المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ( السجينـــه )
في ليله من ليالي الشتاء القارس وأنا أوقد المدفئه سمعت طرق الباب بصوت خافت..
وكنت أقول أنه يخيل إلى أن احد ما يطرقه فلم أستجب فأخذت إبريقي النحاسي الذي على عليه بعض من قطع الثلج الصغيره تأتيه من نافذتي التي يوجد بهاكسرصغيربسبب .
رمي الأطفال لكُرات الثلج التي يلعبون بها..
سكبت الماء في الإبريق وأنتظرت حتى يغليٍ ثم وضعت ملعقتان من الحليب وقليل من السكر...
فإذا الباب يطرق للمره الثانيه فعلى وجهي علامة أستفهام لأني عشت في هذه القريه
وحيده لمدة أربع سنوات ماعدى جارتي التي تسكن بجواري حتى هي لأاراها
إلا بصدفه إما بسوق أو عندما أسقي زهوري..
أقتربت من الباب أكثر فإذا باالباب فعلاً يطرق ترددت في فتحه حاولت النظرمن شرم الباب العتيق المتهالك فإذا بي أرى طفله لم يتجاوزعمرها العشرسنوات فتحت لهاورحبت بهاوهي أستقبلت ترحيبي بإبتسامه تعلوشفتيها
وقدأحمرت وجنتيها من برودت الجو القارس أدخلتها ولم أسألها عن شئ ...
وهي تنظر إلي بنظرة العطف والحنان على حالتي من بيت أساس بنأه خشب وثياب رثه
مرقعه من كل جهه...
فلن ألمُهاعلى نظراتها لأني أستحقها ، وهي كذلك قد تكون أقل مني منظرِِِ فالحال سواء بيني وبينها ، أحضرت الحليب وكوبين سكبت لها ولي فقدمته وقلت :إشربي قد يمٌدك هذا الحليب بالدفء .....
وكانت جلستنا حول المنقده أبتسمت وقالت : يا أماه منذ دخلت وأنتي لم تسأليني عن شئ بل أدخلتيني وقدمتي لي الحليب وأنتي لم تعرفي ولم تحاولي التعرف علي مع أني طرقت بابك في هذا الوقت المتأخر من الليل ...
أبتسمت وسقطت دمعه على خدي منذ أن سكنت هذا البيت لم أسمع أحد يناديني بهذا الأسم على كثرة الأطفال الذين أقابلهم في كل مكان في هذه القرية الصغيره لقد أحيت في داخلي شعور يصعب وصفه أحساس لم أحسس به من قبل ، فسألتها وقلت : أأستطيع مساعدتك يإبنتي ؟
فأسرعت نحوي وقالت : أسألك بالله يا أماه أسترجعي لي هذه الكلمه فأسترجعتها سقطت دمعه من عينيها الزرقاوتين قبل أكمالها ...
حضنتها بقوه وكأني أعيش من جديد قالت لي : يا أماه أنا طفله حكم على قدري بأن أعيش يتيمة الأم فأمي توفيت وهي تلُدني فلم أحس بطعم حنان الأم بل عشت بين أحضان والدي الذي يشقى ويتعب من أجلي يذهب كل يوم لجمع الحطب لبيعه في المدينه يأتي بدراهم معدوده يشتري ما يلزم لمعيشتنا مع أن الدراهم لا تكفي قوة يوم الإانه يصبر ويحمد الله على كل حال والذي جعلني ألجأ لكِ أنني سمعت من جارتك أنكِ سيده وحيده منذ زمن وأنكِ حنونه لأبعد الحدود لم تشتكي منكِ في يوم من الأيام .
أبي ذهب منذ الصباح الباكر لجمع الحطب ولم يأتي حتى هذا الوقت فقلت : لماذا لا اتعرف عليكِ وأتخِذك أٌماً لي فضحكت وقلت : أنا من الأن بمثابت أمك التي لم تريها فرحة الطفله وبعد شرب الحليب خرجت أنا وهي لِنرى هل رجع والدها أم لأ ؟
ونحن بطريق إذا بصاحب والدها يمشي لوحده وهو حزين هرعت إليه الطفله قائِله : عماه أين والدي ؟ لم أراه معك :
فبكى وقال : بنيتي والدك ذهب إلى خالقه .
بكت الطفله وقالت : لأ... لأ ... أبي لمن سيتركني .
ذهبت أمي ولحِقها أبي يااااااالله ماذا أفعل ؟ لماذا زماني يقسو علي ركِضت نحوها حضنتها بحنان وبكيت معها وقلت : أنا من سيعوضك بإذن الله عن والديك .
رجعنا إلى البيت والحزن يلف طرُقات القرية الهادئه .
مضت أيام وشهور والطفله حزينه !!!
ولكن بعدها بدأت تقُنع نفسها بما قسم الله لها حاولت أن أُعوضها ونجحت .
كبرت وأصبحت شابه جميله بعينيها الزرقاء وشعرها الذهبي المنسدل وقوامها الرشيق ولونها الأبيض كبياض الثلج .
وأنا على الشيب مقدمة رأسي وفي يوم من الأيام بينما كانت تسقي الزهور رأها أبن تاجر المدينه دخلت قلبه من أول نظره : تقدم لها وافقت بشرط أن أسكن معها وافق على شرطها .
(( زفة إليه وهي في أحسن حُله ، أنجبت أطفالأً عوضوني وعوضوها عن سنين الحرمان ومما فقدناه ))
........ تمت ........
أرجو التعليق على خاطرتي وأتقبل أي نقد بصدر رحب كي أتفادى الهفوات في المرات القادمه.
ولكم تحياتي .
مواقع النشر (المفضلة)