السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الحيم
أشباح و سحرة وعفاريت، مشاهد مخيفة، نجدها في روايات الأطفال وهم يقصون لنا أحلامهم في اليوم، أحلام تتحول عند البعض إلى مشاهدات تبدو حقيقية بالنسبة لهم، فيقسمون بأنهم شاهدوا كذا، و كذا، من الصور المخيفة، فذاك يحلف بأنه شاهد الذئب على فراشه والثاني شاهد الثعلب، والآخر أختطفه السحرة، مشاهد قد تقلق نوم الطفل و تؤرقه وتذهب راحته، لا يوجد دخان بلا نار، فإذا ما شاهدالطفل هذه المناظر المخيفة في منامه فهو تجسيد لواقع حي فيه الكثير من الخوف والرعب بما يحمله من مشاهد يومية يعيشها الطفل في محيطه و وسطه الاجتماعي، تظهر على شكل أحلام ليلية لا قدرة له على تفسيرها.
المشاهد المخيفة و صور الحيوانات المفترسة والوحوش، و مشاهد الرعب و الخوف لاتشكل فقط تخيلات الطفل كما يتخيل البعض بل تمثل جانبا من العامل النفسي في حياة الإنسان، وواحدة من الروايات التي يرويها الإنسان و يتداولها جيل عن جيل .
وتتحول هذه الروايات إلى مشاهد مرعبة في الليل تأخذ أشكالا مختلفة تبعاً لتلقي الشخص الرواية نفسها.
الرموز تعبير عن الملموس و عن الخيال الذي يعيشه الطفل في الواقع، من خلال سلسلة من الأحداث التي يصادفها في الحياة و يتعرض لها أو يمارسها . فلماذا يعايش الطفل غالباً قصص السحرة و المغامرات الخارقة؟ لأن ذلك يتوافق و يتفق مع الاختلالات النفسية التي يعيشها الطفل في حياته الاجتماعية و الإنسانية المليئة بالرغبات و الميول و الاحتياجات والطموحات، فتبرز على شكل أحلام يتحقق بعضها أو يأخذ أشكالا مختلفة من أحلام مخيفة خطرة عندما يخرج الحلم عن إطار رغباته.
فقد يكون الحلم عند الطفل صورة عن المشاهدات العنيفة التي يشاهدها في الحياة اليومية، أو يسمعها من الآخرين .
ثم تتحول القصص و المشاهد اليومية من صراع بين الخير والشر السلبي والإيجابي إلى أحلام تكون لها تعبيراتها في حياته، فقد يرى الطفل في منامه الذئب يفترس الأرنب، و النهار كالليل.
فتعكس الحالة الشعورية لدى الطفل أحلاماً تظهر في منامه بأشكال تعبر عن حالة من سعادة أو غضب ، حب أو كراهية، فعندما يكون سعيداً يرى أحلاما سعيدة تتحقق فيها الأمنيات والرغبات، و في حالة الغضب يرى الرعب و العنف والافتراس و الاحتراب، فتجده يحارب في منامه لينال مكانته، ويظل يبحث ليعرف كيف و لماذا، ومن الأقوى و من الأضعف؟.
و بالتوازي مع رغبته في الاستقلالية، عندما يدخل الطفل مرحلة التناقضات يشعر في أعماقه أحياناً بالتناقض مع والديه أو بالإهمال، الأمر الذي ينعكس لديه على شكل حزن عميق، يترجم بأفكار في نفسه. بأسئلة تدور في ذهنه : من يحبني؟ ولماذا لا يحبونني؟ ومن أنا؟ تدخل في اللاشعور وتظهر على شكل أحلام مزعجة له.
واتمنى ان ينال على اعجابكم وارجو منكم تثبيتها ولكم جزيل الشكر زالتقدير,,,,,
الكاتب
{}{اخــــ القمر ــــت}{}$222
مواقع النشر (المفضلة)