الدعوه بين الأهل والا قارب

روى البخاري ومسلم في صحيحهما: أنه لما نزل قول الله تعالى :- "وأنذر عشيرتك

الأقربين " أتى النبي الصفا، فصعد، ثم نادى "ياباحاه! "فأجتمع الناس اليه، بين رجل

يجيء اليه، ورجل يبعث رسوله، فقال رسول الله :" يابني فهر ! يابني لؤي ! أرأيتم لو

أخبرتكم أن خيلا بسفح الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتموني؟ "قالو: نعم.

قال:" فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ". فها هو محمد المبعوث للناس كافة،

يوجه نداء خاصا الى الاهل والقرابة والعشيرة اتجابة لأمر الله جل وعلا .

ودعوة الأقارب والاهل والارحام من الصلة والبر، بل ان الدلالة على الخيرة الامر بالمعروف

والنهي عن المنكر من أبر البر والإحسان والدعاة في جانب الدعوة العائلية على ثلاثة

أحوال إلا من رحم الله :

1- رجل أغلق على نفسه مع مجموعة من الأقارب، انتقاهم بعناية على أساس التوافق
والإنسجام أو الإستجابة، وترك البقية بحجة عدم الإستجابة؛ إذ حاول دعوتهم مرة أو
مرمتين، وظن أنه معذور بذلك وهذا ليس أسلوب أهل الجهد والجهاد والدعوة.

2- رجل مشغول بأمور دعوية خارج نطاق العائلة، وقد حصل له كثير من البرود في مواقفه وعلاقته مع الأقارب من الناحية الدعوية، وهذا نسي حقا مهما من حقوق أرحمه عليه، وقصر كثيرا في دعوتهم.

3- رجل له نشاط دعوي في عائلته، ولكن نشاطه يتم بطريقة عشوائية، بدون أن يكون هناك تخطيط ومتابعة، ولاشك أن العمل المدروس أكثر ثمرة من العمل غير المنظم.