تتوالى الأيام .. وتمضي السنون ..

ويأبى الزمان إلا أن يمد يده ليترك آثاره وبصماته حيثما حلّ وأينما سار ..

منذ سنوات ليست بقليلة, كنت أرى هذه الحسناء تختال بالشباب والجمال والدلال .. ولكن .. !!

كأن الليل والنهار قد أخذا عهدا وثيقا لإخضاع ذلك الشباب !!

وفي سبيل الوفاء بالعهد, أراهما يتعاقبان حتى نجحا في إطفاء نار الشباب بالمشيب ..

هأنذا أرقب تلك الحسناء وقد اكتسى شعرها بياضا, وملئ ذلك الوجه النضر بتجاعيد رسمتها يد الزمن ..

بل لا زلت أرى بصمات الزمن قد كست ما تسكن هذه الحسناء من ديار !

أطرقت صامتة وهمست :

كم بالغت هذه الحسناء ياترى في صون جمالها ؟ وفي المقابل ماذا قدمت لأخراها ؟


تقدمت نحوها بخطى مترددة متسائلة .. فلم أسمع سوى حسرات على ما فات .. وأمنيات مستحيلات للرجوع للخلف سنوات .. لنبذ المنكرات وعمل الصالحات !!
في غفلة عن الزمن, ظنت تلك الحسناء بأن جمالها هو أثمن ما تملك .. ففرّطت في شبابها وقضته عابثة لاهية غافلة .. فهل أغنى عنها جمالها شيئا ؟!!
يذبل الزهر .. ويموت الشجر .. بل ويختفي القمر !

كل ما حولك يعطيك برهانا ودليلا قاطعا بأن كل شيء إلى فناء وزوال ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ..

بعد هذا كله .. هل أدركت ما هو الثمين الذي أخشى عليه الضياع ؟!

إنه وقتك الذي هو سنوات عمرك ..

فحذاري أن يضيع الثمين بلا ثمن !!

والوقت أنفس ما عنيت بحفظه *** وأراه أسهل ما عليك يضيعُ

تحياتي لكم ,,,,,,,,,,