن .. وقد سعدت بصحبته فعلمني الكثير
) الطاولة والدومينو ( ولما علمت بمهنته أصابني الغثيان .
فقال :- الزبال مهنة شريفة
فقلت مجاملا :- هي كذلك بلا شك .
______________________________________________
أميرة الصاوي
هي الحياه بنعيمها تبتسم فيبتسم الجميع تحزن فيحزن الجميع .. أميرة من أمراء العصور
الوسطى ... تلتف حولها الرعية في طاعة وإجلال هي أميرة الصاوي أسطورة الجمال
لقبها البعض > كيبوبيد الحب < وأطلق عليها أخرين ست الحسن وأسميتها أنا أميرتي
عرفتها أول ما عرفتها عندما سمعت عنها من صديقي شريف نور.. فذهبت برفقته إلى
كلية الأداب فبهرني وجهها وأذهلني .. أنه طويل ممشوق لا بنحيف ولا بسمين ... والوجه
مستدير صاحب بشرة بيضاء وعيناها خضراء تصنعان مع شعرها الأشقر المنسال على كتفيها
صورة من أبدع صور الخالق في الجمال ..
قال شريف بزهو :-
ما رأيك ؟
قلت مبهور :- جسد جدير بالإحترام ووجه يشبع العين .
ومن يومها وأنا أحافظ على الذهاب لكلية الأداب حتى أشبع عيني برؤية أميرة الصاوي
وفي لحظة من لحظات الجرأة قررت أن أحدثها فذهبت إليها فكانت بمفردها بعكس العادة .
فأقتحمت حصنها المنيع وقلت :-
أنا أحمد .. وأنتي أميرة .. لا بل أميرتي .
قالت بهدوء :-
جرأة أم وقاحة
قلت :-
قولي ما شئتي .. المهم أني فعلت ما أبغى
قالت :- وما بغيتك
قلت :- أحدثك
فإبتسمت وإبتسمت لها وأصبحنا من وقتها أصدقاء وأقترب كلانا من الأخر وأصبحنا لا نسير
في الجامعة إلا وكلانا مع الأخر وإنطلقت الشائعات .
قالوا أنها قصة حب .... وعندما سمعنا قلت لها مداعبأ
لعلهم صادقون .
وضحكت فضحكت
قالت لي يوما :-
أني زوجة
ولجمتني الصاعقة
فقلت :-
غير معقول
قالت :- هي الحقيقة وأضافت بحسرة :- وزوجي بائع فول
صمت... فواصلت :-
أمي تبيع الخبز في الطرقات وأبي ..
قاطعتها عندما لاحظت تأثيرات وجهها الجميل فقلت هذا يكفي
وقطعت هي علاقتها بي عن عمد ولم أعرف السبب ولم أقابلها بعد ذلك غير أني قابلتها بعد
ثلاث أعوام في حفل إفتتاح بعد أن تزوجت من المنتج السينيمائي .
أريد إمرأة مهما تكن .. أريد إمرأة
فضحك حسن قائلا :-
وأين صفاء ؟
قلت :-
تزوجت
قال وهو لا يزال يضحك
أصبحت من الشرفاء
قلت بضيق :-
هي كذلك .. وما العمل
قال :-
عليك بالمومسات
قلت معترضا :-
أنا أنال إمرأة بالأجرة
قال :-
وما الفرق ؟
قلت :-
أنها تبيع الجسد
قال :-
وصفاء تبيع الشرف .
صفاء
هي أول فتاه خالطتها ... كنا في الطفولة نلهو بلعبة الرجل والمرأة .. الرجل يذهب للعمل
والمرأه تطهو الطعام .. الذي هو ورق الشجر .
وفي مرة أغراني شيطان الرغبة فقلت بخبث ذئب صغير
بت يا صفاء تيجي نلعب عروسة وعريس
فقالت :-
إزاي دي ؟
فقلت :-
نعمل فرح ونقعد أنا وإنتي في الكوشة .
