هـل تـمـر بـك لـحـظـات يـشـتـد فـيـهـا شـوقـك إلـى

لـقـاء الـلّـه الـكـريـم ، هـل تـشـتـاق روحـك إلـى رؤيـة

وجـهـه سـبـحـانـه حـيـن يـنـكـشـف الـحـجـاب فـتـتصور

لـذة الـنـظـر إلـى وجـهـه الـكـريـم فـتـسـألـه كـمـا كان

نـبـيـك صـلـى الـلّـه عـلـيـه وسـلـم يـسـألـه : ( وأسـالـك

الـشـوق إلـى لـقـائـك فـي غـيـر ضـراء مـضـرة ولا فتنة

مـضـلـة وأسـألـك لـذة الـنـظـر إلـى وجـهـك الـكـريـم ) .

هــل يـهـيـج شـوقــك رؤيـة الــسـمـاوات عـنـد انـبـلاج

الـفـجـروقـبـيـل الـسـحـر فـيهـتـز فـؤادك خشية وشوقاً

إلـى بارئـهـا وتـضـطـرب روحـك حـبـا ً وذلا ً لـمـبـدعـهـا

فـتـنـادي خـاشـعـا ً كـمـا نـادى الـمـؤمـنـيـن قـبـلـك

( ربـنـا مـا خـلـقـت هـذا بـاطـلا ً . سبحانك فـقـنـا عـذاب

الـنـار ) .

هـل إذا صـلـيـت ووقـفـت بـيـن يـديـه ، نـاجـيـتـه مـن

قـلـبـك مـنـاجـاة الـمـحـب الـخـاشـع والـعـبـد الـخـاضــع

كـمـا كـان نـبـيـك يـنـاجـيـه ، ويـتـبـتـل إلـيـه .

هـل قـرأت يـومـا ً قولـه سـبـحانـه ( يـحـبهـم ويـحـبونـه )

فـارتـعـش فـؤادك إلا تـكـون مـنـهـم ؟

وتـستاءلت أيـن أنـأ مـن هـؤلاء....واخـتـلـجـت روحـك ....

وفـاضـت عـيـنـاك حـيـن ذكـرت شـدة الـغـفـلـة وقـلـة

الـزاد وكاد فـؤادك يـسقـط خـوفا ً إلا يـمكنك اللحاق بهم .

هــل مـررت بـقـول نـبـيـك صـلـى الـلّـه عـلـيـه وسـلــم

( ثـلاث مـن كن فـيـه وجـد حلاوة الإيـمان ) ووجـدت أولها ،

( أن يـكـون الـلّـه ورسـولـة أحـب مـمـا سـواه) فـكـاد

قـلـبـك يـنـخـلـع إلا تـذوق حـلاوة الإيـمـان فـإن كـنـت أيها

الـمـؤمـن لا تـجـد شـيـئـاً مـن ذلـك فـي قـلـبـك ولا تسـتشعر

إضـراب الأشـواق واهـتـزاز الـروح بـيـن يـدي مـولاهـا .......

ولـئـن وجـدت أن الـشـوق إلـيـه سـبـحـانـه لا يـخـطـر لـك

وأن لـذة الـنـظـر إلـى وجـهـه لا تـراودك ولاهـي مـمـا يـشـغـل

قـلـبـك ولا روحـك ، فـابـكـي عـلـى نـفـسـك. ونـادي بـأنـيـن

الـنـدم وخـوف الإبـعـاد إلـهـي لا تـعـامـلـنـي بـمـا أنـا أهـلـــه

وعـامـلـنـي بـمـا أنـت أهـلـه وأنـت أهــل الـتـقــوي وأهــل

الـمـغـفـرة ، إلـهـي فـاسـقـنـي مـن حـيـاضـك وأغـرسـنــــي

فـي ريـاضـك ، ولا تـطـردنـي عـن جـنـابـك فـإنـه لا حـول ولا

قـوة لـي إلا بـك . واجــتـهـد مـنـذ الـساعـة فـي تـصـفـيـة

عـبـاداتـك وإخـلاص تـبـتـلـك واعـلم أن مـحـبـة الـلّـه والـشوق

إلـيـه يـدعـيـهـا الـنـاس جـمـيـعـا ً فـالـدعـوى سـهـلـة .........

ولـكـن أيـن الـدلـيـل .




رحـــيــق الــورد