[moveo=right][align=center]# تأملات في الزمن الجميل .[/align][/moveo]









ما اجمل الزمن القديم وما أحلى ساعات العصارى حين يجلس المرء كي يتأمل السماء وينظر حوله فلا يجد إلا الماء والخضرة والوجه الحسن اللطيف، ويعلو بوجهه فلا يبصر سوى سماء زرقاء وصافية تتخللها سحابات بيضاء ناصعة لونها كلون زهرات القطن المتفتحة، وما أروع جداول الماء وهي تمر علينا كخيوط زجاجية بلورية ناصعة والماء يتهادى وخريره يصل الى الآذان كنوع من الموسيقا التصويرية الطبيعية التي قلما نسمعها الآن.

أين راح هذا الزمن الجميل بشمسه الهادئة وقطرات نداه الناعمة ودفئه الرقيق، أين قطرات الحليب الخالية من “النورمالين”؟ أين لقمة الخبز المغموسة في العسل الأسود؟ أين حبات الفول الخالية من السوس؟ أين السمن البلدي المصنوع من الزبدة الطبيعية؟ أين الراديو الترانزستور الذي يذيع علينا حوار الأدباء وأغاني العظماء ومسلسلات العصر وأذان المغرب والقرآن الكريم والحديث الشريف وغذاء الروح وهداية النفس؟

هل يعود هذا الزمان بدقات ناعمة تطرب الروح وتشفي القلوب الدامية وتروي النفوس الحالمة؟ وهل تختفي طبول الحرب؟ هل تلتحم طبقة الأوزون فتخف حرارة الشمس؟ هل نتوب الى الله فينزل علينا المطر؟ هل تختفي المبيدات والكيماويات فنأكل طعاماً طبيعياً لا يؤدي الى سرطنة الأجسام وهشاشة العظام وتسكير الدم والضغط على شرايين القلب؟ نحن في حاجة الى تغيير كل شيء وفي حاجة الى علاجات للروح وإعادة بناء الضمير الانساني، وفي حاجة الى زرع الحس الوجداني في نفوسنا، ونحن في حاجة الى الأدب والأخلاق والمودة والتراحم على المستويين الشخصي والعالمي.