بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرة هي صور الإعجاز العلمي في القرآن ، و التي وقف العلماء عندها حائرين..من هذه السور : ( سورة الحديد ) :
إ ن للحديد في حياتنا أثر كبير ، فجميع الآلات و الأجهزة يدخل الحديد في تركيبها و كذلك جميع وسائل النقل وسائل الاتصال و غيرها..حتى الطعام الذي نأكله و الماء الذي نشربه ـ و اللباس الذي نلبسه ..و غير ذلك ..كل هذه الأشياء تم إعدادها بواسطة آلات صُنعت أساساً من الحديد ، فما سرُّ هذا المعدن الذي يعتبر سيد المعادن في القرن العشرين ؟
و للحديد خواص ينفرد بها عن بقية المعادن ، فهو المعدن الوحيد الذي نستطيع أن نتحكم بصلابته و متانته بحدود واسعة من خلال إضافة العناصر مثل : الكربون و لكن ما الذي يعطي الحديد هذه الخواص الفريدة ؟
إنها الطريقة التي ركبت فيها ذرات الحديد ، فبين هذه الذرات توجد قوى عظيمة تشد هذه الذرات إلى بعضها ضمن مجموعات تسمى جزيئات الحديد ، و عندما يضاف الكربون بنسب ما فإن ذرات الكربون الأصغر حجماً تتوضع في أماكن محددة بين هذه الذرات لتزيد من قوى الشدّ هذه مما يزيد في مرونة المعدن و متانته معاً.
ويمكن القول : في ذرات الحديد و جزيئاته بأس شديد ، لأنَّ كلمة
( البأس ) تجمع عدة صفات كالمتانة و الصلابة و المرونة ، و هذه جميعها موجودة داخل الحديد.
وهنا تتجلى عظمة القرآن عندما يصف الحديد بأن فيه بأسٌ شديد ، يقول تعالى : " وَ أَنزَلنا الحَدِيدَ فيهِ بأسٌ شَديدٌ "
لكن هناك شيءٌ آخر وهو كلمة ( أنزلنا ) و السؤال هنا : هل نزل الحديد فعلاً إلى الأرض ؟
حاول أحد الباحثين قياس كمية الطاقة اللازمة لتشكل الحديد فوجدها كبيرة جداً ، مثل هذه الطاقة لا تتوفر إلا في النجوم الضخمة ( التي هي أضخم بكثير من الشمس ) و قد قاده هذا الأمر إلى التصريح بأن تشكل عنصر الحديد لا يمكن أن يشكل داخل المجموعة الشمسية أو على الأرض ، بل تشكل في الفضاء بدرجات حرارة و طاقة عالية جداً ، ثمَّ قُذف به إلى الأرض على شكل نيازك ، أي نزل إلى الأرض !!
( يا سبحان الله ! )
إذن في الآية الكريمة إعجازان :
* الأول : " و أنزلنا الحديد " و قد ثبت علمياً أن الحديد الموجود في الأرض نزل نزولاً من السماء.
* الثاني : " فيه بأسٌ شَديدٌ " و ثبت علمياً أن القوى الموجودة في عنصر الحديد هي قوة شديدة جداً ، تجمع بين المتانة و المرونة و الصلابة ، و هي ما سماه القرآن بـ ( البأس الشديد )
لكن الإعجاز لم ينته ، فالوزن الذري للحديد هو على وجه التقريب ( 57 ) و العجيب أن رقم سورة الحديد في القرآن ( 57 ) أيضاً.
أما عدد الإلكترونات في ذرة الحديد فهو ( 26 ) إلكتروناً ، و هذا ما يسمى بالعدد الذري ، وهو عدد ثابت لكل عنصر من عناصر الطبيعة ، و العجيب أن الآية التي ذكر فيها الحديد في سورة الحديد رقم هذه الآية مع البسملة ( 26 ) نفس العدد الذري للحديد.
