مدونة نظام اون لاين

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 9

الموضوع: المتحررة .............. قصة رمنسيية

  1. #1
    ... عضو جديد ...


    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    21
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي المتحررة .............. قصة رمنسيية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    نظرتُ إليها بتمعّن.


    ما زالتْ هذه الفتاةُ تثيرُ لديَّ أزمةً داخليّة.


    كانت تنظرُ إليَّ مباشرةً، وعيناها تغوصانِ في عينيّ، كشعاعِ ضوءٍ يخترقُ زجاجًا شفّافا، حتّى إنّني شعرتُ ببعضِ الحرج، لم ينتقل إليها أبدًا وهي ترمقُني بهاتِه النظراتِ الواثقةِ النّفّاذة.


    - وبعد؟


    تنحْنحتُ وقُلتُها، ولم أعدْ أحتملُ الصمت.


    ابتسمتْ بكلِّ هدوء، وهزّتْ كتفيها، وقالتْ بلا مبالاة:


    - لا شيء.


    - [بغيظ]: هل طلبْتِ مقابلتي، لتقولي لي: لا شيء؟


    - [بهدوءٍ مُحنق]: يعني.. أحببْتُ أن أراك.


    - [مقلّدًا برودَها]: ثمَّ؟


    - وأكلّمَك.


    - [تنهّدت]: في؟


    - موضوعٍ يتعلّقُ بنا معًا.


    انشحذَ انتباهي، وانتصبتُ في جلستي، كَكوبرا تتأهّبُ للانقضاضِ على فريسة، وما ظنّي هنا إلا بأنَّ فريستي، كانت جملةً مفيدةً قالتها هذه الفتاةُ غريبةُ الأطوارِ الّتي تُحنقُني.


    - رأيتُ أنّكَ لم تُرِدْ أخذَ خُطوةٍ إيجابيّة، فقلتُ أخطوها أنا.


    - [بسخرية]: احترسي، فصابونُ المصاعبِ يجعلُ الطريقَ زلقا!


    - [بثقةٍ هي الغرورُ نفسُه]: أنا لا أزلُّ أبدًا.


    - [تراجعتُ في مقعدي، وشبكتُ أصابعي أمامَ صدري]: إذن ما هو الموضوعُ الّذي يتعلّقُ بنا؟


    - [باقتضابٍ واثق، وحروفٍ مضغوطة]: حبُّنا!


    صارتْ فكّي السفلى ثقيلة، حتّى إنّني تركتُها تسقطَ على قدميَّ في بلاهة، ولُكتُ لساني في فمي، ليُقلّبَ الذهولَ مع كلمةٍ واحدة:


    - ماذا؟


    اتّسعتْ ابتسامتُها، حتّى لم أعدْ أرى في هذه الدنيا سواها، واسترختْ في مقعدِها، وهزّتْ رأسَها هِزَّةً خفيفة، وقالتْ بهدوءٍ وثير:


    - لقد سمعتَ جيّدًا.


    تجمّدتُ كالثّلجِ أو ما هو أجمد، وراحتْ تتقافزُ في عقلي شراراتٌ مجنونة، من أسداسٍ في أخماسٍ في أرباع، في الجذرِ التربيعيِّ لمجموعِ لماذا وكيف، مقسومًا على مرافقِ النسبةِ التقريبيّةِ لأينَ ومتى!


    ثمَّ اعتدلتُ وأنا أحلُّ تشبيكةَ أصابعي، وقلت:


    - معذرة.. ولكنّي أعتقدُ أنّي لم أسمعْ جيّدًا.. [ واصطنعْتُ ضحكةً متوتّرة] هل تتصوّرينَ أنّي سمعتُكِ تقولينَ: حبُّنا؟.. واللهِ العظيمِ إنّها لغريبة!.. حبُّنا؟؟!!.. ها ها.. غريبة!.. أليسَ كذلك؟


    - [ببطء]: بل هذا حقُّ ما قلت.


    هززتُ رأسي، لعلَّ ذلكَ الغباءَ الثقيلَ يسقطُ منها، وتمتمتُ في خفوتٍ حائر:


    - عجبًا!


