السلام عليكم ورحمه الله وبركاته وبعد
بــرد القلــــب
البردُ في القلبِ
البردُ في الروحِ
كيف -تُرى- ستدثّرُ نفسكَ؟
لا ثوبُكَ الصوفُ يكفي
ولا علبةٌ من حبوبٍ مفرّغةٌ من رياح الشتاءْ
فكيف -تُرى- ستُدَثّر نفسَكَ؟
.............
هذا المساءْ
وأنتَ تسيرُ مع امرأَةٍ في الطريقِ
ستسمعُ منها كلاماً عن البردِ
أو ستراها
تحاول أن تُسرعَ الخطوَ..
أو ستحُسُّ بها
-هل تُرى ستُحسُّ بها وهيَ تهتزُّ؟
-مالَكِ ترتجفين؟!
-"من الحُبِّ.."
.............
البردُ في القلب
البردُ في الروحِ
كيف -تُرى- ستدثِّرُ نفسَكِ والقلبُ بردان؟
هل يلبسُ القلبُ ثوباً من الصوفِ..
أو تملك الروحُ أن تتدفّأَ إذ تلتقي الكفُّ بالكفِّ؟
-أرجوكِ... كُفّي
-"عن الحُبِّ؟!"
-لا.. عن شعورِكِ بالبردِ
.............
البردُ في القلبِ
البردُ في الروحِ..
كيف ستتركُ قلبكَ بردانَ؟
كيف ستقطعُ هذا الرصيفَ الطويلَ لوحدِكَ
حين تودّعها ويجنُّ عليكَ الفراق؟!
-سأُزرِّرُ فوق ضلوعي الثيابَ
وأصعدُ أولَ حافلةٍ...
ثم -في البيتِ- اختضنُ امرأَتي.. وأنامُ
كلامٌ.. كلامٌ.. كلامُ
هو البردُ في القلبِ
البردُ في الروحِ..
البردُ ليس الذي ابتكروا (الانفلونزا) له محنةً
وأعدّوا له علبةً من حبوبٍ مفرّغةً من رياح الشتاءْ
-"حبّتانِ صباحاً..
ومثلُهما في الظهيرةِ..
مثلُهما في المساءْ.."
يُشير الطبيبُ عليكْ
وإذْ يَتبسَّمُ من ثقةٍ
يصعد الحزنُ من رئتيْكَ إلى اللوزتَينْ..
-أتملكُ هذي الحبوبُ واثوابيَ الصوفُ
أَن تبعثَ الدفءَ في القلب؟!
.............
البردُ في القلبِ
البردُ في الروحِ..
يا للمساءِ الذي يأخذُ امرأةً من يَديْها
ويمضي سريعاً بها وهي تشعرُ بالبردِ
يالرَياح الشتاءْ
اذْ تهبُّ على اثنينِ كانا يسيرانِ في الشمسِ..
دافئةٌ أنتِ؟..
-"حقاً..؟
لقد كنتُ في الشمسِ اكثرَ من كلِّ ما ينبغي.."
ثم يأخذها البردُ.. يأخذها في المساءْ!
.............
المساءاتُ ضيِّقةُ الوقتِ.. ضيِّقةٌ
المساءاتُ باردةٌ
المساءاتُ مُحزنةٌ
-"لبرودتِها؟.."
-بل لما يملأُ القلبَ بالبردِ منها
وما يتعجل منها خطى امرأة لا كمثل النساءْ
يُفاجئها البردُ.. يأخذها من يَديْها
لتتركَ قلبيَ كالطفلِ عريانَ
يقضمُه البردُ..
إذ أتبقّى لوحديَ فوق الرصيف!
مع تحيات بــــ111قي على ذكراك
مواقع النشر (المفضلة)