قصه واقعيه 100%
قصة واقعية . . ولكن !!
--------------------------------------------------------------------------------
بالأمس القريب مرض أحد أصدقائي فلما أردت نقله للمشفى لم أستطع لأنه يعاني من الطول " الفاحش " ، والعرض " الماحش " ، والجسم " الداخش " ، وبالتالي احترت في كيفية نقله وكان مما يزيد الطين بله أنه يسكن الطابق العلوي للبناية لا أخفي عليكم أن جملة من الأفكار إنهالت على رأسي والذي يشتهر بقلة الموارد الطبيعية للشعر حيث بات يضرب به المثل الأعلى في الصلع ، لا أريد أن أسرف في وصف رأسي العجيب والحائز على جائزة نوبل للتصحّر فأعود إلى أفكاري الجهنمية والتني كان منها إستئجار رافعة لرفعه ووضعه على السيارة ( التنده ) ومن ثم ربطه والذهاب به إلى المشفى ، أو أن أقذفة عبر النافذة ليسقط على الأرض لافظاً أنفاسه متخلصاً من الآمه ، حتى توصلت إلى فكرة مريحه وهي نقله
بالتقسيط المريح . .!!!!
وبعدما حكم على جميع محاولاتي بالفشل مع سبق الإصرار والترصد لم يتبقى لي سوى الإتصال بـ 997 والذي كنت أتحاشى الإتصال به حتى لا أفقد صديقي ، ولكن الأمر إزداد سوءاً حتى أصبح يستوجب المغامرة والإتصال .
وحتى لا يقذفني البعض منكم وينعتني بالإنحياز مع صديقي سأجعل الشفافية الطابع الرسمي لمقالتي ، والقارب الذي يطفو على نهر حبري ، وحمامة السلام التي تطوف العالم بحثاً عمن يطعمها و . . . إلخ . فبعد الإتصال الثالث استيقظ المأمور من سباته الشتوي ليرفع سماعة الهاتف متثائباً ، وبعد أن
أخذ الوصف الدقيق للمنزل أغلقت الخط ليعاود الإتصال بعد ساعة ونصف ليقول لي (( ياخي ماعرفنا
الوصف ممكن تقابلنا عند الإشارة الفلانية )) مع أن منزل صديقي العزيز يقع في
حي الفلوجة (( السويدي سابقاً !! )) أشهر أحياء العالم وأكثرها خطورة وإجرام وكان مما زاد من شهرته توعّد الرئيس الأمريكي " جورج دابليو بي ام " بقصفة بعد الانتهاء من العراق معللاً ذلك بخطورته على الشرق الأوسط وبأنه يهدد السلام في المنطقة والمصالح الإسرائيلية !!!!
بعدما وصلت" سيارة الآيس كريم " عفوا أقصد سيارة الإسعاف والتي كانت أشبه بسيارات نقل الموتى ، وصعود المسعفين للطابق العلوي نقطة أول السطر
لن أتحدث عن الطريقة التي حملوه بها ووضعوه على النقالة أو حتى الوضع الصحي للنقالة والتي بدت آثار الشيخوخة واضحة عليها !! .
ولن أتحدث عن الطريقة التي أنزلوه بها للطابق الأرضي حيث أنزلوه رأساً على عقب ولن أسبح في آثار ذلك طبياً لأنني بإختصار شديد لا أجيد السباحة .
ولكن ما كان يحزنني هي بعض النكات والضحكات التي كان يطلقها بعض المبتدئين أقصد المحترفين والمسعفين الأشاوس والتي كان منها قول أحدهم (( ورى ما تحطون صرصار هنيا ؟ <== يبي يقول اصنصير اخخ )) فأيده زميله الآخر بقوله (( لا ياخوك مهوب هنيا المفروض إهنا )) والذي راح كل واحد منهم كما لو كان بوده ان يعيد تخطيط العماره ، فلم يسعني القول إلا (( ماتبي سقاله يالحبيب !!!! )) .
وعندما ركبنا السيارة وأغلق السدنة الباب الخلفي علينا كان قد إبتدأ الفصل الأكثر " أكشن " فقد أحسست للوهلة الأولى منذ إنطلاقنا أننا نسير على طريق غير معبد حتى أصبحت تساورني الشكوك أن المشفى يقع في " هجرة " خارج مدينة الرياض ، لم أكن أتوقع أبداً أن السائق يعاني من مشاكل في النظر تجعله يرى الرصيف شارع !! ، ويرى الإشارة لوحة وكأنها ترشده إلى أقرب مطعم !!!، بغض النظر عن الحالة الصحيه التي كانت عليها السيارة والتي بدت إطاراتها متهالكة ومتآكلة بفعل عوامل التعرية ، والأجزاء الميكانيكية التي كانت تستوجب تدخل جراحي عاجل .
وبعدما وصلنا " للهوسبتال " أدخل صديقي قسم الإفاقه فاستقبله الطبيب بسيل من الأسئلة ، فسؤال يليه سؤالين يسبقه خمسة أسئلة حتى أشفقت على صديقي وبدأت أجيب بدلاً عنه !! وبعد كل هذه الأسئلة إكتشف " الدختور " أن صديقي يعاني من " تسونامي " الجهاز الهضمي !!!!!!!
وفي النهاية زارنا رجل الشرطة ليطرح على حد قوله سؤالين " سؤالين فقط " ، ولكنكم لن تصدقوا عندما أقول لكم انه سأل وسأل وسأل حتى أفرط في الأسئلة وأعتقدت أنه ثمل !!!!! لا أعلم ما لعلاقة مرض صديقي بالتمرد في حنوب السودان !! أو ماعلاقته بهبوط أسعار النفط !! أو حتى علاقته بفشل الإنتخابات البلدية في السعودية !!! كنت قد درست في المرحلة الإعدادية أن هناك عذاب للقبر ولكنني لم أعلم أن هناك عذاب للمشفى !!!
ملحوظه / هذه القصة واقعية مية بالمية ولكن . . . خيالية
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)