[align=center]من أنت أيها المجهول ؟
من تكون ؟
كيف لعالمي أتيت ؟
وبسرعة البرق أختفيت !!
ثم هأنت تعـود !!
من أنت برب الوجود ..

في زمنٍ بعيد كنا رواية تكتب في صفحات الزمن ..
همساتنا ..
ضحكاتنا ..
آهـاتنا ..
أشعارنا ..

في ذلك العالم الصغير كنا سوياً ..
بوحك الصامت ..
ضجيج صمتك ..
شروقك ..
غروبك ..
نشوة المستقبل البعيد ..
نظرات عينيك ..
أبتسامة شفتيك ..
دمعات مقلتيك ..
كلها كانت هنـاك !!

أين نحن أيها القلب الكبير ؟؟
هل اضعنا الحياة !!
هل أقترفنا ذنباً يقودنا للادانـة !!
هل نسينا عالمنا ..
لماذا نتجاهل عواطفنا ..



دعوني أكتب لكم تلك الرواية التي أشبه بالخيال ..

في عصرٍ مضى ونحن نعيشه .. ذلك الفتى الريفي البسيط ..
الفطري بطبعه وذاته ..
أحلامه الوردية لاتتعدى محيط عالمه .. ليس سوى
قلب ..
وحب ..
وحياة سعيده ..
كانت عندهُ أشبه بالمحال !!
بل خيال ..
ولكنها روايـة ..

على شاطئ البحر جلس الفتى يسامر القمر ..
في ليلةٍ هادئة ..
يكسوها الظلام الكالح وبصيصاً من نور القمر ..

تفجر الصمت في حنايا قلب ذلك الفتى !!

من أنا ؟؟
وماذا أكون ؟؟
ايها الليل الطويل !!
ويانور القمرالكاذب ..


أتدرون ماذا حلّ بالفتى ؟

سقطت دمعته ..
وتغلغلت عبرته ..

فإذا بتلك اليد التي تلامس كتفه !!
ليلتفت إليها بكل دهشه وبكل خوف !!!

توقفت الدمعه ..
وأرتسمت على شفتيه ضحكة المتزعزع !!

نظرات عينه تقول :

من أنتي أيتها الفاتنه ؟؟
كيف أتيتِ لعالمي ؟؟
كيف وصلتي الى هنا !!
كيف وكيـف وكيــف ؟؟؟

أخذتهُ بأحضانها إجابةً منها على كل تساؤلاته ..
زادت نبضات قلب ذلك الفتى ..
شعورٌ غريب ..
بعضاً من الشعور بالحنان المفقود والأمان المنعدم ..

بسطت يداها لتصافح يداه ..
هيابنا الى عالمنا ..
هيا بنا نرحل ..
مد لي يداك ولاتخف ..
فأنا من يعرف شعورك ..
وأحساسك وروحك ..
هيا يافتـى .. مـد لي اليـدا ..

سأنتشلك من عالمك ..
وسأكون أنا عالمك ..


صمتَ الجميع ..
رفع الفتى عينيـه ..
ليسترق النظر إلى تلك الفتاه !!
كم هي جميلة ..
ماأجمل عينيها ..
نظرات إعجاب يتسللها بعض الخوف ..

هل أرحل معها !!
هل أمدُ لها يدي !!

لم يدوم الانتظار ...
فهاهي تأخذ بيده كالطفل الصغير الذي يتأمل ماحوله
غير مدرك مايدور !!

ذهب معها الى حيث ماتريد ..
اصبح لها القلب المطيع ..
كلمات .. وعبارات .. ومعاني الحب الجديد !!

أنفتح قلبهُ وذابت مسامعه ..
أصبح يبوح لصاحبته أسرار صمته ..
قصائده .. خواطره .. خربشاته .. كلماته المتبعثره !!

أصبحت تشاركه الحديث ..
بكلام القلب وحديث الحب الجميل !!
أرتاح الفتى لذلك القلب ..
كل مازاد أرتياحه كلما زادت نبضات قلبه ..

في منتصف الطريق ..
وفي ليلةٍ غدراء لاتعرف الرحمه !!
كانوا هناك !!!
تاه الفتى وتاهت الفتاة !!
ياآلهي !!
لماذا كل هذا !!
أين هووأين هي وأين العالم الجديد ؟؟
ماذا جنيت بحق السمـاء !!
لماذا تركتك الفتاة هنا وبين خوف الاماكن !!
صوت الرياح المرعب يتخلل غصون الاشجار ذات الاوراق المتساقطه ..
بحث الفتى يمينه وشماله ولم يجد سوى متاهات الدروب !!

