هذه القصة على لسان صاحبتها

إني فتاة في الثامنة عشر من عمري ... ما يميزني عن بنات جيلي بأني أقبحهم ... قد تعجبون كيف أعترف بقبحي ... انه الواقع رغم مرارته و قسوته ... و قررت تغيير هذا الواقع ... أي محاولة إيجاد ما يعوض نقصي ... فأطلقت العيوب على زميلاتي في المدرسة رغم أنهن أجمل مني بكثير ... و كنت اردد انظروا إلى تلك انفها طويل ... أو إلى تلك عيناها ضيقتان ... أو شعرها المجعد ...أو ... أو ... و لم يردوا عليّ ... و أنما يكتفين بابتسامات ... و هن يعرفن طبيعتي فسرعة غضبي و دموعي كانا يجنباني مواجهة الزميلات ... و كان يوماً ... حيث فاض بإحداهن و ردت عليّ بعد أن سمعت تعليقاتي السخيفة و قالت بحزم و شماتة لم ألفها :



- انظري إلى المرآة و ستجدين كل العيوب التي تقوليها .



صدمت من كلامها ... و لم اثر ... و لم ابكِ ... بل الصمت هو كل ما استطعت أن افعله و أنا اسمع رنين ضحكات زميلاتي ... و عدت إلى قاعة الدرس ... و قررت أن أقاطعهن و أعوض نقصي بالتفوق الدراسي ...حاولت أن أكون الأولى ... و كانت أحسن مرتبة حصلت عليها بعد كل هذا الجهد الرابعة ... و في يوم و أنا في طريق عودتي من المدرسة ... صادفني شاب وسيم فنظر إليّ و ابتسم ... فلم اصدق ما أرى و تساءلت هل هناك شاب ينظر إلى هذه البشاعة ؟ لابد أن هناك خطأ ... التفت حولي ابحث عن الشخص الذي ابتسم له هذا الشاب و لم أجد أحداً ... و افترقنا ... و لم انم ليلتي تلك إلا في وقت متأخر ... و في صباح اليوم التالي و عند ذهابي للمدرسة ... وجدته واقفاً في نفس المكان ... ينظر إليّ و يبتسم ... لابد انه يشفق على شكلي ... كلا لن انجرف بهذا التيار ... و لن اقبل العطف و الإحسان حتى و لو كانت نظرة و ابتسامة ... فأشحت بوجهي عنه و اتجهت إلى المدرسة ... المهم تكررت لقاءاتنا العابرة حتى يوم الخميس و الذي تأخرت فيه بطلب من مديرة المدرسة لإنجاز عمل تطوعي في المدرسة ... و الغريب و رغم تأخري عن موعد رجوعي إلا انه واقف في مكانه ... فأسرعت الخطى ... و أحسست انه يتبعني و حانت مني لفته سريعة ... فعلا يتبعني فزادت سرعتي ... فاستوقفني بمناداة اسمي ... كيف عرف اسمي ؟ ... و لم أقف ... بل أسرعت أكثر ... فهرول نحوي حتى وصل إلي ... وقال هامساً :



- أريد أن أكلمك يا فائزة .



- ماذا تريد ؟



- أريد أن أتقدم لخطبتك ... و أود أن اعرف إن كان هناك قبول مبدئي ؟



ضحكت بداخلي على هذه الخدعة القديمة التي يستدرجون بها البنات فقلت بحزم :



- اطلبني من أهلي .



فوقف مكانه و اسمريت بالمشي السريع ... و عاد هو إلى مكانه ... فشعرت بنصر عظيم لأني اكتشفت لعبته الساذجة ... و حتى أمي لاحظت سعادتي لأني أوقفت ذاك الرجل عند حده ... و بعد الغداء ذهبت للنوم ... و ما كاد جفني يغمض حتى أيقظتني أمي ... و نظرت إليها من خلال جفوني المثقلة و قلت :



- أمي أرجوك أريد النوم .



- أعلم يا ابنتي ... لكن هناك شاب يريد خطبتك و سيأتي الساعة السادسة مع أهله ... هيا لتستعدي .



فانتفضت في فراشي و سألت أمي :



- عريس ؟ من هو ؟ هل يسكن شارعنا ؟



- نعم عريس و هو يسكن في شارعنا ... اسمه احمد ابن الحاج محمد صاحب الأسواق في أول الشارع .



- و ماذا قلتي لهم ؟



- رحبت بزيارتهم ... إنهم أناس طيبون جدا .



و عند السادسة و صل احمد و والديه ... و لم يراودني شك أن احمد هو الشاب الذي ينتظرني يومياً ... و فعلا كان هو بابتسامته العذبة ... تقدمت بخطوات متعثرة و جلست قربه ... و سؤال يطرق في رأسي ... و قررت أن أهمسة له :



- لماذا أنا ؟ رغم أني لست جميلة .



فأجاب بكل ثقة و رجولة :



- لأني لم أصادف أحداً بمثل أخلاقك .








>>>>>>>>>>>>> منقول

تحياتي im0