وقــع أســد فــي غـرام فــتـاة جـمـيـلــة ابـنــة فـلاح بـســيط
وراح يـتـودد الـيـهـا ، ثـم ذهـب الى أبـيـهـا ليـخـطـبهـا مـنـه ،
غــيـر أن الـفــلاح وجــد نـفـســه فــي وضـع سـئ ، فـهـــو لا
يـطـيـق أن يـزوج ابـنـتـه مـن هـذا الـوحـش الـكـاسـر ، ولـكـنـه
مـع ذلـك لا يـجـرؤ أن يــرفـض طـلـبــه ، لأنــه فـي النــهــايــــة
مـلـك الــحــيــوانـات ! فـكــر الـفـلاح فــي طــريــقــة يـتـخـلـص
بـهـا مـن هـذه الـمـشـكـلـة وأخـيـرا وجـد الـحـل، فـقـال للأسد:
(( انــنـي أوافــق تـمــامــا عــلـى أن تــكـون زوجــا لابــنـتـي
وتـشـرفـنـي مــصـاهرتـك، لـكـنـي لا أسـتـطــيـع أن أزوجـهـا
لـك مـا لـم تـقـم أولا بـتـقـلـيـم مـخـالـبك وخـلـع أسـنانـك كـلها
لأن الـفـتـاة تـخـشـاهـا )) .
وكـان الأسـد مـتـيـمـا بالـفـتـاة لـدرجـة أنـه لـم يـفـكر فـي شـئ
سـوي تـنـفـيـذ المـطالب والـتضـحـيـة بـهـذه الأسـنان والـمـخالب،
وعــنــدمـا عــاد بـعـد أن تــجـرد مـن أسـلـحـتـه عـامـلــه الـفـلاح
بـاحـتـقـار شـديــد وراح يـطـارده بـهـراوتــه .
(( مــســكــيــن الأســد ))
الـقــراء الأعــزاء لا تـتـسـرعــوا فـي تــقـبـل الــنـصـيـحـة الــتــي
تـقـدم لـكم ، واذا اعـطـتـكم الـطـبـيـعـة مـزايـا خـاصـة تـتـفـوقـون
بـهـا عـلـى الآخـريـن فـلا تـحـرمـوا أنـفـسكـم مـنها ، والا وقـعتوا
بـسـهـولـة فـريـسـيـة لأولـئـك الـذين اعـتـادوا أن يرهـبـوكــم .
مــع خــالــص تـحـيــاتــي
رحــيــق الـــورد
مواقع النشر (المفضلة)