الشاعر الرائع عبدالرزاق الهذيل .. أو شاعر الشمال كما يحلو للكثيرين تسميته .. غاب عن حفل تكريم أقامته إحدى المجلات المتخصصة بالتراث الشعبي لمجموعة من أفضل الشعراء حيث كان مسئول المجلة قد أعلن أن مجلته أجرت استفتاء حول أفضل الشعراء النبطيين من شبابنا المعاصر .. و جاء ترتيب عبدالرزاق الهذيل الحادي عشر (!!!) .. وقد أثار هذا الغياب حفيظة إحدى الكاتبات أو الشاعرات وتساءلت عن سر غياب الهذيل فأجابها بقصيدة رائعة فيها من الإبداع والتميز ما يؤكد شاعريته الفذة وما يؤكد أنه كان محقا ً حينما وصف نفسه كشاعر وبهذه القصيدة قائلا ً : ( أنا أول العشر ماني للعشر حادي ....)
تمعنوا جيدا بالقصيدة التالية لـ عبدالرزاق الهذيل والتي تأتي امتدادا لروائعه الشعرية الأخرى .. تمعنوا بمفرداتها .. بسلاستها .. بقوتها .. بمعانيها .. حينها سيتجلى واضحا أننا نقرأ لشاعر غير عادي .. لشاعر يملك شاعرية فذه ومتميزة .. شاعر مبدع بمعنى الكلمة ..
هذه هي قصيدة الهذيل التي يرد فيها على من تساءلت عن غيابه :
مهما يكون الشعـور اللـي علـي بـادي
مازلت أنا الوارد اللي مـا طـوى حبلـه
علـى القـراح الـزلال طـال تـردادي
أشرب وأصدر ظما ما أدري وش أشرب له
يا مـن تغاربتـي غيابـي وهـو عـادي
بُعد الرجل عن دواعـي ذلّـه أهيـب لـه
ما أمشي قبل لاأعرف الوجهه بـلا قـادي
ولاأصلـي إلا وأنــا متقـبّـل القبـلـه
منزالـي النايفـه عـن حـدري الـوادي
رجل ٍ يجي في مسيـل السيـل يـا هبلـه
أبعدت مالـي غـرض فـي ذل مقعـادي
مادام يلعـب لـي الذعـذاع وألعـب لـه
ماني لعرفي مع أهـل العـرف متـرادي
لا شك كبـدي مـن اللـي شفـت مندبلـه
يـا لاقيـة خيـر هـاك العلـم للغـادي
اللي عجـز يفـرق الشيحـه مـن الربلـه
أمانـتـك بلغـيـه لـكـل حـسّــادي
لا غـارت الكـدش وكحيـلان بإسطبلـه
أنـا أول العشـر مانـي للعشـر حـادي
مالـك ومـال إفتـراض الجاهـل الأبلـه
يموت أنا حاسـدي مـا ياصـل أمجـادي
مني نجوم السماء لـو يفهـم أقـرب لـه
لا بد مـا الهايـج المايـج يجـي هـادي
كل ٍ يشـوف المكـان اللـي يناسـب لـه
إن مت مـات النبـي وآبائـي وأجـدادي
وما دام لي يـوم مـا نـي ميـت ٍ قبلـه
مواقع النشر (المفضلة)