بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

قال تعالى : { الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك
يؤمنون به ومن كفر فألئك هم الخاسرون }


أحبتي :

فل ننظر إلى الصحابة رضوان الله عليهم نجدهم قد تلقوا هذا القرآن الكريم وجعلوه غذاء أروحهم وقوت قلوبهم وقرة أعينهم
ونفذوا أحكامه وأقاموا حدوده وطبقوا شرائعه .
ثم خلف من بعدهم ومن بهد القرون المفضلة خلف هجروا كتاب الله
هجرا غير جميل ، وبهذا الهجر أجدبث قلوب وعميت البصائر وخبثت النفوس وتشبعت الضلالة والتبست السبل وانقسم الناس
طوائف وأحزابا

(( كل حزب بما لديهم فرحون ))

احبتي :

فكان لابد من العودة إلى كتاب الله والتأثر به والعمال بمقتضاه
فإنه لا نجاة إلا بالعمل به وبسنة النبي صلى الله علية وسلم
كي نعود ألي القرآن الكريم المنبع الأصيل لديننا الإسلامي
ونتعلمه ونحفظه ونتأثر به ويكون واقعا
علميا ودستورا ومنهجا لحيتنا .

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال صلى الله علية وسلم
(( من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ،
لا اقول ألم حرف . ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ))
راوي الترمذي


عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله علية وسلم
(( الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة ،
والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو علية شاق ، له أجران ))
روي البخاري

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما
عن النبي صلى الله علية وسلم قال :
(( يقال لصاحب القرآن إقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا
فأن منزلتك عند آخر آية تقراها ))
روي أبو داود والترمذي

عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أن النبي صلى الله علية وسلم قال :
(( أن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين ))
روي مسلم

عن أبي موسي الأشعري رضي الله عنة أن :
قال رسول الله صلى الله علية وسلم :
( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجه : ريحها وطعمها طيب ،
مثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمر لا ريح لها وطعمها حلو،
ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها وطعمها مر،
ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنطلة لا ريح لها وطعمها مر )

روي البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابوداود

عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله علية وسلم :
قال ( خيركم من تعلم القرآن وعلمة )
روي البخاري الترمذي وأبو داود





أحبتي :

على قاري القرآن أن يتلقاه بجميع مشاعره وأن يكون القرآن
دليلا عمليا في حياته في يومه ونهاره ، وأن يكون قدوته في ذلك
رسول الله صلى الله علية وسلم
كما تقول عائشة رضي الله عنها

(( كان خلقه القرآن ))

إن الثمار التي يريدها قاري القرآن لن تكون إلا في تحقيق الغاية
التي حددها القرآن الكريم للمؤمن المتدبر
قال تعالى : { أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ألئك في ضلال مبين 0 الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله 0 ذلك هدى الله يهدى به من يشاء 0
أن الغاية المحددة هنا هي

(( الهدي ))

ثم تبين الثمرة لهذه التلاوة وتحدد الغاية منها وتدعو إلى أن يلحظها ويسعى إلى تحقيقها .

وهنا تقرر غاية أخرى للتلاوة وهي قوله تعالى :
( أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله
في الظلمات ليس بخارج منها )
الحياة العزيزة الكريمة التي تليق بالمؤمن وتبارك عمره وترفعه وتزكيه
الحياة التي لابد أن يجعلها غاية له من تلاوته وثمر له يجنيها من
رحلته فيه ونتيجة عمله يحققها من تعامله مع القرآن

( أن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم )


أحبتي :
من أداب أن يخلص لله في قراءته بأن يقصد بها رضي الله
وثوابه ويستحضر عظمة منزل القرآن في القلب وأن
يتنبه ألى ما يقرؤه ليس من كلام البشر وأن لا يطلب بالقرآن
شرف عند أبناء الدنيا

وأن يحضر القلب ويطرد حديث النفس والشواغل ، وأن كل خطاب موجه إليه شخصيا لأنها أوامر رب العالمين
يجب أن ينشط العبد ألي تنفيذها بعد فهمها وتدبرها


أحبتي :

يستحب أن يتطهر ويتوضأ قبل القراءة لما روى ابن
عمر رضي الله عنهما قال : صلى الله علية وسلم :

( لا يمس القرآن إلا طاهر )

ويستحب أن يستاك فيطيب فمه لأنه طريق القرآن .

ويستحب أن يستقبل القبلة عند قراءتة لأ نها أشرف الجهات .

وأن يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويقرأ بسم الله الرحمن الرحيم
إذا بدأ ألقراءته .

وأن يحسن صوته بالقرآن ما استطاع

( زينوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا )
رواه احمد وابوداود

البكاء أثناء التلاوة وبخاصة عند قراءة آيات العذاب أو المرور بمشاهده وذلك عندما يستحضر مشهد القيامة وأحداث الآخرة ومظاهر الهول فيها ثم يلاحظ تقصيرة وتفريطه ، فإذا لم يستطع البكاء فليحاول التباكي ، والتباكي هو استجلاب البكاء فإن عجز عن البكاء والتباكي فليحاول أن يبكي على نفسه هو وعلى قلبة وروحه لكونه محروما من هذه النعم
الربانية مريضا بقسوة القلب ومجحود العين .

{ اللهم إنا نعوذ بك من عين لا تدمع وقلب لا يخشع }


قال تعالى : { وإذا قرىء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون }

وأسال الله سبحنه أن يكون عملي خالصا لوجهه فما أصبت فمن الله
وحده وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان .

ونسأل الله أن يرزقنا وإياكم حفظ كتابة والعمل به وتلاوتة آناء الليل وأطراف النار على الوجه الذي يرضية عنا
اللهم فقهني في الدين اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني
وزدني علما .اللهم أني أسالك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا
رب اغفر لي وتب على أنك أنت التواب الغفور
اللهم طهرني من الذنب والخطايا اللهم نقني منها كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس اللهم طهرني بالثلج والبرد .
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم ثبتني واجعلني هاديا مهديا
يأرب العالمين يا الرحم الرحمين
اللهم صلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابة أجمعين

امين