بسم الله الرحمن الرحيم


ماأضحكني هو نفسه الذي أبكاني ، وحزني ماكان ليكون إلا لأن هنالك من يأبى إلا أن يحفر نقوش الحزن في سواد العيون ، سواء كان ذلك من أبناء أمتي ، أو من أعدائها الأبرياء ..

برائتهم جليّة واضحة ، حتى وإن تعدّوا الحدود فلاملامة عليهم ، لأنّها في نظرهم ليست حدوداً ، ولم تكن خطوطاً حمراء في أذهانهم لكي يتنبّهوا من أن يقتربوا منها ، بل كل تلك الخطوط محشوّة ومتشبّعة بلون البياض ، لون البراءة .

أنلوم الجاهل إذا أخطأ !! أم نلوم صاحب العلم على مايرتكب من خطأ في حق علمه الذي تعلّمه ، وبلاشك أن الأغلبية إن لم يكن الجميع سييبرّيء الجاهل ، وأنا أوّلكم ، وسنمسك المتعلّم بأيدينا ، ثم نخنقه حتى تنتفخ أوداجه ، ليس لأنّه أخطأ وحسب ، فالخطأ للمجتهد متبوع بأجر ، ولكن الخطأ الذي ينطوي تحت مسمّى الحماقة هو مايدعونا للـ " خنق " آنف الذكر .

حماقة المتعلّم عندما تكون في " سكوته " عن نشر علمه ، الذي استقاه من غيره ، أو بالأصح نقل الرسالة والإجتهاد في زرعها في أذهان " الآخرين " سواء كانوا " سَدَنَةً للزبده " أو غيرهم ، فإن هذا السكوت في حد ذاته يعتبر " وصمة عار " في جبين ذلك العالِم ، ولاينبغي لمن وُصِمَ بها أن يتكلّم عن علمه في المستقبل ، ولاأن يدافع عنه ، لأن دفاعه سيكون محل إستغراب حيث أنّه كان مغيّب ، وغير ظاهر للعيان .

بعيداً عن الفلسفة سأختصر هاهنا وأقول : لماذا نلوم الدنماركيين على ماهم فيه من خطأ ، قبل أن نلوم أنفسنا نحن من سكتنا عن الدعوة ورسم الصورة الحسنة عن النبي في عقولهم منذ السنين الفائتة ..

هؤلاء جَهَلَةْ ، من المفترض أن نعاملهم بلطف حتى وإن أخطأوا ، ونبيّن لهم أن الرسول أشرف ، وأكبر ، وأسمى ، وأرفع قدراً من أن يتم تمثيله بقلم وورقة ، فإن إستطعنا رسم الصورة وتقبلها بنو الأشقر كان بها ، وإن لم يتقبلوها فلنا حين إذٍ أن نقاطع ، وندافع ، ونلاسن ، ونرفع السيوف ، والملاعق إن أحببنا .


--

وجهة نظر :

من الغباء أن نحاسب الجاهل قبل أن نبيّن له ماخفي عليه من الأمور ، ومن الواجب أن نأخذ على يده منذ صغره ، في مراحل الصّبَا ، خوفاً من أن تقوى تلك اليد في الكِبَر ، وتيبس أصابعها ، ثم لاتقوى على أن تحتضن أيدينا لتحس بدفء التوجيه الذي فيها .
سياسة المقاطعة ، ماهي إلا حيلة العاجز ، وسياسة الحوار هي الأجدر بأن تنهض ، وترفع راياتها ، لأن سحابة الشدّة لاتمطر سوى الحجر ، وماعَهِدنا الحجر ينبت الزرع ، فياحبّذا لو إستبدلنا " المقاطعة" بـ " الدعوة " .

،
من يذكر أيّام حرب العراق ، عندما رفعت رايات مقاطعة المنتجات الأمريكية ، والله إني كنت أضحك مما أرى ، أرى أناساً يقاطعون " علبة بيبسي " بريال ، ويركبون سيّارة أمريكية بـ " 70 ألف ريال " ، وتناسوا أن المشروع الناجح هو الذي يؤدّى كاملاً ، أو يترك كاملاً لكي لايقع المتكفّل به بالفشل في منتصف الطريق .

--
نبي الله عليك صلوات الله وسلامه ، فداك انا بأبي وأمي ، والله إني أحبّك ، وذرفت من عيني دمعة على ماقيل عنك ، والله يشهد على ذلك .. ولكن يانبي الله ، زبدة الدنماركيين لم يصنعوها خصيصاً لنا نحن المسلمين دون غيرنا ، ولكنّها من طيّبات ماأحل لنا في دنيانا ، ومما إعتدنا عليه ، ربّما لأنها ذات جودة لم نفكّر أن نصنع مثلها في يوم ما لتغنينا عن الحاجة لهم ، ولزبدتهم ..

يصنعون مادةً ملموسة يانبي الله فإذن لنا بأن نبادلهم بمصنوعاتنا المحسوسة ، لأننا إن قاطعناهم سيصدون عن رسالتك التي هي أمانة في أعناقنا ..



ارجوووو ان محد يفهم الموضوع خطأ :18ar: im6