بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصيده لشاعر يبلغ من العمر 16 عاما شامله تشرح تغيير أوضاع الزمان وتأثير المدنية على الأخلاق والآداب العامة وإنعدام العادات والتقاليد
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يالله وأنا طالبـك تغفـر لـي ذنوبـي ياغفـور=أرجيك وألجالك وأنـا سالـك وأعيـد المسألـة
لو ما تطهرني بعفـوك مـا تطهرنـي البحـور=جيتك وذنبـي قـد تعـلا غاربـي يـا مثقلـه
أنا من الطين أنخلقت أخطي ولا نيـب معـذور=قامت علـي الحجـه بدعـوة رسلـك المرسلـه
مؤمن يتوراتـك وإنجيلـك ومؤمـن بالزبـور=وبسنـة محمـد وآيـات الكـتـاب المنـزلـه
لكن خدعت بزخرف الدنيـا وزادتنـي غـرور=أبدت مفاتنهـا و ورتنـي مـن العمـر أجملـه
طبعاً بما أني بنـي آدم حصـل منـي قصـور=وأذنبـت يامـولاي ذنـب بالخفـا مـا تجهلـه
أسألك تغفر لي وتستـر موقفـي يـوم النشـور=إلي ألقفت خلقـك صحايفهـا وهـي مستذهلـه
من يستلمها بالشمال أفلس وهـو يدعـو ثبـور=ومن يستلمهـا باليميـن أفلـح لخيـر المنزلـه
وأسألك ياربـي تعاونَـي علـى نيـل الأجـور=أحيا حيـاةِ مكسبـي فيهـا مـن البـر أفضلـه
وأسألك جاهٍ مع هـل الدنيـا وحـظٍ مـا يبـور=أيضاً وعرفٍ مع هـل الحكمـة ورزق تكفلـه
من لا تهيـا لـه مقـام مـع طويليـن الشبـور=يبكي على ما ضاع من عمره وخيبـات عملـه
وإن شاب راسه لا ترجًى فيه تجبيـر الكسـور=لا خير في تالـي زمـان مـا تغانمـت أولـه
وما نيب ناسي قصةٍ صارت وأنا آزور القبـور=لا زلت أفكـر فـي غرابتهـا وبالـي تشغلـه
ساعه ظهر لي شايبٍ له حول قرنيـن محجـور=في جوف قبرٍ عن هـل الدنيـا طـواه ويعزلـه
سلم وجا صوبي يقول : أبنشدك ياللـي تـزور=عن حالة الدنيا وعن وضع الزمان وعـن هلـه
أنا مضى وقتي ومرت بـي طويـلات الدهـور=والباقـي بعمـري بعيشـه بينكـم وأستكمـلـه
قلت : الزمان اللي يبارينا علـى خبـرك يـدور=الوقت نفسـه مـا تغيـر ماشـي فـي جدولـه
أما البشر ؛ ؛ ؛ لا والله إلا غير من حد الجـذور=صار إنتقالٍ مـن يميـن إلـى يسـار المنقلـه
أستغرب الشايب من اللـي قلـت وبليَـا شعـور=حط اليمين على الشمال وخاطـره فيـه أسئلـه
قال أفتني عن حالة الشيبـان والشيـخ الوقـور=أهل الخبر والراي والحكمـه زضـرب الأمثلـه
القدوه أصحاب الأمور اللي تطـاع بكـل شـور=اللـي يفضـون النـزاع ويحكمـون المشكلـه
قلت : البعض منهم على ما قلت في وصفك وقور=قـدوه ولكـن رايهـم ماينفـرض فـي مسألـه
الطاعه العميـا بقـا منهـا مجاملـة الحضـور=اللـي تلاقيهـا مـع أول فـرصـة متنصـلـه