فقالت :-
وبعدين
قلت :-
ندخل أنا وإنتي وننام ... بس كده
حتى وأنا صبي كنا نلعبها .. وجاءت المراهقة بشياطينها
ورجولتها البكر فعرفت أصول اللعبة
والحقيقة فقد أذاقتني صفاء الشهد قبل أن تفتح
العين وأقبلت على الشباب وأنا خالي من الكبت الجنسي
قالت لي مرة :-
العروسة كبرت وتريد طرحة وفستان
فقلت متهربا :-
أتركيها للظروف
ولم تقطع علاقتها بي .. ولم أستغن أنا عنها إلا عندما تزوجت وحضرت زفافها .. رأيتها
بثوب العروس فخطرت لي فكرة
فكدت أن أذهب إلى العريس وأهمس في أذنيه لأعلمه أصول اللعبة .
عملت بنصيحة حسن فأتيت بإمرأة عاهرة تنقيتها من شارع الكورنيش .
ملئت وجهها بالصبغات ... أختارت ثوب ضيق جدير بعاهرة .
أخذتها إلى الغرفة ولم يكن حسن موجود ... قالت
وهي تنساق إلى الداخل :-
- حجرتك تشبه حجرتي
أضأت الشمعة وأمسكت يديها
فقالت :-
قبل أن نبدأ أعدم الضوء
فقلت بتعجب :-
- لماذا
- قالت :- هذا شرطي
- قلت مكررا
- لماذا
- قالت :-
- لا أريد أن أرى نفسي وأضافت بإنكسار أني أم ووليدي جائع ... ولم أكن كذلك
- وبحثت في جيبي عن النقود وأعطيتها إياها ...
- ففرحت وذهبت إلى حال سبيلها .
- فلعنت نفسي ولعنت الضمير
الدوسيهات والملفات أمامي ... أختنق من رؤيتها حسابات وأرقام ... الموظفين زملائي حولي
أشكالهم مقرفة .. مللت منهم وملوا مني
رحت أقضم سندوتشات الفول في صمت كانت ملفوفة في ورق جرائد .. قرأت أول سطر
زوجة تقتل زوجها وتقذف به في علبة زبالة
أبتسمت وحمدت الله لأنني لم أكن زوجا
الشمس تحرق الوجه ... الجو يختنق .. أنا أختنق حتى ذلك التمثال الرمسيسي يخيل لي أنه
يختنق الشمس مسلطة على الرأس في عناد غريب .
الكل ينتظر قدوم الأتوبيس .. الكل يسب البلد ويسب الحكومة حتى أصبحنا نسب أنفسنا .
لمحت بائع عرقسوس .. أوقفته وأشرت له بيدي بالأبهام والسبابة علامة على الكوب
المنشود
أعطاني إياه .. بل جوفي فإستقبلته المعدة في نشوة .
مللت الأنتظار .. وأخيرا جاء الملعون .. أتوبيسي المنشود كان مزدحما ... حاولت الصعود
ولكني فشلت قررت المحاولة ... تشبست بالحديد .. وجدت قدمي مكان لها على الباب .. كدت
أسقط ولكني قاومت .
ألقيت نظرة عابرة على تمثال رمسيس .. فخيل لي أنه ينظر إليها بحسرة .
نجحت محاولاتي القتالية في إجتياز الباب .
فإنحشرت في الداخل .. الأجساد ملتصقة ببعضها
كان الكل في واحد .. العرق ينصب مني .. يرن صوت الكمساري اللعين في أذني .
أدخل يا حضرة .. أدخل يا أستاذ .. المكان بالداخل فاضي .
رميت بنظري للداخل .. لا يوجد مكان لقدم .
وعاد الكمساري يقول مرة أخرى .
تذاكر .. تذاكر .. راعوا الضمير
حشرت يدي بين الأجسام إلى أن وصلت لجيبي
في ركن الجيب كانت عشرة قروش تستقر .
أعطيته إياها بصعوبة .. أعطاني ورقة لامعني لها غير أني أسلك بها أسناني في الطريق .
تزاحمت العربة أكثر عندما توقفت في المحطة نزل إثنان وصعد خمسة .
إخترقت أنفي رائحة مقرفة ... أنها رائحة جاري يصبها على من أنفه الكبير .. ابتعدت عنه
بصعوبة إلى أن وصلت للشباك .. تنفست هواء نقي ورحت أتسلى بالنظر إلى الطريق .. وقع
نظري فجأة على أفيش فيلم لأميرة الصاوي
فإبتسمت أين أنا الأن منها ؟
مصر لحد إمبارح :-
بطلة هذه القصة عاشت في أربعينيات القرن العشرين كانت بطلة هذه القصة شغلها الشاغل
البحث عن الحرية ....
