يحكى قديماً ان رجلاً صالحاً كان لديه ابن اخ عاصٍ وقد اضناه مايفعله ابن اخيه من فساد ولم تفلح معه اي طريقة للهداية والرجوع الى طريق الحق
وكان ابن الاخ هذا شاباً فتياً وعمه الرجل الصالح يخاف ان يموت وابن اخيه على هذه الحال فاجزل له النصح ، مرة يعتمد طريقة الشدة ومرة اخرى بالمسايسة والاقناع ولكن الفتى يزداد في العصيان والتمرد
وفي احد الايام جاء رجل الى العم وقال له بخوف (( ابن اخيك ياعم مريض ويبدو انه مرض الموت ... وما اراه الا يحتضر ))
اسرع العم الى ابن اخيه وهو يردد قول الله عز وجل (( وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ماكنت منه تحيد ))
كان العم قلقاً على ابن اخيه وعلى مصيره بعد مارآه منه من عصيان ، وحين وصل اليه وبدون ان يشعر صاح فيه معاتباً (( ماذا ستفعل الآن وكيف ستلقى الله بعد ماكنت تفعل ؟؟ ))
نظر اليه الفتى وقال (( ياعم ، لو انك حملتني ووضعتني في حجر امي هل تراها ترمي بي في النار؟؟))
عقد العم حاجبيه قائلاً (( بل الى الجنة ))
فقال الفتى وهو يصارع سكرات الموت (( الله ارحم بي من امي ))
وبعد ان مات الفتى حمله عمه الى القبر ودخل به القبر وحين خرج من القبر خرج مرتاعاً وهو يردد (( لا اله الا الله الله اكبر ))
فسأله القائمون على القبر في دهشة (( مابالك يارجل ؟!! ))
فقال مضطرباً (( والله اني قد رأيت قبر ابن اخي قد اتسع مدّ البصر وامتلأ نوراً ))

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه القدسي (( انا عند حسن ظن عبدي بي ))