كنت في عاصمة السحر والجمال أتمتع بإجازتي الصيفية.
وحيد ...
أنزل في الصباح باحثا عن حكاية أو حدث أو معلم سياحي .
وكنت أراها برسمها الخليجي وعفتها تحمل حاسوبها المحمول في كل صباح ، وتلتصق بزاوية بهو النزل كمنحوتة أسطورية تداعب مفاتيح الحروف بأناملها السمراء.
وتعيد ترتيب شعرها الذي يعيد ترتيب المكان .
كانت أناملها تقرع فوق المفاتيح برقة ورشاقة وحنان .
لأسمع أنغامها في جوف جوفي ،
وهي غائبة عن محيطها ،
تبتسم ،
وتعيد الإبتسام ،
ثم تستوقفها جملة لتسرح بفكرها في الزوايا باحثة عن كلمة شاردة ، أ
و جملة مستعصية.
كانت بجسدها الممشوق معنا في البهو ،
وروحها هائمة في ملكوت بعيد بعيد لا تصله الأقدام.
نظرت لها كثيرا فكانت كمن لا يراني .
لكم تمنيت أن أقترب منها أكثر ،
وأن أرى مالذي يشغلها ؟.
مالذي يكسوها بالسحر والمهابة في عزلتها ؟.
حاولت التحدث معها كثيرا ومنعني الحياء ... والخوف ..
وحانت لي الفرصة.
فكان أن مررت من خلفها وهي منهمكة في الكتابة .
نظرت من خلال خصلات شعرها إلى سطح مكتبها بشغف .
فكان منظرا مألوف جميل محبب إلى نفسي.
نفس الشعار ، ونفس الألوان ...
المنتدى الثقافي الأدبي الذي أحبه كان حبيبها الذي تداعبه في كل يوم.
وتسرح في مواضيعه ، وتهيم في زواياه.
ركزت نظراتي لعلي أميز شخصها ... فهي لا بد أن تكون عضوة أو مسئولة في هذا المنتدى .
نعم لقد عرفتها ... !!.
أنها هي بعينها ....!
ساحرة المنتدى ...
ملكة الكلمة ...
سيدة الحرف ..
صاحبة المواضيع الجميلة التي تشدني دوما وتسلب لبي.
وتدهشني بردودها المعتزة بنقاء حروفها.
هل أحدثها ؟.
وأخرق صفاء جوها الساحر بكلماتي .
هل أعاود النظر إليها ، وأستدني مقعدي من عالمها ؟.
هل أعترف لها بكينونتي وبأسمي الذي أستخدمه في المنتدى ؟.
أم أتركها في حلمها الجميل ، دون خدش للخصوصية التي حددتها لنفسها ، ولأدبها ، ولحروفها ؟.
حيرة وقعت في براثنها ولم أتمكن من نفض غبارها عن روحي المتيمة بالغيب.
ومرت الثواني كالسنين ...
فتركتها بعد عصر من تناثر الحمم البركانية على عالمي الجليدي ...
وأنحسرؤت بين الشقوق ..
وعدت إلى شارع الأحلام أغوص في زحمته بين الوجوه القادمة من أطراف الحلم .
وأدعها كالفرس الأصيل الجامح تعاود التفاعل مع ردودها ....
وتعاود الإبتسام .......!
مواقع النشر (المفضلة)