الهبوط إلى القاع :-
جلس الكاتب على مكتبه وأشعل سيجارته وأمسك قلمه وراح يسرد في أحداث القصة .
سارت .. كانت تعدو تارة وتبطئ تارة ..... تتلفت خلفها خوفا من أعين راصدة
يخيل لها أن العين كشفت أمرها .. بحثت عن مكان للتستر في غموض
سارت بجانب الحائط إلى أن تجلي هدفها أمامها .. رأت أصدقائها
بجانب العربة مبعثرون ينتظرون قدومها .. فرحت .. أسرعت في خطاها إلى أن وصلت
للأتوبيس .. فرح الجميع بها .
ركبت القافلة ... إلى أن بقت هي ..
ترددت في الصعود .. سمعت صوت من الداخل
- إطلعي بأه إنتي مستنية حد
- صعدت وهي مغمضة العين .. رأت فريدة صديقتها فراحت وجلست بجانبها وهي
مضطربة الأنفاس
- قالت :-
- أنا خايفة أوي يا فريدة ... في البيت ميعرفوش إني طلعة رحلة .. ولو عرفوا هتبقى
واقعة سودة
- فقالت فريدة بلا مبالاه :-
- يا ستي بكرة تتعودي على كده
- وأضافت بفخر :-
- كلنا كنا زيك كده في الأول وبعدين إتعودنا المسألة مسألة تعود وبس .
تعود ... أحقا هي عملية تعود .. لا بل هو طريقها للحرية فهذه خطوتها الأولى لفك قيودها ..
لتحطيمها إنها في سجن المرأة مقيدة الأيدى مسجونة الجسد فهكذا كانت تشعر بداخلها ...
هكذا
برهنت فعلتها أعتبرته حق من حقوقها المسلوبة ويجب أن تسترده فعفاف وصفية وفريدة...
كلهن سبقها في إسترداد الحرية ... كلهن أشجع منها يجب أن تكون مثلهن يجب أن تسير
على نهجهم ... وعلى أثر خطاهن و ....
توقف الكاتب عن السرد في أحداث القصة أثر إختراق أذنيه لصوت ما .. فراح يتلفت فنادى
الصوت ...
أنا هنا .
فنظر للخلف ... فنبهه الصوت :-
أنا هنا .. أنا قدامك أنا هنا .. أنا قدامك في الورق
نظر الكاتب إلى الورق بتعجب :-
أنتي مين
قال الصوت :-
أنا بطلة القصة اللي أنت بتكتب فيها
فدقق النظر في الورق فقال :-
بسم الله الرحمن الرحيم
وعايزة إيه بقى يا ستي ... مش تخليني أكتب وأشوف شغلي
قالت هي :-
أولا ... سميني أي إسم عشان ما تقوليش يا ستي .
قال الكاتب :- أنت لو كنت إستنيتي شوية كنت هسميكي .
هي :-
كنت هتسميني إيه بقى
هو :-
بوسي
هي محتجة :-
أنا أرفض الاسم ده ... ده إسم قطة وأنا ماحبش القطط
هو مبررا :-
يا بوسي ده إسم الدلع .. أما إسمك الحقيقي فهو بثينة
هي :-
أه ... إذا كان كده معلش
يسأل الكاتب :-
قوليلي بأه عاوزة إيه عشان أكمل القصة .
بثينة :-
تسمح يا أستاذ متسخرش مني وأنت بتسرد الحدث .. أنا حاسة بجملة طريقها من اجل
الحرية بسخرية ... إيه ده يا أستاذ المفروض ما تتعاطفش مع حد من أبطال قصتك وأنت
بتكتب .
فضحك الكاتب قائلا :-
يا بثينة هانم ...
قاطعته هي :-
من فضلك ما تتريقش ... إيه هانم دي
فأجاب الكاتب :-
مش قصدي الإهانة .. إنما أنا عاوز أقولك إنك مجرد بنت سنكوحة راحت رحلة من غير علم
أبوها وأمها وعايزة تعمل من نفسها بطلة بتحرر نفسها من قيود ال ..
