~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°الحكم بالقصاص على عاشقه (شاعره)... محزنه لدرجة البكاء
________________________________________
الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ليلة الجمعة سمعت ( وداد ) وقع أقدام السجانة وهي قادمة

إليها رفعت يديها للسماء وتمتمت: (ربي... ربي أنقذ أمي ) فتحت السجانة باب الزنزانة

وأخرجت القيود وضعتها في يدا و قدما وداد وربتت على كتفها, وقالتيالله وداد...)

نظرت ( وداد ) لعينا السجانة, وقالت ( ربي, أنقذ أمي ) دمعة ليست ككل الدموع سطعت على

خد السجانة نظرت (وداد) لتلك الدمعة على خدها وهي تقول: (يا سواد وجهي... يمه... سامحيني يمه)

لم تتمالك السجانة نفسها فأجهشت بالبكاء. وسارت (وداد) مقيدة اليدين والقدمين وخلفها السجانة تمسح دموعها بمنديلها

. في منزل ( وداد ) كانت العائلة مجتمعة في غرفة نوم (سعاد) والدة (وداد) كانت أختها (سحر) واختها( رغد) و

والدهم ( مشاري ) يقفون أمام سرير (سعاد) وهي متمددة على السرير تبكي ..... وتبكي

ومن شدة ألمها وحزنها كانت تتقلب يمينا ويسار وتضرب بيديها صدرها لم يتحمل زوجها (مشاري) منظر زوجته

وهي تتقلب من حرقه الحزن سحب كعب (شماغه ) ومسح دموعه قبّل راس زوجته

وخرج من الغرفة أنطلقت سحر للمطبخ وضعت ماء (مقروء) فيه ورجعت لوالدتها تركض

قدمت الماء لوالدتها وقالت:

(يمه, أشربي العزيمة)

لم تجبها والدتها, فقط كانت تبكي. دخل والدهم (مشاري) سحب الكوب من يدي ابنته (سحر) وسكب على يده

بعض من الماء ومسح وجهها بالماء وقال:

(حبيبتي, تكفين ارحمي حالك)

لم تتمالك (سحر) نفسها وهي ترى تعاطف أبيها مع والدتها وصوته المبحوح وهو يتقاطر دمعا وحزنا

فركعت جالسه واضعه يديها على وجهها تبكي لم تتمالك (سحر) نفسها فخرجت من الغرفة تبكي.

حين خرجت ورأت ابناها وأبناء أختها (رغد) وإخوتها الصغار يبكون تحاملت على نفسها

وتمالكت أعصابها وتصنعت الابتسامة وقالت:

(يا شطار من فيكم يبي حلاوة)

نظرت لها ابنتها (سحايب) وقالت:

(ما ابي حلاوة, ابي أشوف دادا سعاد)

نظرت لها والدتها (سحر) وركضت هاربة من أعينهم الحزينة تذرف دموعها

.في السجن
وقفت (وداد) أمام غرفة بها طاولة وعليها بعض الملابس و منشفة نظرت للسجانة فقالت لها السجانة:

هذي ملابسك, خذي دش, والبسيها,

بعدها بنروح بالسيارة للصفاة فكت السجانة القيود من قدمي ويدي (وداد) أخذت وداد الملابس

واتجهت لدورة المياه نزعت ملابسها وبقت تحت الماء المنهمر من الصنبور كان الماء باردا

لكنه لم يكن كافيا ليطفي حرقة قلبها الطري, أغمضت عيناها وبدأت الذكريات تنساب بذاكرتها كانسياب

الماء على شعرها الأسود المسترسل الطويل وكانسياب الدموع على وجنتيها الطريتين.

