[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكم الله جميعا

اليوم لدينا موضوع يومك الذي انت فيه واترك المستقبل

لغد مشرق تكون انت السبب فيه

هناك حكمة تقول

ليس علينا ان نقلق من جراء هدف يلوح لنا باهت

الصورة ونطمح الى بلوغه في المستقبل

وانما علينا اننتصرف الى ما بين يدينا من العمل

في الوقت الحاضر فنستجلي حدوده ونرسم ابعاده

ثم نركز جهدنا عليه فالمستقبل كفيل بتدبير امر نفسه

ومن منطلق هذه الحكمة ساعطي مثالا كطالب مثلا

دخل الطالب قاعة الامتحان النهائي وكان جو القاعة

كئيبا تغمره الرهبة من الاخفاق وهناك يستولي القلق على الطالب وياخذ يتسال

ترى ماذا يصنع ان عجز عن اقناع اللجنة الفاحصة ( اي الممتحنين ) بكفائته!!

هل تضيع من عمره سنوات الدراسة التي قضاها جادا بكل ما اوتي من قوة !

ولكنه يتذكر الحكمة التي اورداناه سابقا يا لها من

عبارة صائبة ويا للحقيقة التي تنطوي عليها من مبدا

فعال وخلاق في الحياة وهكذا يتقدم الطالب الى امتحانه

ويفوز بثقة الفاحصين فيه

ثم يستطيع ان يشق لنفسه طريقا يتوجه الافتخار فيما بعد

ولو سالنا هذا الطالب ما هو سر نجاحه ؟

طبعا هنا سيعزي هذا النجاح الى اطلاق اسم لهذا النجاح

وهو اسم ( الحياة في حدود اليوم ) لكن هذه الكلمة

غامضة وتحتاج الى شرح وتفسير

هنا نستطيع ان نقارن الات سفينة وقبطان يقود هذه السفينة

لو نظرنا الى القبطان وهو يقود السفينة نجده بين الحين

والاخر يشغل الة ما ويغلق الة اخرى ولا يستعمل جميع

الاته الا ما هو بحاجة اليه في اللحظة الراهنة او الساعة

المعينة او اليوم الحاضر وهو يسير مطمئنا الى نجاحه في بلوغ غايته

اذن هنا لماذا لا يفعل الانسان مثل هذا القبطان

لماذا لا يتخلى عن القلق بشان ما هو ابعد من يومه ؟


اليس بوسعه ان يخترع زرا يضغطه فيهبط في نفسه

ستار حديدي على ما يمكن ان يفكر فيه بشان المستقبل ؟

ولماذا لا يوصد الباب خلف الماضي الذي ولى فلم تعد

هناك فائدة من تذكره او التحسر عليه

ولكن في ذلك ثغرة كبيرة اذ كيف يجوز ان لا يفكر

المرء في المستقبل ويتأهب لما يمكن ان يقع فيه ؟

هنا لن يغيب عنا وسوف نكمل فكرانا السابقة

لسنا نعني بما قلنا شيئا من الاتكالية او عدم الاستعداد

للايام المقبلة كلا ولكننا نقصد ان خير الطرق لذلك الاستعداد

هي ان يركز المرء افكاره ويذكي حماسته في سبيل

انهاء عمل اليوم الحاضر على افضل وجه واظن هو الطريق الامثل للاستعداد للغد

إذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، اليوم فحسب

ستعيش ، فلا أمس الذي ذهب بخيره وشره ، ولا الغد

الذي لم يات إلى الان . اليوم الذي أظلتك شمسه ، وأدركك نهاره

هو يومك فحسب ، عمرك يوم واحد ، فاجعل في خلدك العيش لهذا

اليوم وكأنك ولدت فيه وتموت فيه حينها لا تتعثر حياتك بين هاجس

الماضي وهمه وغمه ، وبين توقع المستقبل وشبحه المخيف

وزحفه المرعب ، لليوم فقط اصرف تركيزك واهتمامك وإبداعك

وكدك وجدك ، فلهذا اليوم لابد أن تقدم صلاة خاشعة وتلاوة بتدبر

واطلاعا بتأمل ، وذكرا بحضور ، واتزانا في الأمور ، وحسنا في

خلق ، ورضا بالمقسوم ، واهتماما بالمظهر ، واعتناء بالجسم ، ونفعا للاخرين.

لليوم هذا الذي أنت فيه فتقسم ساعاته وتجعل من دقائقه

سنوات ، ومن ثوانيه شهور ، تزرع فيه الخير ، تسدي فيه

الجميل ، تستغفر فيه من الذنب ، تذكر فيه الرب ، تتهيا للرحيل ، تعيش

هذا اليوم فرحا وسرورا ، وأمنا وسكينة ، ترضى فيه

برزقك ، بزوجتك ، بأطفالك بوظيفتك ، ببيتك ، بعلمك ، بمستواك

{ فخذ ما اتيتك وكن من الشاكرين } تعيش هذا اليوم بلا حزن

ولا انزعاج ، ولا سخط ولا حقد ، ولا حسد. إن عليك أن تكتب

على لوح قلبك عبارة واحدة تجعلها أيضا على مكتبك تقول

العبارة : (يومك يومك). إذا أكلت خبزا حارا شهيا هذا اليوم

فهل يضرك خبز الأمس الجاف الرديء ، أو خبز غد الغائب المنتظر.

إذا شربت ماء عذبا زلالا هذا اليوم ، فلماذا تحزن من ماء أمس الملح الأجاج ، أو تهتم لماء غدا الاسن الحار

وان شاء الله سالقاكم في موضوع اخر قريبا

ودمتم بحفظ الله ورعايته [/align]