تقاطعه بثينة مرة أخرى :-
أنا سنكوحة أنا ما قبلش ده يا أستاذ
فأحرج الكاتب فقال معتذرا :-
أنا أسف مش قصدي والله .. ثم إنحنى على الورق قائلا :-
وأدي راسك أبوسها
قالت هي بفخر :-
خلاص ... خلاص
واصل الكاتب :-
عايز أقولك أنك واحدة عادية خالص ومش أنت المناضلة إللي بتحارب عشان حريتها إللي في
إيد الراجل
بثينة بضيق :-
أمال إيه إللي هيخليني أجي الرحلة دي إن شاء الله من ورا أهلي
الكاتب :-
الحكاية وما فيها إن الشاب إللي بتحبيه جاي الرحلة
بثينة :-
طب ماقولتش كده من أول القصة ليه
الكاتب :-
يا ستي ... يتراجع .. قصدي يا أستاذة بثيبة أنا كنت لسه هاقول بس إنتي إللي مصبرتيش
بثينة :-
طب كمل القصة .
يمسك الكاتب القلم ويواصل الكتابة .
سمعت بثينة صوت يأتي من خلفها
-إزيك يا بثينة
إلتفتت ... أنه هو عماد ذلك الذي غزا القلب والعقل .
ردت السلام قائلة
الحمد لله كويسة
عماد :-
أنا كنت خايف متجيش
هنا تتدخل عفاف :-
متجيش إزاي هو ده معقول عماد يطلع الرحلة وبثينة متتطلعش ده ....
يتوقف الكاتب نتيجة صوت بثينة المعترض :-
إيه الملل ده يا أستاذ أنت هتفضل تضيع وقت الناس وتملهم في مقدمات وكلام حب مالوش
لازمة خلاص عرفنا إن بثينة بتحب عماد وعماد بيحب بثينة
الكاتب بضيق :-
لا يا ست بثينة عماد ما بيحبكيش
بثينة :-
يعني إيه
الكاتب :-
يعني بيضحك عليكي وبيتسلى بيكي
بثينة :-
ابن الكلب !!!
الكاتب :-
مش عايز قلة أدب
بثينة :-
أعذرني يا أستاذ ما هو إزاي أنا أحبه وهو ما بيحبنيش
الكاتب :-
أنا عايز كده ... أنا المؤلف والقلم في إيدي وأعمل إللي أنا عاوزه
بثينة :-
أنا معترضة
الكاتب :-
زي بعضه
بثينة :-
يعني مفيش فايدة ؟
الكاتب :-
مفيش
بثينة تكاد أن تبكي :-
طب أرجوك كفاية ملل في القصة وأدخل في الموضوع على طول قول مثلا أنها رجعت من
الرحلة وأكتب إللي حصل بعديها
الكاتب :-
طيب يا ستي عشان خاطرك إنتي بس والله
يواصل الكاتب السرد :-
مر شهرين على مرور الرحلة , تغيرت بثينة أصبحت بوسي أطلقوا عليها ذلك أنها عرفت
حقيقة عماد رأته مع صديقتها صفية يلعب نفس اللعبة إبتعدت عنه ثأرا لكرامتها ولم تكتفي
بذلك بل إستسلمت للتغيير , مزقت ردائها القديم وأرتدت ثوب جديد حتى فاقت فريدة
وزملائها في الكذب وإلتف حولها الشباب كالذباب من هنا وهناك . و .....
يقف قلم الكاتب عن السرد مرة أخرى لتدخل بثينة المعتاد .
قالت له :-
أستاذ ... أنا حلوة
الكاتب بضيق :-
أه .. حلوة .. وحياه ربنا حلوة .. وحياه النبي حلوة .
بثينة :-
طب خلاص يا أستاذ كفاية ... كنت عاوزة أطمن بس ... أصلك ماوصفتنيش
الكاتب :-
وأديكي عرفتي وبعدين مش أنتي إللي بتقولي بلاش ملل ومط .
وقبل أن تنطق تركها الكاتب وراح يواصل أحداث القصة
كان الكل يلتف حولها ينتظر منها أبتسامة أو لقاء وسقطت إلى القاع عندما وهبت الحب
لكل طارق يطرق بابها ..