تذكرت عينا والدتها حين القي القبض عليها وتذكرت آخر زيارة لامها تذكرت سقوط دموع والدتها
حين سمعت (القاضي) يقول:
( القصاص)
وتذكرت عينا والدتها المبهوته وهي تسمع كلمة القاضي, وحين رأت القاضي يوقع على صك القصاص
صاحت والدتها :
(ذبحت بنتي, بجرة قلم ذبحتها)
سقطت مغشيا عليها تذكرت حين نظر فيها والدها (مشاري) وقال:
(الله لا يسامحك, شوفي وش سويتي في أمك)
جثت على ركبتيها بوسط دورة المياه تبكي وهي تتذكر تلك الليلة ليلة دخلتها حين نظر لها
زوجها ( فهد ) وابتسم ثم تقدم لها وهو يتلمس أناملها وساعديها وحين لمس شعرها
الأسود المسترسل الطويل وقال:
(وداد أكيد ما نسيتي حدا أذانك ببيت اهلك)
إبتسمت لهذه الدعابة الخفيفة منه حينها ابتعد عنها قليلاً ثم استدار بسرعة لها ووضع يده على الجانب الأيسر من صدرها
وقال
(لايكون نسيتي قلبك بشنطتك)
حينها قرب أذنه من صدرها وتحسس نبضات قلبها, وقال:
(حشا موب قلب ذا طقاقة)
حينها لم تتمالك نفسها فضحكت, بشدة وبصوتها العالي, فكان رده عساها دوم ذي الضحكة وأمسك
أطراف أناملها وهو ينظر لعيناها, تذكرت حين شد على يدها لتجلس على طرف السرير
وجلس هو على كرسي أمامه وقال:
وداد,الناس تهدي ذهب والماس لكن هديتي أنا غير..) حينها نهض وسحب سجادة من (درج) بجواره
وكشف عن مصحفين أحدهما صغير جدا وقال:
(ذي هديتك مصحفين وسجادة)
وقدمها لها , ثم علق:
(ترى أنا قعيطي)
وابتسمت على حركة عينيه وهو يقول ذلك. حينها أمرها بان تقوم وتصلي صلاة التهجد
وتذكرت حلاوة تلك الليلة التي لا تنسى حلاوتها بقفشاته وتعليقاته الطريفة وخفة ضله. ورقة تعامله.
بصعوبة استطاعت النهوض مرة أخرى أغلقت صنبور الماء وقفت قليلا استجمعت أنفاسها
وفتحت صنبور الماء الساخن, فبدأت ذكرياتها تنساب كانسياب دموعها تذكرت الليلة التي أعقبت
ليلة زواجها حين سافرا لقضاء شهر العسل خارج السعودية تذكرت كيف أن الإرهاق والتعب اضر بجسدها
وكيف أنهكها تقلبات الجو تذكرت حين وصلا للفندق فلم تستطع مغادرته ثلاثة أيام متتالية بسبب الحمى,
تذكرت حين ارتفعت درجة حرارتها وكان هو يبلل المنديل ويضعه على جبينها تذكرت كيف تصحى من النوم
فتجده جالسا قد أعياه السهر بجوارها وحين يراها تنظر له يقول:

(يله خلصينا يالصعيدية ماهي حمى ذي )

وحين تبتسم على طرافة تعليقه يقول:

(الله لا يحرمني من نور ضحكتك)

تذكرت حين كانت تشتد عليها الحمى فيضع المنديل المبلل على جبينها ويقول لها:

(قمريتي, تكفين نبي نروح للمستشفى)

وحين كانت تهز رأسها بالرفض, يقول:

( يا خوافة , وربي ما يطقون إبرة.ترى هي ما توجع شويه قد كيذا)

فتهز رأسها بالرفض, فيقول:

( ابشري امورتي, وربي ما أصلح إلا اللي ترضيه)

كان كلامه لها ورقته معها كالدواء الذي يعينها على حماها والترياق الذي يقوي جسدها الغض

وحين لم يعد ترياق زوجها ينفعها حين إرتفعت حرارة جسدها ولم يعد المنديل يجدي نفعا لخفضها