    - [أشارتْ نحوي بسبّابتِها]: أيُّ عَجَب؟.. تنكرُ أنّكَ تُحبُني؟


    - [باستنكارٍ لم أحاولْ مواربتَه]: أنا؟


    - [أومأتْ برأسِها]: نعم.. أنت.


    - [بحيرة]: ومن أينَ استقيتِ فكرتَكِ هذه؟


    - [تنهّدتْ]: من حسِّ الفتاةِ الّذي لا يُخطئ.


    - [وأنا أكادُ أبكي]: وماذا قالَ لكِ إذن حسُّ الفتاةِ الّذي لا يُخطئ؟


    - [مالتْ نحوي بنشوة]: قالَ إنّكَ عاشقٌ حتّى النخاع.


    استهلكْتُ فترةً من الصمت، حتّى أتمالكَ جأشًا رابطا، وتنهّدتُ قائلا بتوتّر:


    - في الـ.. في الواقعِ لقد.. لقد فاجأتِني كثيرًا.


    - [بدلال]: كُنْتُ أعرفُ أنَّ هذا سيُسعدُك!


    -------------------------------------------------------------------------------

    صمتُّ طويلا، وأنا أبحثُ عن مخرجٍ من هذه الورطة، قبلَ أنْ أسألَها بحذر:


    - و لكنْ لم تقولي لي: لمَ تُجزمينَ أنّني أحبُّك؟


    - [وهي تغمزُ بعينِها]: نظراتُكَ فضحتْك.


    - نظراتي؟!


    - نعم.. كانت أجلى من أن تُخفيَ معها شعورَك.


    - [بحذر]: وماذا لو أنَّ ذلكِ وهمٌ في خيالِكِ فقط؟


    - [هزّتْ رأسَها نفيًا دونَ أن يتزعزعَ وثوقُها لحظة]: مستحيل.. نظراتُكَ لا تَدعُ مجالا للوهم.


    - [بحذر]: هل تسمعينَني بلا حزازات؟


    - قُلْ.


    - حسنًا.. أنا قادمٌ لاعتراف.. أعترفُ أنّني كُنْتُ أنظرُ إليكِ نظراتٍ خاصّة.


    لم تتفوّهْ، ولكنّي شعَرْتُ أنَّ الجالسةَ أمامي لم تعدْ إلا ابتسامة، لها وجهٌ وو جسدٌ وأطراف، فأضفْتُ ببطءٍ شديد:


    - و.. لكنّي.. لا.. أحبُّك.


    تجمّدتِ ابتسامتُها، ولكنّها لم تتلاشى، وخِفتُ أن، وإلا لتلاشتْ معها.


    فقط اكتسحتْ نظرةٌ من عدمِ التصديقِ عينيها، وراحتْ تنظرُ لي في صمت.


    - الواقعُ أنّكِ تُشبهينَ حبيبتي كثيرًا.


    هوتْ عليها عبارتي كالمِنجل، فحصدتْ بسمتَها نهائيًّا، ورأيتُها تتجهّمُ متمتمةً في خفوت:


    - ماذا؟


    - هذا صحيح.. إنَّ بكِ شبهًا كبيرًا بها.. إنّكِ تنزعينَ إليها في الملامحِ أيّما نزوع.. وأنا إذ أنظرُ إليكِ فكأنّي أراها هي لا أنت.. في الواقعِ هذا ما كانَ يُوقعُني في حيرةٍ شديدةٍ وأنا أتأمّلُك.


    تحطّمتْ ثقتُها تمامًا، وغرقتْ في مقعدِها، فقلتُ بأسف:


    - هذا هو سببُ نظراتي في الواقع.


    تسرّبَ الدمعُ لعينها وبضعَ فيهما، فقلتُ بإشفاق:


    - معذرةً إذا كُنْتُ آلمتُك.. الصدقُ كان عليَّ لِزاما.


    أخرجَتْ منديلَها، وحاولتْ أن تعالجَ به دموعَها بأناملَ متذبذبة، ثمَّ بدتْ أكثرَ تماسكًا وهي تنظرُ إليَّ قائلةً بصوتٍ واهن:


    - أشكرُكَ على صراحتِكَ هذه.


    تمتمتُ بأحرفَ لا أعرفُ لها معنى، ونظرتُ إليها وأنا ألوذُ بحمى الصمت.


