وحده الحب!!!
لا شيء سواه يصنع المستحيلات ويروض المتسلطين ويقهر الأقوياء ويحارب حتى اللحظات الأخيرة.. وينتصر!!
والشعراء دائماً يندبون حظهم ومصيرهم من خسائرهم المتوالية في دنيا الغرام ويلقون باللائمة على العذال الذين لم يعد لهم وجود أصلاً والحقيقة كما قلت في البداية أن الحب هو الغالب دائماً مهما كان نوع الخصم فسجلات التاريخ تحفظ عن بكرة أبيها أسماء جبابرة بثوا في قلوب اعدائهم وأصدقائهم الرعب فيما العشق أعادهم اذلاء وعلى رأي أبوالغور في مسلسل صح النوم (يقطع الحب شو بيذل).
فهذا هو عنترة بن شداد أشجع رجل في تاريخ العالم العربي الفارس الذي لا يهاب، أبوه عمرو بن شداد العبسي وأمه جارية حبشية، وكان يُعامل معاملة الخدم والرعاة طوال فترة صباه لمجرد أن لونه أسود وعندما وصل سن الشباب وبدأت قدراته الجسدية تظهر على السطح وصل الغزاة ديار بني عبس ووجد عنترة نفسه في الاختبار الأول فاقتحم المعركة وأبلى بلاءً حسناً فرجعت القبيلة التي أغارت عليهم تجر أذيال الخيبة لأن عنترة سوى العجايب!!
ثم انقلبت الآية بفضل شجاعة وقدرة عنترة على القتال فأصبح بنو عبس يغزون ولا يجرؤ أحد على الاقتراب من مضاربهم وفي عز هذه المعارك الطاحنة مال قلب الشاب الأسمر إلى ابنة عمه عبلة بنت مالك واعياه حبها كثيراً فيقول في إحدى قصائده (ووردت تقبيل السيوف لأنها... لمعت كبارق ثغرك المتبسم) وأصبح بفضل هذا الحب واحداً من أهم شعراء تاريخ الأدب العربي وأحد كتّاب المعلقات الخالدات!!
أما لينين أول رئيس للاتحاد السوفيتي وصانع نهضتها الحديثة الرجل الذي يصفه المؤرخون بأقوى شخصية سياسية في القرن العشرين فلم يكن قوياً أبداً مع الجنس الناعم فقد وقع في حب الكثير منهن، وكان آخر امرأة أحبها هذا القائد الدموي فرنسية اسمها (أنيسة) وكانت متزوجة ودعته أن يعيش معها ومع زوجها وكانت لا تفارقه أبداً ولما ماتت سار في جنازتها يبكي كالأطفال المشردين فاستغرب الناس من ذلك المشهد.. وتدهورت صحته بعد رحيلها حتى مات فعرف الناس كيف أن الحب قضى على لينين؟!!
وأخيراً زعيم إيطاليا موسوليني الذي بقي على رأس السلطة عشرين عاماً وتحالف مع هتلر وكانت علاقته مع الماء ليست على ما يرام فلا يستحم إلا نادراً فيكره المرأة النظيفة ويعشق الخادمات!!
وتقول سيرة حياته إنه دخل السجن ست مرات قبل بلوغه الخامسة والعشرين من عمره كدليل واضح على شخصيته العدوانية ولم يستطع الشعب الإيطالي أن يتواءم معه لأنه عنيف وديكتاتوري، وعاش آخر عشر سنوات من عمره قصة حب عاصفة مع فتاة اسمها (كلارابتاتشي) وأحبته هي الأخرى بجنون فانصرف عن تدبير أمور البلاد وانشغل بالحبيبة حتى اسقطوه واعدموه في محطة بنزين وسط ميلانو وتوسلت كلارا لهم بأن يقتلوها معه فعلقوها بساقيها بجانبه!!
وأنت يا صاحبي إذا اسقطك الحب بالضربة القاضية فلا تظن أنك ضعيف وليكن عنترة مثلاً.. مثلك الأعلى!!

منقووووول