زمن كاذب مع نفسه!
في ليله من الليالي وبالتحديد عند رحيل القمر وشروق شمس يوم جديد في ذاك الفجر الذي يمنح العشاق الأمل في الحياة و الفجر الذي ينير قلب المهموم وينسيه الحزن, الفجر الذي يبعث الأمل للمريض بالشفاء والفقير بالسعادة في ذاك الفجر وبينما كنت جالسة على تلك الصخره اتأمل ولادة يوم جديد وجمال ضوء الشمس المنعكس على امواج البحر , وأستمتع بتلاطم أمواجه على بعضها وأتمنى في نفس الوقت لو تتلاطم أمواجه على جسدي.
في ذاك الوقت وأثناء ذاك الاستمتاع أصاب والدتي الإعياء فما كان لي إلا ترك المكان وذاك المنظر الخلاب والتوجه الى المشفى .
بينما كنت في انتظار والدتي أمام غرفة الملاحظه جاء شخص كبير في السن يجلس على كرسي متحرك , رجل يتأمل من الله أن يرزقه الهواء الذي لاتسعه المقدرة على استنشاقة , رجل لايقوى على رفع رأسه من شده الإعياء , من جاء مع هذا الشخص ؟؟ أحد ابنائه ؟؟ أحد احفاده ؟؟ أحد أفراد أسرته ؟؟ لا بل كان من يدفع ذاك الكرسي خادمه . رجل مسن لايجد من يأتي معه من أفراد أسرته , الإنشغالهم في أمور الحياة ؟؟ أم تمكن سلطان النوم منهم ؟؟ ام لماذا ؟؟
بينما كانت تلك الاسئلة تدور في بالي جاء الطبيب المختص وكشف عليه في تلك الغرفة التي لاأتمنى لأي إنسان الدخول فيها ,, لحظات ورأيت ذاك الطبيب يطلق ساقه مسابقا للهواء ليستدعي زملاءه الاطباء لمساعدته ولكن لم يكن هناك داعي لذلك ,, فالمريض لم يعد مريضا , لم يعد مسنا , لم يعد عله على أفراد عائلته إنما غادرت روحه إلى السماء لتقابل خالقها ..
إنسان رحل من الدنيا كما جاء ,, مثلما جاء باكيا رحل باكيا ,, ولكن أكل بكاء بكاء , أدموع ولادته كدموع مماته ؟؟ ساعات مضت وكانها سنين علي
لما رأيته من قسوة الزمان .. ولكن ربما تسرعت في الحكم بالأمور ؟؟
ربما ليس له ذرية وأحد يرعاه ؟؟ احتفظت برأيي لنفسي حتى لا أكون قاسية في حكمي كالزمان ...
ومضت عدة ساعات لتسترد والدتي صحتها , وبينما كنا نهم بالخروج من المستشفى شاهدت شاب وفتاة يسيرون بخطى واثقة وجريئة وبعد دقائق تبين لي إنهم أبناء ذاك المسن ,
أصحاب القلب الميت الذين لم ارى أي منهم ذرف الدموع لوفاة والدهم بل وبكل بساطة يستفسر الابن إن كان بإماكن إدارة المستشفى بإجراء معاملات الدفن , لم يبقى لي كلام بعد لا أرى ولاامتلك أي فكر , شل تفكيري فقد توقفت عقارب عقلي عن الدوران بقي سؤال دار ولايزل يدور في عقلي, هل سيأتي اليوم الذي أكون فيه مكان هذه الابنة ؟؟ هل سيأتي اليوم الذي ارمي به والداي ؟؟
أسأكون جاحدة لسهر والدتي أثناء مرضي ؟؟ ام سأنسى فرحتها اثناء قبولي بكليتي ؟؟
او سيأتي اليوم الذي اكون فيه مكان هذا المسن وسيتخلى عني أبنائي ؟؟ أين الامل المعهود من الفجر ؟؟ أين الرجاء من اليوم الجديد , هل هناك وفاء في هذه الحياة ؟؟ وهل سيصدق الزمان أم سيبقى كاذبا كعادته حتى مع نفسه ؟؟
واتمنى ان لا اكون اطلت عليكم
مع تحياتي
ام عذبي
مواقع النشر (المفضلة)