    كُنْتُ أفكّرُ في الخُطوةِ التالية.


    هل ستنهي الحوارَ وتنهضُ أم ماذا؟


    وهلّتْ عليَّ الإجابةُ في الحال، حينما وجدْتُها تقطّبُ جبينَها، وتسألُني باهتمام:


    - تقولُ إنَّ حبيبتَكَ تُشبهُني.. أليسَ كذلك؟


    - شَبهًا وشيجَ الصلة.


    - [أشرقَ الأملُ في وجهِها]: إذن فيُمكنُكَ أن تحبّني مثلَها؟


    - ...!


    - نعم.. أنا أشبهُها، إذن فليسَ ثمّةَ مشكلة.. يمكنُكَ أن تحبَّني بدوري.


    - [هززتُ رأسي في أسف]: هذا مستحيلٌ تمامًا.


    كُنْتُ قاسيًا جدًا معها وفظيعًا ـ أعرفُ ذلك.


    لقد كِلْتُ لها الصفعةَ الثانيةَ بنفسِ الفظاظة، فسحقتُ أملَها سحقا.


    تمتمتْ في بؤس، وهي على وشكِ البكاء:


    - كيف؟


    - في الواقعِ هناكَ اختلافٌ كبيرٌ بينكما يصلُ لدرجةِ الخلاف.. ليستِ الملامحُ هي كلَّ شيءٍ في الواقع.


    - كيف؟


    - [بحذر]: هناكَ فروقٌ في الصّفاتِ مثلا.. ربّما هذا هو ما يجذبُني نحوَها.


    كرّرتْ وكأنّها لا تحفظُ خلا هذه الكلمة:


    - كيف؟


    - [متنهّدًا]: أهمُّ ما يميّزُ حبيبتي حياؤها.. إنّها خجولٌ جدًّا، حتّى ليكادُ يصرعُها ـ لولا تشدّدُها ـ نظرةٌ كالبرقِ تمنحُها لقلبي الظامئ.. وهي محتشمة، زيُّها طويلٌ فضفاضٌ سميكٌ، لا يُظهرُ منها سوى وجهِها وكفّيها.. إنَّ حياءَها هذا ما يجعلُ قلبي يخفُق، وما يملأُ رُوحي انتعاشا.




    --------------------------------------------------------------------------------

    - [بجمود]: وأنا؟


    - [مططتُ شفتيّ]: أنتِ على نقيضِها تمامًا.. إنّكِ من ذلكِ النوعِ المتحرّر، الّذي لا يضعُ اعتبارًا لشيء، ويرى أنَّ المرأةَ لا تختلفُ عنِ الرجلِ إلا في التركيبِ التشريحيّ، وأنَّ من حقِّها أن تنافسَ الرجلَ على مميّزاتِه وتُسمّيها امتيازاتِه، وأن تفعلَ كلَّ ما حلا لها، دونَ اعتبارٍ لخالقٍ أو مخلوق، أو مجتمعٍ أو أعرافٍ أو آيينَ أو قوانينَ أو آدابٍ أو التزامات.. وهي إذ تظنُّ أنّها تتحرّر، تصيرُ أكثرَ عبوديّة، تكشفُ عن عوراتِها لتكونَ مثارًا لنظراتِ الرجال، ومَحطَّ إعجابٍ واهتمام، مهملةً عقلَها ورُوحَها.. [وأشحتُ ببصري]: وأنا في الواقعِ لا أحبُّ مثلَ هذا النوع.


    - [في خُفوت]: ولكنّي أحبُّك.


    - هذا يستلزمُ أن تغيّري من طباعِك.


    تجمّدتْ لحظة، ثمَّ اعتدلتْ في حدّة، وابتلعتْ حُزنَها دفعةً واحدة، وهبطتْ عليها شراسةٌ مباغتة، وهتفتْ:


    - مستحيل.


    - [بلا مبالاة]: هذا فِراقُ بيني وبينِك.