يصمت قلم الكاتب اثر صوت بثينة الثائر :-
يا نهار أسود إيه ده يا أستاذ
الكاتب :-
إيه في إيه
بثينة :-
إيه إللي أنت كاتبه ده ... أنا أعمل كده
الكاتب :-
يا بثينة ... مشكلتك بدأت من ساعة ما رحتي الرحلة من غير علم أهلك ... بدأت من ساعتها
الهبوط للقاع ... وهي دي النتيجة الحتمية
بثينة :-
بس يا أستاذ ...
الكاتب :-
ما بسش ولا حاجة ... سيبيني أشوف شغلي
ويواصل القصة ...
إلى أن طرق بابها شخص غريب
قالت له :-
هنخرج فين النهاردة
قال :-
أنت كل يوم بتخرجي كده
قالت :-
أنا حرة
قال :-
عندك في البيت يعرفوا .
قالت :-
لأ
قال :-
إزاي ؟
قالت :-
أنا حرة
قال :-
لأ مش حرة
قالت :-
إزاي
قال :-
إيه فايدة إنك بتجري وتلعبي وأنتي خايفة لحد يشوفك ويقول لأهلك أو خايفة لأتوبيس الرحلة
يعطل وينكشف أمرك ... أنت مسجونة من جوه, الحرية أننا نحس أننا أحرار مش نعمل عمل
الأحرار
أحست بثينة أنه يجردها ... يعريها ... يكشفها أمام ذاتها ... كانت تعرف أنه على صواب
توقف الكاتب كالعادة أثر صوت بثينة :-
إيه إللي أنت بتقوله ده ... صواب إيه وبتاع إيه ... أنا إللي صح أنا حرة
الكاتب :-
لأ مش حرة الواد ده عنده حق في كل إللي بيقوله .
يتدخل هنا الشاب قائلا في غضب :-
لو سمحت متقولش واد
الكاتب :-
حتى أنت .
بثينة موجهة الحديث للشاب :-
أنا حرة
الشاب :-
أنت مسجونة
بثينة :-
لأ حرة
الشاب :-
لأ مسجونة
وكادوا أن يتشاجروا ... فتركهم الكاتب وقام من على مكتبه وقذف بالقلم ولعن القصة ومن
يكتبها
و .... عفوا سأقوم أنا الأن لأن النوم حل علي..
مصر لحد إمبارح :-
عاشت شخصيات هذه القصة في مصر المحروسة في ستينيات القرن العشرين
أكثر ما يميز شخصيات هذه القصة الضحك عند البكاء ...
الضحك والبكاء
الزمن ...... مايو 7691 . المكان .... القاهرة .... الجمالية ..... حارة بن مسعود .
وقد عبثت بمسعود ايدي طفل عابث فمسحتها وكتبت بدلا منها الكلب إذا ففي حارة ابن الكلب
يقطن هو . ولتكن البداية من هنا :-
يسكن في جحر من جحور الحارة الكثيرة .... مع أب قتله الكبر .... حياته .... حب ....
حشيش .... سياسة . أحب مني كما أنه أدمنت جسد فطومة ...... وعشق عبد الناصر
أكثر من عشقه للحشيش .
الأب
ذو شعرأبيض يكسو الرأس .... يقولون أنه ورث خصله الشعر البيضاء التي تزين الرأس منه
.
بشرته محروقة من أشعة الشمس .... في السبعين .... وربما أكثر ... لم يسأله عن السن ....
كما إنه لم يعرف عن مهنته شيئأ غير أنه تاجر . سأله مرة . في أي تجارة تتاجر.. إبتسم
وأعطاه الشيشة في صمت . وكان يشاركه في التحشيش . وعلق على هذا قائلا ..أنا أب
ديمقراطي .. أعمل بتعاليم الثورة .... محت الثورة البشوية والرتب .... فمحيت أنا الفوارق
بيننا .
وراح في نوبة من الضحك ....
فضحك معه وكان يعرف أن الكيف قد فعل بالرجل فعلته .
************************************************** **************************
وسط البلد
القدم تعرف طرقاتها .... بعد أن يهرب من الوظيفة المملة بمجمع التحرير ) بالتزويغ ( مبكرا
لا يتسكع في شوارع التحرير .... مملكته وملجئه إخترق شارع طلعت حرب ....
نسي ذاته أمام الفترينات .... الأسعار مناسبة ولكن الجيب خالي .
نظر في الساعة إنها الواحدة والنصف.. سرقت ذاته مرة أخرى أمام الكتب قرأ مانشتات
الجرائد .... الجيش على أبواب إسرائيل .... قدنا إلى النصر يا ناصر ..
