المثل المشهور ( عطيّة غبيني ) ومناسبته
تعيش هناك على ألسنة سكان جزيرة العرب أمثله يتناقلونها الناس جيل بعد جيل ، والمثل الشائع هنا هو ( عطيّة غبيني ) والغبين كانوا يسكنون في أواسط نجد ، وكان لهم شأن آنذاك على عهد الأمير أبن عريعر ، وكان حمدان الغبيني يمتلك حصان أصيل ومشهور لدى عرب ذلك الزمان ، يسبق ولايُسبق ، فارع الجسم ، منتصب العنق ، والخيل الاصيله والنادره ذخر وفخر لأهلها ، وكانت إمارة ابن عريعر آنذاك في شرق ووسط الجزيره العربيه على أشدها وفي عزها وكان ابن عريعر ذا سطوه ومهابه لدى جميع العرب في ذلك الزمان ، فتناقلت له الاخبار ذكر هذا الحصان وابن عريعر كان لديه أسطبلات من الخيل العربيه الاصيله يجمه فيها مرابط الخيل وبيوتها النادره يأخذها على شكل جزاء أو تأديب المتمرد أو بإشترائها .
فقام الامير ابن عريعر بإرسال أحد رجاله الحايفين المهره ليأتي بحصان حمدان الغبيني وذهب الرجل ووفد على حمدان الغبيني في زي ضيف واستقر بالقرب منه سنه كامله ولكنه لم يفلح في حيافة الحصان الذي كان صاحبه الغبيني لايتركه لحضه واحده ، بعد ذلك اراد الحايف ان يرحل عنه واستأذنه بذلك للعوده الى دياره ، فقال الغبيني : أننا رغبنا فيك وأحببناك وذهابك عنا يشق علينا ، ولكن مالهدف الذي جأت اليه هنا ؟ قال الحايف هل تعفيني ؟ قال الغبيني نعم ، قال الحايف : لقد جئت لنهب حصانك الاصيل ، ولكنني أخفقت ، قال الغبيني ولماذا تريد أن تأخذ حصاني ؟ قال الحايف بأمر من الأمير أبن عريعر ، قال الغبيني مادامك من طرف ابن عريعر فانتظر فلدي لك مفاجأه ، فأمر الغبيني الحذّاء أن يحذو الحصان وأن يجهزه بما يلزم لرحله طويله وشاقه ، ثم قال الغبيني للحايف هذا هو الحصان فهو عطيّه مني للأمير أبن عريعر .
فأخذ الحايف الحصان متعجباً من كرم هذا الرجل وذهب بالحصان الى الامير ابن عريعر وأخبره بما حصل ولكن الامير رفض أن يقبل الحصان على شكل هبه وأصر أن يعود به الى صاحبه الغبيني فعاد به وقال له يسلم عليك الامير ويقول انه لايقبله على شكل هبه وأرجعني اليك ، فقال الغبيني : (
) لاترد ... عد به الى الامير وقل له هذه الجمله : فإن قبله فكان بها وإن لم يقبله فسوف أقتل الحصان لامحاله لأننا لانرجع في هبتنا .
سعد الجهيران
مواقع النشر (المفضلة)