نص ....... لن يفهمه الا كل عاشق ....... اقرأوه.
--------------------------------------------------------------------------------
الاشواق
ها انا ذا اجلس لكتاب الشوق , وفي يدي القلم , ومعانيك مني قريبه تكاد تحس وتلمس على تباعد ما بيننا , لان كل ما فيك هو في قلبي
وهذه عينيك الظاهره دائما بمظهر استفهام عن شيء , لان وراءها نفسا متعنته تابى ان ترضى , او حائره لا تكفيها معرفه , او غامضه تريد ان لا تفسر
هذه عينيك من وراء البعد تلقي علي نظرات استفهامها , فتدع كل ما حولي من الاشياء مسائل تطلب جوابها من حضورك ومراك لا غير , وبذلك يهفو القلب باشواق لا تزال تتوافى , فلا تبرح تتجدد , فهي لا تهدا ولا تسكن , وكان غيابك سلب الاشياء في نفسي حاله عقليه كانت لها , كما سلبني انا حاله قلبيه.
واه ثم اه فاه من تباريح الحب! انها لوحوش من الاحزان ثائره فكل راجفه من رواجف الصدر كانها من حر الشوق ضربه مخلب على القلب !.
الشوق ؟ ما الشوق الا صاعقه تنشئها كهرباءه الحب فترى سحاب الدم يمور ويضطرب ويصدم بعضه بعضا من الغليان , فيرجف فيه حين الرعد القلبي يتردد صوته اه اه ...!
والان القت عينك الساحره علي نظره استفهام اخرى بالصبابه ورقه الشوق , فاحسست بروحي كالغصن المخضر اثقله الزهر وقد طفقت ازهاره تتفتح وتسلم النسيم ودائع الجنه من نفحاتها وتسليماتها عليك.
واشعر بالقلم في يدي , وكان له شانا مع الكلمات التي اكتبها اليك , فهو يخطها حرفا حرفا ويقلبها حرفا حرفا . واشعر بالقرطاس وكانه قد علم ان سيحمل اشواقي ةاسرار قلبي فلا يعد صحيفه ورق تموج بالالفاظ , بل صحيفه صدر ملاها جو من التنهد.
وبنظره استفهام اخرى اشعر بحقيقتك النسويه من حولي حافه بي فمرتجه في صدري , فملقيه على قلبي المسكين من كل خطره شوق لسعه الم .
نعم انك حبيبتي ترسلين الانوار في هذا القلب , غير انها لم تكن انوارا الا من انها شعل مضطرمه , والمحب الذي يضيئه عشقه ويظهر للجمال وجوده الغرامي , انما ينيره احتراقه وفناء وجوده الذاتي , كل قدر من النور يدر مضاعف من الاحتراق .
وكذلك البطل العظيم في الحرب تنهش من لحمه السيوف ويثقب في عظامه الرصاص , وما مزقه الموت بهذه ولا تلك ولكن مزقه مجده ...
في بعدك لا اشعر بالزمن يفنى من الساعات والايام , بل مني ومن حياتي , فانا في بعدك اذوب , اذوب فناء , اي اذوب شوقا وافنى صبرا وعمرا بين ساعه وساعه!
وفي الحياه يفنى الوقت ذاهبا فيما نحن بسبيله من واجباتها وممكناتها وتعبنا بها وقتا وراحتنا فيها وقتا اخر فكانه لا يمسنا نحن بل يمس اعمالنا , فنحمله بذلك ونطيقه على ذلك ولا نحسش اننا نموت فيه يوما بعد يوم , بل نشعر بالحياه تبدا فينا ولا تزال تبدا , اما في الحب عن امتناع الحبيب او هجره او فراقه , فحاضرنا هو الماضي ويومنا هو الامس , اذ لا نريد فيما يكون الا مراجعه ما كان فيقع الزمن على قلوبنا ويعتمل فيها وياخذ منها ولا نشعر به الا موتا في صوره حياه ممنعه علينا , ومن ثم فلا يكون الشوق الى الحبيب الممتنع او الهاجر او المفارق الا لهفه ثائره كلهفه الشوق الى الحياه من مريض وقذه المرض ورس على جسده السقيم فمات اكثره وبقيت منه البقيه الذاهبه نفسا في نفس , ويشعر بالموت فيه يبدا فيه ولا يزال يبدا....
اه ما هذه الافكار الحزينه التي جاءت تبحث عن دموعي ؟
وما هذا المعنى الناري الذي يطير في دمي ؟
وما هذا الرعد القلبي الراجف يتردد صوته اه اه اه اه ...؟
مواقع النشر (المفضلة)