مأساة أنقلها لكم للعبرة تحكي عن فتاة إسمها( رجاء ) ... ذكية لكنها منطوية ... ودائما ما تصرح بأنها كارهة لوالدها ... وتكره اسمها لكونه يقترن باسمه .. وعندما يلومها أحد تقول : ( لا تلوموني ... فما عشتم ما عشته ، وما ذقتم مرارة ما ذقته ... وكل ذلك بسبب والدي ) ..

كلام غريب ومرير والأغرب أن يصدر من طفلة ؛ فهي ما زالت في الخامسة عشر من عمرها .. لكن كره ( رجاء ) لوالدها له ما يبرره ؛ فوالدها طلق أمها وهي ما زالت في السنة الأولى من عمرها ، وتربت مع أمها في بيت خالها ، وخالها دائما ما كان ينهرها وأمها ، وكثيرا ما كان يكيل السباب والشتم للأم ، وكم من مرة كان يضربها رغم صغر سنها لا لشئ إلا لأنها تذكره بوالدها لدرجة أن دفع ذاك الأمر الأم بالزواج من أحد متقدمي السن لتهرب من المعاملة السيئة لأخيها وزوجته ، ولتوفر لابنتها بعضا مما فقدته ، لكن ذلك العجوز لمم يكن أحسن حالا من الأخ ؛ فهو لا يريد ( رجاء ) في بيته ، وغالبا ما يتشاجر وأمها حولها ، والأب الحقيقي غائب ، وهو لم يسأل عنها يوما ، ولم يطالب يوما برؤيتها ؛ حتى بعد زواج الأم وأحقيته باحتضانها لم يفكر بذلك بل كان يتشكى بين الناس بالنفقة التي لا تتجاوز ( خمسة عشر ريالا ) التي كان يعطيها لها عن طريق المحكمة والتي كان الخال يستفيد بها قبلها ...

في مرات عدة لاحظتها زميلاتها في المدرسة تبكي ، وعندما ينصحنها بأن الحياة لا تستحق البكاء تصرخ : ( أكره هذه الحياة ... وأكره أبي .... واتمنى الموت .... أتمنى لو مت الآن ... فما عدت قادرة على أن أتحمل أكثر ) .

معذورة هي رجاء إن كرهت أباها وإن صرحت بذلك الكره ، ونستهجن كل أب يطلق زوجته فينسى مع هذا الطلاق أبنائه .. فلذات كبده .. فقط ليُعاقب طليقته ، ويحملهم مرارة حياة ، ويدفعهم بطريقته إلى الانحراف والخطأ

هم كثر من يشبهون والد ( رجاء ) يعيشون بيننا ، ولكن قلوبهم ماتت ، فمن يرمي بابنه وابنته للغير ليس له قلب ...
ارجوا ان اكون وفقت
اختكم كائنات