تشكل لوحات الحائط احدى الاكسسوارات الرئيسية في تزيين المنزل، بحيث قد تزيده جمالا وتميزا أو العكس، لذا من الضروري اختيارها بحس فني والأخذ بعين الاعتبار التنسيق بينها وبين أثاث المنزل لناحية اللون والأسلوب، وما إذا كان كلاسيكيا أو عصريا، وغيرها من التفاصيل التي تعتمد الذوق أيضا.
وينصح خبراء الديكور الداخلي مراعاة مبدأ المواءمة بين لوحات الحائط والخصوصية التي تتمتع بها كل غرفة ، فما يعلق في الصالونات وغرفة الجلوس قد لا يلائم غرفة الطعام أو غرف النوم، أو المطبخ مثلا.
«الشرق الأوسط» التقت مهندسة الديكور الداخلي، فرح الزين، التي سلطت لنا المزيد من الضوء على أصول اختيار وتنسيق اللوحة داخل المنزل، وكان أول ما أكدت عليه الابتعاد عن تزيين جدران مدخل المنزل باللوحات، مشيرة الى «انه من الممكن الاكتفاء في هذا الركن بالجص الذي يتوفر بنقوش وزخرفات شتى، علما أن الاضاءة المتنوعة تضفي على هذه المادة رونقا خاصا وسحرا اضافيا»، وتضيف «أما في غرفة الجلوس والصالون فالخيارات متنوعة حسب الاذواق والمزاجات، وإن كانت تتمحور حول ركيزة أساسية هي التلاؤم والتناغم بين الأثاث واللوحات لناحية اللون وأسلوب الديكور الغالب على الجو العام».
وهنا تشير الزين الى ضرورة تثبيت اللوحة على ارتفاع متر وستين سنتيمترا لتتناسب ومستوى العين المجردة عند الوقوف أو الجلوس. كما قالت انه «ينبغي تنسيق اللوحات على جدار خال من الرفوف الخشبية التي تشكل بدورها نوعا من الاكسسوارات، وأن تكون هذه اللوحات متناسقة وحجم أثاث الغرفة، فاذا كانت أحجام مقاعد غرفة الجلوس أو الصالون كبيرة وضخمة، من الضروري انتقاء اللوحات ذات الأحجام المناسبة، تلافيا لفقدانها قيمتها وضياعها في زوايا الغرفة. أما اذا كانت سيدة المنزل تهوى التنويع وتفضل ابراز اكثر من لوحة على الجدار، فعليها مراعاة وحدة الموضوع والتناسق في الالوان، كأن يتم وضع ثلاث لوحات تتمحور جميعها حول موضوع الطبيعة بألوان البني والبيج والاخضر بدرجاتها المختلفة، لأن ألوان الطبيعة هذه تبعث الهدوء والسكينة مما يعطي الجو العام الكثير من التوازن الفني والنفسي في الوقت ذاته.
وعن لوحات غرفة النوم الرئيسية، تذكر الزين أنها « تعكس شخصية الفرد وذوقه الخاص، اذ هي المكان الذي يخلو فيه الانسان لنفسه. لذا، من الافضل اختيار اللوحات المتوسطة الحجم أو الصغيرة التي تريح النظر وذات الالوان الهادئة الكلاسيكية كالبيج ودرجاته الهادئة، أو حتى الالوان الاكثر اشراقا كالابيض والازرق وغيرهما. وتضيف انه من الضروري ألا يتعدى عدد اللوحات في هذه الغرفة الاثنين كحد أقصى».
أما في ما يتعلق بغرف نوم الاطفال فمن الممكن أن يختار الولد لوحاتها على أن تجسد مواضيع تهم الاطفال وذات هدف معين، كأن يتعلم منها شيئا، أو أن تعكس صورة الطبيعة بألوانها الجميلة النابضة بالحيوية والداعية الى الفرح والراحة النفسية.
اللوحات في غرفة الطعام لها طابع آخر فهي تضفي عليها الرونق والدفء في الوقت ذاته، لذا يفضل الابتعاد عن الصور التقليدية للفاكهة وأواني الطعام لأنها اصبحت من الكليشيهات التي أكل الدهر عليها وشرب ولا تعكس شخصية صاحب البيت وجانبه الإبداعي.4 نماذج لإنارة اللوحات تعتبر انارة اللوحات من الابتكارات الحديثة التي تساعد في ابراز جمالها وأهميتها، وذلك من خلال تسليط الضوء عليها بشكل مباشر لكن خفيف ومثير، إذ لم يعد يخفى على أحد أن الاضاءة تعكس بريقا يزيد من قيمة اللوحة. ـ وتتمثل أبرز طرق الإضاءة بالآتي:
painting light ـ وهو الضوء الذي يثبت فوق اللوحة ويمتزج بألوانها وعناصرها بانسيابية.
* Framing projector يتحقق هذا النموذج عبر تسليط الضوء على اللوحة عن بعد ليزيدها وهج الانارة سحرا واشعاعا.
* الانارة المخفية وتتجسد عبر حجب الضوء بين قطع زجاجية أو خشبية لينساب من خلال هذه الاخيرة بريق الانوار الخافتة عليها فيزيدها رونقا وجمالا.
* الإنارة المتدرجة وتستخدم هذه التقنية اذا كانت اللوحة كبيرة الحجم تطأ الارضية فيسلط الضوء من أسفلها الى اعلاها بعناية بالغة ليتناغم مع الجو الطاغي، فينشر اشعاعات خفيفة تساهم بدورها في اضفاء جو هادئ.