لست وحيده
في ساعة ما من الكثير من الساعات اشعر أني أريد الانفراد بنفسي لأكون وحيدة
اشعر أن الوحدة هي منتجعي الذي الجأ إليه لراحة نفسي
واليوم أخيرا .... اليوم أستطيع أن ادخل حجرتي واقفل الباب على نفسي وأنا اعرف انه لا يوجد في البيت من يحاول أن يطرق بابي أو يخرجني من عزلتي.
ااااه يا حجرتي كم وكم و كم تمنيت الاختلاء بكي .و كم تمنيت أن استمتع بخلوتي بكي , و أخيرا قد حان الوقت نعم حان الوقت
ولكن لحظه ما هذا الصوت الذي اسمعه ؟! وكلما تنصت له جيدا أجده يعلو ويعلو صوت كالطنين يريد أن يمزق طبلات أذني !!!
اااه لقد عرفته نعم عرفته صوت من هذا ..
أتريدون معرفة صوت من هذا ؟؟؟؟
ولكن هل ستصدقونني حين أقول لكم صوت من هذا ؟
إنه صوت الصمت نعم صوت الصمت الذي لم اسمع من قبل صوتا اشد إزعاجا من صوته .
وفجأة اسمع صوت آخر يخترق صوت الصمت هذا صوت يصدر من حولي أو من داخلي لا اعرف ولكنني اسمعه جيدا صوتا ناعما يتسلل إ لي
داخلي يطلب مني أن استجيب له ولمطالبه مطالبه التي اعرف تماما أنها تخالف مبادئي وتغضب ربي .
ولكن فجأة وعندما اشعر أنني بدأت أن استجيب لهذا الصوت واستمتع بكلماته أجد صوتا آخر ينبهني وينهاني عن الإنصات لذاك الصوت وفعل ما يطلبه مني .
ااااه يا رأسي ما هذه الوحدة التي كنت أرجوها ؟ وما هذه الأصوات التي اسمعها أهي أصوات حقيقية أم أصوات خيالية تدفعني إلي الجنون ؟؟!!!!!
وفجأة ومن بين كل هذه الأصوات يخترق سمعي صوتا أعلى و أقوى صوتا جعل باقي الأصوات تختفي صوتا كان يصدر من ساعتي المنبهة
كان صوت الأذان الذي ينبهني انه قد حانت وقت الصلاة قد حان وقت الوقوف أمام خالق الكون
وحيينها أفقت من تلك الحالة التي كنت اعتقد أنها الوحدة التي أرجوها ولكني اكتشفت وأنا وحيدة في حجرتي بأنني أبدا لن أستطيع أن أكون وحيدة
فأصوات الشر التي تصدر من شيطان نفسي وأصوات الخير التي تصدر من ضميري ستطاردني دوما وخصوصا في وحدتي
واكتشفت أن هناك ملائكة فوق أكتافي تقعد لي بالمرصاد لتدون لي حسناتي وسيئاتي والحمد لله الذي جعل الحسنة بعشر أمثالها
والذي يمحو ذنوبي عند الندم والاستغفار و اكتشفت فوق هذا وهذا أن رب العالمين من فوق العرش يراني وسخر لي من يكون معي ويحميني من شر نفسي
اكتشفت كيف استفيد وقت بقائي منعزلة في حجرتي بأن أتقرب إليه سبحانه وتعالى بالصلاة والدعاء والتسبيح أو أي عمل مفيد حتى يرضى عني حين يراني
فأسألك يا من تقرأ كلماتي بل استحلفك أن تدعو لنفسك ثم لي أن يرزقنا الله خشيته عندما ننفرد بأنفسنا وان يثبتنا على طاعته واجتناب نواهيه حتى لا نندم
يوم لا ينفع الندم .
هديل الحمام
مواقع النشر (المفضلة)