مانشت في صدر الصفحة ..
إكذوبة إسمها إسرائيل
كاركاتير جانبي .... يصور إسرائيل ذبابه تحت قدم جندي مصري .
رفع كتفه زهوا .... فإعتدلت قامته بدون أن يدرى.
إشترى كتابين .... ) مصر بعد الثورة ( وقصة )لإحسان عبد القدوس ( .... نظر للساعة
************************************************** ************************
إنها الثالثة .... الطريق إذدحم .... إنهم زملائه الموظفين .... خرجوا من جحورهم إصطدمت
عيناه بصدر إمرأه .... نحن في مايو وقميصها الأبيض شفاف .... منذ فترة لم يذهب إلى
فطوطة .... تخطى الهدف وقد شحن بشحنة جنسية كالبركان .
وجد نفسه في شارع ) 69 يوليو ( وقعت عيناه على محل كشري .... أقدم عليه وهناك ....
كان المحل مزدحم .
منى
أحبها ... هي جميلة ... جميلة جدا وأيضا فلاحة جدا .. فلاحة في مكياجها ولبسها ... فهي
تذهب إلى الجامعة بكل مكياجها .... على الشفاه والعين والخد ... وكله كثير كثير جدا . ففي
مرة خيل له إنها "بلياتشو" أن لبسها ومكياجها جدير بسهرة أو فرح .
وعلى الرغم من ذلك فهي بدون المكياج جميلة .. جميلة جدا ولقد عرف غيرها الكثير ....
كلهن أجمل منها وأبسط ولكنه لم يحب غيرها .... أتدرون لماذا .... لأنها جميلة جمية جدا !!
كانت تنظر إليه .... إن العيون هي لغتهما .... ينتظرها عند أول الحارة فتنظر إلى عينه ...
وكأن النظرة كلام وسلام ومات صبره ولم يطق فذهب إلى الجامعة وهناك .... وجدها كانت
مع أصحابها لم ينظر إليهم لأنه لم يرى إلا غيرهم ورمى بالسلام فإبتسمت .... تعجبت ....
انسلخت من بينهم .... وقفت في مكان مرتفع حتى تحاذيه طولا .... قالت ما الذي أتى بك إلى
هنا .
قال .. أريدك
قالت :- نحن أخوة
لم يملك غير الضحك .... ضحكت جدا .... كان كل شئ فيه يضحك .... عندما يريد أن يبكي
يفتح فمه ويضحك .... " مثل صيني قرأه في الصغر "
قال مندهش
أنا مندهش كنت أظنك تحبيني .
قالت :- ما الذي جعلك تتوهم حبي " صمتت "
قال عينك إنصرفت بعينها إلى البعيد .
قال :- إذ لم تكون تحبييني فأنتي مريضة
لمح الغضب على وجهها البلياتشو ... والجميل .... الجميل جدا... كان ينظر إليها إبتلعها
بعينه أظهر وجهه الأخر
وقال :- ستريني هنا كثيرا .... أتمنى أن نصبح أصدقاء
قالت :- لن أستطيع أن أقف معك لأني معروفة هنا بعدم الوقوف مع الشباب إذ نظرت خلفك
ستجد الطلبة ينظرون إليك
إنها تقطع كل الخيوط .... نظر خلفه فرأى دنياصور ينظر إليهما وخلفه أخر لم يتبين ملامحه
.
قال :- أنا سعيد
وإبتسم إبتسامة ليس لها معنى .... وتركها وتذكر وهو في الطريق أنه لم يقل لها بحبك
فضحك : ضحك بشدة كان كل شئ فيه يضحك .. عندما يريد أن يبكي يفتح فمه فيضحك
حول الشيشة كانوا كأنهم كوكبين وهي شمسهم يدوران حولهم كل فترة علق الأب البنت
محيرة ..
مات الأب .... كيف مات لم يعرف .... قال لأهل الحارة لماذا مات .... قالوا هي سنة الحياه
.... كان فوق الفراش .... قال قبله .... كان جسده مثلج .... قال له قم إنهض للحياه ..
الشيشة في إنتظارك الحشيش يناديك .... لم ينهض .... لم يدفو بكلمة .... تيقن أنه مات ....
