المشهد الأول خادمة اسمها (نور) بين يديها طفل رضيع عمره سبعة شهور يبكي لعله من الجوع أو من أي شيء آخر.
العرض الأول صفعات قوية على خده الصغير لو صفع بها جدار من الأسمنت لانهار بسرعة ومن دون مقاومة..
الجمهور لا أحد سوى الخادمة وجدران المطبخ الأسمنتية التي تشكل ساحة العرض الخرساء..!!
دور البطولة الخادمة فهي التي تصول وتجول على خشبة المسرح بعيدا عن عين الرقيب المسرحي وليس الإلهي...
الصدى صراخ الصغير وهو يتلوى من شدة الألم ونبرات صياحه الموجوع لو سمعها شارون لتقطع قلبه من الألم.
المشهد الثاني تخرج الخادمة من المطبخ بعد أن أوسعت الرضيع ضربا على خده الطاهر وهو متعلق بكتفها ومثله كمثل المستجير من الرمضاء بالنار... أتريدون أن تعرفوا إلى أين ذهبت؟؟؟
العرض الثاني صرخات طفل في السنة الثانية من عمره تتعالى برعب وهو يستجدي بألم.. (خلاص يا نور، خلاص يا نور) نعم لقد ذهبت إلى الطفل الآخر لتكمل باقي مجزرتها الصباحية في ظل غياب الأب والأم في عملهما!!
الصدى يختلط بكاء الرضيع ذي السبعة أشهر وصراخ الطفل الآخر في مأساة حزائنية تدمي حتى أقسى القلوب غلظة وبين الحين والآخر تسمع صوت الخادمة وهي تزجرهما بغضب (أص..أص.. أص) سؤال يطرح نفسه وأنا واثق أنه سيظل عائماً بدون إجابة.. من المسؤول؟؟ حين تغتال البراءة وتتلقى هذه الأجساد الطاهرة كل هذا الضرب المبرح المؤلم دون أن تستوعب عقولها الصغيرة لماذا؟ أو حتى إلى أين المهرب أو حتى كيف تتقي هذه الصفعات القاسية؟؟ والله لو رأيتم الطفل الرضيع كيف يصرخ بعد كل صفعة بشكل مفجع ثم تراه يحاول أن يتعلق بكتف الخادمة فتعيده صفعاتها إلى الأسفل ثم يحاول أن يتعلق بها من حرارة الصفعة فتصفعه الأخرى وهكذا وهي تصرخ بوجهه الطاهر وحين تعجز عن إسكاته تضع رأسه تحت صنبور الماء محاولة إغراقه..
وأعود لأطرح سؤالي عليكم أيهاالأخوان والأخوات من المسؤول عن تسليم فلذات أكبادنا لمثل هذه الخادمة المجرمة العديمة الإحساس والرحمة وعلى من نلقي اللوم.. على الأم والأب اللذين تركا هذين الطفلين تحت رحمة هذه الخادمة وهما مثل فرخي حمامة لا يستطيعان حتى الدفاع عن نفسيهما.. هل نطلب منهما الاستقالة من عمليهما والتفرغ تماما لطفليهما.. هل نطلب من الأم المكوث في المنزل وعدم الخروج للعمل.. لا أعتقد أن عاقلا سيقول بمثل هذا لأن أعباء الحياة المعيشية والضغوطات المادية لابد وأن تدفع بالمرأة للعمل خصوصاً في بداية الحياة الأسرية..
ولكن كان الأولى بهذه الأم العاملة أن تصطحب طفليها معها إلى مقر عملها إن كان به حضانة حتى يكونا تحت نظرها ورعايتها وإن لم يتوفر ذلك تذهب بهما إلى أي حضانة خارجية حتى يكونا تحت إشراف عاملات متخصصات ولا مجال لإيذائهما نفسياً وجسدياً كما حدث، ثم أنتم أيها المسؤولون عن عمل المرأة أما كان الأولى بكم قبل أن تطالبوا بحقوق المرأة السياسية أن توفروا لها أبسط حقوقها العائلية وهي الاطمئنان على فلذات كبدها أثناء ممارستها عملها الوظيفي.
مواقع النشر (المفضلة)