اين سيذهب !!
هل السبب طبعهُ الفطري !!
بأنهُ تمادى في حديثه مع تلك الفتاه !!
أم أنها رواية تتكون من مقدمه ونهاية !!
أم أنها ذلك الكاتب وتلك الأوراق وذلك القلم الحزين !!
أنها فعلاً رواية ..
ولكنها أصبحت حقيقه لاخيال ..

اين سيغدو ذلك الفتى الحزين ؟؟
يالقسوة تلك الفتاه !!
بالأمس كانت هنا ..
تحادثه ويحادثها ..
واليوم أصبح وحده !!

استسلم الفتى لذلك القدر المنتظر ..
أصبح يكره العالم عندما أعلن تحديه بمصافحته ليدها !!

جلس الفتى متكئاً على تلك الصخرة والحزن يكسو ملامح وجهه ..
أخرج قلمهُ وأوراقه وكتب من بوح جرحـه :

ليتني طفل بحياته ماعرف كلمة أعاني
ماعرف قصة عذاب ومنيته بالكون لعبه

ياملامح صورتي ماكني الاشخص ثاني
شخص ميت من عذابه يرتجي رحمات ربه

حسبي الله يازمن .. يازمن ماهو زماني
مابغيت افرح واغني مابغيت ياكود شربه

ياسحابه !! وقفيني واسأليني وش دهاني
حرري الحرف بلساني علمي المشتاق دربه

واكتبيني في سكوتك وأرسمي أحلا ألأماني
واذكريني شخص ميت يرتجي رحمات ربه


وقام بتلحينها ليذهب صداها مع هبوب الرياح لعلها تصل إلى
أمله المنتظر ..
اصبح يجرها بصوته الحزين مراراً وتكرارا !!


مرت الأيام وكانها شهور على قلب ذلك الفتى المسكين !!
تحطمت جميع آماله ..
رمى قلمهُ وأوراقه ..

ماذا دهاه ياترى ؟؟
أتراهُ سيلجأ إلى عالم الصمت !!
أم أنه قارب على فراق الحياة ؟؟

ماذا عنك ايتها الغائبه ..
متى ستعودين ؟؟

في ليلٍ كئيب ..
ونهرٍ من الدموع يسيل
لفت نظره ذلك الظل القادم !!
خطواته تسير ببطءٍ شديد .
رفع الفتى عينيه فإذا بالغائبة أمامه ونظرات الرحمه
والشعور بالذنب ..

نادته بأيها الفتى أجبني !!
كررت ندائها له فلم يجبها !!

أصبح ينظر أليها بصمت ونظرات حزنٍ شديد
لم يتفوه بكلمةٍ واحده ..

اقبلت تلك الغائبة وهي تحملُ بيدها تلك الوردة الحمراء ..
ذبولها وميلان اوراقها المنكسره تشكي حزنها !!

أمتدت يداه لالتقاط الوردة والصمت عنوانه !!

بين هذه اللحظات القاسيه ..
أخرجت تلك القاسيه ورقةٌ صغيره وكتبت فيها ذلك البيت :

مرات في صمتك أهانه .. واذلال
ومرات في صمتك .. عز ورجوله


ووضعتها بين يدي ذلك الفتى وعندما قرأها
كان في حالةٍ يرثى لها ..

فأنزل رأسهُ ودمعاته يفضحها نور القمر اللامع
على خده بسبب تلك الدمعه !!
مدت يداها لتساعده على القيام ..
فنظر أليها بنظرة المستسلم ومد يده ليجعل مصيره
يصاحب تلك اليد المجهولة ..

واثناء طريقهما قالت له تلك العبارة :

أتيت لك أريدك لعالمي ..
ثم رحلت عنك في منتصف الطريق !!
وهأنا أعود أليك ياصاحبي !!
ولكن ..
ليس لاصطحابك معي "
ولكن سأعيدك إلى عالمك ..
أيها الريفي البسيط ..

أحبتي كانت هذه هي آخر كتاباتي وأحببت أن أنثرها بين قلوبكم الحنونه ..

تحياتي .. لكم
محمد بن صياح السبيعي
[/align]