[align=center]

المجني عليها مع امها أثناء الاحتفال بعيد ميلادها قبل الحادث بيوم واحد

قاتل من نوع جديد بدأ يظهر بيننا الآن .. يشيع الرعب في النفوس.. اسمه مندوب المبيعات .. ذلك الرجل الذي يحمل حقيبة في يده ويطرق أبواب بيوتنا عارضا بضائعة علي السكان.. فكم من الجرائم يرتكبها هؤلاء تصل إلي حد القتل!
هذا ماحدث في العقار رقم '34' بمساكن الحرفيين بالقاهرة .. جريمة قتل واغتصاب بشعة تعرضت لها طفلة بريئة.. كل ذنبها انها صدقت هذا الرجل حينما قال لها: 'ممكن كوب ماء يا أمورة'؟!.. تركت رانيا الباب مفتوحا وأسرعت تحضر له كوب الماء فدخل الذئب البشري وراءها بعد ان تأكد ان الصغيرة بمفردها.. فكتم انفاسها قاصدا اغتصابها .. لكنه كان قد قتلها دون ان يدري وليته تركها جثة هامدة وفر هاربا وانما اغتصبها ثم رحل واغلق الباب وراءه وكأن شيئا لم يحدث.
هكذا ارتكب الشيطان جريمته.. لكن التفاصيل مثيرة نحكيها في هذا التحقيق!'

الساعة السابعة مساء أحد الايام القليلة الماضية!
سيدة عجوز تجر قدميها تصعد درجات البلوك رقم '34' بمساكن الحرفيين .. تلتمس الراحة من عناء يوم عمل استمر أكثر من عشر ساعات داخل مصنع الورق والكرتون الذي تعمل فيه منذ سنوات طويلة.. أضطرت العجوز للعمل حتي تساعد إبنتها المطلقة في مصاريف البيت وترعي حفيدتها الصغيرة التي لم تتجاوز العاشرة من عمرها! فوجئت الجدة بان باب الشقة مفتوح.. فأحست بالخوف والخطر.. ظنت ان حفيدتها رانيا نست ان تغلقه.. لكن الجدة العجوز لم يسلم قلبها من الخوف.. دخلت مترددة واغلقته وراءها!.. أخذت تنادي علي حفيدتها الصغيرة.. جلست عند أول كرسي قابلها حتي تلتقط أنفاسها.. لم تسكت من مناداة حفيدتها حتي تحمل عنها ماتحمله.. لكن الصغيرة لم تأتها.. ازداد الخوف في صدرها.. ظنتها نائمة او خرجت لشراء بعض الحلوي وتركت باب الشقة مفتوحا.. وتحول الخوف إلي رعب مصحوبا بالقلق.. قفزت من مكانها وهي تنادي عليها : 'انت فين يابنت'؟!.. وأخذت تبحث في أركان الشقة الصغيرة حتي وصلت إلي غرفة نوم ابنتها التي تمتلك محلا لبيع الأقمشة بالغورية!
ودوت صرخة مدوية!

عودة الأم!

الساعة السابعة والنصف مساء
والدة الصغيرة كانت تقف علي باب الشقة .. حينما سمعت الصرخة.. عرفت أنها صرخة امها العجوز أرتعدت فرائصها.. لم تشعر بنفسها إلا وهي امام أمها داخل غرفة النوم .. كان المشهد مثيرا ويفوق التصور.. الابنة الصغيرة رانيا ملقاة علي السرير ولاحراك فيها.. بدت امامهما جثة هامدة!
اللافت للنظر ان الام وجدت أبنتها نائمة علي ظهرها شبه عارية عيناها مفتوحتان ولكن لاحراك فيها ولا تتكلم .. ارتعش وجه الأم بقوة وهي تحملق في وجه إبنتها الوحيدة.. لا أحد يعلم حتي هذه اللحظة.. هل ماتت ميتة طبيعية ام مقتولة؟!.. وفي النهاية سقطت الأم مغشيا عليها!

إغتصاب!

