كم اشتقت إليك يا قريتي ............. اليوم انتهت غربتي وعدت إليك يا حبيبتي سنوات وأنا أتلهف لهذه اللحظات ما أروعك ظل يرددها حسان وهو يقف على سطح الجبل المطل على قريته ذات المنازل الصغيرة
والمزارع الخضراء البديعة لم يتمالك نفسه من شدة الفرح وكأنه عصفورا هرب من قفصه وعاد لعشه هاهو يسير بين طرقاتها وكل شي مازال كما هوا
هذا بيت صديقه خالد وهنا كان حسان يلعب مع رفاقه
وذاك متجر القرية حيث الحلوى والألعاب وهذه المدرسة ذات البنايات القديمة اخذ قلب حسان يخفق بشده نعم هذا هو باب بيته
هنا كانت تقف أمه تنتظره
تذكر حسان ذاك اليوم عندما عاد من المدرسة ووجد أمه كعادتها تنتظره وما أن رائها حتى ارتمى في حضنها وسألها وهو يبكي أمي .... أين أبي كل أصدقائي يتحدثون عن أبائهم أين أبي
لماذا لست مثلهم
قالت له بصوت متقطع أنت أفضل منهم أنت ابن الشهيد ففخر بأبيك هو حي عند الله يرزق
واختلطت دموع حسان بدموع أمه واختبئ بين أحضانها خبئ خوفه وبكى إلى أن غلبه النوم ومنذ ذالك اليوم وهو يردد أنا ابن الشهيد أنا ابن الشهيد
أمي لقد عدت اشتقت لكلماتك الحنونة ونظراتك الدافئة لقد كنت لي الأم والأب والأخ والأخت واليوم لم اعد حسان اليتيم بل أصبحت الدكتور حسان
انفتح الباب وانقطع نهر الذكريات المتدفق في خيال حسان فخرجت امرأة ولكنها ليست أم حسان بل إحدى الجارات
ومن رأت حسان فقالت لقد عدت يا بني ولكنها رحلت يوم أمس
رحلت وهي تتمنى أن تراك رحمها الله يا بني لقد توفيت والدتك
لم ينطق حسان بكلمه تحجرت الدموع في مقلتيه نظر إلى تلك الورود التي كانت تعتني بها والدته ورود حمراء وبيضاء نقية مثل قلبها مثل حبها الأبدي
شعر حسان وكان الدنيا كلها بأسرها انهارت أمامه لم يشعر بنفسه إلا وهو يركض هاربااااااا مع نفس الطريق عائدا إلى قمة سطح الجبل
وهناك اخذ يبكي ويشكي لقريته رحيل حبيبته وهو يردد رحمك الله يا مهجة قلبي...... ونور عيني........ يا أمي الحنون
مواقع النشر (المفضلة)