هذا هو ملك الوجود

يقول تعالى:
(والسماء رفعها ووضع الميزان * ألا تطغوا في الميزان * وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان)

يقول تعالى:
(يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله)

ويقول تعالى:
(الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(إن لبدنك عليك حقًّا، وإن لعينيك عليك حقًّا، وإن لأهلك عليك حقًّا، وإن لزوجك عليك حقًّا)

ويقول عمر بن الخطاب:
العدل جحيم الظالم وجنة المظلوم

وقال ربعي بن عامر لرستم قائد جيوش الفرس، الذي قال لربعي: ما جاء بكم؟ فقال ربعي: الله ابتعثنا والله جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.."

ويقول المتنبي موجه خطابه لسيف الدولة:
ياأعدل الناس إلا في معاملتي**** فيك الخصام وأنت الخصم والحكم

والرسول صلى الله عليه وسلم حث على العدل في جميع مجالات الحياة
ومع جميع الكائنات
وبل عفى عن أغلب من أساء إليه
إلا من قدح في أعز خلاله وهي العدل
عندما قال له ذو الخويصرة التميمي قبحه الله إعدل
غضب الرسول صلى الله عليه وسلم وقال ويحك ومن يعدل إذن إن لم أعدل أنا
لقد خبت وخسرت إن لم أعدل
فأعظم مايقع على النفس البشرية السوية الظلم
أو أن تتهم بالظلم
وبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الحياة تقع
بين ظلم وعدل والمرء يضع نفسه أين شاء
والظالم يقتص منه وولو بعد حين
والظلم مضاد للعدل
وأعظم الظلم الشرك

(ولاتشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم)
لأأنه ليس عدلاً أن تصرف عبادتك لغير الذي خلقك

وهناك عدل لنفسك وعدل لغيرك

" إن لنفسك عليك حق ولبدنك عليك حق ولأهلك عليك حق فأعط كل ذي حق حقه"

وأتيانك بالعدل هو غاية كمال النفس البشرية
والإسلام أتى بالعدل
يقول تعالى
(لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط)


ولو نظرت بتجرد نظرة تأملية عقلانية خالية من الغشاوات
إلى طبيعة الحياة
ومايأتي فيها بأي شكل
من بدء الوجود إلى نهايته
من بشر إلى حجر
لوجدت أن العدل هو تفسير الوجود
وهو الحل الأوحد لجميع ألغاز الحياة
فالعدل هو قانون الوجود
والعدل هو المحكمة السماوية للكرة الأرضية
قال الرسول صلى الله عليه وسلم
(إن العدل هو الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا)

فجميع مافي الوجود يفسر تفسير عادل
كل كائن حي في هذا الوجود يأخذ حقه نقد أو نسيئة
وقد حاول كثير من الفلاسفة أن يقيموا جمهوية العدل
أمثال كنط، فيختة،
وأفلاطون في مدينة الأخلاق الفاضلة
لكن عجزوا لأن العدل الكلي
لايقدر عليه سوى المقسط العدل
بارىء الخلق
رب العالمين
الله عز وجل

(وربك ليس بظلام للعبيد)

قهل تتفقون معي أن
الوجود شفرة لايفك أسرارها إلا العدل



ولكم مني فائق التقدير والاحترام