ضحك بشدة كان كل شئ فيه يضحك ..عندما يريد أن يبكي .... يفتح فمه ويضحك
الحسين
هو ملجأ الدراويش في محطة الأتوبيس قابل أحدهم .... ملامحه تشبه ملامح أبيه قال وهو
ينظر إليه لم ينهزم صلاح الدين وأنتصر في حطين
وواصل وهو يضحك ولم ينهزم عبد الناصر بل خدعه من حوله .... ولم تخسر أنت مني بل
هي التي خسرتك.. فنظرت إليه في دهشة .... كيف عرف حكايته ..
أفاق على صوته وهو يقول أنت طيب .. ومش معقول تاكل الملوخية من غير تقلية ..
فضحك الجميع إلا هو صمت مزهولا ..
فطومة
كالعادة عندما تهاجمه الرغبة يذهب إليها في لحظات الجوع .... ترك الباب بأصابعه الضخمة
.... يقولون أن أصابعه شاذة عن جسده فهو رفيع وهي غليظة .... غاص حذائه في مياه
المجاري .... الرائحة العفنة تخنقه .... إستجاب الباب لطرقاته .... إنفتح .... تجلت هي ....
إمرأة في الثلاثين بيضاء مغرية القوام إرتسمت على وجهها علامات الفرح
قالت :- والله ليك واحشة
قال :- مش هندخل
قالت :- ودي تيجي .... إتفضل
سبقته إلى الداخل كانت الحجرة مبعثرة... في طريقها راحت تعدل من هيأتها .... رمى بعينه
على الفراش وجده منكوش إنها أثار رجل قبله
قال ساخرا بقيتي تشتغلي بالنهار .... قالت أكل العيش حواج .... قال ربنا يقويكي .... قالت
بإنهيار .... أهو كله أكل عيش .... وإلتهما بنهم .... كان جائع فهجم عليها بقوة الحرمان ..
)منولوج داخلي( خدعني عبد الناصر كما خدعتني عيناه أوهمنا بأنهم عصابات متفرقة
فإكتشفنا أنهم جيش ودولة.. قالوا أن صلاح نصر خدع عبد الحكيم عامر وعبد الحكيم عامر
خدع جمال عبد الناصر وجمال خدع الشعب وعيناها خدعتني ....
ولما شبع منها وشبعت منه ضحك بشدة كان كل شئ فيه يضحك ..عندما يريد أن يبكي يفتح
فمه ويضحك .
مصر لحد إمبارح :-
عاشت شخصيات هذه القصة في مصر المحروسة في بداية القرن الواحد والعشرون
وكان من أكثر ما يميز هذه الشخصيات هو الإيمان بالعفاريت
عفريت الغرام
هو سلطان ذلك الزمان والفتى المدلل للأقدار لما لا وكل الأشياء ملك يدا ...
طموحات تتحقق . حلم أن يكون صحفي فتحقق الحلم .. لديه محبوبه تحبه ويحبها
كل الأشياء جميلة وعينها جميلة, قال لها مرة في يوم من أيام الجمعة التي كان
يذهب فيها إليها ... أحبك قالت بشوق مبالغ – أنا أكثر ... تدخل الأم لتسلم عليه
قائلة ... كيف حالك وكيف حال ماما ...
هو :-
الحمد لله كويسة بتبعت لك السلام ..
الأم تخرج بعد فترة وتترك الخطيبان بحريتهما
تقول له – أحبك
يقول لها :- أنا أكثر
ويبتسم الإثنان .... يستنشق رحيقها تاكل هي فحولته ... ليكون هو السلطان
المغرد لهذا الزمان والفتى المدلل للأقدار ..
هي :- متوسطة القامة خمرية يتميز وجهها الدائري بعينين مسحوبتين يزنهما
حاجب خفيف ... عرفها أول ما عرفها وهي عائدة من المدرسة مبتسمة تنظر إليه
في شوق يغلفه البلاهة .....
وعندما حدثها وخرج معاها كان هو في الثلاثة والعشرون وخطبها بعدها بثلاث
سنوات وكانت بنت سبعة عشر ... كانت الحياه جميلة لما لا ومعه جميلته يتحصن
بجمالها من نزوات الشباب.. وتفتحت هي على يديه مقدمة على عالم الأنوثة وقد
نضجت وتشبعت بمياهه .... وسندهم في هذا العقد السماوي الذي كتب
بمشاركة من الأهل والأحباب في حفل الخطوبة فكان الزواج الموثق بالعقد ..