والبعض لا عبدٍ يخـاف الله ولا عبـد ٍشكـور=لا زهَـده شيبـه مـن الدنيـا ولا هـو جملـه
بهيمةٍ يرجـع علـى منحـاه الأول ومحصـور=فـي لعـب بيلوتـه وريـح زقارتـه ومعسلـه
والبعض الآخر شابت رموشه على درب الفجور=ينقـل جـوازه للسفـر مـن مزبلـه لا مزبلـه
إشيمطٍ زاني قضـا عمـره بحانـات الخمـور=والعايلـه ورعٍ يغـرر بـه وبـنـت مهمـلـه
قال : أفتني عن حالة الخفرات ربـات الخـدور=اللـي تصـان ببيـت عايلهـا وبابـه تقفـلـه
شيهانةٍ تشمخ عفاف وتصقل فـروخ الصقـور=بين الفريـق ببشتهـا الضافـي وثـوبٍ تسبلـه
قلت : العذارى فـي زمنَـا ببغـاوات الطيـور=تقليد هرج وعـرض ريـش خلفهـا تستخملـه
تلبس عباةٍ ضيقت حـول الردايـف والخصـور=فضيحـة تكشـف جسدهـا مـن علـوه لسفلـه
وموضة شيال تكشف الوجنات وألوان الشعـور=والمحـرم تبـدَل بـجـوالٍ بيـدهـا تحمـلـه
لا فوحت صفر الدلال ولا عرفت غش القـدور=تطبـخ لـهـا خـدامـةٍ بالعايـلـة متوكـلـه
الأم ما صانت عفاف البنت من عمـر الزهـور=والأب ديَـوثٍ تحكمـه حـرمـةٍ مسترجـلـه
وشلـون يتربـى عيـال أم التبـرج والسفـور=إلا خنـازيـرٍ دمـاهـا بــارده ومغـفـلـه
قال : أفتني بحال الشباب الصلب صيَاد النمـور=الفارس اللـي ينطـح خصومـه بزنـدٍ يفتلـه
الوافي الشهم الغيور اللي لعرض الجـار سـور=البار عنـد أمـه وأبـوه وعلـم ربعـه يشغلـه
قلت : الشباب بوقتنا وجهه مثـل بـدر البـدور=والجسم من زود الرخـا ماتنفتـل فيـه عضلـه
قصَة شعـورٍ صيَرتهـم لا إنـاث ولا ذكـور=والثـوب راح ولا بقـى إلا عالـمٍ متبنطـلـه
ناسٍ ( فلنتينو ) وناسٍ تلبـس ( كرستانديـور )=صار التنافـس بينهـم فـي لبسهـم والجنتلـه
من كان يشرب من قرار البير مشروبه (بيـور )=والبل راعيها غدا يشـرب حليـب ( النستلـه )
مامنهم اللي قام دون أعـراض جيرانـه غيـور=من قام قالو؛ ؛ وشملقـف حضرتـه؟ وشدخلـه
والوالدين حقوقهم ضاعـت وعنهـم فـي نفـور=إن غـاب عنهـم لا تذكرهـم ولا جـاه الولـه
بدَا عليهم شلَـةٍ تهـوى الوطـا بيـن الجحـور=لو تعزله عنهـم تبـي لـه شـان كنَـك تقتلـه
ماراح يوم يشارك ربوعه بحـزن ولا سـرور=حتى إبن عمه يعرفـه بالوجـه وإسمـه يجهلـه
بدَل حكاه وضيَع سلومـه وحالـه فـي دبـور=وإن شاف ضيفٍ ينزل الراس لين يفارق منزلـه
ناظر لي الشايب بعينٍ تجمـع السبـع البحـوور=يقول : أنا لا يمكـن أدخـل مجتمعكـم وأقبلـه
أنتو لكم وقتٍ تصـدَع مـن بلاويـه الصخـور=ما يقعد الجمَال به ساعـه ولـو ضـاع جملـه
[/poem]
مواقع النشر (المفضلة)