من لا يهاب الموت يدخل
[align=center][mark=000000]مسير الأرواح [/mark]
{كل نفس ذائقة الموت}
الموت، يا له من يقين يكتنفه الشكّ، إنّه يقين نشاهده يومياً أمام أعيننا حينما يصادفنا العشرات بل المئات و هم محمولون على الأكتاف ليودعوا حفراً هي في حقيقتها باب يطلّ منه الانسان على العالم الآخر، انّه عبرة لكن ما أقل الاعتبار، لأنّ حجب الدنيا تمنعنا عن الادراك ما يجري وراء هذا الانتقال.
في هذه القصة يتجول القارء الكريم بين جنبات البرزخ _ هذه المرحلة الوسطية بين الدنيا و الآخرة _ فيى صوراً و مناظر رسمتها مخيلة المؤلف الذي استطاع تجسيد ما استهدفه الآيات القرآنية من التذكير المركّز بالعالم الآخر و استدراج الانسان ليعيش ذلك العالم دائماً وليبقى نداء {كل من عليها فان} يرن في أذنيه صباحاً و مساءً حتى يستعد لذلك اليوم الذي يلاقي فيه ربّ العالمين.
ماجد الخاقاني
[mark=33CC99]
تمهيد [/mark]
تمثل القصة تصورات لتجسّم أعمال الانسان و انعكاساتها في عالم اللآخرة، هذه التصورات تبادرت إلى الذهن استلهاماً من الآيات و الروايات، على الأمل أن تكون دافعاً للتنبّه و اليقظة.
لا شكّ في أننا نجهل تفاصيل ما يجري على القابعين في التراب و أهل البرزخ لا سيما و انّ الآيات قليلاً ما تطرقت إلى ذلك، و الرويات وحدها التي أخبرتنا عن جزء يسير من اسرار عالم الأرواح، و انني أعترف بأنّ هذه الرحلة منذ بدايتها و حتى نهايتها ولا تفي بما تطمح إليه القراء الكرام و بالذات أهل الفن و المطالعة، و عطفاً على ما تقدم أرى من الضروري الاشارة إلى ما يلي:
1. فيما يتعلق بشخصية القصّة: ان للانسان في عالم المادة جسدين أحدهما ثقيل الذي يحمل الروح ولا تنفصل عنه إلا عند الموت حيث يدفن تحت التراب، والآخر جسد شفاف و مجرد كالروح و لا معنى للزمان و المكان بالنسبة له، وهو ما نشاهده في منام كثيراً.
و بطل القصة هو الجسد الشفاف، و بتعبير آخر الجسد البرزخي المثالي وهو ذو أعضاء و جوارح، لكنها ليست مادية، و أفضل ما نعبّر به عن مثل هذا الجسد هو ما يصور روح الانسان لا الذي يحددها و قد ورد في الروايات حول كيفية حضور الانسان في البرزخ انّه يحضر:
كقالبه في الدنيا كهيئة الاجساد في صورة كصورته
2. بالرغم من القول بان عالم البرزخ هو عالم المثال و صوروه بمثل الدنيا و ليس بها، لكنه عالمٌ اوسع من الدنيا، و كما يذهب البعض انه يشبه الدنيا في اشتماله على الزمان و المكان لكنه ليس من نوعها. و مرادنا من القول بالامكنة و الازمنة هو لبيان حالة الروح فقط.
ان تعبير القرآن الكريم بدار السلام، و تعبير الروايات بوادي السلام باعتباره مكان تستقر فيه أرواح المؤمنين انما هو لبيان السعادة و السرور و الامن و السلام الذي تتمتع به روح المؤمن و هذا ما يحتاج إلى سعي حثيث و مجاهدة بالغة لغرض بلوغه.
و كذا برهوت فهي ليست من صحاري هذه الدنيا، بل هي تفيد صورة من العذاب يمثل اجتيازه غاية السعادة، و المكوث فيه غاية الشقاء.
3. بودي التأكيد هنا على ان عالم البرزخ يمثل مرآة القيامة الكبرى سواء للمؤمن او الكافر. وقد جرت الاشارة إلى ذلك في مجرى القصة، و بناءًً على ذلك ننوه إلى ما يلي:
الف: نظراً لتحمية المرور على الصراط يوم القيامة، و كما يعبر علي عليه السلام : ((واعلموا ان مجازكم على الصراط))، و لا شك في صعوبة الجواز على الصراط بالنسبة لبعض المؤمنين. فقد اخترنا الجواز على برهوت البرزخ كتعبير عن صراط القيامة. و لكن كيف تكون الحقيقة؟ الله اعلم.
و من خلال رؤية اخرى. استناداً لما ورد في الآية 7 من سورة مريم {و إنْ منكم إلاّ واردها} _ و كما تقدم القول فان صورة مصغرة من ذلك البرهوت موجودة في البرزخ _ بيد ان النجاة منه تكون حليف المتقين أما الظالمين فيُلقون فيه.
باء: في ضوء القول بان (( البرزخ صورة مصغرة عن القيامة)) فقد جرى الاستفادة من بعض الآيات و الروايات التي توضح احوال القيامة بصراحة، في تصوير عالم البرزخ (تأمل).
و في الختام لابد من التأكيد على ان هذه القصة بيان لواقعة و ليس قصة يطبعها فن كتابة القصة، و اُذكر بالمساعي التي بُذلت في هذه القصة لان تخرج المطالب بصورة موضوعية مترابطة و جرى تدوينها باسلوب بسيط، و ان لا تتأثر جذابيتها تحت وطأة المواعظ.
أصغر بهمني
ترقبوا القصة قريباً و ما هذه إلا مقدمة و تمهيد ....................[/align]
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)