في إنتظار الشقة وخلافه ....... وتمر ثلاث سنوات أخرى ما أجملها يقول لها
أحبك
وتقول له أنا أكتر
وقعت الواقعة ..
وقعت الواقعة في لحظة من اللحظات التي يغفو فيها الزمان لتصبح الحياه مشهد
عبثي ... يقول لها أحبك وتقول له لا أريدك ... ما هذا الذي تقوله ربما خانته
الأذن
... كررتها كثيرا .. لا أريدك لا أريدك .... قال له صديق يكبره بسنوات ... أكيد
محسودان أذهب بها إلى إحدى المشايخ لفك اللغز.... وأقنع نفسه بإن هناك سحر
....
إبتسمت له مرة وقالت ... كيف بمثقف مثلك أن يؤمن يتلك الأشياء ... تعجب من
منطقها وحديثها فقد كانت بخمس وست ساعات لا تتحدث فسر عدم حديثها بسحر
أرضي .... وأستوقفته الكلمة كيف حقا بمثقف أن يؤمن بهذه الخذعبلات ...
بعد تفكير عميق أيقن الجواب عندما لا يستطيع المنطق تفسير الواقع يلجأ الإنسان
إلى عالم الميتافيزيقا ليفسر واقعه أو بالأصح هو لا يريد أن يصدق أن حبيبته تبيع
بهذه السهولة ... المنطق يقول أن هناك شخص أخر قد ظهر إذا علينا بميتافيزيقا
فمرحبا بالسحر الأرضي أو الفوقي أو حتى الحسد .... وطرق أخر باب شيخ كبير
جدا يقولون أن سره باتع وذهب وذهبت معه ...
نظر الشيخ في عينها كثيرا وقال فجأه .... لا يوجد شئ هي سليمة ... وكانت
الصدمة ...... تم الطلاق في صمت ... وعند المأذون لم تستطيع أن تنظر في عينه
كاد يظن لحظة أنها ستقف وتقول له ... أنا أحبك ليرد هو ... وأنا أكتر وقالها
إنتي طالق وإنصرف في صمت ...........
28 يناير الظهر 6177
مرت شهور بسيطة وإنكشفت الحقيقة وسقطت الأقنعة وتجلت الحقيقة بوجهها
البشع فقد تم خطبتها لسائق تاكسي .... ما هذا العبث متى وكيف ظهر سارق
الفرح هذا ... ااااااه ... قالها بصوت مرتفع إنها الخيانة ولا شئ غيرها الملعونة
فقد كانت عاهرة لم يكن سحر سفلي إنها الخيانة ولا شئ غيرها .....
التحرير
كان في التحرير في ظهر هذا اليوم يتسكع ربما كعادته عندما تضيق به السبل ....
تجمعات غير عادية من البشر قادمة من منافذ الميدان المختلفة ... نظر بعينه إلى
البعيد ... ما هذا أنه سارق الفرح ومعه تلك التي كانت حبيبته بالأمس أنهما
يضحكان حبيب وحبيبة على كورنيش النيل ... التجمعات تزداد قادمة من ناحية
الأوبرا .... الشرطة تتربص بهم ... الخائنة والخائن لا يدركان الموقف ويستعدان
لوصلة من الرومانسية وهو يتمزق من الداخل والخارج .... الحشود الكثيرة تلتحم
مع الشرطة ... تنتشر في المكان رائحة قنابل الدخان .
تخترق الأنف ... وبغير مقدمه يجد مسدس أمامه يسقط من أحد الجنود
المذعورين .. يدرك الخائنات أنهما في خطر يأخذها إلى سيارته .. فجأه ... يجدانه
أمامهما ومعه المسدس ويصمت الجميع ..
في عشية اليوم الثاني تناولت القنوات الخاصة خبر لثلاث جثث من ضمن ضحايا
يوم جمعة الغضب ............
************************************************** ****************
تم الانتهاء من المجموعة القصصية مصر لحد امبارح فى اخر شهر من سنة 2015 من
القرن الواحد والعشرون
المحروسة ديسمبر 2015
Facebook تأليف
Islam_lgha@yahoo.com إسلام لغا