هذا موضوع مهم لكل فتاة و شاب و شائع جداً حدوثه،،، إليكن هذه الاستشارة


أنا شاب في التاسعة عشرة من عمري بالثانوية العامة، تعرفت قبل عام على فتاة متدينة وذات أخلاق وأصبحنا نتواصل فيما بيننا بواسطة الإنترنت والتليفون.

منذ أن تعرفت على هذه الفتاة وأنا أرفض أن أصاحب غيرها من الفتيات وأرفض أن أستمع إلى أي كلام يسيء إليها؛ فقد أحببتها من كل قلبي رغم أنها أقل واحدة أراها في الشهر.

مؤخرا اكتشف أهلها هذه العلاقة التي تربط بيننا واستجوبوها فروت لهم القصة كاملة؛ لأنه ليس من عادتها الكذب؛ فقام والدها بالاتصال بوالدي وأسمعه كلاما غير لائق.

الآن أنا معاقب ومحروم من كل الشيء (المحمول والسيارة والخروج من البيت...) ولكن هذا لا يهمني، أنا أريد أن أعرف فقط ماذا حل بهذه الفتاة، حيث سمعت أنها منعت حتى من الذهاب إلى المدرسة.

هذه الفتاة كانت سببا في تفوقي الدراسي هذا العام حيث حصلت على امتياز، ثم إنها هي التي أبعدتني أكثر من مرة عن الوقوع في الحرام حيث نصحتني وردتني إلى رشدي.

أرجوكم قولوا لي ماذا أفعل؟ أنا أحب هذه الفتاة وهي تبادلني نفس الشعور، وكنت عازما على خِطْبتها بعد إنهاء الدراسة الجامعية، وللعلم هي ابنة أحد أقاربنا الذين يعيشون معنا هنا.


المشكلة
د.عمرو أبو خليل اسم الخبير
الحل


الفتاة هي ابنة أحد الأقارب، وهي السبب في تفوقك الدراسي حيث حصلت على امتياز... وابتعدت أكثر من مرة عن الحرام من أجل نصائحها... وكنت عازما على خطبتها بعد نهاية دراستك الجامعية وتدعي أنكما تحبان بعضكما البعض، أين المشكلة؟ وما الذي تغير في الموضوع؟ لقد علم أبوها فمنعها من الاتصال بك، وعلم أبوك فحرمك من المحمول والسيارة والخروج من البيت.

وهل الحب يحتاج إلى اتصال؟ لقد أحببتها وأحبتك وقررت الارتباط بها، ومن المفترض أنه لن يتغير شيء؛ فالحب الذي دفعك للتفوق موجود، والحب الذي منعك من الحرام موجود، والارتباط لن يكون إلا بعد الجامعة؛ فلا يوجد أي مبرر لأي اتصال طالما لا يوجد غطاء شرعي لهذا الحب؛ لأننا كما نكرر دائما... الحب كعاطفة في القلب ليس عليه غبار، ولكن ما يترتب على هذا الحب من إجراءات وأفعال هو ما يجعله إما يدخل في نطاق الخطأ أو الصواب؛ لأن الحب عندنا من أجل الارتباط الشرعي... الارتباط في النور أمام الجميع حيث يباركه الجميع... ولا يؤدي إلى غضب الآباء أو ردود أفعالهم على أي مستوى.

لذا فما حدث هو فرصة لأن تختبر هذا الحب... هل هو حب حقيقي سيعيش رغم البعد... وسيظل أثره الإيجابي في تفوقك وفي بعدك عن الحرام... أم أنه حب وهمي عبارة عن نزوة عابرة في حياة مراهق أراد أن يقلد الكبار ويوهم نفسه أنه أصبح كبيرا ويحب؟

ليس مهما أن نعرف ما حدث لها فبعد قليل ستعود إلى مدرستها؛ فكن رجلا في حبك ولا تحاول الاتصال بها فتجلب لها المشاكل والأزمات، وبرهن على حبك الحقيقي بمزيد من التفوق حتى تجتاز مرحلة الجامعة بسرعة، وتصبح شخصا ناجحا يشرف أي أب أن يزوجه لابنته، وعندها لن يغضب الأب، ولن يتصل بأبيك ليسمعه ما لا يحبه، بل سيتصل أبوك هذه المرة ليسمع أباها ما يحب أن يسمعه من أن ابنه المتفوق الناجح المتخرج في الجامعة ما زال على عهده بحب ابنته ويريدها زوجة شرعية له، هذا هو الحب الحقيقي وهذا هو الاختبار له.

إذا نسيتها أو نسيتك أو تغيرت مشاعرك أو مشاعرها فهذا أفضل لك ولها؛ لأنكما ستكتشفان عندها أن عاطفتكما كانت في حاجة لمزيد من النضج والتجربة العملية وستصبح هذه التجربة خطوة في إنضاج عواطفكما تجعلكما أكثر قدرة على الاختيار في حياتكما المستقبلية.

الخلاصة أنه لا جديد فتفوقك وبُعدك عن الحرام كما هو ورغبتك في الارتباط كما هي؛ فاجتهد لتكون أهلا للارتباط بها، ولا يوجد أي مبرر واقعي أو شرعي كان يسمح لكما بهذه الاتصالات... فما حدث أمر طبيعي المهم أن تنجح في اختبار الحب الحقيقي.

من موقع اسلام اون لاين




وسلااااااام