عام البث المرئي والصوتي عبر الإنترنت والهواتف الموسيقية والألعاب المتميزة

في كلّ عام جديد، تتحدّى الشركات نفسها في طرح كلّ ما هو جديد في عالم الأجهزة الإلكترونيّة وعالم البرمجيّات. عام 2005 كان حافلا بالكثير من أجهزة التلفاز عالية الوضوح High Definition TV ومشغلات الموسيقى الرقميّة الكثيرة وأجهزة الهاتف الذكيّة Smartphones (وهي مساعدات رقميّة وهاتف في آن واحد) وخدمات الإنترنت الكثيرة. ماذا يمكن أن نتوقع في عام 2006، وهل سنشهد أجهزة وبرمجيّات تثير الإعجاب، وتجعلنا نقع في حبّها من أولّ لمسة زرّ؟ الجواب هو نعم بالتأكيد.
سنشهد تطوّرات كبيرة في أجهزة الهاتف الجوّال والكاميرات الرقميّة والتلفاز ومشغلات الموسيقى الرقميّة والأجهزة المساعدة في أعمال المنزل وفي الحياة التعليميّة والترفيهيّة والصحيّة والمعالجات والألعاب. أيضا سنرى في هذا العام قدوم العديد من التقنيات الجديدة مثل أنظمة الأفلام الجديدة وأنظمة التشغيل وتقنية بثّ الصوت والصورة على الإنترنت وخدمات إنترنت جديدة والكثير غيرها. هواتف موسيقية: شركة نوكيا للهواتف الجوّالة ستقلّص الفارق بين مشغلات الموسيقى والهواتف المحمولة حينما تطرح جهاز N91 قريبا. إنّ ما يميّز هذا الجهاز عن غيره هو قدرته التخزينيّة العالية جدّا بالنسبة للهواتف المحمولة حيث تصل إلى 4 غيغابايت على قرص صلب صغير، أي أنّه يتّسع لحوالي 1500 أغنية، أو 68 ساعة من الأغاني والموسيقى المستمرّة ودون انقطاع. ويُعتبر جهازN91 هاتفا ذكيّا، ولذلك يمكن نقل المعلومات بينه وبين الحاسب الآليّ.

ومثلما أصبح هناك كاميرات رقميّة تستطيع الدخول على الشبكات اللاسلكيّة Wi-Fi (مثل كاميرات إيزي شير وان Easyshare-one من كوداك Kodak وباورشوت إس دي 430 Powershot SD430 من كانون Canon وكول بيكس بي 2 Coolpix P2 من نيكون Nikon)، فإنّ مشغلات الموسيقى الرقميّة المحمولة ستدخل إلى هذا العالم أيضا. شركة تاو Tao ستطرح جهاز وايرلس ميديا بليِر Wireless Media Player بسعر 350 دولاراً أميركياً. ويتميّز هذا الجهاز بقدرة تخزينيّة تصل إلى 20 غيغابايت وهو متوافق مع مقاييس شبكات 802.11b. ويستطيع الجهاز البحث عن نقاط الإنترنت اللاسلكيّ تلقائيّا وأن يصل نفسه بها لتحميل الأغاني والكتب والجرائد والمقالات الصوتيّة. هذا الجهاز مناسب لمن يسافرون كثيرا أو لمن لديهم رحلة طويلة، إذ يستطيعون تحميل كتب صوتيّة في المطار وسماعها أثناء سفرهم.

صور وألعاب: ويتوقّع أن يستمرّ تطوّر أجهزة التلفاز عالي الوضوح في عام 2006 وازدهر عند طرح الأفلام عالية الوضوح بعد إنهاء الصراع بين تقنيّتيّ إتش دي دي في دي HD DVD و«بلو راي» الجديدة للوصول إلى أفضل مستوى من نقاوة وجودة للصورة. وستزدهر صناعة وتجارة أجهزة تلفاز البلازما Plasma والعرض باستخدام الكريستالات السائلة «إلـ سي دي» Liquid Crystal Display LCD وأجهزة تبثّ الصورة باستخدام دايودات (صمامات ثنائية) مشعّة عضويّة Organic Light Emitting Diodes (OLED) وباعثات الإلكترونات على الأسطح الموصلة Surface Conduction Electron Emitter (SED) والتي تعد بمستوى أعلى للوضوح في الصورة.

أمّا بالنسبة لأجهزة العاب الفيدية (الفيديو غيمز، فإنّ عام 2006 سيشهد الكثير من التركيز على هذا المجال لتصل أرباحه إلى أكثر من 3 مليارات دولار أميركيّ. ولعلّ أكثر الأجهزة تشويقا في عام 2006 هو جهاز سوني بلاي ستيشن 3 Sony Playstation 3 الذي سيُحدث ثورة في عالم ألعاب الفيديو. يحتوي هذا الجهاز على معالج الخليّة Cell Processor من صُنع شركة آي بي إم IBM الذي تصل سرعته إلى 3.2 غيغاهيرتز، ولديه ذاكرة سعتها 256 ميغابايت، مع معالج رسومات من صُنع شركة إن فيديا nVidia. ولعلّ أهمّ صفة تميّزه عن بقيّة الأجهزة الجديدة هي أنّ لديه مشغل أقراص ليزريّ أزرق (بلو راي Blue-Ray) الذي يستطيع تخزين بضعة أضعاف من قدرة تخزين أقراص الدي في دي DVD (من 23.3 غيغابايت للوجه الواحد من القرص بتسجيل طبقة واحدة، وصولا إلى 100 غيغابايت للوجهين بتسجيل طبقتين)، والذي يمكنه تشغيل أفلام الوضوح العالي حينما يتمّ طرحها، نظرا لأنّه يدعم وضوح صورة يصل إلى 1080p، وبالتالي ليصبح أكثر من جهاز ألعاب في غرفة المعيشة.

أمّا نينتندو فإنّها ستطرح جهازها ريفولوشن Revolution الذي يتميّز بتصميم إبداعيّ ليد التحكّم، إذ أنّها تشبه جهاز التحكّم عن بعد للتلفاز (ريموت كونترول). وبذلك تكون نينتندو قد زادت من تفاعل اللاعب مع الألعاب، وتكون فد فتحت الباب أمام أنواع جديدة من الألعاب التعليميّة والترفيهيّة، ولجمهور جديد من الأشخاص مثل الذين لا يستطيعون اللعب بيدين اثنتين بسبب وجود أمراض معيّنة أو بسبب حوادث أو تشوّهات خلقيّة. ومعالج جهاز ريفولوشن هو من صنع شركة آي بي إم أيضا. وبدمج اللعب على الإنترنت مع تشغيل أفلام عالية الوضوح ووصل أجهزة الفيديو غيمز مع الكاميرات الرقميّة وأجهزة الحاسب الآليّ وأجهزة أخرى، ستحتلّ أجهزة الفيديو غيمز مكانة أهمّ في غرفة المعيشة.

ويتوقّع أيضا أن يزداد الاستخدام لأجهزة الحاسب المحمول بسبب زيادة قدراتها وانخفاض أسعارها ووزنها بشكل كبير في عام 2006.

برمجيّات جديدة: وبالنسبة لجديد الألعاب، فإنّ عام 2006 سيشهد ازدياد كبيرا في ما يسمّى بالألعاب حسب الطلب، إذ يتمّ تحميلها من الإنترنت أو الأقمار الصناعيّة أو كابلات محطّات التلفاز على أجهزة الجيل الجديد من العاب الفيديو ليتمّ اللعب بها. وبالنسبة لألعاب أجهزة الحاسب الآليّ، فإنّها ستشهد قفزة ملحوظة في المستوى نظرا لطرح شركتي إنتلّ Intel وإيه إم دي AMD معالجات متعدّدة الطبقات ذات سرعات عالية وأداء أفضل (سوسّمان Sossman وأيفرل Averill من طرف إنتلّ ووتيلور Talyor وآثلون إكس بي إم Athlon XP-M من إيه إم دي)، ليستطيع الحاسب الآليّ تحميل ملفّات ضخمة من الإنترنت مع تسجيلها لأفلام عالية الوضوح من التلفاز، أثناء لعب المستخدم بألعاب متطلّبة، إذ أنّ كلّ طبقة في المعالجات الجديدة ستخدم وظيفة معيّنة.
البث المرئي على الإنترنت: عام 2006 سيكون عام الفيديو على الإنترنت، إذ سيكون هذا العام بمثابة نقطة الإنطلاق للكثير من الأفكار الجديدة بالنسبة للفيديو على الإنترنت. والفيديو حسب الطلب Online Video سيؤثّر على طريقة وكميّة ونمط استهلاكنا للفيديو. وعوضا عن مشاهدة برنامج واحد والتضحية ببرنامجين أو ثلاثة آخرين لأنّ البرامج يتمّ بثّها في آن واحد، يمكن مشاهدة برنامج ما على الإنترنت، وبعد الانتهاء منه، يمكن طلب مشاهدة الآخرين في أيّ وقت (الآن يمكن تسجيل برنامج على فيديو أو دي في دي ومشاهدة الآخر، ولكنّها عمليّة صعبة لو كان المستخدم بعيدا عن جهاز التسجيل، أو في حالة عرض 6 أو 7 برامج مهمّة في آن واحد). ومثلما أطلق برنامج نابستر Napster العنان لتحميل الموسيقى من الإنترنت، ومن ثمّ لحق به برنامج كازا Kazaa، ليتمّ إيجاد شبكة كبيرة جدّا من المستخدمين الذين يتبادلون الملفات، أو يشترونها من الإنترنت، أصبح هناك برامج تسمح للمستخدم باختيار أيّ محطّة تجاريّة تبثّ على الهواء ومشاهدتها على حاسبه الشخصيّ دون الحاجة لمستقبل Decoder أو تلفاز أو أي شيء من هذا القبيل. معظم هذه البرامج يتمّ برمجتها في الصين، وهي مجانيّة (البعض منها قد يحتوي على فيروسات) وهي ما تزال في طور النموّ، ولكنّ عام 2006 سيشهد نضوج هذه البرامج التي قد يصبح بعضها تجاريّا وأفضل من ما هو عليه الآن.

وبسبب وجود محطّات بثّ على الإنترنت، فإنّه من الطبيعيّ جدّا أن يزدهر عالم الإعلان على الإنترنت في هذه المحطّات، لتصبح الإعلانات موجودة على شكل أفلام قصيرة، لا مجرّد صور أو جُمل كما هي الآن في عالم الإنترنت. ويذكر بأنّ شركة أدوب-ماكروميديا Adobe-Macromedia التي تملك برنامج فلاش المستخدم بشكل كبير على الإنترنت والذي يسمح برسم وتحريك الصور المرسومة مع دمج أصوات وموسيقى بها وبشكل بسيط جدّا، قد فتحت الباب أمام دمج الفيديو في برامجها، وفي برامج مخصّصة، مثل خدمة الآر إس إس RSS التي تسمح باختيار ما يناسب الشخص من الأخبار (قد نشاهد خدمة آر إس إس للفيديو في المستقبل القريب).

وبازدياد شعبيّة الفيديو على الإنترنت، فإنّه من المتوقع ان تصبح هناك شركات توزّع وتبيع الفيديو على الإنترنت لتكسب منه، وبالتالي تصبح هناك مواقع عالية التخصّص وصاحبة خدمات عالية الجودة وذات محتوى نادر أو حصريّ. وسيظلّ هناك الكثير من الهواة الذين يعرضون خدماتهم مجانا، او بعض الشركات التي قد تمنح خدماتها مجانا لتزيد من شهرتها (غوغل؟)، وبالتالي ستزداد أعداد برامج التلاعب بالفيديو من حيث زيادة الوضوح أو الألوان أو وضع المؤثّرات الخاصّة فيها أو غيرها. وبالحديث عن غوغل، فإنّ محرّكات البحث عن الأفلام ستشتهر أكثر في عام 2006، وستصبح محوريّة في بحثنا اليوميّ، تماما مثلما توقّعت غوغل عندما أنشأت محرّك البحث عن الفيديو في عام 2005. وبعد شراء غوغل 5% من شركة أميركا أونلاين America Online AOL (شركة تايم وورنر Time Warner هي الشركة الأم لشركة أميركا أونلاين) بقيمة مليار دولار أميركيّ، فإنّ غوغل ستصبح قادرة على توفير الكثير من البرامج التلفزيونيّة لمستخدميها.

ويتوقّع ظهور نوع جديد من البثّ يسمّى سكرين كاستنغ ScreenCasting حيث يتم تشغيل برنامج على سطح المكتب يسجّل جميع أعمال المستخدم على الحاسب الآليّ في ملفّ فيديو يتمّ بثّه على الإنترنت في نفس الوقت، أو في وقت لاحق. ويمكن الاستفادة من السكرين كاستنغ في إيجاد دورات تعليميّة أو تدريبيّة بالصوت والصورة على الإنترنت، أو لعمل عرض تقديميّ لإحدى الشركات على الإنترنت. وسيزداد عدد مستخدميّ الاجتماعات على الإنترنت Web Conferencing بسبب سهولة وبساطة الاستخدام، وزيادة مستوى الأمان وسرعة الإنترنت. وبسبب كلّ ما سبق ذكره، فإنّ صناعة وتجارة كاميرات الإنترنت Webcams ستزدهر بسبب زيادة الإقبال عليها، وسنرى أنواعا جديدة من الكاميرات ذات خصائص مميّزة. المنزل الذي يحتوي على جهاز حاسب آليّ وكاميرا رقميّة وإنترنت سيصبح مركزا إعلاميّا يستقبل ويبثّ الكثير من الفيديو، ويمكن استقبال بثّه على أجهزة الجوال المحمولة المتصلّة بالإنترنت، في أيّ مكان في العالم.

هاتف الانترنت: أمّا في عالم الاتصالات، فإنّ تقنية الصوت على الإنترنت Voice Over IP VoIP وأجهزة الهاتف المحمول ستزدهر أكثر من قبل، وقد تندمج ليصبح لدينا هواتف محمولة تتّصل مع الإنترنت عوضا عن الأقمار الصناعيّة، لتنخفض أسعار المكالمات بشكل كبير جدّا، وليصبح استخدام الهاتف العاديّ نادرا جدّا. الهاتف العاديّ موجود منذ 125 عاما تقريبا، ولكنّ انقراضه لن يأخذ أكثر من بضعة أعوام. والكثير من شركات الاتصالات العالميّة قرّرت عدم معاندة هذا التيّار الجديد خوفا من خسارة الأموال عن طريق خطوط الهاتف العاديّة، وطوّرت نفسها لتحتضن هذه التقنيّة الجديدة التي لن تختفي ولن تذهب

اما لربّات المنازل فسوف تظهر آلة جديدة على هيئة مدبّرة منزل إلكترونيّة جديدة، اذ ستطرح شركة آي روبوت iRobot (الشركة نفسها التي سوّقت المكنسة رومبا Roomba الإلكترونيّة) آلة سكوبا Scooba التي تغسل وتنشّف الأسطح الصلبة ودون أيّ توجيه من صاحبة المنزل (فيما عدا الضغط على زرّ التشغيل). هذه الآلة تناسب من ليس لديهم الوقت الكافي لأداء أعمال المنزل، أو لمن لديهم أطفال صغار لا يستطيعون رؤية الارض نظيفة، أو لمن يحبّون تجربة كلّ ما هو جديد في عالم الإلكترونيّات. سعر سكوبا 400 دولار أميركيّ.