وهذا إثبات على أن القرآن الكريم كتابٌ متكامل و محكم ، يقول الله عزَّ و جلَّ :
" كتابٌ أُحكمَتْ آياتُه ، ثمَّ فُصِّلَت من لَّدنٍ حكيمٍ خبير "
صدق الله العظيـمـ..
" و هي تمرُّ مرَّ السحاب "
منذ ثلاثين عاماً فقط تمَّ إثبات حركة الألواح الأرضية جميعها ، و كانت سرعة تحرك هذه الألواح لا تتجاوز عدة سنتميترات في السنة.
طبعاً هذه السرعة لا يمكن قياسها بشكل مباشر إنما بأساليب تعتمد التكنولوجيا الرقمية الحديثة.
و العجيب أن القرآن الكريم تحذّث عن حركة هذه الألواح حركة خفيفة من خلال الآية الكريمة : " وترى الجِبال تحسَبُها جامدةً وهيَ تمرُّ مرَّ السحابِ صُنعَ اللهِ الذي أتقنَ كلَّ شيءٍ إنَّهُ خبيرٌ بما تَفعلون. " ( النمل : 27 / 88 )
ولكن لماذا تتحدث الآية عن الجبال بالتحديد ؟
و الجواب هو أنَّ هذه الجبال هي التي تثبت ألواح الأرض ، بل هي التي تقود هذه الألواح ، وهي الجزء البارز و الأكثر ثباتاً.
هنالك تساؤل آخر : لماذا قال عزَّ و جلَّ : ( تمرُّ ) و لم يقل : ( تسيرُ ) أو ( تجري ) ؟ و فعل تجري مستخدم في القرآن مع حركة الشمس و القمر و الأرض من خلال قوله تعالى : : " كلٌّ يجري لأجلٍ مسمَّى " (الرعد : 13 / 2)
و نحن نعلمُ بأنَّ سرعة جريان الشمس عالية جداً ، فهي تجري بسرعة تبلغ ملايين الكيلومترات في السنة فناسبها كلمة ( تجري ) ، بينما تتحرك الجبال عدة سنتيمترات في السنة فناسبها كلمة
" تمرُّ مرَّ السحاب " للتأكيد على حركة الجبال الخفيفة.
إنها دقة مذهلة في اختيار الكلمة الأنسب للتعبير عن حقائق الأمور هكذا حال كتاب الله عزَّ و جلَّ ، بينما نجد الأبحاث العلمية تستخدم كلمة ( سرعة ) للجبال و الشمس و المجرات و غيرها ، ولا تفرق بينها إلا بالأرقام ، أليسَ هذا تفوقُ قرآني على العلم الحديث ؟
إنَّ مرور السحاب ناتج عن حركة الرياح التي تدفع الغيوم ، و حركة الرياح ناتجة عن فرق درجات الحرارة . إذن هنالك تيارات حرارية هي التي تحرك الغيوم .
كذلك الأمر بالنسبة للجبال التي تتحرك بسبب حركة الألواح الناتجة عن فرق درجات الحرارة في الطبقة التي تلي القشرة الأرضية ، إذن حركة الجبال ناتجة عن تيارات حرارية أيضاً ، و التشبيه القرآني لحركة الجبال بحركة الغيوم هو تشبيه دقيق من كل النواحي.
و نتساءل من جديد : من أين جاء رسول الخير و الرحمة عليه الصلاة و السلام بهذا العلم الدقيق الذي لم يكشف إلا في أواخر القر العشرين ؟
و سبحان الله العظيم ! و على الرغم من ضخامة الجبال و ثقلها ، فهي لا تصمد أما عظمة و كلام الله لو كانت تفهم هذا الكلام ، فهل تخشعُ قلوبنا أما هذه الآية العظيمة :
" لو أنزلْنا هذا القرآنَ على جَبلٍ لرأيتَهُ خاشِعاً متصدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ و تلكَ الأمثالُ نضربُهَا للنَّاسِ لعلَّهم يتفكَّرُونَ "
صدق الله العظيمـ..
سبحـان الله وبحمــدهـ..
منقوول للفــائــدهـ..
مواقع النشر (المفضلة)