رفعها بكلتا يديه نزع بعض الملابس التي ترتديها ثم حملها ليضعها في (البانيو) ويغطسها في الماء البارد

حتى انخفضت درجة حرارة جسدها تذكرت كل الأيام الحالية معه وتذكرت أسلوبه الطريف في التعامل مع قساوة الحياة

تذكرت حياة سعيدة قضتها بين أحضانه كأميرة كما كان يناديها ويدلعها:

(أميرتي, امورتي)

سحبت (المنشفة) نشفت جسدها وارتدت ملابسها وخرجت وجدت السجانة تنتظرها مدت للسجانة يديها حتى تقيدها

فنظرت لها السجانة , وقالت:

(لا, وربي, بلا أنظمة بلا تعليمات, بتروحي كذا للصفاة, أتهني بما بقا لك من حرية)

نظرت لها (وداد) وقالت:

(حريتي, ماتت معه)

سقطت دمعه من عينا السجانة وقالت:

( عارفة يا وداد, كلنا حبينا, لكن مثل حبك وتضحيتك ما نحصل,.. خسارة أني ما عرفتك إلا بالسجن)

ابتسمت لها , ابتسامة حزن وقالت:

(قبل السجن موب يم حد اناكلها قضيتها بحضينه مشغولة فيه)

ابتسمت السجانة ومسحت بكم ملابسها دموعها وقالت:

(ما ألومك)

تقدمت السجانة وخلفها (وداد) واتجهن للسيارة التي ستقلهن للصفاة حيث سيتم (قصاصه

في منزل (وداد)
دخلت الغرفة (سحر) ورأت والدها يجلس على طرف السرير وراس والدتها على صدره وصوت أنينها يشبه

(صوت كمان) وكأنه سيموفنية حزينة لبتهوفن وأختها (رغد) تجلس بجوار السرير تضع يديها على وجهها

وفي حضنها (سجادة) بيضاء وعليها مصحفان, ركضت باتجاه (رغد) سحبت السجادة

وشمتها , وقالت:

( ريحة وداد فيها)

رفعت والدتها رأسها ونظرت لها مدت يدها (لسحر) فأعطت (سحر) السجادة لامها (سعاد) شمت سعاد السجادة , وقالت:

(وداد, يا ريحة أمي وابوي)

فتحت (رغد) احد المصحفين وقامت تتلو:

(قل لن يصيبنا إلا ما كتب لنا..)

أحست سعاد براحة نفسية وقالت:

(أنا لازم أروح للصفاة بكرة آبي أشوفها)

بهتت (سحر) و(رغد) من طلب والدتهما, فجثت (سحر) بين قدمي والدتها, وقامت تقبل قدميها, وتقول:

(تكفين يمه... إلا انك تروحي)

نهضت (رغد )وضمت والدتها والمصحف بيدها وقالت:

(يمه ارحمي حالك. صحتك ما تسمح لك)

سحب والدهم (مشاري) المصحف وراح يتلو بصوت حزين أنصتن له وهو يتلو وفجأة دخل

أبناء (رغد) وأبناء (سحر) وإخوتهم للغرفة يتسابقون للسلام على (سعاد) جميعهم يقبل رأسها وهم يبكون.

ابتسمت (سعاد) وقالت:

(قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا...)

نهضت من سريرها وقالت:

(وداد ما سوت شي غلط, واللي صار صار)

نظرت لزوجها وابتسامته الحزينة وقبلت راس زوجها وقالت:

(لو أنا مكانها سويت مثل اللي سوته)

ضحكت (رغد) ضحكة هستيرية ودموعها تنهمر وقالت:

(تحبين أبوي.. يمه)

فأجابتها والدتها:

(إلا أموت فيه)

نظر لها زوجها وقال:

(وأنا أموت في دباديبك يالدوبا)

ضحك الأطفال من كلام (مشاري) وبدوا ينظرون لسعاد ويقولون:

(دادا سعاد.. دوبا سمينا.. دوبا سمينا)

نهرتهم (سحر ) فأشارت (سعاد) لها بان دعيهم, وكانت دموعها تنساب على خديها, وضعت رأسها على صدر زوجها (مشاري)

وقالت:

(تبون تروحوا للملاهي بكرة)

فأجابت, (سحايب) ابنة (سحر):

(ايوه يا دوبا سعاد),

وضعت الطفلة يدها على فمها وهي تبتسم بخجل, وقالت:

( يؤ يؤ يؤ .. ايوه نبي نروح يا دادا سعاد)

ضحك الجميع من الغلطة التي نطقت بها الطفلة, وبعد برهة من الصمت, قالت سعاد:

(بكرة أنا آبي أروح وحبيبي لشغل وانتم تروحوا مع رغد وسحر للملاهي وإلا وش رأيكم تروحوا للثمامة)

فصاحوا الأطفال:

(لا نبي نروح للثمامة مكان ما كان تروح وداد وفهودي زمان)

أطرقت (سعاد) بنظرها تتذكر تلك الأيام الحلوة التي قضوها بالثمامة مع (وداد) وزوجها

صعدت السجانة للسيارة وسبقتها (وداد) استوت على المقعد وانطلقت السيارة باتجاه قصر الحكم حيث

توجد الصفاة. أخذت (وداد) تمتم بلحن أغنية, نظرت لها السجانة وقالت:

(وداد, أنتِ تغنين)
نظرت لها (وداد) بعينين دامعتين إلا أنهما تشعان بريقاً ساحراً, وتذكرت حبيبها وزوجها (فهد)

حين كان يطلب منها أن تغني فيتمتم هو بلحن الأغنية وتردد هي كلمات الأغنية,

نظرت باتجاه المعاكس للسجانة نظرت للمباني لأنوار الشارع للسكون المطبق على ليل الرياض,

رجعت تتمتم بالأغنية, وبعد برهة,
وبدون مقدمات وبوسط الأغنية بدأت باسترجاع الموال لكن بصوتٌ أكثر حزن:

كانت (وداد) تجلس بجوار السجانة وبجوار السجانة تجلس سجينة أخرى بعد أن توقفت (وداد) عن الغناء,

سألت السجينة السجانة عن قصة وداد صمتت السجانة ثم بدأت تروي قصة وداد وكانت وداد تنظر للمباني وتضع وجهها على النافذة

قالت السجانة:

كانت تركب مع زوجها بالسيارة متجهين للمستشفى لان لها مراجعة بقسم الحوامل, وفجأة اصطدموا بسيارة, حادث بسيط,

وتوقف زوجها, ونزل لمعاينه السيارة, وكذلك فعل الرجل الذي اصطدموا به إلا أنه بدا المشاجرة, حاول زوجها

حل الموضوع إلا أن ذلك الرجل بدا بالضرب والمشاجرة فبدا زوجها بالدفاع عن نفسه.

ونزلت هي لتطلب من زوجها أن يكفى عن الشجار
.
وحين رأت ذلك الرجل يوسع زوجها ضرباً, صرخت مرعوبةمرعوبة, فما كان منها إلا أن رجمها بحجر

أصاب (بطنها) وكانت حاملا في شهرها الخامس من قوة الضرب سقطت تتألم, استشاط زوجها

غضبا فبدا في معاودة الشجار إلا أن الغلبة صارت لذلك الرجل,, حيث عاجلة بضربه على رأسه بقطعه

كبيرة من الحجارة. وحين سقط زوجها قتيلاً, نهضت مذعورة. إلا أن ذلك سبب لها إجهاض

وبذلك توفي زوجها وأبنها في نفس اليوم واللحظة سكتت السجانة وقالت:

((تمطر))

نظرت السجينة وقالت:

((يا الله زيد وبارك))

يتبع
°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°~*¤ô§ô¤*~*¤ô§ô¤*~