1
أنا قلقٌ مستمرٌ
ومعناي جوع
لهاث تمدّد في القلبِ دون انتهاء
وخيلٌ تحنّ لبيدائها
وأنتِ لهيبٌ أنيقٌ
وماءٌ يداعبُ أفكاري المتعبات
تجيئين كالفرح المُشتهى
كأغنيةٍ تصرعُ الشمسَ أنغامُها
ومعناكِ في خاطري لا تفسّرهُ القافيات
تعالي سنسبح في المستحيل
وأقرأ ما علمتني شفاهكِ
شيئا من الشعر في خلوةٍ وسلام
تعالي نفخخُ أيامنا بالغرام
لتنفجرَ الأغنيات النحاف
وندخلُ أمكنةً لا تُباحُ
تعالي سأحكي لعينيكِ
أخبار تفاحة لم تقعْ
منايَ بأن تمنحي لي
ابتسامك في قدحٍ من كلامٍ
فأنتِ هي اللغةُ السرمدية
أفهمها حين تقتربين كسهمٍ نبيلٍ
يعلمني كيف طعم الحياة
ويخبرني كيف طعم الممات
قويٌ مجيئك مثل الخمور
وأضعف ُ أضعفُ منه وقوفي
كأني أواجهُ فارسة المستحيل


2

أشاخَ نهري من الألى هجروا
وغاب عن كفّ تربتي الشجرُ

قد كانَ يستغفرُالهوى لهمُ
لمّا يغيبون أو إذا حضروا

أنا بأيديهم وجدتُ يدي
وسارَ لي من ودادِهم قمرُ

أحبّهم والمساءُ متكئٌ
بمقلتي والصباحُ منبهرُ

لم يرشفوني كما رشفتهمُ
وفي دمي من هواهمُ غُدُرُ

الليل كانَ الوسيطُ يلهمني
وصلًا إذا عن وصاليَ اعتذروا

أرى بليلي طيوفهم ولكم
مشيتُ والوهمُ مشرقٌ نضرُ

وما تندّمتُ أو حذرتُ هوىً
فلا نعيمٌ ينالُهُ الحَذِرُ


3

تتنامى رغباتي
حينما ألمحُها
حينما أبصرها
حينما أطيافُها الغازياتْ
تستبيح العقل والقلب
لأبدو مثل ممسوسٍ طريح
كهرباء الحسن يجري في دمي
وهْي تحتلّ سمائي
تقفُ الشمس خشوعا
في جبين امراة مسكونة بالفتناتْ
لا تبالي بحياتي لاتبالي بحياتي
بنشيجي واكتئابي
ولها فرحة عذراء
تقود الشيخ من بسمتها
للصبا للأغنياتْ
ثغرها الثلجيّ يهديني اللظى
ويخطّ الوجد سطرًا في كتابي
يأمرُ البيت الذي
أبنيهِ من صخر غروري
كي يتهاوى
كي أكون العاشق المنفيّ شوقًا
هكذا دلُّ الصبايا
يتغذّى منذ آلاف العصورِ
من دماء العاشقين
من سهاد ومن الدمع السخين

4

أرى امرأة تلوّت في خيالي
لرجع جوابِها يظما سؤالي

وأقرأ في ملامحها افتتاني
وتقرأُ دلّها في سوء حالي

أدسّ بجيبِ أغنيتي ضياءً
لأهديه ِ إلى ضوء الجمالِ

وأعلمُ ليس تبهرُها حياتي
ولكني أؤملُ أن تبالي

وريثُ الوجد من مجنون ليلى
ومن أحببتُ تضحكُ من هـزالي

تمنّيتُ التمردَ وانعتاقي
وما لي في الهوى غير امتثالي

لفاتنتي أبثّ هوى ً دفينًا
وأعلنهُ فما أُخفي اشتعالي

فجودي بالوعود وعود وصلٍ
ستحييني ففي البخلِ اغتيالي

وكوني لي احتمالاتٍ عِذابًا
فبعضُ الضيقِ يُفرجُ باحتمالِ

5

تكيدينَ لي وأكيدُ
فهلْ يتغلبُ كيدي ؟؟
كأني أكيدُ لنفسي
وأرسمُ فخّا بحجم افتتاني
وأنتِ على ثقةٍ إنني عالقٌ
في فخاخكِ شامخةٌ ككلامِ الملوكِ
وتستقبلينَ جراحي بوجهِ نبيّ
فيكبر جرحي وأعشقُ ضعفي
أنا اعتدتُ أن أتورطَ في الحبّ
كيدي كما شئتِ أنتِ
أحبّ انتصار الجمال
أحبّ انشطاري على قدميكِ
أنا راسمٌ صورةً لك ِ في الترب حتّى
أقبّلها وأصيبَ اللذاذة منها
ولستُ براسمِها كي أكلّمَ حسنًا
يموتُ الكلامُ انبهارًا بحسنِكِ
أحتاجُ لي لغةً لا تموتُ
تجاري مفاتنكِ الناطقاتِ بعيني
دعيني أشمَّكِ
أو فدعي الورد َ في راحتيكِ
يذوّبني ويشربني
أنا تهتُ وكيدي
يعودُ إلي ّ

6

وحينما تبكين ينشق القمر
يتكئُ الظلامُ في قلبي
ويدمعُ الحجرْ
فيا أسيلة كجملةٍ طويلةٍ تأملي الزهر
ولا تغيبي في دهاليز الأسى
كوني جداول العمر
كوني مواعيد الهوى لخاطري إذا انتظرْ
وحينما تبتسمين
يبدأ الصباحُ
ويزحفُ الغناءُ في جلدي
ولا تعصي يدي الرياحُ
تهرول الغاباتُ في دمي
الذي بالحبّ يستباحُ
ينكسر الكلام في فمي
كما تنكسرُ الرماحُ
وحينما تمشينَ يا سلمى
يثرثرُ النخيلُ
تنبذُ الظلال ُ ما يقولُهُ العذولُ
وتكتب ُ الخمرة في جبين كل شاربٍ
أنا من الكؤوسِ أستقيلُ
وتبدأ الفنونُ في انهيارِها
ويشرقُ السبيلُ
وحين تصمتين يصمتُ الهوى
وتغلقُ الدروبُ
ويشربُ الهواء من عروقنا
ويضحكُ اللهيبُ
وتفصلُ الأشياءُ من حرقتنا
ومالنا هروبُ
وما لنا ثقوبُ