توبة شاب من أبناء الخليج "قصة عجيبة"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حدث شاب من أبناء الخليج عن قصته العجيبة فقال :
نحن مجموعة من الشباب ندرس في إحدى الجامعات ، وكان من بيننا صديق عزيز اسمه أحمد كان يحي لنا السهرات بالعزف على الناي حتى تطرب عظامنا قبل أسماعنا ، ولا خلاف بيننا أن سهرة بدون محمد سهرة ميتة لا أنس فيها ، ومضت بنا الأيام على هذه الحال ثم كانت الأحداث الساخنة .
أما البداية فكانت يوم أن جاء محمد إال الجامعة وقد تغيرت ملا محه وظهر عليه آثار السكينة والخشوع ..فجئت إاليه أحدثه قلت : يا محمد ماذا بك ؟ كان الوجه غير الوجه
فقال محمد بلهجة عزيزة : لقد طلقت الضياع والخراب إالى الأبد وتبت إالى ، فتعجبت لذلك وأصابني الذهول فقلت له : دع عنك هذا الكلام ، اليوم عندنا سهرة لا تفوتك ، وسيكون لنا ضيف تحبه إنه المطرب الفلاني .
قال أرجو أن تعذرني..فإنني قررت أن أقاطع هذه الجلسات الضائعة فجن جنوني وبلا شعور صرخت في وجهه وبدأت أزبد وأرعد...
فقال لي : اسمع يا أخي لما أقول...
كم بقى من عمرك:ها أنت تعيش في قوة بدنية وعقلية ، وتعيش حيوية الشباب فإالى متى ؟ إالىمتى ستبقى مذنبا غارقا في المعاصي ؟ لما لاتغتنم هذا العمر في أعمال الخير والطاعات؟؟.
وواصل محمد وعظي ةتناثرت من فمه باقة من النصائح الجميلة .
" كم من نغتر بشبابه ، وملك النوت عند بابه ، كم من مغتر عن أمره ، منتظر فراغ شهره ، وقد آن انصرام عمره ، كم من غارق في لهوه وأنسه ، وما شعر أنه قد دني غروب شمسه ".
وتفرقنا على ذلك وكان من الغد دخول شهر رمضان المبارك ..
وفي ثاتي أيامه..هبت إالى الجامعة لحضور محاضرات يمو السبت ، فإذا بي أرى الشباب "الشلة " قد تغيرت وجوههم فقلت لهم : ما بالكم؟ مالذي حدث ؟ فكان الجواب : أن محمدا بالأمس ولما انقضت صلاة الجمعة غادر الجامع ذاكرا لربه فإذا بسيارة مسرعة تصطدم به فترديه قتيلا ، لقد توفاه الله صائما مصليا ذاكرا لربه...
أين هذه الموتة الكريمة من قوم يموتون وقطرات الخمر تسيل من أفواههم ؟، أين هذه الخاتمة الحسنة من قوم يتوفاهم الله وهم في أحضان الفاحشة والرذيلة ؟
صلينا على محمد عصر ذلك اليوم ، وغطينا عليه التراب ، وكام منظرا مؤثرا تدمع له العيون وتتفطر له القلوب ، وقفت أنظر إالىقبر صاحبي فأوسعني وعظا وليس بناطق .
وقد كانت في حياتك لي عظات ............................فأنت اليوم أوعظ منك حيا
ورجعت إالى بيتي مهموما حزينا كسيرا ، وتذكرت أن في الغد علي امتحان في إحدى المواد الدراسية ، ولكنني لم أستطع أن أفتح كتابا أو أحفظ نصا ، بل جلست طوال الليل مطرقا برأسي أتابع شرب السجائر حتى غرقت في دخانها .
ولما كان صباح الغد ذهبت إالى الجامعة لأعتذر عن الامتحان بسبب ظروفي النفسية الصعبة ، فكانت المفاجأة فقد أخبرونيأن مدرس المادة ، قد أصيب البارحة بنوبة قلبية فمات على أثرها ..
فأصبت بغم على غم ، وضاقت بي نفسي وطننت أن لا فرار من هذه الهموم إلا بالهروب من هذا الواقع المؤلم لكن السفر إالى الخارج هو ما ظننته مخرجا من هذه الضائقة .. اشتريت التذكرة وجمعت ملا بسي ، وبالفعل ماهي إلا ساعات حتى وصلت مدينة الضباب وهناك تعرفت على شابين عربيين أخذا بيدي إالى المراقص واتفقنا على السفر إالى مدينة مجاورة سيقام فيها حفل راقص كبير ، ولما حان موعد تحرك القطار وجدت جسدي منهكا وعيناي يداعبهما النوم فاعتذرت منهما ، ومن الغد جاءني الخبر أنه حصل حادث شنيع لهذا القطار ومات فيه أفواج من الركاب ومنهم من تعرفت عليهما بالأمس القريب ، فأصبت بالذعر ورجعت فورا إالى بلادي ...
وبعد رحلة طويلة ومملة ، وصلت إالى منزلي واستقبلني أخي ليخبرني لأن أسارع إالى أمي لتعزيتها في أختها " خالتي العزيزة " فلقد توفيت البارحة - رحمها الله - ثم دفعني وشجعني اثنان من أصحابي لنسافر الى دولة مجاورة لنعيش سهرات تنسيني همومي وغمومي ، وما أن بلغنا الحدود حتى منعني رجل الجوازات من السفر وذلك لخلل في جواز السفر الخاص بي فقال لي الرفاق: ارجع ولصلح الخلل ، ونحن في انتظارك في هذه الدولة في الفندق الفلاني ، ورجعت حزينا دونهم لأصلاح جواز السفر..
ومن الغد وفي منتصف الليل إذا بهاتف يهاتفني أن صاحبي في تلكم الدولة كانا مسرعين ، فصدمتهما شاحنة فماتا جميعا ، ففزعت وحاولت النهوض من فرلشي ولكني لم أستطع ، وكأن شيئا ثقيلا كتم على أنفاسي ، عنها بكيت بكاءا مرا وقلت : الموت قد أخذ هؤلاء ، فكيف لو أخذني الله وأنا على هذه الحال .
حتى متى تسقى النفوس بكأسها ..............ريب المنون وأنت لاه تلعب
عجبا لأمنك والحياة قصيرة ............... وبفقدك ألف لا تزال تروع
أفقد رضيت بأن تعلل بالمنى ..............وإالى المنية كل يوم تدفع
رجعت إالى الله وأعلنتها توبة صادقة ، فأخرجت السجائر من جيبي ورميتها وذهبت فاغتسلت وصليت ماشاء الله أن أصلي ، وعشت في رحاب الإيمان تائبا أتذكر بين الحين والآخر ، أن الله رحمني وأعطاني عمرا وفرصة لأتوب إليه ، ها أنا أعود إليك يا الله وأناجيك وأناديك ..
ياكثير العفو عمن .......كثر الذنب لديه
جاءك الذنب يرجو.......الصفح عن جرم يديه
أنا ضيف وجزاء..........الضيف إحسان إليه .
مواقع النشر (المفضلة)