الـمـقـدمــة

لا بــد أن نـكــون عـلـى حـذر عــنـدمـا يـعـامــلـنـا الـنـاس أفـضــل

مـن أصـدقـائـهـم الـقـدامــى ، وأن نـتـذكــر دائـمـا ً أنـنـا عـنـدمــا

نـصـبـح قـدامــى سـوف يـكـون هـنـاك جُـدُد ، وسـوف يـعـامـلـون

مـعـامـلـة أفـضـل مـنا ، وسـيـجـئ دورنـا لـنـكـون فــى الـمـقـاعـد

الـخـلــفــيــة .





لا حــظ راعــي الـقــطــيـع يــومـا ً وهــو يــسـوق قــطــعـانــه الـى

الـمـرعـى أنـه انـضـم إلـيـهـا بعـض الـمعـز الـبـرئ ، وفـي الـمـسـاء

ساقهـا كـلهـا إلـى الـحـظـيـرة ، وفـي الـيـوم الـتـالى منـعـه الـجـو

الـــسـيـئ مــن أن يـأخــذهـا إلـى الــمــرعـى كـالـمـعـتـاد ، فــظــل

يـرعـاهـا فـى الـحـظـيـرة ،وأعــطـى لـغـنـمـه حــصـة مـن الــعــلـــف

تـكـفـيـهــا بـالـكـاد وتـجـنـبـهـا الـجـوع ، أمـا الـمـعـز الـبـريــة فـقـد

أطـعـمـهـا بـسـخـاء عـلـى أمـل أن يــزداد بـهـا الــقـطـيـع عـــنـدمــا

تـصـبـح ألــيـفـة . وعـنـدمـا تـحـسن الجـو خـرج بـهـم جـمـيـعـا ً إلـى

الـمـرعـى ومـا أن وضـعــت الـمـعـزالـبـريـة أقــدامـهـا عـلـى الــجــبـل

حـتـى لاذت بـالـفـرار . عـنـدئـذ اتـهـمـهـا الـراعـى بـالـخـيـانـة ونـكران

الـجـمــيـل لأنــهــا هـجـرتــه بـعــد رعـايـتــه لـهــا رعــايــة خـاصـــة ،

فـاسـتـدارت إلــيــه لـتــقــول : إن هـذا هــو بـالــضــبــط مـا جــعــلـهـا

تـحـتــرس مـنـه ( ( لـقـد جــئـنـا إلـيـك أمــس فـقـط ، لـكـنـك عـامـلــتـنـا

افـضـل كـثـرا ً مــن أغـنامـك الـقـديـمـة ، فـمـن الـواضـح أنـه لـو إنـضـم

إلـى قـطـيـعـك بـعـد ذلـك أغـنـام جـديـدة فـسـوف تـعـامـلهـا مـعـامـلـة

حـسـنـة عـلـى حـسـابـنـا .





ودمــتــم سالــمــيــن




رحــيــق الـــورد