    - [انطلقتْ كمدفعٍ رشاش، وجسدُها ينتفضُ انفعالا]: نعم فِراقُ بينِنا.. إنّكَ من ذلكَ النوعِ الرجعيِّ من الرجال، الذينَ يريدونَ استعبادَ المرأة، ويروْنَها مجرّدَ كماليّاتٍ كقطعِ الأثاثِ والديكور.. تَرَوْنَها شهوة، وخادمةً تقومُ بشئونِ البيت، وجاريةً لا ترفعُ طَرْفَها أمامَ سيّدِها.. كلا.. إنّكَ من ذلكَ النوعِ الهمجيِّ الّذي أمقتُه.


    - ربّما هذا رأيُك.. ولكن فلتعْلمي تمامًا أنّي لستُ كما تقولين.. إنّني أنظرُ إلى المرأةِ نظرةَ قداسةٍ واحترامٍ وفكرٍ ورويّة، فأراها الأمَّ والأختَ والبنت، والجدّةَ والخالةَ والعمّة، وزوجةَ المستقبلِ راعيةَ بيتي وخزانةَ سري، مشاركتي همومي ورفيقةَ طريقي وأُنسي وسكني.. أرى الملكةَ امرأةً متوّجةً في بيتِ الزوجيّة، لها حقوقُها الكاملة، الرفقُ واللينُ معاملتُها، الجدُّ مأخذُ آرائها، الحبُّ إجابةُ مطالبِها، المشاركةُ عَلاقتُها بزوجِها.. أن أبدًا لم أرَ المرأةَ بالصورةِ البغيضةِ الّتي اندلعتْ في ذهنِكِ فورَ أن ذكرتُ الاحتشامَ والحياء.. فليكن معلومًا لديكِ أنَّ حياءَ المرأةِ ليسَ ضعفًا وذلا، إنّما هو شرفٌ وتاج، وأهمُّ عاملٍ لكي يُحبَّها زوجُها ويثقَ فيها ويأتمنَها على شرفِه. حياءُ المرأةِ هو حلواها ولذّتُها، ولا تروقُني أبدًا النساءُ الرجالُ منزوعاتُ الحياء، اللائي لا أشعرُ أنّهنَّ يختلفنَ عنّي كرجلٍ في شيء.. لا لا.. الحياءُ أجملُ بكثير.


    نظرتْ إليَّ في غيظ، ونهضتْ في حدّةٍ هاتفةً:


    - فليكن.. ليسَ هذا مجالَ مناقشتِنا، ولمنْ فلتعلمْ أنّني نادمةٌ على كلِّ لحظةٍ توهّمتُ فيها أنّي أحبُّك.. وداعًا.


    و انطلقتْ كالسهمِ مبتعدةً عنِ المكان، فنظرتُ إلى ملابسِها الفاضحةِ بازدراء، حتّى غاصتْ في زحامِ الحياة، ثمَّ هززْتُ رأسي متعجّبًا، وأسندْتُ رأسي إلى مسندِ مقعدي، وشردْتُ أسترجعُ ذكرياتي مع محبوبتي الخجول، وأنا أبتسمُ ابتسامةً حالمة.


    *****
    تحياتي ..................متقووووووووووووووووووول

  2. #2
    ... عضو جديد ...


    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    5
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    جميل ان يكون من يهتم بحياء المرأة,
    مشكورة على المجهود الطيب,
    تحياتى

  3. #3
    ][ شـاعــرة الزيــن ][


    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    (( قلب نجد )) الرياض
    المشاركات
    18,335
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي الحياء 0000000

    الحياء خصله من الأيماااااااااان

    الحياء هو تاااااااااااااج الحسن وهو من خصال الأيمان

    هو تاج العفه والشموخ00000

    (اللهم أكمل علينا ديننا ) فلم يترك مجال للسوء ألا نهانا

    عنه0000000 نشكرك لهذا النقل الهادف00

    تحيه000الحورتاء00بنت نجد

  4. #4
    ... عضو جديد ...


    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    21
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    شكككككككككككككككرررررررررررررررررررررررررا لكم حبايبي على الردوووود الروووووووووووعة

    .....................الله لا يحومنا منكم ......................
    ..............سعووودية فلة ...............

  5. #5
    ... (VIP) ...


    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    البحرين
    المشاركات
    6,629
    معدل تقييم المستوى
    7

    افتراضي

    تسلمي اختي سعودية على القصة الروعة

    وربي يعطيك الف عافية يارب

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •