'ازدواجية المعايير' أحدي سمات السياسة الأمريكية ولهذا لم يكن قرار الكونجرس الأمريكي بقطع معونات واشنطن عن السلطة الوطنية الفلسطينية، اذا فازت حماس في الانتخابات النيابية المقرر اجراؤها في 25 يناير القادم باعتبارها منظمة ارهابية، عليها ان تعلن براءتها من ممارسته، ولكن الجديد هو الموقف الاوروبي، الذي سار علي النهج الأمريكي، واتخذ نفس موقف التهديد في دليل جديد علي مدي التوافق الاوروبي الامريكي حول قضايا منطقة الشرق الأوسط خاصة في مرحلة ما بعد احتلال العراق. لقد صدعت واشنطن رؤوس شعوب ودول المنطقة بخطط الاصلاح سابقة التجهيز، وبالطبع الديمقراطية في المقدمة منها، والتي انهارت واحدة تلوها الاخري، بفضل الرفض الشعبي لها، فاذا نحن امام ما يمكن ان نسميه 'ديمقراطية تفصيل علي المقاس الاسرائيلي' والارهاب الذي يتحدث عنه الكونجرس والاتحاد الاوروبي الذي تمارسه حماس ضد قوات الاحتلال اذا كان ارهابا ليس مقصورا عليها، ويشارك فيه كل القوي السياسية الوطنية، حتي من داخل حزب السلطة نفسها 'تنظيم فتح' الا اذا كانت واشنطن والاتحاد الاوروبي تريدان نسب هذا الشرف لحماس فقط، وهذا يعود بنا الي الخلاف الازلي الذي لم يجد له حلا حتي الان، وهو عدم التفريق بين حق المقاومة المشروع وبين الارهاب المرفوض والقرارات الدولية كلها تؤكد ان استمرار وجود اسرائيل في الاراضي الفلسطينية 'احتلال' وبالطبع يجب مقاومته.
الموقف الامريكي الاوروبي دعوة مفتوحة لاقتتال فلسطيني *فلسطيني أو علي الاقل لتزوير الانتخابات فما هو المطلوب من السلطة الوطنية القيام به هل يمكن حذف فصيل بحجم حماس من علي الخريطة السياسية الفلسطينية بكل قواعدها خاصة في قطاع غزة بعد الفوز الكبير الذي حققته الانتخابات البلدية..علي واشنطن واوربا ان تدرك ان الطريق الوحيد ليس هو عقاب الشعب الفلسطيني بل انهاء الاحتلال
مع تحياتى .. جـــــو .