قصة قصيرة
إمتــــحـــــان
كانت عبير في غرفتها كالسجينة,تنتظر تنفيذ حكم قد طال أمده فأخذت تقطع المسافة في غرفتها الصغيرة بالطول والعرض وعندما سمعت آلة التنبيه لسيارة والدها أحست بالخوف الشديد …ما تزال الساعة مبكرة ,فهي لم تتجاوز السادسة والربع صباحآ ولكنها أشفقت على نفسها من الانتظار ,فأرتأت الذهاب مبكرآ لمواجهة هذا الحكم المؤجل منذ حوالي السنتين أو يزيد,فمنذ دخولها إلى المدرسة الثانوية والجميع يقومون بتحذيرها من هذه الامتحانات,حتى أصبحت هاجسها الدائم ومصدر قلقها الوحيد الذي تفكر فيه ليل نهار فهو بالنسبة لها أو لغيرها من في هذه المرحلة الخط الفاصل من كونهن طالبات مدارس الى كونهن منا أبناء التعليم العالي وهذا مايقلقها فهي لديها تصورات,عما تريد أن تصبحه في المستقبل وتخاف أيما خوف من دون تحقيق حلمها,,كانت تفكر في جميع تلك الأمور وهي تنزل السلالم مسرعة وهي تكاد تطويها طيآ وجدت أمها عند نهاية السلالم ولسانها لا ينفك عن ترديد دعوات التوفيق والنجاح لها ولكل مسلمة وعند صعودها الى السيارة, هدأ ابوها من روعها وساعدها على رفع روحها المعنوية, كما ساعدها على زيادة ثقتها بنفسها ,دخلت إلى المدرسة وجدت أن الطالبات ممن هن في نفس مرحلتها قد اجتمعن جميعآ فأخذت عبير تقطع الوقت المتبقي باللإستذكار حينا وحينا آخذة في التحدث مع صديقاتها ,دق الجرس معلنا الساعة السابعة, فأنتظمن جميعا في القاعة ووزعت المراقبات الأوراق , مدعومة بابتسامه تدعو الطالبات إلى التفاؤل ولكن هيهات فقد جاءت الأسئلة مغايرة لتوقعات البعض, فدارت عبير برأسها قليلا إلى الخلف, فوجدت إحداهن تقلب الورقة متسائلة ماذا عساها أن تجيب عليها والأخرى تكتب حرفا ثم تفر منهما دموعا تمحو ما كتبته وبين هذه وتلك أحست عبير بشي يخنقها ويخطف أنفاسها فلم تحس بنفسها إلا وقد اصطدم رأسها بطاولتها ولكن لاحظت أنها لايوجد غيرها في قاعة الامتحانات ونظرت مليا فوجدت نفسها داخل غرفتها وليست قاعة الامتحان وكانت تلك الرؤية واحدة من تلك الكوابيس المزعجة التي راودتها من حين إلى حين ,,نفضت عنها غبار هذه الوساوس وتتمنى أن تكون من الناجحات ومن المتغلبات على صعوبة الامتحانات بإذن الله إن وجدت وهي التي كادت أن تقضي عليها..؟؟!
مواقع النشر (المفضلة)