الصراحه الموضوع شفته في احد المنتديات وحبيت انقله ..
لانه منتشر ..
الغزو الثقافي الغربي للعالم الإسلامي



مفهوم الغزو الثقافي:

إن هذا المصطلح لم يسمع به قبل القرن الرابع عشر الهجري "القرن العشرين الميلادي"، ولكن ليس معنى عدم وجود المصطلح، أو عدم استخدامه أنه لم يكن موجودا، لأن المستقريء لأحوال الأمم والشعوب، يجد أن مفهوم الغزو الفكري أو الثقافي، كان موجودا في القديم والحديث.



وكلمة "الغزو" في اللغة تعني: القصد والطلب والسير إلى قتال الأعداء في ديارهم وانتهابهم وقهرهم والتغلب عليهم. ومصطلح الغزو الثقافي قصد به: إغارة الأعداء على أمة من الأمم بأسلحة معينه وأساليب مختلفة لتدمير قواها الداخليه وعزائمها ومقوماتها وانتهاب كل ما تملك أو بعبارة أخرى:" هو قيام مجتمع ما أو حضارة بمحاولة لفرض ثقافتها على مجتمع آخر بنية الإعتداء والسيطرة والهيمنة".



والفرق بين "الغزو الثقافي" و " الغزو العسكري": أن الغزو العسكري يأتي للقهر وتحقيق أهداف استعمارية دون رغبة الشعوب المستمرة، أما الغزو الثقافي فهو لتصفية العقول والأفهام لتكون تابعة للغازي. وقد يكون الغزو الثقافي أشد وأقسى لأن الأمة المهزومة فكريا تسير إلى غازيها عن طواعية وإلى جزارها عن رضا واقتناع وحب ولا تحاول التمرد أو الخلاص.



أهداف الغزو الثقافي:

أولا: القضاء على الإسلام وتمزيق المسلمين وعزلهم عن دينهم وتراثهم وثقافتهم.


يقول الله تعالى في كتابه الكريم: "وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ " صدق الله العظيم. لقد أدرك أعداء الإسلام ان الإسلام خطر عليهم فهو يهدد الغزاة الطامعين في عقر دارهم فتوجسوا خيفة من القرآن العظيم ومن وحدة المسلمين ومن نظام الإسلام وأدركوا أن القوة كامنة في مصادر ديننا العظيم ومن هذا المنطلق كانت مخططاتهم لمحاربة الإسلام ونزع القرآن العظيم من صدور أبنائه والقضاء على كل وحدة بين أبناء المسلمين وجعلهم أمما وشيعا.



ثانيا: منع الإسلام من الإنتشار خارج ديار المسلمين.


لقد حاول الأعداء محاصرة الإسلام داخل ديار المسلمين وعملوا بكل الوسائل والطاقات لوقف انتشاره خارج دياره، حتى لا يتأثر الناس من غير المسلمين به، فأخشى ما يخشاه الغربيون هو انتشار هذا الدين القويم في البلاد الغربية وكانت لهم في ذلك وسائل متنوعة تقوم أولا وأخيرا على تشويه حقائق الإسلام واظهار أتباعه في أبشع وأسوأ صورة. يقول الله تعالى:" يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون * هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون".



ثالثا: التمهيد للإستعمار في صوره المختلفة.

وهو ضرب هذا الدين من الداخل وهو ما نسميه نحن "الغزو الثقافي" وإن كان لا يعتمد على المواجهة العنيفة ولا يستخدم القوة المباشرة كما في حالة الغزو العسكري لكنه مع هذا أعظم خطرا وأجدى على الغزاة من نواح كثيرة منها:

- يفقد المستهدفين بالغزو حالة الإنتباه إليه والإستعداد له.

- يتفادى جميع أسباب المقاومة التي يمكن أن يتعرض لها في حالة المواجهة العسكرية.

- قليل التكلفة على الغزاة بينما نتائجه وأثاره أبعد من نتائج أي غزو عسكري.

- الغزو العسكري يتطلب تضحيات ويسبب الخراب.



أسباب الغزو الثقافي:

* العداء الصليبي للإسلام والمسلمين، وكان ذلك مدفوعا بدافعين:

- الدافع الأول: دافع الدين والعصبية العمياء التي أثارها رجال الكنيسة في شعوب أوروبا.

- الدافع الثاني: دافع سياسي استعماري، فلقد سمع ملوك أوروبا بما تتمتع به بلاد المسلمين من حضارة وثروات.

* الإستعمار الغربي للمجتمعات الإسلامية، فكما هو معلوم أن كثيرا من الدول العربية والإسلامية قد خضعت لإستعمار غربي وأوروبي وكان لذلك الإستعمار كبير الأثر في نشر ثقافات تلك المجتمعات الغربية ومثال ذلك أن القانون القضائي في كثير من الدول العربية هو قانون فرنسي الأصل.

* تقدم الغرب العلمي، وكان الغرب يملك تقدما علميا فائقا وتقدما ماديا هائلا وروحا من الجلد والصبر على العمل والإنتاج وروحا عملية في مواجهة المشكلات من ناحية الدراسة أو من ناحية التنفيذ.

* الضعف الفكري والتفكك الإجتماعي، وهذا جر المجتمع الإسلامي إلى فوضى قاتلة وتناحر حقيقي ونهب وقتل دون رادع أو وازع وهذا أدى بدوره إلى تخلف الشعوب الإسلامية عن ركب الحضارة.

* الفراغ العقدي الذي دلت عليه سلوكيات المسلمين، ويذكر العقاد: أننا نعني بالعقيدة الدينية طريقة حياة لا طريقة فكر ولا طريقة دراسة إنما نعني بها ما يملأ النفس لا ما يملأ الرؤوس أو الصفحات.



مظاهر الغزو الثقافي:

لقد خطط أعداء الإسلام وتدارسوا الأمر فيما بينهم وتوالت مظاهر الغزو الثقافي تنتشر بين المسلمين يساعدها على ذلك أمران:

الأمر الأول: موالاة بعض حكام المسلمين للغرب.

الأمر الثاني: الدعاية للنظم الغربية والتغرير بها.

ولولا هذه المساعدة لكان من الصعب على مظاهر الغزو الثقافي أن يستشري خطرها وهذه المظاهر تتمثل في كثير من القضايا مثل:
(1) حملات التشويه كمحاولات تشويه كل من القرآن والسنة والعقائد الإسلامية

(2) إحياء النزعات الجاهلية كالقومية والقبلية

(3) الدعوة إلى التحلل والإباحية

(4) إبعاد العلماء عن مراكز التوجيه والسلطة

(5) التعليم والثقافة مثل إنشاء المدارس ودور العلم

(6) الخدمات الإجتماعية: مثل بناء المستشفيات والمستوصفات

(7) ظهور تيارات للغزو الثقافي مثل: التبشير أو التنصير والإستشراق والتغريب

مواجهة الغزو الثقافي:

"نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا به الله" قالها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ، ومن هذه المقوله نستخلص السبيل الوحيد في مواجهة أعداء الإسلام ألا وهو الرجوع إلى الله ومحاسبة النفس. فمواجهة هذا الغزو مثلها مثل مواجهة أي غزو يحتاج من حيث المبدأ إلى أمر هام ألا وهو: التحصين من الداخل، فحين نكون محصنين في داخل بلادنا فإن هذه الحصانة تقف سدا أمام هجمات الأعداء وبعد ذلك ينبغي أن نواجه أعداءنا بالأخذ بالأسباب التي كانت سببا في ضعفنا وتراجعنا ويمكنني أن أجمل أساليب مواجهة الغزو الثقافي في ثلاثة أمور عامة:

(1) نشر الثقافة الإسلامية في البيت والمدرسة وفي الشارع وفي المؤسسات وفي كل مكان من خلال وسائل الإعلام كالمجلات والصحف والإذاعة والتلفاز.

(2) تعويد الناس على ممارسة هذه الثقافة الإسلامية والإلتزام بها عن وعي وعن قناعة كاملة بأفضليتها وتميزها على غيرها من الثقافات الأخرى.

(3) الكف عن استجلاب بعض جوانب هذا الغزو كجلب الأفلام والمسلسلات والتي تعلم ثقافة مخالفة لثقافتنا.

(4) علينا أن نصنع أو ننتج بأنفسنا ما نحتاج إليه في أمور حياتنا وتعاملاتنا فإن لم نستطع فإنه يمكننا أن نأخذ من الثقافات الأخرى ما كان محايدا ولا يخالف أو يعارض ديننا وثقافتنا.