كانت هذه المرة داخل مكتب المقدم أشرف شعراوي رئيس مباحث قسم شرطة منشأة ناصر.. تقف الجدة العجوز في حالة انهيار .. تحكي والدموع تسبقها بما حدث!
بسرعة يقوم رئيس المباحث بإبلاغ اللواء نبيل العزبي مساعد الوزير لأمن القاهرة ويأمر اللواءان اسماعيل الشاعر مدير الادارة بحث برئاسة اللواء فاروق لاشين مدير المباحث لضبط الفاعل..
داخل شقة المجني عليها كان العميد مصطفي عبدالعال رئيس قطاع غرب والعقيد انور سعيد مفتش مباحث فرقة الوسط ورئيس المباحث ومعاونوه النقباء محمد أنور ومحمد شوكت ووائل عمرو يقومون بمعاينة مسرح الجريمة .. لاتوجد أثار عنف علي باب الشقة او شبابيك المنزل.. كما ان محتويات الشقة مرتبة * مما يعني ان القتل لم يتم بدافع السرقة خاصة وان المجني عليها كانت ترتدي خاتما وقرطا ذهبا.. واستبعد فريق البحث فكرة السرقة.. إذن فهناك دافع آخر للقتل وهذا ما أكدته معاينة جثة المجني عليها.. فقد تعرضت رانيا للاغتصاب بصورة وحشية.. والخدوش والكدمات الموجودة في وجهها كانت بسبب مقاومتها له.. ولقت رانيا حتفها بسبب كتمة لانفاسها حتي لاتصرخ ويفتضح امره.
تأكد فريق البحث من السيناريو المصور للجريمة وهذا ما أكده التقرير المبدئي للطب الشرعي.. يبقي البحث عن المجرم الهارب.. كان فريق البحث يعلم منذ البداية ان سقوط المجرم لم يكن امرا سهلا.. لكن الاصرار كان يقودهم إلي سرعة القبض علي القاتل والمغتصب!
بدأ الفريق في حصر سكان العقار من غير السكان والجيران تم حصرهم.. مثل قارئي عدادات الغاز والكهرباء .. ومحصلي الرسوم .. حتي عامل جمع القمامة.. كل هؤلاء شملهم الحصر.. لكن الامور مازالت معقدة والطريق مظلم امام الفريق ولايوجد خيط واحد يكشف عن القاتل.. الايام تمر والقضية تتعقد أكثر.. فالقاتل لم يترك خلفه دليلا واحدا يدل علي شخصيته!

خيط مهم!

مر عشرون يوما علي ارتكاب الجريمة.. والحال كما هو.. رجال المباحث يواصلون الليل بالنهار لكشف غموض الحادث وفجأة التقط رجال المباحث خيطا مهما عندما علموا أن هناك مندوب مبيعات يعرض بضاعته علي السكان.. بعد الاستفسار منه عن طبيعة عمله علموا انه يعمل مع مجموعة من زملائه في هذه المنطقة منذ فترة.. ومن هناك اتجه فريق البحث إلي حصر وتحديد مندوبي المبيعات الذين يترددون علي المنطقة *خاصة في هذا اليوم.. وتم استجوابهم جميعا ماعدا واحدا.. اختفي فجأة بلا سابق انذار وبدأت الشكوك كلها تتجه إليه!
بعد تحديد شخصية المندوب الهارب.. وضع رجال المباحث الاكمنة الثابتة والمنوعة للقبض عليه ولم يمر سوي 24 ساعة إلا وكان في قبضة رجال المباحث.

مش أنا!

أنكر المندوب واسمه 'كمال' صلته بهذه الجريمة.. لكن بعد تضييق الخناق عليه اعترف تفصيلا بجريمته البشعة التي أرتكبها في حق تلك المسكينة الصغيرة.
قال : انه من أسرة بسيطة.. والده متوفي.. وهو المسئول عن والدته واخوته البنات.. يسكن في منطقة دار السلام.. يحمل في هذه المهنة منذ حوالي ثلاث سنوات .. يوم الحادث نزل مع زملائه إلي منطقة الحرفيين بمنشأة ناصر لكي يبيعوا بضاعتهم لسكانها.. دلف إلي البلوك رقم (34) .. عارضا بضاعته علي سكان الدور الأول .. وعندما صعد إلي الدور الثاني رن الجرس.. فتحت له طفلة صغيرة.. أخبرته بأنها توجد بمفردها بالمنزل ولايوجد أحد معها في هذه اللحظة صور الشيطان للقاتل بان التي تقف امامه امرأة كبيرة السن فحدث ماحدث!

عقل مريض!

صمت القاتل لبرهة بعد أن تمخضت فكرة شيطانية داخل عقلة المريض.. طلب منها كوبا من الماء حتي يروي ظمأه .. وعندما دخلت الصغيرة لتحضر كوب الماء تسلل الذئب خلفها دون ان تشعر.. وفي لحظات انقض المجرم علي رانيا.. كتم انفاسها بيده القوية.. حاولت المسكينة الصراخ وطلب النجدة المساعدة.. لكنها كانت أضعف من ان تصرخ .. حملها وهو مازال يكتم أنفاسها الي غرفة النوم.. ألقاها بعنف علي الفراش .. لم يخفق قلبه ولو للحظة واحدة لدموع المسكينة الصغيرة.. هان عليه براءة رانيا وهي ترتعش بين يديه وتتوسل ان يتركها.. أخذ وسادة صغيرة كانت بجانبه ووضعها علي وجهها حتي تصمت .. وقام باغتصابها .. كان صوت الصغيرة يتلاشي دون ان يدري انها اسلمت الروح.
بعد أن انتهي المحرم من فعلته الشنعاء حاول إفاقة المسكينة.. لكنه وجدها رحلت عن دنيانا.. لم يرتدع من موتها.. قام بخلع خاتمها وقرطها.. ثم فر هاربا من الشقة.. لكنه فوجيء بأحد سكان العقار يصعد إلي أعلي .. أخذ بضاعته وصعد إلي الطابق الاعلي ومارس عمله بكل هدوء بعدها خرج من العقار وكأن شيئا لم يحدث!
تم تحرير محضر باعترافات المتهم.. واحيل إلي النيابة التي أمرت بحبسه أربعة أيامه علي ذمة التحقيق جددها قاضي المعارضات 15 يوما تمهيدا لمحاكمته






م ن ق ول




[/align]